الجيش الأمريكي يطور تكنولوجيا التشويش المتقدمة على الرادار

أعلنت شركة BAE Systems ، أكبر شركة دفاع في بريطانيا ، أنها منحت تمويل البحث والتطوير من خلال الجيش الأمريكي لإنشاء تقنية تشويش متطورة للرادار.

ووفقًا لبيان صدر يوم الاثنين عن شركة الدفاع البريطانية الرائدة ، تهدف هذه التقنية إلى تحسين القدرة على البقاء على الهواء وفعالية المهمة للطائرات ذات الأجنحة الدوارة التابعة للجيش الأمريكي والأنظمة الجوية غير المأهولة (UAS) من خلال اكتشاف ودحر التهديدات المعقدة وغير المعروفة في القتال الإلكتروني.

كجزء من العقد ، سيقوم فريق البحث والتطوير التابع لشركة BAE Systems FAST Labs بتصميم التكنولوجيا لدمج إمكانيات التشويش والاستشعار بترددات الراديو التكيفية في نظام واحد.

في حين أن أنظمة الإجراءات المضادة الإلكترونية اليوم ضخمة جدًا وثقيلة بالنسبة لمعظم أنظمة الجناحين الروتاري وأنظمة UAS ، فإن تقنية BAE Systems ستجمع الهوائيات المتعددة القابلة للبرمجة البرمجية في صفيف رقمي متعدد الأطوار يمكّن من وظائف متزامنة ، متجاوزًا القدرات الموجودة مع تقليل الحجم والوزن ، والطاقة (SWaP) للأنظمة الحالية.

وستمكن هذه المنصات من الطيران بأمان بالقرب من التهديدات وداخل المناطق المتنازع عليها مع الحفاظ على الحماية.

وتضيف الأبحاث الخاصة بهذا العقد إلى محفظة الإلكترونيات المتقدمة لشركة BAE Systems وتستند إلى سنوات عديدة من الاستثمار في برامج مختلفة مع مختبر أبحاث القوات الجوية (AFRL) ، والجيش الأمريكي ، ووكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة للدفاع (DARPA) ، بما في ذلك DARPA’s Converged العناصر المتعاونة في عمليات مهام مهام الترددات اللاسلكية (CONCERTO) وبرامج صفيفات بوابة برمجة مجال الترددات الراديوية (RF-FPGA) الخاصة بـ DARPA. سيتم الانتهاء من العمل من أجل العقد في مرافق الشركة في ناشوا ونيو هامبشاير ومريماك ، نيو هامبشاير.

التشويش الإلكتروني

هو أي عائق يحول دون القدرة على الإرسال أو الاستقبال، وهو اضطراب طبيعي أو عَرَضي أو متعمَّد يقود إلى إضعاف رسالة مبثوثة أو الإساءة إلى وضوحها إساءة بالغة بحيث يتعذر فهمها. في العملية الاتصالية، يُقصد من التشويش تدخل أي مثير عارض أو عرقلة عملية الإرسال والاستقبال.

يؤدي التشويش إلى اختلاف الرسالة التي تم إرسالها عن الرسالة التي يتلقاها المستقبل، وتوجد عدة أنواع من التشويش منها التشويش الخاص بالدلالة والتشويش الميكانيكي.

يحدث التشويش الخاص بالدلالة نتيجة المؤثرات الذاتية التي تؤثر في فهم المستقبل للرسالة. ويزداد هذا النوع من التشويش بازدياد غموض الرسالة أو عندما تكون العلاقة بين المرسل والمستقبل غير محايدة، أي عندما تكون مثقلة بالمعاني الانفعالية السلبية أو الإيجابية.

أما التشويش الميكانيكي فيقصد به التدخل الفني أو المادي الذي يطرأ على إرسال الرسالة في سيرها من مصدر المعلومات إلى الهدف الذي يراد الوصول إليه. ويزداد هذا النوع من التشويش بازدياد طول سلسلات الاتصال أي بازدياد عدد المراكز الوسيطة.

فاعلية التشويش​

والتشويش جزء من الإجراءات الرئيسية للحرب الإلكترونية، ويهدف إلى المنع الكلي أو التقليل من استخدام المجال الكهرومغناطيسي الفعال المعادي، ويتم ذلك من خلال رفع مستوى إشارة التشويش لتكون أعلى من إشارة الجهاز المعادي، بقصد حجب المعلومات عنه.

هذا النوع من التشويش عادة ما يكون ضجيجا، في مجال محدود بإرسال نبضات مستمرة على نفس تردد جهاز العدو لتعميته، ويستلزم ذلك معرفة مواصفات الجهاز الإلكتروني المعادي، من حيث قدرة الإرسال والاتجاه، وقد يكون التشويش في مجال عريض، وذلك في حالات التوتر الشديد، والهجوم خاصة، وفي حالة كشفه من قبل العدو، فإن هناك إجراءات مضادة يجب اتباعها ، ومنها:

تغيير التردد، أو زيادة قدرة الإرسال، أو استخدام مصدر تشويش إضافي، فيصعب على العدو التعامل مع مصدرين في نفس الوقت.

وهناك نوع ثالث من التشويش يطلق عليه (التشويش المكتسح) وهو يجمع بين صفتي التشويش الضيق المجال والعريض المجال، وتكون إشارة التشويش متحركة باتجاه واحد من أدنى تردد إلى أعلى تردد.

وعندما يستخدم التشويش عن بعد تكون معدات التشويش محمولة على الطائرة التي تقوم بالتشويش على رادارات العدو لحماية الطائرات المهاجمة، وتكون هذه الطائرة الحاملة خارج مدى الرادار المراد التشويش عليه، وكذلك خارج نطاق أسلحة العدو. أما في حالة التشويش المتقدم، فتكون معدات التشويش محمولة على طائرات تتقدم الطائرة المهاجمة ، وقد تكون معدات وأجهزة التشويش على طائرة مرافقة للطائرة المهاجمة، وتعمل في نفس محور الهجوم حتى يفقد العدو القدرة على تحديد مدى وبعد الأهداف.

والتشويش من أنجح الوسائل للإقلال من فاعلية المعدات الإلكترونية أو إبطالها تماما، إلا أنه أصعبها تنفيذا وأكثرها قدره على ملء المنطقة المحيطة بموجات بنفس التردد المستخدم أو بتردد قريب منه، حيث يلتقط جهاز إشارات صادرة عن مصدر التشويش بحيث يتشبع بها، فيتعذر اكتشاف الإشارات المطلوب استقبالها.

وطريقة التشويش تتطلب إطلاق موجات عالية القدرة، ولهذا فهي تحتاج إلى أجهزة كبيرة الحجم، وإلى منبع قوي للقدرة الكهربائية يمكنه من تغذية هذه الأجهزة، على أن يكون ذلك كله قريبا من الموقع المطلوب إعاقته حتى يكون للتشويش فاعلية.

ويمكن التغلب على التشويش بزيادة قدرة الإرسال، ففي هذه الحالة يتحتم على مصدر التشويش زيادة القدرة التي يطلقها، ويتحول الموقف عند ذلك إلى تسابق بين القدرة التي يطلقها جهاز الإرسال وقدرة أجهزة التشويش، ومن الممكن إجراء تغيير سريع ومفاجئ في تردد الموجات المرسلة، بحيث لا يمكن لمصدر التشويش متابعة هذا التغير، وإطلاق موجات بالتردد الجديد بالسرعة اللازمة، مما يعطي فرصة زمنية لأداء العمل من دون تشويش، ولخصائص الهوائي نفسه تأثير كبير في مناعة الرادار ضد التشويش ، فكلما ركز الهوائي إشعاعاته في اتجاه معين من دون أن يطلق أشعاعات جانبية، أصبح من الصعب التشويش عليه، إذ يتحتم أن تأتي موجات التشويش من هذا الاتجاه المعين، وأن تكون على درجة عالية من التركيز للتأثير في الرادار.

أما إذا كان الهوائي يشع ويستقبل موجات من اتجاهات جانبية، فإنه يكون عرضة للتأثر بأي موجات للتشويش تأتي من أحد هذه الاتجاهات وتقل مناعة التشويش.