شهدت الأزمة الليبية، أمس، تكثيف الحراك الدولي والإقليمي لتطويق القرار التركي إرسال مرتزقة من ميليشيات سورية موالية لأنقرة إلى ليبيا، للقتال في صفوف الإرهابيين المدعومين من حكومة الوفاق.
حيث يعقد مجلس جامعة الدول العربية اليوم دورة غير عادية على مستوى المندوبين الدائمين لاتخاذ موقف عربي موحد إزاء التدخلات الخارجية في الشأن الليبي.
كما قادت مصر اتصالات دولية مع فرنسا وإيطاليا، تمحورت حول رفض الدول الثلاث الاتفاق الأمني بين حكومة الميليشيات وأنقرة ترسيم الحدود البحرية، وإرسال مرتزقة إلى ليبيا.
كما عبرت المستشارة الألمانية التي أجرت اتصالات مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، عن قلقها من «خطط تركيا العسكرية في ليبيا».
https://youtu.be/d9vXpH47z_4
https://youtu.be/d9vXpH47z_4
ويعقد مجلس جامعة الدول العربية، اليوم، دورة غير عادية على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة العراق لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا وذلك بناء على دعوة وجهتها مصر للجامعة.
في الأثناء، أكد الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والفرنسي إيمانويل ماكرون، في اتصال هاتفي، أن مذكرة التفاهم بين تركيا وحكومة الوفاق الليبية تعارض القانون الدولي.
https://youtu.be/V7-qnXWlg_4
وأضاف قصر الإليزيه في بيان، أن الرئيسين أكدا أن الاتفاقية حول ترسيم حدودهما البحرية تتعارض مع قانون البحار.
واتفقا على البقاء على اتصال وثيق بهذا الصدد. وبحث الرئيسان في الاتصال الهاتفي أخطار التصعيد العسكري في ليبيا، داعيين الفاعلين الدوليين والليبيين إلى أكبر قدر من ضبط النفس.
وأعربا عن رغبتهما في أن يتم التوصل لاتفاق سياسي في إطار الأمم المتحدة، بهدف إعادة الوحدة والسيادة التامة إلى ليبيا.
في سياق الجهود المصرية أيضاً، بحث وزير الخارجية المصري، سامح شكري، مع نظيره الإيطالي، لويجي دي مايو، مستجدات الأوضاع في ليبيا.
حيث أكدا، حسب القاهرة، رفض بلديهما التدخلات الخارجية في الأزمة المستمرة هناك.
وأفادت الخارجية المصرية، في بيان صدر على لسان الناطق باسمها، أحمد حافظ، بأن مكالمة هاتفية أجريت بين الطرفين، بمبادرة من شكري «في إطار التشاور المتواصل بين مصر وإيطاليا حول ليبيا».
من جهتها، أجرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اتصالات لتطويق التصعيد التركي للأزمة. وقال ناطق باسم الحكومة الألمانية:
إن ميركل بحثت الجهود الرامية للتوصل إلى حل دبلوماسي للصراع الليبي خلال اتصالين هاتفيين منفصلين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي تعتزم بلاده إرسال قوات إلى ليبيا.
وذكر أن ألمانيا تتابع «بقلق شديد» التقارير عن خطط تركيا العسكرية في ليبيا.
وحث كل الأطراف المعنية على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس واحترام الحظر الدولي على تصدير الأسلحة إلى ليبيا وتكثيف المساعي للتوصل إلى حل دبلوماسي.
التجنيد يتواصل
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن جهود تركيا لـ«تجنيد المرتزقة» من أجل إرسالهم إلى ليبيا تتواصل بشكل مكثف.
وأوضح أنه رصد «ارتفاع عدد المجندين الذين وصلوا إلى المعسكرات التركية لتلقي التدريب إلى ما لا يقل عن 1600 مرتزق من مقاتلي فصائل السلطان مراد وسليمان شاه وفرقة المعتصم الموالية لتركيا».
وأوضح أنه يجري نقلهم للمعسكرات «من منطقة عفرين بعد تسجيل أسمائهم»، مشيراً إلى أن «عملية تسجيل الأسماء تستمر بشكل واسع».
وكان المرصد السوري ذكر، أمس، أن عدد المقاتلين الذين وصلوا إلى العاصمة الليبية طرابلس بلغ 300 شخص.