نقلت شبكة فوكس نيوز مساء أمس الثلاثاء عن مسؤولين أمريكيين أن الولايات المتحدة تستعد لنشر أربعة آلاف جندي في العراق، في أعقاب الهجوم الذي تعرضت له السفارة الأمريكية في بغداد.
35 ألف جندي في 6 قواعد أمريكية بالعراق
35 الف جندي امريكي، ما عدا 3500 يتمركزون في مقر سفارة الولايات المتحدة ببغداد، بينهم سبعة الاف خبير، يتمركزون في ست قواعد تنتشر على خارطة العراق، هذا العدد ثابت، بمعنى أن هناك قوات متحركة، بحسب الخبير الأمني العراقي صالح العيثاوي، الذي أكد أن التواجد الأمريكي في العراق لأغراض الحفاظ على المصالح الأمريكية أولاً وعلى أمن العراق ودول المنطقة.
وأشار عضو لجنة الامن والدفاع في البرلمان العراقي في دورته السابقة، مثال الآلوسي، إلى أن القوات الامريكية في العراق تتوزع على 12 قاعدة ومعسكر في مختلف أرجاء البلاد منها ثلاث اساسية ومهمة للغاية.
تهديد وأضاف الألوسي قائلاً «موضوع القواعد العسكرية الامريكية في العراق لم يعد سراً، فالإدارة الأمريكية طالما تحدثت عن هذه القواعد، بل ان طائرات كبار المسؤولين الامريكان تهبط اولا في هذه القواعد عندما يزورون العراق، او تقتصر زياراتهم لقواعدهم ولقواتهم فقط في بعض الاحيان كما فعل الرئيس دونالد ترامب نهاية العام الماضي، حين نشر الإعلام الأمريكي صور وتفاصيل هذه الزيارة بشكل علني»، مشيراً الى أن «المصالح الأمريكية في العراق والعراق نفسه يتعرض لتهديد كبير وواضح من بعض دول الاقليم، وفي مقدمتها ايران التي لها نفوذ واسع في العراق عبر قوات الحرس الثوري الايراني المنتشرة في كافة انحاء البلاد إلى جانب الميلشيات العراقية المسلحة الموالية لايران»، لافتاً إلى أن «الادارة الأمريكية كانت قد حلت الجيش العراقي عند اجتياحها العراق في 2003 ومن هنا فعليها تقع مسؤولية تدريب القوات المسلحة والمساهمة بحفظ أمن العراق».
ورأى الخبير الأمني العراقي صالح العيثاوي أن «سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في العراق، تعد أهم قاعدة عسكرية في العراق، فبالإضافة الى مهامها الدبلوماسية الى أنها تضم اكثر من 3500 من افراد القوات الامريكية، اضافة الى مروحيات، وكما تعد قاعدة النصر (فيكتوري) في محيط مطار بغداد الدولي، ذراعها العسكري والتي تستخدم للقيادة والتحكم والتحقيقات والمعلومات الاستخبارية».
وأضاف العيثاوي «القوات الموجودة في السفارة الامريكية في المنطقة الخضراء هي بمثابة قوات للتدخل السريع في الحالات الطارئة التي تهدد السفارة أو المصالح الامريكية في بغداد مثلما حدث أخيراً عندما تعرض محيط السفارة لقصف بصاروخ كاتيوشا من قبل الميلشيات المسلحة الموالية لايران حيث حلقت مروحية عسكرية من السفارة في الانحاء كما انتشر عدد من مقاتلي «المارينز» واغلقوا المنطقة الخضراء»، مشيراً إلى أن «هذه القوات ذاتها كانت قد انتشرت في محيط السفارة ومناطق معينة من بغداد عندما هددت بعض الميلشيات المسلحة الأمن العراقي في العاصمة بغداد عام 2016».
تحصين وتعد السفارة الأمريكية في العراق، والتي افتتحت رسمياً في 2009، أكبر سفارة بنيت في العالم من حيث المساحة والتكلفة المادية والتحصين، فمساحتها تفوق مساحة الفاتيكان، كما أن مساحتها أكبر بست مرات من مساحة مقر الأمم المتحدة في نيويورك، وتقع السفارة المطلة على نهر دجلة مباشرة على مساحة 44 كيلومتر مربع، وتحتوي على بيت السفير ومساعده وبيوت كبار الموظفين».
وأضاف العيثاوي، وهو ضابط عسكري سابق وكان قد خدم في قاعدتي الحبانية وبلد، قائلاً «القوات الامريكية اتخذت من غالبية معسكرات الجيش العراقي السابق اماكن تواجد لها، لكنهم اختاروا مواقع مهمة كقواعد جوية وبرية وابرزها قاعدة الامام علي في الناصرية القائمة على هضبة عالية تطل على ايران وقد بنيت في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين واستخدمت كقاعدة لطائرات السوخوي لقصف اهداف مهمة في إيران ابان الحرب العرقية الإيرانية».
وتابع أن القوات الأمريكية تتمركز أيضاً في «قاعدتي عين الأسد والحبانية، في الانبار، وبلد، في صلاح الدين، اضافة الى قاعدة التاجي، وهي تشبه الى حد كبير قاعدة بلد، غير أنها لا تمتلك مدارج لطائرات F16.، إلى جانب قاعدة كركوك (رينج) وهي بمثابة معسكر نموذجي للتدريب والتأهيل العسكري، وهذه القواعد تغطي عموم العراق». وأشار العيثاوي إلى أن «من ابرز مهمات هذه القوات هي الحفاظ على أمن دول المنطقة من التهديدات الاقليمية».
3 قواعد وكانت تقارير استخباراتية كردية قد كشفت عن عزم القوات الأمريكية إنشاء ثلاث قواعد عسكرية جديدة في العراق، مشيرة إلى وجود شركات أمنية أمريكية سوف تعمل على تأهيل تلك القواعد. وبعد اجتياح تنظيم داعش، لمدن واسعة من العراق منتصف عام 2014، وقعت الادارة الامريكية وبموافقة الحكومة العراقية اتفاقية عسكرية مع حكومة اقليم كردستان العراق على بناء خمس قواعد لها بمناطق تحت سيطرة الإقليم. ولفت العيثاوي إلى أن « تحديد عدد افراد القوات الامريكية الفعلية في العراق بدقة أمر صعب للغاية، ولكن معلوماتنا تعتمد على ما تعلنه الادارة الامريكية رسمياً، لكننا اذا ما تابعنا التقارير العسكرية الامريكية وعدد قواعدهم ومعسكراتهم في البلد فسوف نكتشف ان هناك ما لا يقل عن 35 الف جندي امريكي متواجدون بشكل ثابت، اضافة الى القوات المتحركة، باستثناء ما هو معلن في مقر السفارة الامريكية».
وبحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية ( بي بي سي) أخيراً، فان قوات الائتلاف التي شاركت بغزو العراق قدرت بـ 173 ألف جندي، منهم 150 ألف جندي أمريكي، ويضيف تقرير، انه بعد إعلان انتهاء العمليات القتالية للقوات الأمريكية في العراق صيف 2011، وصل عدد الجنود الأمريكيين هناك إلى 39 ألفًا بعد أن بلغ ذروته عام 2008، حين كان عدد الجنود 165 ألفًا، ولا تزال الولايات المتحدة تشغل 18 قاعدة عسكرية في العراق. استعراض وتعترض بعض الاحزاب والقيادات الشيعية، بتحريض من ايران، على وجود القوات الامريكية في العراق وتطالب برحيلها، إلا أن عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، ظافر العاني، اكد أن «وجود القوات الامريكية في العراق رسمي وقانوني وياتي ضمن اتفاقيات رسمية موقعة بين حكومتي البلدين”، لافتاً الى ان «الاتفاقية الامنية تتحدث عن وجود قوات امريكية لاغراض التدريب والحماية والمشاركة في الدفاع عن العراق دون ان تتطرق الى عدد افراد هذه القوات واختصاصاتها”. وأضاف ان «القوات الامريكية ساهمت بشكل فعال في تحرير الموصل ومناطق اخرى من سيطرة تنظيم داعش الارهابي، كما ان مجرد وجودها يجعل بعض دول الاقليم، وخاصة إيران، تفكر الف مرة قبل ان تشن اي هجوم على العراق او تهدد بضرب مصالح امريكا». وتابع «اما موضوع اعتراض هذا السياسي او ذاك الحزب على وجود هذه القوات فهو استعراض اعلامي امام جمهورهم ليس الا، ولإرضاء ايران.. اما العراق فهو غير معني بذلك».