على الرغم من أن الجنود الأميركيين قرؤوا إرشادات بشأن كيفية التصدي "للمتمردين" واستمعوا إلى جنرالاتهم وهم يتحدثون عن كيفية إلحاق الهزيمة بطالبان، فإن الحقائق على الأرض مختلفة، وإن ميادين القتال بالنسبة للأميركيين في أفغانستان باتت دموية ومؤلمة ومثيرة للإحباط. هذا ما أشارت إليه صحيفة صنداي تايمز التي قالت إن تقارير أشارت إلى أن معنويات القوات الأجنبية آخذة في التراجع في الحرب على أفغانستان، وذكرت الصحيفة أن قوات المارينز الأميركية المتمركزة في ولاية هلمند تعيش حالة من الترقب والقلق بين سندان عداء الأهالي ومطرقة هجمات حركة طالبان.
وأعلن شيخ المنطقة القبلية في الولاية حيث تتمركز قوات أميركية العداء للقوات الأجنبية على الملأ، موضحا أن "الأميركيين يهددون اقتصادنا ويحتلون أراضينا لإقامة قواعد لهم، وأنهم يعدوننا بالكثير ولا يقدمون شيئا".
وأضافشيخ قبيلة البلوشحاجيخان قائلا "إن الناس هنا ينظرون إلى القوات الأميركية بوصفها قوات احتلال"و"إن شباب القبيلة يناصبون الأميركيين العداء، وإنهم قد ينطلقون لمقاتلتهم بمرورالوقت".
وكان الجنود الأميركيون يشعرون بالفخر عندما وصلوا إلى منطقة "ساوث ستيشن" أو المحطة الجنوبية في "خان نيشن" في الولاية، ولكن سرعان ما بدأ التشاؤم يطغى على أجوائهم وبدأت معنوياتهم بالانخفاض والتراجع في ظل نظرة الأهالي إزاء الوجود الأجنبي.
ونسبت صنداي تايمز إلى الرقيب أول في القوات الأميركية هناك كريستيان ريتشاردسون القول "أنا لست مؤيدا للحرب بصورة كبيرة، ولا أظن أنها تستحق كل تلك الأرواح التي أزهقت فيها".
وأوضح ريتشاردسون -الذي انضم لمشاة البحرية الأميركية عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر وخدم سنتين في الحرب على العراق- أن قواته أحرزت نجاحات في هلمند، مضيفا ولكن مقاتلي "طالبان والقاعدة سرعان ما يعودون للسيطرة على أي منطقة نخليها".
وتشكو القوات الأميركية البالغ تعدادها 4500 جندي في هلمند والتي انضمت للقوات البريطانية والأجنبية الأخرى في الولاية من نقص في الأعداد في ظل الخشية من الهجمات المتجددة لطالبان والقاعدة.