تعرف على السفن الحربية الخمس الأكثر ”فتكًا“ في العالم

كشفت مجلة ”ناشونال إنترست“ الأمريكية أنه بعد توقف دام ربع قرن، عادت أحواض بناء السفن مرة أخرى في بناء مدمرات كبيرة وحتى سفن حربية بأحجام طرادات.

وتعمل جميع السفن المقاتلة السطحية الأكثر قوة في العالم في أحدث منطقة تنافس بين القوى العالمية الكبرى، وهي هذه المرة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وصنفت المجلة أقوى خمس سفن مقاتلة سطحية على كوكب الأرض، مع التأكيد بأنها مجرد وسيلة لتحقيق غاية، و“قطع لعبة“ في الصراع بين القوى العسكرية المهيمنة في آسيا ما بعد الحرب (الولايات المتحدة واليابان) والدول الاستبدادية (روسيا والصين) التي تتحدى الوضع القائم.

طرادات طراز كيروف الروسية

المجلة أكدت أن هذه تعد أكبر المقاتلات السطحية التي بنتها أي قوة عظمى في السنوات التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، وغالبًا ما يشار إلى سفن طراز كيروف بأنها طرادات قتالية بسبب حجمها الكبير وقوتها النارية.

ويبلغ طول كل واحدة من طرادات كيروف الأربعة 823 قدمًا، أي 80% من طول حاملة طائرات تابعة للبحرية الأمريكية، بينما يبلغ عرضها الأقصى تسعة وثلاثين قدمًا، بحسب ما أوردته المجلة. وتزن الطرادات 24300 طن، ويمكن أن تصل سرعتها إلى 32 عقدة، بسبب وجود نظام الدفع المشترك بالطاقة النووية وقوة البخار ”CONAS “ الذي يولد ست مئة ميغاوات من الطاقة.

وذكرت ناشونال إنترست أنه من بين السفن الأربع الأصلية التي تمت صناعتها بقيت اثنتان منها فقط، هما: طرادَا ”بيتر فيليكي“ و“أدميرال ناخيموف“، وتم تزويدهما بـ20 صاروخ بي-700 جرانيت ”اسم التاتو إس إس- إن-19 شيبرويك“ نفاث مضاد للسفن تستطيع كل واحدة منها حمل 1500 رطل من المتفجرات أو رأس حربي نووي.

وكانت طرادة كيروف، السريعة والقوية مؤهلة لمطاردة وتدمير ناقلات الطائرات الأمريكية التي تحمل أسلحة نووية قد تهدد غواصات الصواريخ الروسية في البحر والبر السوفيتي، على حد تعبير المجلة.

وكشفت المجلة أن طرادة ”بيتر فيليكي“ تخدم حاليًا مع أسطول بحر الشمال الروسي، في حين تخضع طرادة ”أدميرال ناخيموف“ لإصلاح شامل سيجعل الطرادة تتضمن صواريخ ”تسركون“ الجديدة الخارقة للصوت ونظام صواريخ إس-500 أرض جو. من المتوقع أن يكون الطراد ”أدميرال ناخيموف“ جاهزًا للخدمة في 2021-2022، وسوف ينضم إلى أسطول المحيط الهادئ.

طراد القذائف الموجهة طراز تيكونديروجا الأمريكية

كانت طرادات القذائف الموجهة من طراز تيكونديروجا هي أولى السفن الأمريكية التي تزوّد بنظام رادار سباي- 1، وصواريخ الدفاع الجوي إس إم -2، ومنظومة ”إيجيس“ القتالية.

وعلى الرغم من اعتبارها سفنًا متعددة الأغراض قادرة على الانخراط في الحرب المضادة للغواصات والسفن السطحية بحسب تعبير المجلة، كانت المهمة الرئيسية للطرادات هي الدفاع عن ناقلات البحرية الأمريكية وغيرها من الأصول الكبيرة ذات القيمة العالية من الهجوم الجوي الشامل.

وذكرت المجلة أن طرادات تيكونديروجا تملك بعض أكبر مخازن الصواريخ في العالم، حيث تحتوي على ما مجموعه 122 منصة إطلاق عمودية قادرة على حمل صواريخ الدفاع الجوي من طراز إس إم-2 وإس إم-6، وصواريخ اعتراضية للصواريخ البالستية من طراز إس إم- 3، وصواريخ الدفاع الجوي قصيرة المدى المطوّرة ”سي سبارو“، صواريخ كروز توماهوك للأهداف الأرضية.

وأضافت المجلة أن الطرادات قادرة على حمل الصاروخ الجديد الطويل المدى المضاد للسفن التابع للبحرية الأمريكية، وطرز جديدة من صواريخ توماهوك المضادة للسفن، وصاروخ هاربون المضاد للسفن.

ويبلغ طول طرادات تيكونديروجا 564 قدمًا وتزن حتى 10 آلاف طن عندما تكون محملة بالكامل. وبيّنت المجلة أنه يوجد الآن اثنان وعشرون طرّادًا عاملاً، حيث أحيلت خمس من السفن الأقدم للتقاعد في نهاية الحرب الباردة. وتستطيع كل واحدة من الطرادات الحالية وصول سرعة 30 عقدة بفضل امتلاكها أربع محركات توربينات الغاز إل إم-2500 من تصنيع شركة جنرال إلكتريك.

وذكرت المجلة أن هذه الطرادات تعد من أواخر الطرادات في سلاح البحرية الأمريكية التي تركّب عليها مدافع متعددة، وتحمل مدفعية مارك عيار 45 مزدوجة الغرض في الأمام والخلف.

وهناك ميزتان تجعلان من طرادات الطراز تيكونديروجا قوية بشكل خاص، بحسب المجلة: قدرة بعض الطرادات من نفس الفئة على إنجاز مهمة الدفاع الصاروخي الباليستية باستخدام ومنظومة ”إيجيس“ القتالية وأنظمة اعتراض صواريخ إس إم-3، والقدرة على استخدام طائرات إف-35 المقاتلة وطائرة إي – 2 هوك آي المتخصصة في الإنذار المبكر، والتحكم بالطائرات كامتداد لأجهزة استشعار السفينة، وهو نظام يعرف باسم ”التحكم البحري بإطلاق النار- مكافحة جوية“. (Naval Integrated Fire Control – Counter Air (NIFC-CA).

مدمرة الصواريخ الموجهة من طراز كونغو اليابانية

غالبًا ما تأخذ قوات الدفاع الذاتي اليابانية تلميحات من البحرية الأمريكية التي تعتبرها ”خدمة أكثر تقدمًا“ في أسلحتها، بحسب المجلة. حيث قامت قوات الدفاع الذاتي اليابانية في مواجهة لمهمة حماية البلاد من صواريخ كوريا الشمالية قصيرة ومتوسطة المدى، بالتكليف بإنتاج أربعة مدمرات صواريخ موجهة من طراز كونغو.

وأشارت ناشونال إنترست إلى أن هذه السفن تعتبر نسخًا افتراضية لمدمرات الصواريخ الموجهة من طراز أرليه بورك الأمريكية. ويبلغ طول كل طرادة من طراز كونغو وأخواتها الثلاثة، كيريشيما، وميوكو، وشوكاي 528 قدمًا، وتزن 9400 طن عندما تكون محملة بالكامل.

وكشفت المجلة أنه تم بناء كل واحدة منها بتسعين منصة إطلاق رأسية متطابقة لتلك الموجودة في طرادة طراز في تيكونديروجا، ويمكنها تحميل العديد من الأسلحة نفسها. وعلى الرغم من أن طراز كونغو يعد أمريكيًا، فإنه يحمل بعض الفوارق البسيطة تتضمن مدفع ”أوتو- ميلارا“ عيار 5 بوصة، ومحركات توربينات الغاز إل إم-2500 التي تصنعها مؤسسة ”IHI Japan“ بموجب ترخيص، وأجهزة استشعار وإلكترونيات محلية المصدر.

وتهدف المدمرات من طراز كونغو إلى أن تكون حراسًا لليابان بحسب المجلة، وهي مجهزة بنظام اعتراض الصواريخ إس إم -3 وتستطيع اثنتان فقط من المدمرات حماية معظم البلاد من هجوم بصواريخ باليستية. وعادةً ما تكون اثنتان من طرادات كونغو موجودة في البحر في وضع تأهب للقيام بهذه المهمة.

مدمرة طراز 055 الصينية بنظام الصواريخ الموجهة

وهي من آخر ما تم إنتاجه من السفن الكبيرة على حد تعبير المجلة. حيث إن طراز 055 ذات نظام الصواريخ الموجهة هي أحدث السفن التي انضمت مؤخرًا للبحرية الصينية. وجاءت كاستكمال وتحديث لطراز 052، وتعتبر هذه السفن أكبر حجمًا وذات قدرات أعلى من أي سفينة أخرى لدى القوات البحرية الصينية وتمثل منافسًا قويًا لسفن تيكونديروغا الحربية.

وكشفت ناشونال إنترست أن سفينة 055 الحربية تمتاز بطول 590 قدمًا، مما يجعلها أطول من سفن تيكونديروغا، ويقدّر وزنها بما يصل إلى 10 آلاف طن. وكنظيرتها الأمريكية، فإن المدمرة من الطراز 055 صنعت بهدف القيام بمهمة حراسة أسطول حاملات الطائرات الصينية، مع قدرتها على التصدي للغواصات والسفن الحربية الأخرى عند الضرورة.

أما الميزة الأهم التي جعلت هذا الطراز يظهر في لائحة ناشونال إنترست فهي: أنها تمتلك 112 منصة إطلاق صواريخ عمودية، وكل من هذه المنصات قادرعلى إطلاق صواريخ موجهة مضادة للسفن من النوعين YJ-18A وYJ-100، بالإضافة إلى الصواريخ الموجهة للهجوم الأرضي، أو صواريخ HQ-9B ذات المدى البعيد للدفاع الجوي. وتحمل المدمرة أيضًا صواريخ أرض – جو قصيرة المدى من طراز HHQ-10 تشابه صواريخ الهيكل الدوار RAM التي يستخدمها الناتو، ونظام التسليح H/PJ-11 قريب المدى المشابه للنظام الأمريكي فالانكس.

وذكرت المجلة أن الصين أطلقت مدمرتين من الطراز 055 معًا في يوليو/ تموز 2018، مع ستة مدمرات أخرى قيد الإنشاء وبدرجات متفاوتة من الإنجاز. حيث يُعتقد بأن الصين تسعى لامتلاك 8 مدمرات من هذا النوع على الأقل.

مدمرة الصواريخ الموجهة من طراز أرليه بورك

تعد مدمرات أرليه بورك المكناة تيمنًا باسم قائد المدمرات الشهير من أكثر المدمرات السطحية عددًا، بحسب المجلة. وتعد المدمرة في العديد من النواحي تقليصًا ناجحًا لأجهزة الاستشعار وأسلحة طرادات طراز تيكونديروغا ما عدا مدفع عيار خمس بوصات و ستة وعشرين منصة إطلاق عمودية، إلى منصة أصغر.

وكشفت المجلة أن المخططات الأولى لأول سفينة في فئة ”أرليه بورك، وُضعت في عام 1988 وبدأت الخدمة في عام 1991. وخضعت هذه الفئة للتطوير المستمر منذ ذلك الحين مع توقف قصير فيما بعد العام 2010. ويبلغ طول هذه السفن 505 أقدام، وتزن حتى 7900 طن، بينما تزن السفن ذات الطرز الأقدم أكثر من ذلك. وتدفع أربع توربينات غاز ”إل إم 2500“ السفن للحركة بسرعة تزيد عن ثلاثين عقدة.

وأشارت المجلة إلى أنه يتم تجهيز كل واحدة من المدمرات من طراز بيرك بمدفع ثنائي واحد عيار 5 بوصة، وستة وتسعين منصة إطلاق عمودية ، ورادار ”سباي-1“ ومنظومة إيجيس القتالية ، وصواريخ هاربون المضادة للسفن.

وذكرت ناشونال إنترست أنه ابتداء من أواخر التسعينات، أضيفت منصات طائرات هليكوبتر بالإضافة لحظيرتي هليكوبتر. أما التغيير الثالث البارز على المنصة والمعروف باسم“ Flight III ”، فسيتم فيه استبدال رادار سباي-1 برادار سباي 6 الجديد المتخصص في الدفاع الجوي والدفاع ضد الصواريخ.

وأكدت المجلة أنه تمامًا مثل بعض السفن في طراز تيكونديروغا، فإن العديد من مدمرات طراز بورك قادرة على القيام بمهمة الدفاع ضد الصواريخ الباليستية، واعتراض الصواريخ الباليستية بمزيج من منظومة إيجيس القتالية ونظام إس إم-3 لاعتراض الصواريخ.

وبيّنت أن هناك اثنين وستين مدمرة من طراز بورك، وتوجد أربع عشرة أخرى قيد الإنشاء أو التعاقد، تمثل حتى الآن أكبر فئة من المقاتلات السطحية الكبيرة.