ملك الاردن يحذر من «الحرب الشاملة»

حذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في كلمة أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية أمس من «حرب شاملة» و«فوضى لا توصف» في منطقة الشرق الأوسط في حال حصول مواجهة بين الولايات المتحدة وإيران.

وقال الملك عبدالله «الآن، دعونا ننتقل إلى ما يحدث اليوم، وإلى المواجهة الأخيرة بين الولايات المتحدة وإيران، ماذا لو، في المرة القادمة، لم يبتعد أي من الجانبين عن حافة الهاوية، متسبباً بانزلاقنا جميعاً نحو فوضى لا توصف، نحو حرب شاملة تهدد استقرار المنطقة بأسرها؟».

وقال الملك عبدالله «دعوني أسألكم سؤالاً افتراضياً آخر: ماذا لو فشل العراق في تحقيق تطلعات شعبه والاستثمار في إمكاناته، وانزلق مرة أخرى إلى حلقة مفرغة من سبعة عشر عاماً من الانتعاش ثم الانتكاس، أو إلى ما هو أسوأ من ذلك، إلى حالة الصراع؟».

الصورة:

وأضاف «في العراق 12 في المئة من احتياطي النفط العالمي. ولكن، والأهم من ذلك، العراق هو موطن لأكثر من 40 مليون شخص، عانوا أربعة عقود من الحرب والعقوبات والاحتلال والصراع الطائفي وإرهاب داعش».

وأضاف «قد تكون سوريا خارج التغطية الإعلامية، ومعاناتها بعيدة عن البال، ولكن الأزمة لم تنتهِ بعد، خلال الأشهر التسعة الماضية، نزح أكثر من نصف مليون شخص، والعديد منهم بالأصل لاجئون».

تعريف الحرب الشاملة

 

تتميز الحرب الشاملة بعدم وجود تمييز بين الجنود المقاتلين والمدنيين والهدف منها هو تدمير موارد المنافس حتى لا يتمكن من مواصلة الحرب ، وقد يشمل ذلك استهداف البنية الأساسية الرئيسية في دولة العدو ، ومنع وصول إمدادات المياه أو الأغذية ، بالإضافة إلى ذلك لا يوجد في الحرب الشاملة حدود لنوع الأسلحة المستخدمة ، حيث يمكن استخدام الأسلحة البيولوجية أو النووية أو غيرها من أسلحة الدمار الشامل .

وبينما تميل الحروب الإمبريالية إلى استهداف أكبر عدد من الضحايا ، فإن عدد القتلى والإصابات ليس هو وحده الذي يحدد أن تلك الحرب شاملة ، فحتى في الحروب القبيلة الصغيرة يمكن أن تتضمن جوانب الحرب الشاملة عن طريق استعباد وقتل المدنيين ، وهذا الاستهداف المتعمد للمدنيين هو الذي يوسع الحروب القبلية إلى مستوى الحرب الشاملة .

وقد تلزم الدول التي تشن حربًا شاملة مواطنيها بقوانين معينة أو التجنيد الإجباري أو أسلوب الدعاية أو أي جهود داخلية أخرى تعتبرها ضرورية لدعم الحرب على مستوى الجبهة الداخلية .

نتيجة بحث الصور عن الحرب الشاملة

تاريخ الحرب الشاملة

 

بدأت الحرب الشاملة في الظهور منذ العصور الوسطى واستمرت خلال فترة الحربين العالميتين ، وبينما كانت هناك قواعد ثقافية ودينية منذ زمن طويل تحدد ما يجب استهدافه ومالا يجب استهدافه في الحرب ، لم تكن هناك أي قوانين دولية تنظم الحروب إلا بعد توقيع اتفاقية جنيف التي أوجدت ما يعرف بالقانون الإنساني الدولي IHL .

الحرب الشاملة في العصور الوسطى

 

أحد أشهر وأقدم الأمثلة التاريخية على الحروب الشاملة التي وقعت في العصور الوسطى هي الحروب الصليبية والتي تمت في القرن الحادي عشر ، حيث قادت الجيوش الأوروبية سلسلة من الحروب خلال تلك الفترة قتلوا خلالها أكثر من مليون شخص ، وقاموا بحرق عدد لا يحصى من القرى تحت زعم الحفاظ على ديانتهم ، وقد قتلوا سكان قرى بأكملها .

ومن أمثلة الحرب الشاملة أيضًا سلسلة الحروب التي قادها القائد المغولي جنكيز خان في القرن الثالث عشر ، وهو الذي أسس إمبراطورية المغول التي نمت بسبب انتشار قواته في شمال شرق آسيا والاستيلاء على عدد كبير من المدن وذبح معظم سكانها ، لمنع أي انتفاضة في المدن المهزومة حيث لم يتبقى لديهم أي موارد بشرية أو مالية .

نتيجة بحث الصور عن الحرب الشاملة
الحرب الشاملة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر

خلال فترة الثورة الفرنسية انخرطت المحكمة الثورية الفرنسية في أعمال حرب شاملة وهي الفترة التي أطلق عليها اسم ” عصر الإرهاب الفرنسي “ ، وخلال تلك الفترة أعدمت المحكمة أي شخص لا يظهر دعمًا قويًا وثابتًا للثورة ، كما مات آلاف الأشخاص في السجن في انتظار المحاكمة .

وخلال الحروب النابليونية التي أعقبت الثورة ، تشير التقديرات إلى أن ما يقرب من خمسة ملايين شخص لقوا حتفهم على مدى فترة العشرين عامًا ، وخلال هذه الفترة أصبح الإمبراطور نابليون بونابرت معروفًا بوحشيته .