محتويات هذا المقال ☟
تحولت منظومة صواريخ “إس-400” من وسائط الدفاع الجوي الأكثر إثارة للاهتمام في العالم،وأبدت الكثير من الصحف والمواقع المتخصصة اهتماما متزايدا بهذه المنظومة .
ولعل أهم أسباب تسليط الضوء على منظومة إس 400 هو محاربة أمريكا لها وسعيها لفرض عقوبات على كل دولة تشتري هذه المنظومة بهدف تحجيم انتشارها ووضعها في إطار ضيق من التوسع .
وبمقابل محاولا أمريكا منع انتشار المنظومة نجد أن الأمور تسير في منحى مغاير حيث تزداد الطلبات لشراء هذه المنظومة والاي كان آخرها توريد المنظومة لتركيا والهند.
ويرى مراقبون أن هذه المنظومة تحتوي على أسرار جعلت منها رائدة ومطلوبة في سوق السلاح العالمي وبحسب المراقبون يكمن هذا السر في الصواريخ الخاصة بمنظومة “إس-400” وكذلك في كون روسيا دولة رائدة في مجال صناعة وسائط الدفاع الجوي.
روسيا تحدث طفرة في صناعة المنظومات الدفاعية
حققت روسيا طفرة كبيرة في هذا المجال عندما صنعت منظومة “إس-300” التي تستطيع أن تضرب عدة أهداف في وقت واحد بصواريخها. وفوق ذلك تتمتع منظومة “إس-300” بالقدرة على التنقل.
يجدر بالذكر أن منظومة “إس-300” دخلت الخدمة في عام 1978 بينما دخلت منظومة أمريكية مشابهة أطلق عليها في وقت لاحق اسم “باتريوت”، الخدمة في عام 1981.
وتم تطوير منظومة “إس-300”. ومهدت نسختها المطورة المسماة بـ”إس-300بي إم أو-3″ لظهور “إس-400”. وصُنعت صواريخ بعيدة المدى أشهرها “40إن6″، ورادار متطور لهذه المنظومة.
ومن أهم مزايا منظومة “إس-400” أنها تستطيع استخدام مختلف الصواريخ، فيما تستطيع منظومة الدفاع الروسية الأحدث “إس-500” أن تستخدم مزيدا من أنواع الصواريخ.
أسرار قوة أنظمة صواريخ إس 400
تعتبر أنظمة صاروخ أرض-جو طويلة المدى، بما في ذلك إس-300 الروسية وإس-400، أسلحة شديدة القوّة؛ إذ تعتبر إس-400 الروسية أحد أفضل أنظمة الصواريخ أرض-جو الاستراتيجية التي تعمل اليوم.
(وهناك بديل أفضل قيد التطوير، في شكل إس-500). وتتمثل نقاط القوة الخاصة بمنظومة إس-300 وسلسلة إس-400 في نطاق تغطيتها الواسع وقدرتها على استهداف أهداف مختلفة (منها الطائرات في المقام الأول، إلى جانب الصواريخ الجوّالة والصواريخ الباليستية إلى حد ما)، إلى جانب أجهزة استشعارها المتطورة التي تدعي روسيا أنها قادرة على كشف تقنيّة التخفي.
في حال كانت بين أيدي طاقم مختص ومدرّب جيداً، فإن صواريخ أرض-جو الحديثة بعيدة المدى مثل إس-400 قادرة على أن تسبّب أضرارًا هائلة لأعدائها. ويتيح لها نطاق تغطيتها أن تستهدف الطائرات الرئيسية التابعة للعدو، مثل طائرات التزود بالوقود القيّمة والطائرات ذات نظام الإنذار المبكر والتحكّم المحمول جوًا. وتمكّنها قدرات الاستهداف هذه على الدفاع عن نفسها ضد مختلف التهديدات والهجمات، كما توفر قدراتها المضادة لتقنيّة التخفي، رغم محدوديّتها، القدرة على إسقاط بعض أفضل الطائرات المقاتلة قيد الاستعمال حاليًا.
حدود قدرات صواريخ أرض-جو
على الرغم من هذه القدرات النظرية المثيرة للإعجاب، إلا أن صواريخ أرض-جو طويلة المدى الحديثة مثل إس-400 ليست جيدة إلا في السياق الذي تتواجد فيه؛ ما يعني أن هذه الأنظمة قد تكون أكثر أو أقل فاعلية اعتمادًا على نوع الخصم الذي تواجهه. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تشكل طائرة إس-400 تهديدًا هائلاً أمام التوغّل المحدود للعدو، بالإضافة إلى أن كتيبة إس-400 الكاملة تحتوي فقط على حوالي ثماني قاذفات صواريخ، كلّ واحدة منها مزودة عادة بأربعة صواريخ. و32 صاروخا كافية بالتأكيد لإحداث ضرر جسيم لأي هجوم محدود.
في المقابل، إذا كانت كتيبة إس-400 تعمل بمعزل عن غيرها أو في حال لم تدعمها دفاعات جوية حديثة أخرى، فمن المحتمل ألا يكون لديها عدد كاف من الصواريخ لتحمّل هجوم عسكري أكيد. ويَصدُق هذا الوضع بشكل خاص في الشرق الأوسط، حيث ينشر العديد من العملاء أنظمة دفاع جوي صاروخي باهظة الثمن في شكل بطاريات بدلاً من كتائب، بما أن البطارية هي أصغر وحدة، مما يعني أنها تحتوي فقط على 16 صاروخًا جاهزًا.
طريقة تفادي منظومة إس 400
يمكن أن يستفيد الهدف من الطيران المنخفض بسبب الميزات الجغرافية والانحناءات الأرضيّة لتجنب صاروخ إس-400 لفترة أطول بكثير من الهدف الذي قد يحلّق على علو مرتفع. وضد صاروخ جوال منخفض التحليق، من المرجح أن يلقى إس-400 نجاحًا على مسافة عشرات الكيلومترات فقط وليس المئات. وفي نهاية المطاف، ستكون منظومة الدفاع الجوّي الصاروخي من نوع إس-400 المعزولة أو حتى الكتيبة عرضة لهجوم مشبع وقد تتعرّض للتدمير دون التمكّن من تدمير أي طائرة عدو.
الصواريخ مصممة للعمل الجماعي
تعزز هذه العوامل حقيقة أساسية حول أنظمة صواريخ أرض-جو مثل إس-300 وإس-400، وهي أنها لم تصمّم أبدًا لتعمل كأنظمة قائمة بذاتها وهذا يعني أنها أكثر فاعلية عندما تكون جزءا من نظام دفاع جوي متكامل أوسع. ويتكون هذا النظام الفعال من أنواع مختلفة من صواريخ أرض-جو من المدى القصير جدًا إلى المدى البعيد جدًا. كما أنه يتضمن العديد من أجهزة الرادار وأجهزة الاستشعار الأخرى للكشف عن أنواع مختلفة من أهداف العدو. وكلما كان حجمها أكبر (على النطاق الجغرافي)، وأكثر كثافة (من حيث أعداد الأنظمة المختلفة التي تحتويها)، وكما زاد تقدّم نظام الدفاع الجوي المتكامل الأوسع من الناحية التكنولوجية، زادت قدرتها على حماية مجال جوي معين.
تعد صواريخ أرض-جو طويلة المدى، على الرغم من كونها حجر الأساس في أي نظام دفاع جوي متكامل حديث وفعال، مجرد جزء من شبكة أوسع. إن صواريخ أرض-جو طويلة المدى في نظام الدفاع الجوي الحديث والفعال محمية بصواريخ أرض-جو قصيرة المدى، والتي صممت لتكون فعالة في إسقاط ذخائر العدو من مسافة قصيرة باستخدام مجموعة من الأسلحة وقنابل قصيرة المدى للغاية ويمكن المناورة بها.
في الأساس، يهدف نظام الدفاع الجوي إلى الجمع بين العديد من نقاط القوة المختلفة للأنظمة المتعددة في مجموعة من الدفاعات متعددة الطبقات والمتكررة مع قوة صمود كبيرة حتى في ظل هجوم متواصل. وفي مثل هذه الشبكة، قد يلعب صاروخ أرض-جو بعيد المدى دور البطولة، لكنه في النهاية جهد جماعي.
خلاصة
بناء على ذلك، لا تعد صواريخ أرض-جو طويلة المدى مثل إس-400 أسلحة معجزة؛ ذلك أنه حتى أنظمة الدفاع الجوي الأكثر فاعلية ستكون عرضة للإرهاق إذا ما تعرضت لهجوم مستمر دون تعزيز. ولكن في حال تلقّت الدعم الكافي، سيكون بإمكانها لعب دور حاسم، خاصة ضد الهجمات المحدودة.