أفادت صحيفة ” نيويورك تايمز” الأميركية بأن وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” تستعد لإرسال نحو 150 جنديا إلى شمال شرق سوريا للقيام بدوريات برية مشتركة مع تركيا.
ولفتت الصحيفة إلى ان نشر قوات جديدة يعد جزءا من سلسلة من الخطوات العسكرية والدبلوماسية التي اتخذتها الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة لتخفيف التوترات مع تركيا بشأن الدعم الأميركي للأكراد السوريين.
وأضافت الصحيفة انه يوجد حاليا، أقل من 1000 جندي أميركي في سوريا يشاركون في تصفية مقاتلي تنظيم “داعش” المحظور في روسيا والعديد من الدول الأخرى.
ورفض مسؤولون عسكريون ودبلوماسيون أميركيون التعليق على مسألة نشر قوات جديدة، ووفقا لمسؤولين بالجيش، تعتمد الموافقة النهائية على هذه الخطوة على نجاح أول دورية برية مشتركة.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في 19 ديسمبر/كانون الأول أن السبب الوحيد لوجود القوات الأمريكية في سوريا هو هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية”. هدف قد تحقق حسب ترامب، ما سيفضي لانسحاب القوات الأمريكية من سوريا بعد نحو 3 سنوات من تواجدها هناك. أين تتواجد هذه القوات وما الآثار التي قد تترتب على انسحابها؟
وفي وقت سابق قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية المتواجدة في سوريا عبر تغريدة على حسابه على تويتر قال فيها بإن الولايات المتحدة هزمت تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، وأن ذلك الهدف كان المبرر الوحيد لوجوده هناك.
أماكن تواجد القوات الأمريكية في سوريا
بدأت القوات الأمريكية عملياتها البرية في سوريا أواخر العام 2015، حيث وصل عدد من عناصر الوحدات الخاصة إلى مناطق في شرق وشمال البلاد، لتشكيل تحالف مع ميليشيات محلية وفصائل معارضة للنظام، ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.
ازداد عدد القوات الأمريكية بشكل تدريجي في سوريا اعتبارا من 2016 ليصل تعدادها رسميا إلى 2000 جندي يتمركزون في قواعد عسكرية بمناطق شرق وشمال البلاد حسب ما كشفت عنه صحيفة نيويورك تايمز.
وذكرت مصادر في المعارضة السورية أن أبرز هذه القواعد هو مطار الرميلان بمحافظة الحسكة في شمال شرق سوريا قرب الحدود مع تركيا والعراق. المطار موجود في منطقة تضم عددا من الآبار النفطية، تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (تجمع قوات عربية وكردية) التي تشكل أحد أهم عناصر التحالف العسكري الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وإلى جانب هذا المطار تنتشر القوات الأمريكية في خمس مواقع رئيسية أخرى في هذه المنطقة الغنية بالنفط، والواقعة في محيط نهري دجلة والفرات.
بينها قاعدة الشدادي الواقعة بين محافظتي الرقة ودير الزور، وقرب نهر الخابور، ما يكسبها أهمية إستراتيجية خاصة، عدا عن قربها من الحدود السورية العراقية، ما يمنحها القدرة على قطع خطوط إمداد التنظيم بين الطرفين. وتضم هذه القاعدة مهبطا للطائرات المروحية ومعسكرا للتدريب.
بالإضافة إلى موقع منطقة كوباني (عين العرب) الواقعة على الحدود العراقية التركية، والقريبة من مواقع القوات التركية والفصائل السورية المعارضة التي تدعمها أنقرة، والتي تسعى لطرد الفصائل الكردية من المنطقة، ويبدو أنها تستعد لحملة عسكرية قريبة ضدها، وفق تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في كوباني وسبت وعين عيسى وخراب عشق.
كذلك هناك قاعدة المبروكة وقاعدة تل البيدر في محافظة الحسكة، قرب محافظتي الرقة ودير الزور اللتين كانتا المعقلين الرئيسيين للتنظيم المتطرف. وعلى مقربة من مدينة الحسكة، مركز المحافظة التي تحمل نفس الاسم، ومدينة القامشلي، إحدى أهم وأكبر المدن ذات الأغلبية الكردية في المنطقة.
وتتواجد القوات الأمريكية كذلك في قاعدة عسكرية بمدينة تل أبيض في محافظة الرقة، قرب الحدود السورية التركية، غير بعيد عن مدينة الرقة، العاصمة السابقة للتنظيم المتطرف.
وخارج مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية أنشأت القوات الأمريكية قاعدة عسكرية عند حقل العمر النفطي قرب مدينة الميادين بمحافظة دير الزور.
إلى جانب قاعدة التنف ذات الأهمية الإستراتيجية عند المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن، والتي كانت محور توتر عدة مرات بين الولايات المتحدة والنظام السوري عندما قامت القوات الأمريكية بقصف قوات موالية للنظام على مقربة من القاعدة. وأنشأت قاعدة الزكف على بعد 70 كيلومترا إلى الشمال الشرقي منها بهدف دعم هذه القاعدة لإيجاد منطقة عدم اشتباك في المثلث الحدودي.