منطقة القطب الشمالي تشهد اختبار مقاتلات ميغ جديدة

شهد بحر بارنتس الواقع في المحيط المتجمد الشمالي مساء يوم 29 سبتمبر/أيلول الماضي حدثاً بالغ الأهمية يمكن اعتباره حدثا ذا دلالة بالنسبة الى القوات الجوية الروسية. فقد حطت على سطح حاملة الطائرات “الأميرال كوزنتسوف” عدة مقاتلات روسية حديثة من طراز “ميغ – 29 كا/ كوب”.  وكانت  هذه الطائرات المخصصة لسلاح البحرية قد صنعت بناءً على طلب من وزارة الدفاع الهندية، لكن نجاح اختباراتها يوفر الآفاق  لتزويد القوات البحرية الروسية بها ايضا. وبموجب المعلومات المتوفرة لدى صحيفة “إزفيستيا” فان  وزارة الدفاع الروسية  قررت شراء ما لا يقل عن  26 مقاتلة من هذا النوع.

وتعتبر المقاتلة “ميغ -29”  طائرة خفيفة ولم تكن  تقلع سابقا الا من المطارات البرية. وبدأت شركة “ميغ” الروسية في عام 2007 بتصنيع  نموذج بحري من هذه المقاتلة ، وذلك بطلب من القوات البحرية الهندية. وكانت تلك المقاتلات مخصصة  لحاملة الطائرات “الاميرال غورشكوف” التي  اشترتها دلهي.

وكان في حوزة الجيش الروسي نموذج بحري آخر ل “ميغ -29”  مخصصة لحاملة الطائرات “الأميرال كوزنتسوف”. لكن هذا المشروع لم يبدأ تنفيذه. لذلك يمكن اعتبار الاختبار الذي جرى في بحر بارنتس  حدثا ذا دلالة بالنسبة لعملية  تطوير الطيران الحربي الروسي.

وصرح اوليغ بانتيلييف مسؤول قسم الدراسات  في وكالة “آفيا بورت” لصحيفة “ارفيستيا” ان هذا الامر يعد تأكيدا لامكانيات طائرات “ميغ” . علما انها اخف واصغر حجما من طائرات “سوخوي”. لذلك تتسع حاملة الطائرات لعدد اكبر من المقاتلات.

وتتميز المقاتلة “ميغ” البحرية عن “ميغ” العادية  بمقدرتها على الهبوط على سطح حاملة الطائرات. وتزود “ميغ” البحرية بمنظومات الاسلحة والاجهزة التي لم يسبق استخدامها في مثل هذه الطائرات. وعلى سبيل مثال هناك  رادار عامل توجد في تركيبه شبكة هوائي طورية فعالة .واطلق عليها اسم “جوك – أم اي”. وهي عبارة عن جهاز يشبه خلايا نحل ويتكون من 600 مرسلة صغيرة جدا تقوم كل واحدة منها برصد الاجواء بشكل مستقل. الامر الذي يتيح ل “ميغ” البحرية  رؤية كل ما يحدث امامها على مدى 140 كيلومترا ومرافقة 30 هدفا بحريا او بريا او جويا وتوجيه 6 صواريخ اليها في آن واحد.

ان المقاتلة البحرية الخفيفة الجديدة  تفتح الآفاق الرائعة ليس امام البحرية الهندية فحسب بل امام البحرية الروسية ايضا. وكان فلاديمير فيسوتسكي القائد العام للقوات البحرية  قد أكد مؤخرااحتمال شراء سفن مزودة بمروحيات  مخصصة للانزال من شركات خارج روسيا. وتستطيع هذه السفن  نقل مشاة البحرية والآليات المدرعة  وكذلك المروحيات القتالية و الطائرات ايضا. وقد تعول قيادة البحرية الروسية على ان شراء مثل هذه السفن سيزيد كثيرا من قدرة الاسطول البحري الروسي في ظروف عدم وجود حاملات طائرات روسية. ولا يستبعد ان تهبط على سطوحها “ميغ” البحرية الجديدة. ويقول ناطق في وزارة الدفاع الروسية ان القيادة العسكرية الروسية مستعدة لشراء 26 مقاتلة من هذا النوع علما ان الامر لا يقتصر على هذا فحسب.

واتصلت صحيفة “ازفيستيا” يوم 30 سبتمبر/ايلول بميخائيل بوغوسيان مدير عام مؤسسة “ميغ” الموجود حاليا على ظهر حاملةِ الطائرات “الأميرال كوزنتسوف”  فقال لنا: ” انني على ثقة بان القوات المسلحة الروسية ستكون بحاجة الى  المقاتلات من طراز “ميغ – 29 كا/ كوب”. وسيساعد اختبارها الناجح على متن السفينة في تطوير البرنامج الخاص بتحديث “ميغ – 29” في الهند وتنامي اهتمامالزبائن الاجانب الآخرين من أصحاب الطلبيات بالطائرات الجديدة التي تصنعها شركة “ميغ” الروسية.