السعودية تتدخل لإنهاء تمرد جزيرة سقطرى اليمنية

كشف مصدر يمني مسؤول، الخميس، عن وساطة سعودية لإنهاء التمرد الذي قاده موالون لدولة الإمارات في محافظة سقطرى، الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي على بعد 350 كلم من سواحل اليمن الجنوبية.

وقال المصدر المسؤول في تصريح له فضل عدم ذكر اسمه، مساء الخميس، إن قادة في القوات السعودية المتمركزة بجزيرة سقطرى تدخلت بوساطة لإنهاء التمرد الذي قاده عسكريون في مقر قيادة كتيبة حراس الشواطئ، الاثنين الماضي.

وأضاف المصدر أن الحوار بين السعوديين والمتمردين متواصلة، دون أي تقدم، رغم أنهم أرسلوا تطمينات لقيادة السلطة المحلية وقيادة الجيش في سقطرى أن هناك تجاوبا لحل التمرد.

وأكد المصدر أن قائد اللواء الأول مشاة بحري المتمركز في جزيرة سقطرى، أعطى مهلة للوساطة السعودية حتى يوم السبت المقبل، لإنهاء التمرد، مالم فإنه سيدخل مقر كتيبة “حراس الشواطئ” بالقوة.

تمرد سقطرى

والاثنين الماضي، قامت مجاميع عسكرية من “حراس الشواطئ” في سقطرى، بالتمرد على قيادة الجيش، وإعلان ولائها للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا، ورفعت علم الانفصال ( دولة الجنوب سابقا) في سارية وسط مقرها الكتيبة، في مدينة حديبو، عاصمة الجزيرة، التي أعلنها الرئيس اليمني، محافظة جديدة في الأعوام الماضية.

وكان مصدر مسؤول في سقطرى قد صرح الاثنين المنصرم، أن التمرد جاء بعد تلقيهم أموالا من دولة داعمة لهم ، كان نصيب كل جندي ألفي ومئتي ريال ، بما يزيد على مئتي ألف ريال يمني.

أهمية موقع جزيرة سقطرى

سقطرى جزيرة يمنية تحظى بموقع إستراتيجي هام، لقبت بأكثر المناطق غرابة في العالم نظراً للتنوع الحيوي الفريد بها والأهمية البيئية، سيطرت عليها الإماراتفي ظل أجواء الحرب في البلاد وأرسلت قواتها إلى هناك بداية مايو/أيار 2018.

الموقع

تقع جزيرة أو أرخبيل سقطرى في الساحل الجنوبي للجزيرة العربية أمام مدينة المكلا شرق خليج عدنحيث نقطة التقاء المحيط الهندي ببحر العرب وكذلك إلى الشرق من القرن الأفريقي. وتبعد عن السواحل الجنوبية لليمن بنحو 350 كيلومترا.

ويتشكل الأرخبيل من عدة جزر منها درسة وسمحة وعبد الكوري، إلى جانب ست جزر صخرية. وعاصمة سقطرى هي حديبو، وتبلغ مساحة الجزيرة 3650 كيلومترا، أما عدد سكانها فيقدر بنحو 150 ألف نسمة.

سيطرة إماراتية

عانت سقطرى كغيرها من المناطق اليمنية من تبعات الحرب، وظهرت انعكاساتها على الجانبين الإنساني والاقتصادي، وحتى على الحياة الطبيعية التي تمثل التراث العالمي الذي تزخر به الجزيرة، حيث لجأ السكان إلى قطع الأشجار واستخدام أخشابها في الطهو والتدفئة بسبب عدم وجود الغاز.

وبسبب مخزونها المتنوع وخصائصها الطبيعية الفريدة من نوعها وموقعها الاستراتيجي ، سعت الإمارات للسيطرة عليها وعملت على شراء أراض يمنية، رغم منع السلطات بيع أراض لمستثمرين جانب.

 

وبداية مايو/أيار 2018 أقدمت الإمارات على إرسال قواتها بشكل مفاجئ إلى مطار سقطرى بلا تنسيق مع الجانب اليمني، وذلك بالتزامن مع زيارة للجزيرة من قبل رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر ووزراء، وهي الخطوة التي رفضتها الحكومة الشرعية واعتبرتها غير مبررة.

وكتب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في حسابه على تويتر قائلا “لنا علاقات تاريخية وأسرية مع سقطرى وأهلها”.

ولاحقا تم إرسال قوات سعودية للجزيرة لإعادة التوازن إليها ،وما تزال الجزيرة تشكل نقطة صراع بين الفصائل اليمنية والقوات السعودية الإماراتية .