محتويات هذا المقال ☟
شكل امتناع الاردن عن التعليق الرسمي على ما قاله مؤخرا السفير الامريكي في اسرائيل ديفيد فريدمان لغزا محيرا بالنسبة لأوساط البرلمان والسياسة والاعلام في الاردن .
لكن تساؤلات رسمية عبر القنوات الرسمية الخلفية نقلت للإدارة الامريكية وتحديدا لوزير الخارجية مارك بومبيو في محاولة لتفسير بعض العبارات التي استخدمها ولأول مرة السفير فريدمان .
حصل ذلك دون اي موقف علني ورسمي .
لم يصدر موقف لا عن الحكومة الاردنية ولا عن لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان .
وبطبيعة الحال لا يوجد سفير امريكي في العاصمة عمان حتى الان يمكن الاستفهام منه .
الموقف الاردني الرسمي بعد تصريحات فريدمان الغريبة وفقا لما علمته راي اليوم تفحص تصريحات فريدمان وتقصد غياب التعليق الرسمي عليها واعتبرها اشارة قوية تختصر ما هو اهم بالنسبة للأردن في ملف القضية الفلسطينية .
وهو حسم مسالة الضفة الغربية ومنح الشرعية لضمها من قبل اسرائيل الامر الذي يعتبره الاردن من الاخطار الداهمة والاساسية .
بالنسبة لعمان تلميحات السفير فريدمان واضحة للنقطة الابرز في ملف صفقة القرن الغامضة .
وبالنسبة لها ايضا وحسب مصدر مسئول جدا بدأت فورا عملية التنسيق خلف الستارة مع السلطة الوطنية الفلسطينية لبناء موقف موحد ازاء سيناريو محتمل ووشيك وخلال اسابيع فقط بعنوان ضم الضفة الغربية او اجزاء كبيرة منها لإسرائيل بموجب قرار جديدة لإدارة الرئيس دونالد ترامب وعلى اساس تعامل رام الله وعمان مع هذا السيناريو انطلاقا من ما سربه فريدمان في احد الاحتفالات التابعة لحزب الليكود الاسبوع الماضي .
بصرف النظر عن امكانية التصدي للتوجه الامريكي الجديد ثمة قرار في عمان ورام الله بالبدء في تدشين موقف مشترك وعلى اساس ان ما تحدث عنه السفير فريدمان تقويض مباشر ليس فقط لعملية السلام انما لاتفاقيتي اوسلو ووادي عربة .
تم التوافق ايضا على اجراء مشاورات مع دول اوروبية تتشارك مع القناعة الاردنية والفلسطينية برفض اي مشروع لضم الضفة الغربية.
السفير فريدمان كان قد تحدث عن احتلال الاردن للضفة الغربية لمدة 19 عاما .
وربط بين صفقة القرن علنا وبين اجراءات ستتخذها ادارة ترامب قريبا لتكريس الواقع في الضفة الغربية على اساس يهودا والسامرة .
كانت تلك براي الاردنيين محاولة لحسم الامور في الضفة الغربية ومنع احتمالات حتى ما يسمى بالخيار الاردني بمعنى عودة الضفة الغربية للإدارة الاردنية وفقا لما يقدره رئيس الوزراء السابق طاهر المصري الذي يصر على ان كل هذه المعطيات والاجراءات في الامر الواقع مقدمة لتصفية القضية الفلسطينية وبدء عملية تهجير وتفريغ الارض من سكانها في الضفة الغربية تحت لافتة اقتصادية .
فريدمان كان قد خلط الاوراق وقبل مصادقة بلجنة الكونجرس المختصة والمتوقعة الاسبوع المقبل بكل حال على تعيين سفير جديد لواشنطن بعمان .
وكان وزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي قد ابلغ اللجنة المالية في البرلمان رسميا بان وزارته لا تملك اي معلومات لها علاقة بما يسمى صفقة القرن .
ويضع هذا الواقع الاردن في زاوية ضيقة عندما يتعلق الامر بمصالحه الحيوية بالضفة الغربية بين سفيرين هما الامريكي في تل ابيب فريدمان والمعين لدى البلاط الاردني الذي سيستلم مهام عمله السفير هنري