إيران تغير قواعد الإشتباك مع إسرائيل في الأجواء السورية
إيران تغير قواعد الإشتباك مع إسرائيل في الأجواء السورية

حمل الإتفاق العسكري الذي عقد بين الجيش السوري والحرس الثوري الإيراني، تحول إستراتيجي في النفوذ الإيراني في المنطقة، وأرسل رسائل كبرى في كل إتجاه، للحلفاء وللخصوم.

أهم ما في الإتفاق العسكري بين طهران ودمشق أنه نقل التعاون الحاصل منذ العام ٢٠١١ الى تعاون رسمي علني، عبر اتفاقية بين دولتين، وأنه شمل مسألة تطوير إيران للدفاعات الجوية السورية مع ما يستتبع ذلك من مسارات.

يأتي الإتفاق العسكري بين البلدين في ظل مساعي أميركية حثيثة لربط إنسحابها من العراق وسوريا بالإنسحاب الإيراني من دمشق، في حين ان طهران مصرة على عدم البحث في هذه النقطة.

معتبرة ان التسوية قضت في وقف النار في العراق مقابل الإنسحاب الأميركي، لكن الإتفاق العسكري في سوريا قطع الطريق أمام اي مفاوضات حول الإنسحاب الايراني من سوريا خصوصاً في ظل الحديث عن كون هذا الوجود غير شرعي.

فوائد الإتفاق العسكري بين البلدين لإيران

إيران تغير قواعد الإشتباك مع إسرائيل في الأجواء السورية
إيران تغير قواعد الإشتباك مع إسرائيل في الأجواء السورية

حوّل الإتفاق الوجود الإيراني في سوريا الى وجود شرعي بموجب القانون الدولي، وأوحى بأن الإنسحاب الذي تسعى اليه واشنطن وتل ابيب لن يحصل وفتح باب الإحتمالات على مصرعيها.

أرادت طهران ودمشق ارسال رسالة  اذ ان تطوير الدفاعات الجوية السورية من قبل الحرس الثوري يعني أن حماية الأجواء السورية لن تكون حكراً على موسكو.

وأن التنسيق الروسي الاسرائيلي لن يحمي الطائرات الاسرائيلية التي تستهدف القوات الحليفة للجيش السوري.

كما أن طهران ارادت القول أن قواتها في سوريا، او الأصح الميليشيات الحليفة لها، من أفغانية وباكستانية وعراقية، لن تبقى من دون حماية، وتالياً فإننا أمام مرحلة قد تتغير فيها قواعد الإشتباك في سوريا ولن تبقى اسرائيل تملك حرية التصرف الى الحد الذي تمتلكه اليوم..

تبديل قواعد الإشتباك

إيران تغير قواعد الإشتباك مع إسرائيل في الأجواء السورية
إيران تغير قواعد الإشتباك مع إسرائيل في الأجواء السورية

ما بين رسالة المشاركة في حماية الأجواء السورية، وبين رسالة تبديل قواعد الإشتباك مع تل ابيب في دمشق، هناك رسالة الى الحليف في الساحة السورية، روسيا.

اذ من الواضح ان طهران خطت خطوة كبرى في علاقتها مع المؤسسة العسكرية السورية، بعدما كانت موسكو تمسك بهذا الملف بشكل كبير، كما بات وجود طهران في سوريا يوازي من الناحية القانونية والدولية ما يمنع موسكو من التصرف بحرية في المفاوضات مع واشنطن حول ايران وتواجدها وحتى حول مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد.

تطوير ايران للدفاعات الجوية السورية

إيران تغير قواعد الإشتباك مع إسرائيل في الأجواء السورية
إيران تغير قواعد الإشتباك مع إسرائيل في الأجواء السورية..

المهم، وفي الموضوع التقني عند الحديث عن تطوير ايران للدفاعات الجوية السورية يمكن التفكير بمنظومة “خرداد”، خصوصاً ان دمشق تملك بفاعلية منظومة الدفاع الجوي S200 او سام ٥، وتاليا فإن المنظومة الأكثر تطوراً منها هي “خرداد”، والتي اسقطت طائرة الاستطلاع الأميركية البالغة التطور “غلوبال هوك”، وهذا بدوره يعني عدة أمور.

اولاً، إن ادخال طهران الأجواء السورية ضمن شبكة الأمان ضد الطائرات الحربية الاسرائلية، يعني أن هامش المناورة التكتيكي للقوات الايرانية والحليفة لها بات اكبر من حيث نقل السلاح وايصاله وتخزينه وحتى لناحية الرد على اي اعتداء اسرائيلي.

كما أن هذه المنظومة يمكنها اسقاط الطائرات الاسرائيلية فوق الأجواء اللبنانية، ما يعني ان هناك امكانية حقيقية لحماية جزء من الاجواء اللبنانية من دون ان يكون على “حزب الله” تعريض منظومة الدفاع الجوي التي يمتلكها للكشف قبل الحرب المقبلة، او تعريض قواعد الإشتباك للمسّ..

وثانياً، يمكن الحديث نظرياً عن ان وصول هكذا منظومة للدفاع الجوي لسوريا، يعني ان وصولها الى لبنان ولـ”حزب الله”، سيكون ممكنا من ناحية القرار ومن الناحية اللوجستية…