مكنت الترسانة النووية الصينة الصين من تبوأ المركز الثالث في تصنيف أكبر قوة نووية عالميا بعد الولايات المتحدة وروسيا.
ومنذ العام 1964 حين فجرت الصين أولى قنابلها النووية في موقع للاختبارات قرب بحرية “لوب نور” في إقليم شينجيانغ في أقصى شمال غرب البلاد، وبلغت قوة الانفجار 22 كيلوطنا، باتت البلاد تملك “الثالوث النووي” بالكامل أي مختلف الأنواع من أسلحة الدمار التي تُطلق من البر والبحر والجو، ويضم 290 رأسا نوويا على أقل التقدير.
وفي البدء، كان خبراء من الاتحاد السوفيتي يساعدون بكين في تطوير سلاحها النووي، حيث زار حوالي 10 آلاف موظف روسي يعملون في المجال النووي الصين في فترة 1950-1960.
لكن في السنوات اللاحقة أغلق الاتحاد السوفيتي برنامجه لمساعدة الصين في تطوير الأسلحة النووية مع تدهور العلاقات بين البلدين.
غير أن الصين نجحت في تعاملها مع المهمة وسرعان ما صنعت قنبلتها النووية الأولى بمفردها. وبعد عام من إجرائها أول اختبار نووي لها على البر، قامت بتجربة نووية ثانية حيث أسقطت قنبلة ذرية من الجو.
وفي يونيو 1967 فجرت الصين قنبلة هيدروجينية بقوة 3.3 ميغاطن. وأصبحت بعد ذلك رابع قوة نووية في العالم بعد الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة وبريطانيا.
ونشرت وزارة الدفاع الأمريكية في مايو 2019 تقريرا كرسته للترسانة الاستراتيجية النووية الصينية وقدراتها الراهنة.
وحسب تقديرات البنتاغون، تمتلك الصين حوالي 90 صاروخا بالستيا عابر للقارات تنطلق من منصات برية، بينها من طراز “دونغفنغ 4″(رياح الشرق) و”دونغفنغ 5 آي” و”دونغفنغ 31″ و”دونغفنغ 31 آي”، إضافة إلى أحدث صواريخ “دونغفنغ 41” التي عرضها الجيش الصيني لأول مرة خلال استعراض عسكري في الأول من أكتوبر الجاري.
و”دونغفنغ 41″ يمثل جوهر قوة الردع النووية الصينية القادمة ويعد أحد أفضل الصواريخ البالستية من حيث المدى في العالم إذ يصل مداه إلى 14 ألف كم، وهو قادر على ضرب الأهداف في جميع أنحاء الولايات المتحدة القارية.
وأشار محللون في البنتاغون إلى أن الصين زادت ترسانتها النووية بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.
ولفتت مجلة Military Watch الأمريكية في أوائل شهر أكتوبر، إلى أن تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والصين يدفع الأخيرة لتصنيع أنظمة أكثر فعالية من أسلحة الدمار الشامل.
أما العنصر البحري للسلاح النووي الصيني، فيتمثل في 4 غواصات نووية استراتيجية تم تصميمها ضمن مشروع Jin في 1999-2010. وتحمل كل واحدة منها 12 صاروخا بالستيا من نوع JL-2 (الموج الكبير) يتراوح مداه بين 8 و9 آلاف كم .
ويعمل خبراء عسكريون صينيون حاليا على تطوير غواصة استراتيجية من جيل Type-096 الجديد، وتخطط بكين للشروع في إنتاجها العام المقبل.
ويتوقع أن تقوم الصين بتصنيع عائلة جديدة من الصواريخ البالستية تطلق عليها اسم JL-3 بمدى يبلغ 12 ألف كم.
وعلى الصعيد الجوي، أعلنت الصين في سبتمبر 2016 تطويرها لقاذفة القنابل الاستراتيجية Xian H-20 من الجيل الجديد التي صممت باستخدام تكنولوجيا “الجناح الطائر” مثل قاذفة الشبح الأمريكية B-2.
وتوقع عسكريون أمريكيون أن الصين ستبدأ في الإنتاج التسلسلي لـXian H-20 بعد العام 2025.
وينوي الجيش الصيني استبدال استطوله الحالي لقاذفات القنابل والمتمثل في طائرات Xian H-6 وهي نسخ مرخصة من القاذفات السوفيتية “تو 16″، بـ Xian H-20.
ولدى الجيش الصيني نحو 170 قاذفات قنابل من نوع H-6 وهي قادرة على حمل ما يصل إلى 12 أطنان من الصواريخ بينها نووية حرارية ومجنحة “جو – أرض” و”جو – سفينة”.
وتقع ضمن مدى سلاح الجو الصيني أي موقع في شبه الجزيرة الكورية، فيما تقدر قاذفات H-6K على استهداف جزيرة غوام الأمريكية.
يذكر أن الصين هي الدولة الوحيدة التي تواصل إنشاء ملاجئ نووية في جميع المدن الكبرى مما يشير إلى أنها لا تستبعد خطر نشوب حرب نووية.