مخاطر كبيرة تنتظر “المغامرة التركية” في المستنقع السوري

رغم التقدم الكبير للجيش السوري في معارك الشمال وتحديدا في إدلب يصر الجيش التركي على خوض تلك المعركة رغم الخسائر البشرية والعسكرية التي يتلقاها .

وتركيا لا تواجة تقدم الجيش السوري وحسب بل تواجه غضبا روسيا ضدها لخروجها عن اتفاق سوتشي بين الطرفين .

وتعبيرا عنوالغضب الروسي ضد التدخل التركي حيث شنت طائرات روسية  غارات جوية استهدفت محيط تجمع القوات التركية المتمركزة في معسكر المسطومة جنوبي إدلب.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعطى الرئيس السوري بشار الأسد مهلة لسحب قواته من جوار نقاط المراقبة التركية في إدلب حتى نهاية هذا الشهر مهددا بعمل عسكري كبير ضده ولكن الجيش السوري بدل أن يتراجع تقدم أكثر .

وعلق الخبير في الشؤون الأمنية متين جورجان عبر حسابه على موقع “تويتر على الغارات الروسية على القوات التركية في سوريا قائلا : “ألم يكن هناك ضابط عسكري يؤكد للحكومة في مطلع شهر فبراير الحالي أن نقل هذا العدد الكبير من الوحدات العسكرية إلى إدلب قبل تسوية مشكلة السيطرة على المجال الجوي يعني خطرا كبيرا على جنودنا؟”.

وضع تركيا لا تحسد عليه

أعتبر الخبير أن هزيمة الجيش التركي في إدلب وإنسحابه ستكون له عواقب وخيمة، حيث أضاف: “أي انسحاب لقواتنا العسكرية بضغوط من روسيا سوف يسيء إلى سمعة الجيش التركي وسيفقده قوته الرادعة. وفي المقابل إذا رفضت الحكومة الانسحاب من إدلب فإننا عندئذ سنصبح عالقين ومحاصرين في تلك المنطقة”.

وعبر الجنرال عن أملة بأن تسفر الجهود الدبلوماسية الألمانية والفرنسية عن إيجاد مخرج لبلاده من المستنقع السوري .

المستنقع السوري

تستمر الخسائر البشرية التركية في إدلب حيث قتل جندي تركي، السبت، في قصف للجيش السوري على محافظة إدلب، وفقما أفادت وزارة الدفاع التركية.

وقالت الوزارة عبر حسابها في تويتر إن الجندي اصيب بقصف لدبابات الجيش السوري قبل أن يقضي لدى نقله إلى المستشفى، ليرتفع بذلك إلى 17 عدد الجنود الأتراك الذين قتلوا شمال غربي سوريا منذ بداية فبراير الجاري.

وكانت تركيا قد أرسلت آلاف الجنود والعتاد العسكري إلى المنطقة التي تقع إلى الجنوب من حدودها، بهدف ايقاف زحف الجيش السوري في إدلب .

ويشن الجيش السوري بدعم روسي هجوما واسعا في إدلب ومحيطها منذ ديسمبر، تسبب بنزوح نحو 900 ألف شخص وفق الأمم المتحدة.

وتسيطر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) على أكثر من نصف مساحة محافظة إدلب وعلى قطاعات مجاورة في محافظات حلب وحماة واللاذقية.

ويركز الجيش السوري عملياته بعد استعادة كامل محيط حلب على جبل الزاوية الذي يقاتل فيه فصائل متعددة تركمان وإيغور وجبة النصرة وغيرها من الفصائل المسلحة الأخرى.

الجيش السوري يتقدم

وتمكن الجيش السوري يومةالإثنين من السيطرة على عدة قرى تابعة لمنطقة جبل الزاوية الإستراتيجي بريف إدلب الجنوبي وفق مصادر ميدانية سورية

وقالت المصادر إن السيطرة على القرى جاءت بعد غارات عنيفة شنتها مقاتلات روسية على المنطقة على مدى اليومين الماضيين.

واستقدم الجيش السوري تعزيزات ضخمة تضم
عشرات العناصر المشاة وآليات ثقيلة على محور كفر سجنة في جبل الزاوية.

وبالمقاب استقدم الجيش التركي تعزيزات عسكرية دعما لقواته تمثلت في إرسال 50 آلية عسكرية، وأنشأ نقاطا عسكرية جديدة في كل من صفرة والبارة وبسامس بريف إدلب الجنوبي.

ونظرا للحشود من الطرفين يبدو أن كل طرف مصر على تنفيذ مخططاته ، وربما يقود هذا الإصرار لمواجهة مباشرة بين الطرفين في الميدان وهذا إن وقع لا يمكن توقع النتائج المترتبة عليه .