بعد مؤتمر ليبيا في برلين طالب وزير خارجية ألمانيا ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إلى إعادة التفكير في مهمة “صوفيا” الأوروبية في المتوسط. جاء ذلك قبيل لقاء وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي لمناقشة ملف ليبيا.
بعد مؤتمر ليبيا في برلين طالب وزير خارجية ألمانيا ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إلى إعادة التكفير في مهمة “صوفيا” الأوروبية في المتوسط. جاء ذلك قبيل لقاء وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي لمناقشة ملف ليبيا.
هايكو ماس يدعو إلى اعادة التفكير في مهمة صوفيا الأوروبية لانقاذ اللاجئين من الغرق
انقذت مهمة صوفيا في البحر المتوسط مئات المهاجرين من الغرق قبل أن تتوقف عن العمل
أكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أنه من الضروري عقب مؤتمر برلين بشأن ليبيا إعادة التفكير في مهمة الإنقاذ التابعة للاتحاد الأوروبي “صوفيا” في البحر المتوسط.
وبالنظر إلى مخيمات اللجوء في ليبيا، قال ماس مساء أمس الأحد في تصريحات لشبكة “إيه آر دي” الألمانية الإعلامية: “لا يمكنني القول إنني أعتبر الأوضاع هناك غير إنسانية، وأؤيد بعد ذلك عودة المهاجرين إلى هناك. يتعين علينا في كل الأحوال التحدث مجددا عن مهمة صوفيا الأوروبية”.
تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي يقصر مهمته حاليا على تدريب خفر السواحل الليبي، حيث لم يعد يرسل سفنا لإنقاذ لمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا من الغرق في البحر المتوسط. وقال ماس: “كنا نشارك في المهمة هناك”، مضيفا في الإشارة إلى نتائج مؤتمر برلين بشأن تسوية النزاع الليبي: “وأعتقد مع العملية التي بدأت الآن سوف تقع إحدى نقاطها ضمن مسؤولية الاتحاد الأوروبي”.
من جانبه دعا مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي إلى إعادة إحياء مهمة “صوفيا” البحرية، التابعة للاتحاد، على السواحل الليبية، وضمان تنفيذ الحظر المفروض من جانب الأمم المتحدة على إرسال الأسلحة لليبيا. وردا على سؤال عما إذا كان يتعين على الاتحاد الأوروبي استئناف دورياته البحرية في إطار المهمة صوفيا، قال بوريل :”أعتقد أن علينا إعادة إحيائها، نعم”.
وذكر ماس أن إنهاء النزاع الليبي سيساهم في تحسين أوضاع المهاجرين المحتجزين في ليبيا، وقال: “إذا كنا نريد حقا تحسين الأوضاع هناك، بحيث يتم إغلاق تلك السجون، فلا بد من إنهاء الحرب الأهلية”. وأوضح ماس أنه تم مطالبة رئيس الوزراء الليبي فايز السراج بإغلاق تلك المعسكرات، مضيفا أنه حتى إذا تعهد المسؤولون بذلك، فإنه لن يكون بمقدورهم التنفيذ بدون إنهاء النزاع.
ومن المقرر أن يناقش وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين (20 كانون ثاني/يناير 2020) الخطوات المقبلة لتنفيذ عملية سلام في ليبيا، في أعقاب قمة برلين.
وقبل المؤتمر، تعهد الاتحاد الأوروبي بالقيام بكل ما هو ضروري لتنفيذ أي اتفاقات تم التوصل إليها على طاولة المفاوضات، خاصة فيما يتعلق بوقف إطلاق النار وحظر الأسلحة المفروض من الأمم المتحدة على ليبيا. وقد يشمل ذلك إرسال مهمة تحت علم الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا، وفقًا لما ذكره الممثل السامي للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل. وقال مسؤول أوروبي كبير إن بوريل قد يضع الخطوط العريضة للاقتراحات الأولية، رغم أنه من المرجح أن يقدم الوزراء المزيد من التفاصيل في هذه القضية عندما يجتمعون مرة أخرى في غضون شهر.
وردا على سؤال بشأن ما إذا كان الاتحاد يمكن أن يدرس إرسال بعثة حفظ سلام عسكرية، قال بوريل “يحتاج وقف إطلاق النار لمن يراقبه. لا يمكن قول ‘هذا وقف إطلاق نار‘ ثم تنسى أمره…ينبغي أن يراقبه أحد ويديره”. يشار إلى أن اليونان وإيطاليا أبدت استعدادهما لإرسال قوات إلى ليبيا، بينما قالت ألمانيا إنها ستفكر في المشاركة.
واتفقت قوى أجنبية خلال قمة في برلين أمس الأحد على دعم هدنة هشة في ليبيا التي تجتاحها الاضطرابات منذ سقوط معمر القذافي في 2011 حيث تتنازع حكومتان متناحرتان في الشرق والغرب على السلطة وموارد الطاقة.