محتويات هذا المقال ☟
أكد وزير الخارجية العراقي، محمد علي الحكيم، رفض بلاده وجود القوات التركية على أراضي العراق، وذكر أن بغداد تتواصل مع أنقرة حول هذا الموضوع وأن “الإخوة الأتراك” يدركون حساسية الأمر.
وقال الحكيم، في كلمة ألقاها أمس الثلاثاء خلال ترأسه الجلسة الأولى للمجلس الوزاري في جامعة الدول العربية، إن العراق يرفض الوجود العسكري التركي على أراضيه، ويعمل على إنهائه بشتى الوسائل.
وأضاف الحكيم أن بلاده أبدت استعدادها للتعاون مع تركيا أمنيا وبالطرق التي يتم الاتفاق عليها بين البلدين.
ولاحقا، أوضح الحكيم، ردا على سؤال حول آخر المستجدات في مجال التشاور مع الجانب التركي بشأن خروج قواته من الأراضي العراقية، خلال مؤتمر صحفي في مقر جامعة الدول العربية: “في الواقع نحن على اتصال دائم، على مستوى وزراء الخارجية والدفاع والمخابرات في هذا المجال، والإخوة الأتراك يعرفون حساسية المنطقة وأهميتها”.
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية العراقي إن بلاده حاربت الإرهاب “نيابة عن الجميع” وتمكنت من هزيمته، لكنه ما زال موجودا على حدود العراق مع سوريا، مضيفا: “سنعاون إخوتنا السوريين على ضبط المجموعات الإرهابية هناك”.
وتنفذ تركيا على الأراضي العراقية عمليات عسكرية برية وجوية مستمرة تقول إنها تستهدف عناصر حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره أنقرة إرهابيا.
الوجود العسكري التركي في العراق.. ضرورات لمكافحة الإرهاب
وترى تركيا أن وجودها في شمال العراق ينبع من ضرورة مكافحة الإرهاب الذي يهدد أراضيها ,وكان هذا الوجود حقق تغييراً إستراتيجياً فيما يخص أسلوب تركيا في مكافحة الإرهاب على حدودها مع العراق بحسب وصف الجانب التركي ، وذلك بعدما استفادت منظمة PKK من فراغ السلطة في إقليم شمال العراق عقب حرب الخليج الأولى، ورد الجيش التركي بشن حملة عسكرية غير مسبوقة عبر الحدود عام 1992 في شمالي العراق.
وفي عام 1994 تمكنت تركيا، بالاتفاق مع “الحزب الديمقراطي الكردستاني”، من الإبقاء على قوة بحجم لواء، لحفظ الأمن ومحاربة الإرهاب في المنطقة.
حجم الوجود التركي الحالي
يُقدَّر حجم الوجود التركي الحالي بتشكيلة مدرعة مدعَّمة بحجم كتيبة في مطار بامرني في منطقة شمال العراق، بالإضافة إلى كتيبة مغاوير في قرية “كاني ماسي” مهمتها تأمين الحدود ضد منظمة PKK الإرهابية.
وعززت أنقرة وجودها مع ظهور تنظيم داعش الإرهابي في الموصل، حيث أرسلت جنوداً إلى قاعدة بعشيقة بالقرب من الموصل، وكان ذلك بهدف تدريب العراقيين أثناء محاربة تنظيم داعش الإرهابي، ويقدَّر حجم الجنود الأتراك الموجودين بما يقرب من 3000 جندي في العراق.
وتستمر هذه القوات في ملاحقة عناصر تنظيم PKK الإرهابي عبر تعزيز قواتها هناك، كان أبرز هذه التحديثات توغل بعمق 30 كيلومتراً داخل الأراضي العراقية خلال ملاحقته تنظيم PKK في جبال قنديل بإقليم شمال العراق.