محتويات هذا المقال ☟
أكد مسؤول روسي على تعاون بلاده مع تركيا لتطوير صناعة الطائرات المقاتلة التركية والتكنولوجيا الخاصة بها، خلال حديثه للصحفيين بمعرض دبي للطيران.
وقال رئيس الفيدرالية الروسية للتعاون العسكري والتقني، ديمتري شوجاييف، إن روسيا مستعدة للمشاركة في تطويرات المقاتلة التركية طراز “4++” والجيل الخامس وتقديم التكنولوجيا الخاصة بها.
وأوضح شوجاييف أن الجانبين يجريان محادثات تقنية حول الجيل الرابع من الطائرات، ويجريان مشاورات أولية حول طائرات الجيل الخامس.
وأشار إلى أنه بالنظر إلى كفاءة روسيا في تصنيع الجيل الخامس من الطائرات، يمكنها المشاركة في هذا المشروع بشكل خاص، وأن هذا التعاون ممكن في مجموعة من أنظمة الطائرات.
وأضاف شوجاييف: “من المبكر القول إن محادثات متقدمة بدأت بشأن إنشاء جيل من الطائرات الروسية-التركية”.
تجدر الإشارة إلى أن تركيا تولي اهتماما بالغا لتطوير قطاع الصناعات الدفاعية والجوية لديها، والذي حقق نقلة قياسية في قائمة الصادرات التركية.
واحتلت صادرات الصناعات الدفاعية والجوية، المرتبة الأولى ضمن قائمة القطاعات الأكثر تصديرا في تركيا، بنسبة نمو قياسية بلغت 37.7 بالمئة خلال الأشهر الـ 9 الأولى من العام الحالي، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2018.
وقال مجلس المصدرين الأتراك، إن قيمة الصادرات التركية من الصناعات الدفاعية والجوية، بلغت 1.9 مليار دولار خلال الفترة بين كانون الثاني/ يناير – أيلول/ سبتمبر 2019، وهو الرقم الأعلى في تاريخ صادرات هذا القطاع، خلال الفترة المذكورة.
كما أن حاجة تركيا لتطوير صناعتها العسكرية والجوية تضاعفت مع قيامها بعمليات عسكرية لتأمين حدودها مع سوريا والعراق من المنظمات التي تصنفها أنقرة بالإرهابية.
الصناعات العسكرية التركية
تشهد الصناعات العسكرية التركية تقدما ملحوظا حيث ارتفعت صادرات الدفاع وصناعات الطيران المدني التركية في عام 2018 بنسبة 17% مقارنة بالعام السابق، حيث بلغت 2.035 مليار دولار، وفق البيانات التي أعلن عنها رئيس «مؤسسة الصناعات الدفاعية التركية»، إسماعيل دمير، مطلع العام الجاري.
وبينما حققت مبيعات الأسلحة العالمية نموًا بنسبة 7.8% في الفترة ما بين 2014-2018، مقارنة بالسنوات الخمس السابقة 2009-2013، زادت صادرات الأسلحة التركية بنسبة 170% في الفترة ذاتها، ما يضع أنقرة في المرتبة 14 بين العواصم الأكثر تصديرًا للأسلحة في العالم، وفق تقرير «معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)».
وزادت مبيعات الأسلحة التركية إلى 364 مليون دولار في عام 2018، من 245 مليون دولار في عام 2017. وبلغ متوسط مبيعات تركيا من الأسلحة 96.52 مليون دولار من عام 1980 حتى عام 2018، ووصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند سقف 364 مليون دولار في عام 2018، وكان أدنى مستوى قياسي له ثلاثة ملايين دولار في عام 1995، بحسب بيانات موقع «تريدينج إيكونوميكس».
طموحات كبيرة
تتخذ تركيا من تنمية صناعة الدفاع هدفًا طويل الأجل. حيث أصبح حوالي 65% من هذا القطاع مُصَنَّعًا محليًا، مقارنة بـ20% عندما صعد أردوغان إلى السلطة في عام 2003.
تأتي هذه الطفرة تطبيقًا لطموحات خطة التنمية الوطنية «رؤية 2023»، التي تسهم الشركات العامة والخاصة فيها بنصيب كبير، من خلال الاستثمار بكثافة في أنشطة البحث والتطوير، ودعم جهود الحكومة التركية لتنويع منتجاتها في صناعة الدفاع، وهو ما تُوِّج بزيادة عدد العناصر المدرجة على قائمة صادرات الأسلحة إلى 244 في عام 2018 مقارنة بـ70 في عام 2010.
ولا تقف الطموحات التركية عند هذا الحد، بل تهدف أنقرة إلى تصدير منتجات عسكرية دفاعية تتجاوز قيمتها 3 مليارات دولار خلال عام 2019، ورفع سقف صادراتها الدفاعية والفضائية إلى 25 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2023، مدعومة بجهود حثيثة تبذلها الشركات التركية لتطوير أنظمة قتالية وأسلحة موجهة.
على رأس هذه المؤسسات التركية، تأتي شركة «أسيلسان» للأسلحة الدفاعية، والشركة التركية لصناعات الفضاء «TAI»، اللتان أدرجهما تقرير سابق لـ«معهد ستوكهولم» من بين أفضل 100 شركة في سوق الأسلحة والدفاع العالمي، إلى جانب شركة «هافيلسان» للدفاعات الجوّية والبرمجيات، وشركة «روكيتسان» لإنتاج منظومات القذائف والصواريخ الحربية.
العربات المدرعة.. فخر الصناعات الدفاعية التركية
كانت مبيعات العربات المدرعة ذات العجلات هي العمود الفقري لصادرات الدفاع التركية خلال العقد الماضي، إلى جانب المركبات الجوية بدون طيار والمروحيات وأنظمة الدفاع الجوي وأسلحة الحرب المضادة للغواصات والمدفعية والمحركات والصواريخ والمستشعرات والأقمار الصناعية والسفن وغيرها، وفق البيانات المُحَدَّثة في أغسطس (آب) 2019.
وباعت تركيا مئات المدرعات المضادة للألغام من طراز «كيربي»– تصميم وإنتاج مصنع «BMC»- إلى تونس وتركمانستان، وصدَّرت حاملات جنود مدرعة من طراز «كوبرا» -تصنيع شركة «أوتوكار»- إلى العديد من الدول مثل البحرين وبنجلاديش وموريتانيا ورواندا.
وكانت تونس أول دولة تستورد مدرعة «التنين يالتشين» التركية متعددة الاستخدامات، من إنتاج شركة «نورول» التركية المساهمة لصناعة الآليات، في سبتمبر 2017، بعدما اجتازت اختبارات قاسية لمدة أسبوعين في الصحراء التونسية متخطية مدرعات منافسة من دول أخرى مثل فرنسا.
مدرعة تركية مصنعة محليًا
وتُستَخدَم «التنين يالتشين» في مراقبة الحدود، وعمليات الاستطلاع، ونقل وإطلاق صواريخ تكتيكية، والكشف عن الإشعاعات الكيميائية والبيولوجية والنووية، ورصد وتدمير الألغام والعبوات الناسفة، وعربة قيادة وتحكم، ودفاع جوي، وآلية قتالية، وعربة نقل جنود، وسيارة إسعاف مدرعة، كما توفر حماية عالية ضد التهديدات الباليستية، وانفجارات الألغام والعبوات الناسفة.
وفي حفل مهيب استضافته العاصمة طشقند، دخلت المدرعة «التنين يالتشين» الخدمة رسميًا في القوات المسلحة الأوزبكية، في الثالث من أغسطس (آب) 2019، بموجب مذكرة تفاهم وقعها الرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيائيف خلال زيارته إلى تركيا في أكتوبر (تشرين الأول) 2017ـ
واتفقت تركيا وأوزبكستان أيضًا على بدء تنفيذ اتفاق عسكري لإنتاج ألف مدرعة من نوع «التنين» بالتعاون بين شركت «نورول ماكينا» التركية و«أوز أوتو» الأوزبكية، في مصنع تابع للشركة التركية على الأراضي الأوزبكية، وهو ما يسهم في انفتاح الصناعات الدفاعية التركية على الأسواق الآسيوية.
إلى جانب ذلك، تبذل الصناعات الدفاعية التركية جهودًا كبيرة لتطوير مدرعات أخرى قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية، مثل:
مدرعة «سامور» البرمائية، من إنتاج شركة «إف إن إس إس» التركية للصناعات الدفاعية، قادرة على التحوُّل إلى جسر عائم تجتاز عبرها المركبات العسكرية الأنهار والمستنقعات التي تعترضها. وبعدما استغنت تركيا عن الاستيراد من الألمان أصحاب الاختصاص في هذا المجال حول العالم، تستهدف الشركة المصنعة تصدير «سامور» إلى دول أخرى، بعد أن حققت الاكتفاء الذاتي للجيش التركي.
حاملة الجنود المدرعة «أورال سوف» رباعية الدفع، من إنتاج شركة «أوتوكار» للصناعات الدفاعية، توفر الحماية ضد التهديدات الباليستية وانفجارات الألغام والعبوات الناسفة، ويمكن تزويدها بمدفع رشاش عيار 12.7 ملم على السقف، ومدفع رشاش عيار 7.62 ملم في الأمام والخلف، ما يجعلها خيارًا مناسبًا للمهام التكتيكية والاستطلاع العميق.
المدرعة القتالية «الفهد بارس 3» ثمانية الدفع، عرضتها مجموعة «FNSS» التركية للصناعات الدفاعية أول مرة خلال المعرض الدولي لتكنولوجيا الدفاع ومنع الكوارث «SITDEF 2019» الذي أقيم في العاصمة البيروفية ليما.
بإمكان المدرعة اجتياز الحواجز بطول 70 سم، والخنادق بعمق 200 سم، وتمتلك مخزن وقود بديل أسفل الدرع للاستخدام في الحالات الطارئة، كما زودت بنابض هوائي معلق مستقل، وكاميرتان حراريتان في الأمام والخلف، فضلاً عن كاميرتين بصريتين في الأمام والخلف، بما يعزز الوعي الظرفي الداخلي.
وكان الجيش الماليزي قد اشترى 257 مدرعة من طراز «AV8»، مصممة وفق نموذج بارس ثمانية الدفع، بينما اتفق الجيش العماني مع المجموعة التركية لشراء 172 مدرعة من طراز «بارس 3» سداسية وثمانية الدفع.
المصفحة «أمازون»، طورتها شركة «بي إم سي» التركية للصناعات الدفاعية لتصبح ذاتية القيادة بالكامل، وتلبي المواصفات الدولية لمقاييس التصفيح، في مقاومة الألغام والعبوات الناسفة، وتتمتع بقدرات كبيرة في المناورة والحركة.
زودت المركبة بنظام قيادة إلكتروني، يستطيع رسم الخرائط واستيعاب المحيط الجغرافي (الوعي البيئي) استنادًا على الذكاء الاصطناعي، وبفضله ستكون قادرة على تحديد مسارها والوصول لهدفها دون التحكم بها عن بعد، مع قابلية التحكم بها عن بعد وقت الحاجة.
مدرعة «يوروك» من إنتاج شركة «نورول» مصممة لمقاومة انفجار بقوة ستة كيلو جرامات من مادة «TNT»، وزودتها شركة «أسلسان» التركية بأنظمة دفاعية.
«العقرب 2» أول مدرعة كهربائية رباعية الدفع مصنعة بالكامل بإمكانات محلية بأيادي خبراء شركة «أوتوكار»، عرضتها تركيا في النسخة 14 للمعرض الدولي للصناعات الدفاعية التي استضافتها مدينة إسطنبول في الفترة من 30 أبريل (نيسان) وحتى 3 مايو (أيار) 2019. هذه المدرعة الكهربائية مجهزة لتلبية احتياجات الكشف والمراقبة والرمي، ويمكن دمج طائرات دون طيار أو روبوتات فيها، وهي مصممة للعمل بالطاقة الكهربائية وبالديزل. ومن المتوقع أن تكون فاتحة لتطبيق تكنولوجيا المركبات الكهربائية على مثيلاتها العسكرية، وخطوة أولى في مجال المركبات الكهربائية والهجينة والذاتية.