أعلنت وزارة الدفاع التركية أن اثنتين من مقاتلاتها نفذتا، اليوم الاثنين، تحليقين في المجال الجوي التابع لسوريا.
وذكرت الوزارة في بيان مقتضب نشرته على حسابها الرسمي في موقع “تويتر”: “نفذت مقاتلتان من طراز F-16 تابعتان لقيادة القوات المسلحة الجوية التركية، من الساعة 10:00 حتى 12:00، تحليقين في المجال الجوي لسوريا”.
وأوضحت وزارة الدفاع التركية أن التحليقين نفذا في إطار عملية “العزم الصلب”، التي ينفذها التحالف الدولي ضد “داعش” بقيادة الولايات المتحدة في العراق وسوريا منذ العام 2014، والذي يضم أكثر من 60 دولة بينها تركيا.
ويأتي التحليق في الوقت الذي تعمل فيه تركيا مع الولايات المتحدة على إنشاء “المنطقة الآمنة” شمال سوريا، وتقول الحكومة التركية إنها تسعى من خلالها إلى تأمين حدودها الشمالية من “الإرهابيين الأكراد”، بينما تريد واشنطن حماية حلفائها.
تفاصيل المنطقة الآمنة” شمال سوريا
ينما أعلن كل من الطرفين التركي والأمريكي عن توصلهما لاتفاق بشأن التنسيق العسكري المشترك في شمال شرقي سوريا، لا زالت الأنباء والتفاصيل تتضارب حول “المنطقة الآمنة” المزمع عقدها في تلك المنطقة، في ظل تصريحات متناقضة من أطراف النزاع والتفاوض.
وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة “خبر تورك” التركية تفاصيل جديدة حول المنطقة الآمنة في شمال شرق سوريا، وأوضحت إصرار تركيا على التمسك بطولها وعمقها وفقاً لرؤيتها من خلال المفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت الصحيفة بأن تركيا بقيت مصرّة على منطقة آمنة بمسافة 460 كم وبعمق 32 كم، في حين أن الولايات المتحدة قدمت تصوراً للمنطقة يضمن مسافة 140 كم بعمق 3-7 كم، وكانت حريصة على الوصول إلى تفاهم في ظل الإصرار التركي.
وأضافت الصحيفة بقولها: “ولهذا السبب تقرّر إنشاء مركز عمليات مشتركة” والذي سيحدّد الأماكن التي ستسحب الميليشيات الكردية أسلحتها الثقيلة منها وكذلك أماكن تمركزها الجديدة بعيداً عن الأراضي التركية.
ولفتت الصحيفة إلى أن المناطق العربية ستكون فيها انسحابات من 20 إلى 25 كم، والمناطق المختلطة بين العرب والأكراد ستكون المسافة ما بين 10 و15 كم، وفي المناطق ذات الغالبية الكردية ستكون المسافة أقل من ذلك.
وبيّنت بأن تركيا تخلت عن الإصرار المرتبط بالتنفيذ الفوري للاتفاق، مشيرة إلى أن الانسحاب لن يشمل في المرحلة الأولى المناطق السكنية وإنما خارجها، وستكون مهمة توفير الحماية خارج المدن للدوريات التركية الأمريكية المشتركة، على أن يتم الانتقال لإخراج الميليشيات الكردية من كامل المنطقة فيما بعد.
وتعارض تركيا دعم الولايات المتحدة الأمريكية للميليشيات الكردية على اعتبار تبعيتها لحزب العمال الكردستاني “ب ك ك” المصنف لدى تركيا كمنظمة إرهابية، فيما ترفض واشنطن مطالب أنقرة وتقول بأنها تراعي هواجسها الأمنية، دون أي تحرك فعلي على أرض الواقع.
ومن الجدير بالذكر أن وزارة الدفاع التركية كانت قد أعلنت منذ يومين عن استكمال المباحثات مع المسؤولين العسكريين الأمريكيين حول “المنطقة الآمنة” المخطط إنشاؤها شمال سوريا، بينما قالت وزارة الدفاع الأمريكية يوم أمس في تصريح صادم بأن الاتفاق مع تركيا يشمل فقط تشكيل آلية للعمليات المشتركة، ولا يشمل الاتفاق أي حديث عن “منطقة آمنة”.