هل تستبدل السعودية منظومة الباتريوت بمنظومات روسية؟

لم تتمكن أنظمة الدفاع الجوي السعودية “الباتريوت ” في صد هجوم تبنته جماعة “أنصار الله” على منشآت شركة أرامكو النفطية في حقلي خريص وبقيق.

وجاء تصريح وزير الخارجية الأمريكي مايك بامبيو بأنه لم يدهش من عدم تمكن نظام “باتريوت” الأمريكي من صد الهجوم، وبرر ذلك بأن جميع المنظومات الدفاعية في العالم تفشل، حتى أفضلها.

وطرح هذا الهجوم أسئلة عديدة حول مدى كفاءة منظومة الأسلحة الأمريكية “باتريوت”، ومدى قدرتها على تأمين حماية فعالة وناجحة للأهداف الحيوية من الهجمات الجوية، وعلى إسقاط الأهداف المهاجمة.

 

فشل الباتريوت

وعن الهجوم الذي استهدف أرامكو وفشل منظومات الدفاع الجوي السعودي في التصدي له، يقول الرئيس السابق لقوات الصواريخ المضادة للطائرات، وقائد القوات الخاصة في سلاح الجو الروسي سيرجي خاتيليف،”سمعة باتريوت بدأت في التدهور قبل عدة عقود خاصة في التسعينيات، عندما كان هناك اقتراح في معرض في أبو ظبي لإطلاق النيران على نفس الأهداف، من قبل منظومتي “إس300” و”باتريوت”، لكن الأمريكيين رفضوا ذلك، وقد مرت 30 سنة منذ ذلك الحين.

فيما يرى الخبير الاستراتيجي والعسكري فواز حلمي بأن أنظمة “باتريوت” يجب أن تكون معززة بأنظمة أخرى حتى يمكنها من التصدي لأهداف كالتي هاجمت منشآت أرامكو، ويؤكد أن مصدر هذه الهجمات لا يمكن أن تكون من الحوثيين، ويوضح حلمي: “أولا لا أعتقد أن هذا الهجوم هو من فعل الحوثيين، فهم لا يملكون أسلحة بهذا المدى، إن كانت طائرات مسيرة أو غيرها، وهم أيضا لا يملكون طائرات شبحية لا يكشفها الرادار، فالطائرات الصغيرة صعبة الاكتشاف بواسطة الرادار، لكن حمولتها من الذخائر لا تكون بالشكل الذي حدث، وحسب الرواية الأمريكية السلاح المستخدم مداه كبير، وحمولته أكبر من قضية طائرة مسيرة صغيرة لا يكتشفها الرادار”.

ويكمل: الباتريوت إذا لم يكن معززا بمنظومة ثاد يمكن اختراقه إذا كانت الطائرات على ارتفاع عالي أو منخفض جدا، لكن هذا الأمر الذي يفترضه الأمريكان بأنه صاروخ مجنح غير قابل للتصديق، او أن تكون العملية داخلية بواسطة مخربين ضربوا المكان، لكن أن يمتلك الحوثيون هذه القدرات فهذا أمر غير معقول.

من الأقوى الباتريوت الأمريكية أم إس 400 الروسية؟

وفي وقت سابق نشرنا مقارنة بين النظامين وأكدنا أن من أبرز منظومات الدفاع الجوية “باتريوت” الأميركية و”إس 400″ الروسية المخصصتين للتصدي للأهداف الجوية من صواريخ باليستية وطائرات حربية ومسيرة.

وفيما يخص نظم الرادار والاستطلاع التي تستخدم لأغراض الإنذار المبكر، ولتتبع الأهداف وتوجيه الصواريخ نحوها، تتميز المنظومة الروسية بأن رادارها يغطي دائرة قطرها 600 كيلومتر، فيما يغطي رادار الباتريوت دائرة قطرها 150 كيلومترا.

ونتيجة لاختلاف مساحة تغطية الرادارين، تستطيع منظومة إس 400 رصد 300 هدف في آن واحد، فيما تتمكن الباتريوت من رصد 125 هدفا فقط.

ومن بين هذه الأهداف المرصودة، تكون إس 400 قادرة على ضرب 36 منها في آن، فيما تدمر الباتريوت 9 أهداف فقط في آن.

وفي الحروب، يكون العسكريون في سباق مع الزمن، فأي صاروخ قد يودي بحياتهم أو يضر ببلدهم، وهنا تظهر أهمية السرعة في إعداد المنظومة الجوية للإطلاق، هذه المنظومة في إس 400 تحتاج لــ5 دقائق للإعداد فقط، بينما تحتاج الباتريوت إلى 25 دقيقة.

هذا بالنسبة للإعداد، أما في ما يخص سرعة إطلاق الصاروخ باتجاه الهدف المعادي بعد جهوزية المنظومة، فهنا تتميز منظومة إس 400 التي تكون صواريخها جاهزة للإطلاق خلال 10 ثوان فقط، بفارق 5 ثوان عن المنظومة الأميركية.

المرونة عامل مهم أيضا في منظومات الدفاع الجوي، بسبب تنوع الأجسام المعادية، وهذا ما يميز المنظومة الروسية التي يمكنها إطلاق الصواريخ بزاوية 90 درجة، أمام باتريوت فلا تتجاوز زاوية الإطلاق فيها 38 درجة.

وبالنسبة لأعداد الصواريخ التي يمكن تحميلها في المنظومتين، فإن إس 400 تحمل 32 صاروخا، أي ضعف العدد الذي تحمله الباتريوت وهو 16 صاروخا.

وفيما يتصل بالارتفاع، تتمكن إس 400 من ضرب الأهداف على ارتفاع يتراوح بين 10 أمتار إلى 27 كيلومترا، مقابل 60 مترا إلى 24 كيلومترا للباتريوت.

وقد يكون هذا السبب، الذي يجعل واشنطن تعارض من شراء تركيا لإس 400، فهي تخشى من إمكانية اكتشاف المنظومة الروسية لطائرات “إف 35” والتأثير على منظومات الناتو.