تحذير أميركي للسفن من هجوم  إيراني محتمل في الخليج

عادت الولايات المتحدة الأمريكية، الثلاثاء،  لتجديد تحذيراتها للسفن التي تبحر عبر الممرات المائية في الشرق الأوسط، من “احتمال اتخاذ إيران إجراء ضد المصالح البحرية الأميركية”.

و نشرت الإدارة البحرية الأميركية تحذيرًا للسفن التي تبحر عبر الممرات المائية في الشرق الأوسط من تهديدات إيرانية محتملة سواء من طهران أو وكلائها ضدها في الخليج والمنطقة المحيطة.

كما ذكرت وكالة “أسوشيتد برس” أن تحذير الإدارة البحرية الأميركية يأتي جراء تزايد التهديدات عقب مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في غارة أميركية قرب مطار بغداد الجمعة.

و تطابق  التحذير الساري منذ أمس الاثنين وحتى 13 من يناير/كانون الثاني، كثيرا عن التحذير الأول الذي صدر يوم الجمعة.

و وضح التحذيران “لا يزال هناك احتمال بحدوث عمل إيراني ضد الأصول البحرية الأميركية في المنطقة”.

وسبق أن جرى استهداف ناقلات للنفط العام الماضي في عمليات تخريبية اتهمت واشنطن فيها إيران ووكلائها في المنطقة.

كما سبق أن احتجزت إيران خلال الفترة ذاتها ناقلات نفط حول مضيق هرمز الحيوي الذي يسافر عبره 20 بالمئة من النفط الخام في العالم.

وتأتي تلك التطورات عقب التهديدات الإيرانية بالانتقام لمقتل سليماني في هجوم قالت واشنطن إنه يأتي في إطار الدفاع عن النفس.

وفي وقت سابق الثلاثاء، صادق مجلس الشورى الإسلامي في إيران (البرلمان)، على تصنيف وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” منظمة إرهابية، فيما توعد المرشد الإيراني علي خامنئي وقادة في الحرس الثوري ومسؤولين إيرانيين بالانتقام لمقتل سليماني.

قبل ذلك هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بقصف 52 “هدفا هاما” لإيران حال استهدفت طهران أي مواقع تابعة للولايات المتحدة.

ويتوقع مراقبون عجز طهران عن الرد مباشرة حاليا على مقتل سليماني نظراً لرغبتها في عدم الدخول في فوضى تعكر صفو تثبيت نفوذها الاستراتيجي في سوريا ومحيطها، بالإضافة إلى قوة واشنطن في ردعها وإعلان حرب لا يمكن لإيران تحملها في ظل الوضع الصعوبات التي تمر بها اقتصاديا.

ويرجح المراقبون أن تلجأ طهران إلى رد منسق مع وكلائها في المنطقة مثل الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان وميليشياتها في سوريا والعراق.

ووضعت إيران الموانئ المطلة على مضيق هرمز الاستراتيجي ومياه الخليج العربي حيث تمر السفن التجارية وامدادات النفط العالمية، ومنشآت النفط القريبة من الجغرافية اليمنية وباب المندب، ضمن خطة دفاعية تستخدمها ضد واشنطن التي كثفت حملة “ضغوط قصوى” ضد طهران واقتصادها منذ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب بلاده من الاتفاق النووي في 2018.

الصورة:

وسبق للميليشيات الحوثية الذين تدعمها إيران بالأسلحة المتطورة أن استهدفت سفن نقل الطاقة أو موانئ ومنشآت نفط دول حليفة لواشنطن، في الأشهر الماضية وهو السيناريو الذي تتوقعه الولايات المتحدة واستعدت له مبكرا، حيث عززت وجود قواتها في المنطقة لحماية مصالحها.

والجمعة دعا المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران إلى استهداف القواعد الأميركية المنتشرة في المنطقة بعد مقتل سليماني، فيما هدد حسن نصر الله أمين عام حزب الله في لبنان الولايات المتحدة ودعاها إلى سحب جنودها الموجودين في المنطقة.

وقال نصر الله إن العقوبة العادلة لمقتل سليماني ستكون استهداف “الوجود العسكري الأميركي في منطقتنا والقواعد العسكرية الأميركية والسفن العسكرية وكل جندي أميركي وضابط .”

وأضاف أنه عندما يبدأ الأميركيون العودة إلى وطنهم في توابيت، عندئذ سوف يفهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه فقد المنطقة.

ومن المتوقع أن يرتفع عدد القوات الأميركية في الشرق الأوسط إلى أكثر من 80 ألف جندي يمثلون مختلف القوات الجوية والبحرية بمعدات عسكرية متنوعة بعد مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية اعتزامها إرسال قاذفات بي-52 والمزيد من القوات إلى المنطقة تحسبا لرد إيراني انتقامي.

وتتضمن الخطط التي حددها البنتاغون أمس الاثنين إرسال حوالي 200 من أعضاء فريق القتال التابع للواء 173 المحمول جوا والمتمركز في فيتشنزا بإيطاليا إلى الشرق الأوسط.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع إن بعض هذه القوات ستتركز مهامها في رفع حصانة السفارة الأميركية في بيروت.

البنتاغون رفع عدد القوات الأميركية في المنطقة

وسينضم هؤلاء إلى أكثر من 10 آلاف من القوات الأميركية التي تم نقلها إلى المنطقة أو وضعت في حالة تأهب منذ يوم الجمعة تاريخ مقتل سليماني.

ومن بينهم حوالي 5 آلاف من مشاة البحرية والجنود المتوجهين إلى المنطقة على متن البارجة البحرية “يو إس إس باتان”، ومجموعتها الجاهزة التي تضم وحدة المشاة البحرية السادسة والعشرين.

وقررت وزارة الدفاع الأميركية تغيير وجهة البارجة الحربية من المغرب إلى الشرق الأوسط، بعد أن كانت على وشك المشاركة في مناورات مع القوات المغربية ضمن عملية “أسد البحر” الأفريقية.

وقال مسؤولون أميركيون إن عدة مئات من الأفراد العسكريين سيكونون جزءا من سرب يحوي قاذفات القنابل من طراز بي 52 التي سترسل إلى المنطقة.

وكانت واشنطن قد أرسلت مجموعة من القاذفات إلى قاعدتها الجوية في قطر عام 2019 خلال الفترة التي ارتفع فيها التوتر مع إيران، ولكنها سحبتها لاحقا.

ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أن ستة قاذفات من طراز بي-52 سيتم إعادتها إلى المنطقة خلال الأيام القادمة.

ومنذ مايو الماضي، زادت قوات الجيش الأميركي من تأهبها لهجوم إيراني في منطقة الخليج، بعد أن كشفت مؤشرات استخبارية للإدارة الأميركية بأن طهران تخطط لهجمات ضد مصالح أميركية في العراق وغيره في المنطقة.

وفي الأشهر الأخيرة لم تستطع إيران تنفيذ أي من هجمات ضد السفن في مياه الخليج، بعد إطلاق تحالف الأمن البحري الدولي الذي تشارك فيه 7 دول تضم الولايات المتحدة والسعودية وأستراليا والبحرين وبريطانيا والإمارات وألبانيا، لكبح التهديدات الإيرانية بمياه الخليج.

والاثنين، أعلنت بريطانيا عن عزمها إرسال سفينتين حربيتين لحماية سفنها في مضيق هرمز.

وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن بلاده ستنشر الفرقاطة “إتش.إم.إس مونتروس” والمدمرة “إتش.إم.إس ديفندر” في المضيق، داعيا جميع الأطراف إلى عدم تصعيد الوضع..

واوضح والاس أنه “بموجب القانون الدولي، يحق للولايات المتحدة الدفاع عن نفسها ضد هؤلاء الذين يفرضون تهديدا وشيكا لمواطنيهم”.

وكان قد تم نشر السفينتين الحربيتين البريطانيتين في المضيق العام الماضي بعد أن احتجزت قوات إيرانية ناقلة نفط تحمل علم بريطانيا.

تأهب أميركي من رد انتقامي على مقتل سليماني من قبل إيران ووكلائها