يعود آخر هجوم اسرائيلي سُجل في سوريا الى 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الفائت 2019، حين تحدثت المصادر عن سقوط 11 قتيلًا في غارات ضد “أهداف” قال الجيش الاسرائيلي إنَّها أهداف إيرانية.
وكانت اسرائيل قد كثفت عامي 2018 و2019 بشكل خاص، ضرباتها في سوريا، مستهدفةً قوات نظام الرئيس بشار الأسد وحليفَيْه “حزب الله” اللبناني وإيران.
الغارة الإسرائيلية الأولى منذ بدء الحرب السورية عام 2011، جاءت في 30 يناير (كانون الثاني) 2013، إذ قصف الطيران الإسرائيلي موقعاً لصواريخ أرض- جو قرب دمشق، ومجمعاً عسكرياً يُشتبه بأنه يحوي مواد كيميائية، بحسب مسؤول أميركي. ويُرجّح أن هذه الغارة ألحقت أضراراً بمركز أبحاث الأسلحة الجرثومية والكيميائية التابع لنظام الأسد في جمرايا قرب دمشق، وفق صحيفة “نيويورك تايمز”. وفي مايو (أيار) من العام ذاته، استُهدف مركز الأبحاث مجدداً، إضافةً إلى مخزن ذخيرة ووحدة في الدفاع الجوي، وفق دبلوماسي في بيروت. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الضربة أسفرت عن مقتل 42 جندياً سورياً.
منذ العام 2003
جدول الاستهدافات الاسرائيلية المعلنة بدأت بوتيرة ترتفع تدريجاً منذ أغسطس(أب) 2003 حين حلقت مقاتلات فوق منزل الرئيس السوري بشار الأسد للتحذير من دعمه لـ”حزب الله”. وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2003: طائرات إسرائيلية تغير على موقع تدريب فلسطيني في منطقة عين الصاحب قرب دمشق.
في يونيو(حزيران) 2006: مرة جديدة طائرات إسرائيلية تحلق فوق قصر الرئاسة السوري عقب أسر حركة “حماس” الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط قرب غزة. وفي سبتمبر(أيلول) 2007: غارة إسرائيلية على ما وصفته تل أبيب بمفاعل نووي سري قيد الإنشاء في دير الزور.
وفي 12 نوفمبر (تشرين الثاني) 2012: الجيش الإسرائيلي يطلق قذائف دبابات على سوريا، ووجه ما وصفها بضربات مباشرة ردا على سقوط قذيفة هاون على مرتفعات الجولان من الجانب السوري من خط فك الاشتباك، بعد يوم من إطلاقه “أعيرة تحذيرية” على قذيفة مماثلة في أول قصف من نوعه منذ العام 1974. وفي 5 مايو(أيار) 2013: إسرائيل تقر بأنها شنت غارات على مواقع سورية مستهدفة أسلحة إيرانية مرسلة إلى “حزب الله” اللبناني، في وقت قال التلفزيون السوري إن إسرائيل شنت هجوما صاروخيا على مركز البحوث العلمية في جمرايا بريف دمشق.
وفي 13 يوليو(تموز) 2013: انفجار غامض وقع في مدينة اللاذقية الساحلية في سوريا حدث نتيجة غارة جوية إسرائيلية استهدفت مرابض صواريخ متطورة مضادة للسفن.
وفي 23 يونيو(حزيران) 2014: قتل عشرة جنود سوريين على الأقل في غارات جوية نفذتها مقاتلات إسرائيلية على مواقع عسكرية في الجزء السوري من هضبة الجولان المحتل، رداً على استهداف سيارة إسرائيلية على خط وقف إطلاق النار في المنطقة.
مقتل سمير القنطار
وبعد أكثر من عام ونصف العام، أسفرت غارة نُسبت إلى إسرائيل في جنوب سوريا قرب القنيطرة، في 18 يناير 2015، عن مقتل ستة عناصر في حزب الله وضابط في الحرس الثوري الإيراني.
وفي 19 ديسمبر (كانون الأول)، قُتل سمير القنطار، القيادي في حزب الله الذي اعتُقل لوقت طويل في إسرائيل، في غارة بضاحية دمشق وفق الحزب.
في 17 مارس (آذار) 2017، أكّدت إسرائيل استهداف أسلحة “متطوّرة” كانت ستُنقل إلى حزب الله، قرب تدمر في وسط سوريا. وفي 22 سبتمبر (أيلول)، أطلقت طائرات إسرائيلية صواريخ على مخزن ذخيرة لحزب الله قرب مطار دمشق، الذي استُهدف مراراً، إضافةً إلى مطار المزة في ريف دمشق الغربي، الذي يضمّ مقرّ المخابرات الجوية السورية.
2018: سقوط طائرة إسرائيلية
لاحقاً، في العاشر من فبراير (شباط) 2018، اعترضت إسرائيل طائرة من دون طيار مصدرها سوريا، فردّت بشنّ سلسلة غارات جوية، مستهدفةً مواقع عسكرية سورية و”إيرانية”، لكنّ إحدى الطائرات الإسرائيلية أُسقطت في هذه العملية.
وفي التاسع من أبريل (نيسان)، قُتل 14 مسلّحاً، بينهم سبعة إيرانيين، في ضربة نُسبت إلى إسرائيل واستهدفت قاعدة عسكرية في محافظة حمص.
في الثامن من مايو، أسفرت ضربة قرب دمشق، نسبتها هذه الأخيرة والمرصد السوري إلى إسرائيل أيضاً، عن مقتل 15 مقاتلاً أجنبياً موالياً للنظام السوري، بينهم ثمانية إيرانيين. وبعد يومين، شنّت إسرائيل عشرات الغارات على أهداف قالت إنها إيرانية، وذلك رداً على إطلاق صواريخ على الجزء المحتل من هضبة الجولان. وقُتل نتيجة هذه الضربات 27 مقاتلاً موالياً للنظام، بينهم 11 إيرانياً. وفي 15 يوليو (تموز)، استهدفت صواريخ موقعاً تابعاً للحرس الثوري الإيراني قرب مطار النيرب العسكري في حلب، موقعةً تسعة قتلى من المقاتلين الموالين للنظام، بينهم ثلاثة أجانب.
ضربات كثيفة عام 2019
عام 2019، صعّدت إسرائيل ضرباتها في سوريا، فأعلنت في 21 يناير استهداف “مخازن أسلحة وموقع في مطار دمشق الدولي وموقع للاستخبارات الإيرانية ومعسكر إيراني للتدريب” تابع لفيلق القدس، وذلك “رداً” على إطلاق الإيرانيين، قبل 24 ساعة، صاروخ أرض- أرض على الشطر المحتل من هضبة الجولان. وأفاد المرصد السوري حينها بأن هذا القصف أسفر عن مقتل 21 مقاتلاً، غالبيتهم إيرانيون.
في 17 مايو، شنّت إسرائيل ضربات في منطقة الكسوة قرب دمشق، حيث توجد مستودعات أسلحة تابعة لإيران وحزب الله، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي 2 يونيو (حزيران)، استهدفت إسرائيل مواقع قرب العاصمة دمشق وفي محافظة القنيطرة، قالت إنها رداً على إطلاق قذائف صاروخية من سوريا.
وأُطلقت في 3 يونيو صواريخ على قاعدة جوية في محافظة حمص، فقُتل في هذا الهجوم 15 مقاتلاً موالياً للنظام السوري، وفق المرصد.
وبعد أقلّ من شهر، في 30 يونيو، أدّت ضربات إسرائيلية على مواقع قرب دمشق وفي محافظة حمص إلى مقتل 15 شخصاً بينهم مدنيون، وفق المرصد.
في 24 يوليو، أسفرت غارات على محافظتي درعا والقنيطرة عن مقتل تسعة مقاتلين موالين للنظام، بينهم ستة إيرانيين، بحسب المرصد أيضاً.
في صيف 2019 وتحديداً 25 أغسطس (آب) غارة اسرائيلية جنوب شرقي دمشق، والمرصد السوري يعلن مقتل عنصرين من “حزب الله” ومقاتل إيراني في هذه الغارة.