اهتمت الصحف العالمية الصادرة اليوم السبت الاستعدادات العسكرية للتدخل عسكريا في ليبيا، لإنقاذ حكومة ”الوفاق“ في طرابلس، كما توقفت الصحف عند القرار الياباني بإرسال قوات بحرية إلى الشرق الأوسط.
وسلطت صحيفة ”الإندبندنت“ البريطانية، الضوء على استعداد السلطات التركية لإرسال قوات برية وبحرية في محاولة لإنقاذ حكومة طرابلس من الانهيار بعد التقدم الكبير للجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر واقترابه من دخول العاصمة، وسط تقارير تفيد بأن المقاتلين السوريين الذين تدعمهم أنقرة سيكونون من بين الجنود الذين سيتم نشرهم في طرابلس.
وأشارت الصحيفة إلى مخاوف الخبراء من أن يؤدي التدخل العسكري التركي إلى اتساع القتال وتفاقم الأزمة الليبية.
هذه خطة تركيا للتدخل في ليبيا.. هل ستصطدم بروسيا؟
وفي السياق نفسه كشفت وكالة بلومبيرغ الأمريكية أن تركيا تستعد لنشر قوات بحرية لدعم الحكومة الليبية المعترف بها دوليا، بالإضافة إلى دفعة من قوات المعارضة السورية المدعومة من أنقرة لمواجهة الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر.
ونقلت الوكالة عن مسؤول تركي كبير قوله إن تركيا تخطط لإرسال قواتها البحرية لحماية طرابلس، بينما تقوم قواتها بتدريب وتنسيق قوات رئيس الوزراء فايز السراج.
ويبدو أن دافع تركيا إلى المبادرة بالتحرك في ليبيا هو تطلعها للحصول على صفقات من الدولة الغنية بالنفط، وإحياء عقود عمل كانت جمدت بعد الإطاحة بالقذافي.
وقال المسؤول التركي ومسؤول ثان في ليبيا إنه في الوقت نفسه من المتوقع أن تعزز جماعات المعارضة السورية المنتمية لعرق التركمان التي قاتلت إلى جانب تركيا في شمال سوريا الحكومة في طرابلس على الفور. وطلب كلا الشخصين عدم ذكر اسمه بسبب حساسية القضية.
غير أن هؤلاء المقاتلين غير منضبطين ولم يتمكنوا سابقا من التقدم في عفرين وتل أبيض إلا بدعم جوي ومدفعي تركي. وبدونه فإنهم يمضون الوقت في الاقتتال فيما بينهم أو مضايقة المدنيين والتظاهر بالأسلحة وترديد الشعارات. بينما تتطلع طرابلس إلى غارات جوية وجنود حقيقيين لتعزيز دفاعاتها الضعيفة.
ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست أن قطر هي من سيدفع على الأرجح فاتورة التدخل التركي، كما ستساعد بالدعم الإعلامي واللوبيات لتصوير العملية على أنها ”إنقاذ لطرابلس.“
ويمكن لتدخل تركي أكثر تعقيدا أن يضع أنقرة في مواجهة روسيا رغم أن الدولتين تشتركان في اتفاقات مهمة لكليهما، بما في ذلك سوريا وخط أنابيب TurkStream ومنظومة S-400. وهذا ما يدفع المحللين إلى ترجيح أن تكون تركيا تسعى إلى إبرام اتفاق مع روسيا في ليبيا مشابه للاتفاق في الشمال السوري.