اسرائيل تطلق قمر  “أفق 16” للتجسس فهل هو للعرب ام على ايران ؟

اطلقت اسرائيل فجر اليوم قمر  “أفق 16” و هو من ضمن اقمار اطلقتها  إسرائيل إلى الفضاء الخارجي، غير أن إطلاقه فجر الاثنين ارتبط بشكل كبير مع تصاعد التقارير عن شنها هجمات على أهداف في إيران.

حيث بثت إسرائيل خبر إطلاق ناجح لقمر تجسس صناعي جديد اليوم الاثنين، ما سيمكنها من مراقبة النشاطات النووية الإيرانية، في حين لمّح وزير الخارجية الإسرائيلي إلى أن بلاده قد تكون وراء حريق دمر موقعاً نووياً إيرانياً الأسبوع الماضي.

و لا يعتبر القمر الصناعي “أفق 16 (أوفيك باللغة العبرية)” الأول الذي تطلقه إسرائيل إلى الفضاء الخارجي، غير أن إطلاقه فجر الاثنين مرتبط بشكل كبير مع تصاعد التقارير عن شنها هجمات على أهداف في إيران.

معلومات عن “أفق 16”

و ذكر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، إن “التفوق التكنولوجي والقدرات الاستخبارية، ضرورية لأمن دولة إسرائيل”، دون مزيد من التفاصيل.

إسرائيل كانت قد أطلقت القمر الصناعي الأول “أفق 1” عام 1988، ومن ثم توالى إطلاق الأقمار الصناعية التجسسية إلى حين أُطلقَ القمر الصناعي “أفق 11” عام 2016.

ولم تتضح أسباب إطلاق اسم “أفق 16” على القمر الجديد الذي قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إنه أطلق من قاعدة في وسط إسرائيل فجر الاثنين.

إسرائيل تطلق قمر تجسس صناعياً للمساعدة على مراقبة النشاطات النووية الإيرانية

هذا  القمر الصناعي الجديد “يعمل بتقنية كهروضوئية ويتمتع بقدرات متطورة للغاية”. وقالت: “خلال الفترة الأولية للتشغيل، سيخضع القمر الصناعي لسلسلة من الاختبارات لتحديد ملاءمته ومستوى أدائه”.

وزارة الدفاع الإسرائيلية اضافت : “بدأ القمر الصناعي الدوران حول الأرض ونقل البيانات، وفقاً لخطط الإطلاق الأصلية”.

و اشتركت عدة شركات ووكالات تجسس إسرائيلية في إنتاج القمر الصناعي الجديد إلى جانب وزارة الدفاع الإسرائيلية، .

وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية: “قادت إدارة الفضاء في وزارة الدفاع تطوير وإنتاج القمر الصناعي وقاذفه، أما هيئة الصناعات الجوية الإسرائيلية فهي المقاول الرئيسي، بعد أن وضعت البرنامج لأنظمته مع قسم مسؤول عن تطوير منصة الإطلاق”.

وأضافت أن “شركة أنظمة (إلبيت) مسؤولة عن تطوير وإنتاج كاميرا القمر الصناعي المتقدمة وتركيبها، وطوّرت شركة (رفائيل) للصناعات الدفاعية المتقدمة و(تومير) محركات الإطلاق، وهي شركة مملوكة للحكومة، كما شاركت شركات إضافية في البرنامج”.

و اضافت وزارة الدفاع الإسرائيلية: “أشرف مدير الأمن بمؤسسة الدفاع على الترتيبات الأمنية للبرنامج، وشارك عديد من المسؤولين في الجيش الإسرائيلي، بشكل رئيسي من فيلق المخابرات والقوات الجوية، بعمق في عملية تطوير القمر الصناعي”.

و اناطت اللثام  عن أنها سوف تسلم المسؤولية عن القمر الصناعي، لوحدة المخابرات “9900” التابعة للجيش الإسرائيلي، بعد التأكد من أنه “يعمل بكامل طاقته”.

ووحدة المخابرات “9900” هي المسؤولة عن جمع المعلومات الاستخبارية المصورة، من خلال الصور الجوية والفضائية.

استهداف إيران؟

وربطت وسائل إعلام إسرائيلية إطلاق القمر الصناعي الجديد، بإعلان إسرائيل مراقبتها ما سمّته “مساعي إيران لامتلاك قدرات نووية”.

وقال موقع “تايمز أوف إسرائيل” الإخباري الاثنين: “على الرغم من أن الوظيفة الرئيسية لقمر التجسس الجديد ستكون على الأرجح مراقبة إيران والتطورات في برامجها النووية والصاروخية، فقد نفى مسؤولو الدفاع في إسرائيل أي رمزية في إطلاق الصاروخ وسط تقارير متزايدة عن أن إسرائيل كانت مسؤولة عن عدد من الانفجارات الأخيرة في إيران، بما في ذلك منشأة لتخصيب اليورانيوم وأخرى في مصنع لإنتاج الصواريخ”.

وخلال الأيام القليلة الماضية، وقعت ثلاثة تفجيرات وحرائق “مجهولة السبب” في مجمع نووي ومحطة توليد طاقة كهربائية ومركز بتروكيماويات، في إيران.

ووقع آخر انفجار السبت الماضي في محطة “مدحج زرغان” للغاز بمدينة الأحواز جنوب غرب إيران، وتُعتبر هذه الحادثة هي الثالثة على الأراضي الإيرانية خلال أسبوع، إذ سبقها انفجار وحريق في المركز الطبي “سينا أطهر” أدى إلى مصرع 19 شخصاً وإصابة 14 آخرين، تلاه انفجار في مبنى تابع لمحطة نظنز النووية.

وقال ثلاثة مسؤولين إيرانيين رفضوا الكشف عن أسمائهم، لوكالة رويترز، إن الانفجار الذي حدث بمنشأة نطنز النووية صباح الخميس الماضي، نتج عن هجوم سيبراني.

ونقلت الوكالة عن أحد المسؤولين الثلاثة، أن “الهجوم السيبراني استهدف وحدة تجميع أجهزة الطرد المركزي”، قائلًا إن “مثل هذه الهجمات حدثت سابقا”، کما نقلت رويترز عن المسؤولَين الآخرَين قولهما إن “إسرائيل يمكن أن تكون وراء الهجمات”، رغم أنهما لم يقدّما أي دليل يدعم مزاعمهما.

من جانبه استبعد وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس الوزراء البديل بيني غانتس، احتمالية ضلوع إسرائيل في هذه الهجمات، وذلك خلال لقاء مع راديو إسرائيل صباح الأحد.

وقال غانتس عند سؤاله عن الانفجارات: “ليس بالضرورة أن ترتبط كل حادثة في الداخل الإيراني بنا”، لكنه أكد أن دولته عازمة على منع إيران من أن تكون قوة نووية. وأضاف: “نواصل عملياتنا في جميع المضامير بهدف منع إيران من الحصول على سلاح نووي، ومن إرسال أسلحة عبر الشرق الأوسط، وسنواصل ذلك لأنه جزء من حماية أمننا”.

مراقبة الشرق الأوسط

ونقل موقع “تايمز أوف إسرائيل” عن شلومي سوداري، رئيس برنامج الفضاء التابع للهيئة الصناعية الجوية الإسرائيلية، قوله: “تتيح شبكة الأقمار الصناعية لنا مشاهدة الشرق الأوسط بأكمله، وأكثر من ذلك بقليل”.

أما رئيس إدارة الفضاء والأقمار الصناعية في وزارة الدفاع الإسرائيلية أمنون هراري، فقال للصحفيين الاثنين، إن القمر الصناعي “سيُستخدم لرصد التهديدات التي تواجه دولة إسرائيل والتي تتطلب مراقبة مستمرة”.

ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن هراري قوله إن “برنامج الفضاء الإيراني يُعتبر تهديدًا علينا مراقبته، على الرغم من الإخفاقات التي تعرضوا لها في السنوات الأخيرة”.

وأضاف هراري: “إيران تستثمر كثيراً في بناء قوتها وبرنامجها الفضائيَّين، الجهد موجود ويجب أن نفترض أنهم سيصلون في نهاية المطاف إلى مستوى كبير في هذا المجال، على الرغم من أن تحقيق (إيران) تقدماً تكنولوجياً مثل (أفق 16) سيستغرق وقتاً طويلاً، إلا أنه تهديد علينا مراقبته”.

ولدى إسرائيل شبكة من الأقمار الصناعية في الفضاء، فإضافةً إلى الأقمار من سلسلة “أفق”، أطلقت العام الماضي القمر الصناعي “عاموس 17” لغرض الاتصالات. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي غانتس إن “إسرائيل واحدة من 13 دولة في العالم لديها قدرات على إطلاق الأقمار الصناعية”.

واستناداً إلى وزارة الدفاع الإسرائيلية، فإن هذه الدول هي: الولايات المتحدة الأمريكية، وإيطاليا، وفرنسا، واليابان، والهند، والمملكة المتحدة، وأوكرانيا، والصين، وروسيا، وإيران، والكوريتان الشمالية والجنوبية، إضافة إلى إسرائيل.

وبالنسبة إلى إسرائيل فإن إطلاق “أفق 16” لم يكُن نهاية المطاف، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي غانتس: “سنواصل تعزيز قدرات إسرائيل، والحفاظ عليها على كل جبهة وفي كل مكان”.

إسرائيل تطلق قمر تجسس صناعياً للمساعدة على مراقبة النشاطات النووية الإيرانية