ماذا بعد مقتل سليماني الرجل العسكري الأخطر في الشرق الأوسط..هل تشتعل الحرب؟

اغتيال أمريكا لقائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، أهم الشخصيات العسكرية الإيرانية، يشكل جرس إنذار لأحداث يمكن أن تندلع في أي لحظة.

مساعد أوباما: بقتل سليماني ترامب أشعل الحرب في الشرق الأوسط

قال روبرت مالي، الذي شغل منصب مساعد الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط في عهد باراك أوباما، إن الرئيس الحالي دونالد ترامب أعلن عمليا، الحرب على إيران من خلال قتل قاسم سليماني.

وأضاف مالي في تعليق، “الرئيس، الذي وعد بمنع وقوع أية حرب أمريكية أخرى في الشرق الأوسط، قام في الواقع لتوه بإعلان هذه الحرب. الضربة، التي تزعم إدارة البيت الأبيض، أنها تهدف إلى ردع الهجمات الإيرانية، ستؤدي بالتأكيد إلى زيادة هذه الهجمات”.

وأعرب مالي، الذي يشغل حاليا منصب رئيس مجموعة الأزمات الدولية، عن ثقته بأن عملية اغتيال سليماني “تمثل بدون شك ضربة خطيرة لإيران”. وأضاف: “لكنها أيضا ضربة شديدة لأي أمل في تراجع التصعيد الإقليمي”.

من جانبه، أعرب دانييل شنايدرمان، الخبير في نفس المجموعة الدولية المذكورة،  عن اقتناعه التام أيضا، بأن هذه العملية الأمريكية هي “تصعيد جدي وكبير للتوتر” بين الدولتين. ويرى هذا الخبير، أن رد إيران ليس بالبعيد بتاتا، “وهو أمر خطير وسيعجل بحرب إقليمية محتملة”.

وقال شنايدرمان: عدم وجود أية إمكانية دبلوماسية أو أماكن للتواصل بين الجانبين، يجعل من الصعب تحقيق أي تخفيف محتمل للتصعيد. وهذا يعني أن استمرار تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران ليس مرجحا فحسب، ولكنه (سيحدث) بشكل شبه مؤكد.

إسرائيل تغلق جبل الشيخ بعد اغتيال سليماني

سارعت إسرائيل إلى إغلاق منطقة جبل الشيخ في وجه الإسرائيليين والسياح، في أعقاب عملية اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني، اللواء قاسم سليماني، التي تمت في العراق.

وطلبت الجهات المختصة الإسرائيلية، من الجمهور عدم التوجه إلى منطقة جبل الشيخ، في خطوة احترازية لأي رد قد تتعرض له إسرائيل بعد عملية الاغتيال، التي أعلنت الولايات المتحدة رسميا مسؤوليتها عن تنفيذها.

بيلوسي: اغتيال سليماني أثار خطر التصعيد

قالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، إن اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني، أثار خطر التصعيد في المنطقة.

وأعربت عن قلقها من ذلك، وطالبت الإدارة الأمريكية، بإبلاغ الكونغرس عن الوضع القائم حاليا.

وأضافت بيلوسي في تصريح مكتوب: “لا يمكننا تعريض أرواح العسكريين الأمريكيين لخطر أكبر من خلال أعمال استفزازية وغير متناسبة. الغارة الجوية التي تمت اليوم، تزيد من خطر إثارة تصعيد خطير لاحق للعنف. لا يمكن لأمريكا والعالم كله، أن يسمحوا بأن تصل عملية تصعيد التوتر إلى نقطة اللاعودة”.

وقالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي: “قامت الإدارة بتنفيذ هجمات اليوم في العراق … دون أن تحصل على إذن (الكونغرس) باستخدام القوة العسكرية ضد إيران. بالإضافة إلى ذلك، تم اتخاذ هذه الإجراءات دون التشاور مع الكونغرس”.

واختتمت بيلوسي تصريحها بالقول: “يجب إبلاغ الكونغرس، بهذا الوضع الجدي وبالخطوات التالية التي تدرسها الإدارة، بما في ذلك الزيادة الكبيرة في عدد القوات الإضافية التي يتم إرسالها إلى المنطقة”

دمشق اغتيال سليماني: يرقى إلى أساليب العصابات الإجرامية

دانت سوريا بشدة اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني، وعدد من كوادر الحشد الشعبي العراقي، واعتبرته تصعيدا أمريكيا خطيرا للأوضاع في المنطقة.

ونقلت الوكالة الرسمية السورية عن بيان لمصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين، تأكيده أن “سوريا تدين بأشد العبارات العدوان الإجرامي الأمريكي الغادر الذي أدى إلى استشهاد اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني وأبو مهدي المهندس، نائب رئيس الحشد الشعبي العراقي وعدد من كوادر الحشد”.

ووصف المصدر الخطوة الأمريكية بأنها “تصعيد خطير للأوضاع في المنطقة”​​​.

وأضاف أن “هذا العدوان الغادر الذي يرقى إلى أساليب العصابات الإجرامية، يؤكد مجددا مسؤولية الولايات المتحدة الأمريكية عن حالة عدم الاستقرار التي يشهدها العراق الشقيق، وذلك في سياق سياساتها الرامية إلى خلق التوترات وتأجيج الصراعات في دول المنطقة بهدف الهيمنة عليها”.

مناصب سليماني

تولى في تسعينات القرن الماضي قيادة الحرس الثوري في محافظة كرمان الحدودية مع أفغانستان، ومكنته تجربته القتالية والعسكرية من وقف تهريب المخدرات من أفغانستان إلى تركيا وأوروبا عبر إيران.

وتولى آخر منصب له في العام 1998، عندما عين قائدا لفيلق القدس في الحرس الثوري خلفا لأحمد وحيدي.

وخلال ثورة الطلاب في عهد الرئيس محمد خاتمي في العام 1999، وقع سليماني مع 23 قائدا في الحرس الثوري على عريضة إنذار لخاتمي، حذروه فيها من أن الحرس الثوري سيقمع الحراك الشعبي إذا لم تقم الحكومة بدورها في التصدي له.

فيما قالت تقارير إعلامية إن القادة في الحرس الثوري حذروا خاتمي من الانقلاب.

وفي 2011 قام مرشد الثورة، علي خامنئي، بترقية سليماني من لواء إلى فريق في الحرس الثوري، ويطلق خامنئي على سليماني لقب “الشهيد الحي”.

وفي ضربة عسكرية كبيرة لإيران، أعلن التلفزيون الرسمي العراقي ومتحدث باسم “الحشد الشعبي”، مقتل سليماني في قصف جوي أمريكي بالقرب من مطار بغداد استهدفه ومجموعة من قيادات الحشد بينهم أبو مهدي المهندس، الرجل الثاني في الحشد، في ساعة مبكرة من يوم الجمعة 3 يناير الجاري.

وأكد مسؤول أمريكي فجر الجمعة لرويترز مقتل سليماني والمهندس، قائلا إن واشنطن بانتظار التأكد من الحمض النووي من الجثتين. في حين قال عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، الديمقراطي كريس ميرفي، إن “سليماني كان عدوا للولايات المتحدة”. متسائلاً في الوقت نفسه، حول ما إذا كان “اغتيال سليماني ثاني أقوى شخص في إيران، سيؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية ضخمة محتملة؟”.

سليماني من وجهة نظر أمريكا

يصف الأمريكيون سليماني بـ”الرجل الأخطر” في الشرق الأوسط، الذي أدار معارك في مواجهتهم على مدار أعوام طويلة، وكان له دور كبير في بناء ودعم حزب الله اللبناني، والفصائل الشيعية في العراق، وتنفيذ عشرات العمليات السرية خارج إيران.

وتقول مجلة “نيو ووركر” الأمريكية، إن سليماني عندما تولى قيادة فيلق القدس كان يعمل على إعادة تشكيل الشرق الأوسط لصالح إيران، فمن اغتيال الأعداء إلى تسليح الحلفاء، كان سليماني يعمل كوسيط أحيانا وكقوة عسكرية أحيانا أخرى، ولأكثر من عقد كان عمله توجيه الشبكات الشيعية المسلحة داخل العراق، وبناء قوة حزب الله في لبنان، وجماعة الحوثي في اليمن، وحتى دعم أبرز حركات المقاومة الإسلامية في فلسطين كحماس والجهاد الإسلامي.

وصنفته واشنطن إرهابيا وفرضت الخزانة الأمريكية عليه عقوبات، ورغم إدارته للعمليات والعملاء حول العالم، إلا أن سليماني يكاد يكون غير مرئي للعالم الخارجي.