أطلقت كوريا الشمالية فجر اليوم الثلاثاء صاروخين تزامنا مع تدريبات عسكرية مشتركة تجريها كوريا الجنوبية والولايات المتحدة انطلقت أمس الاثنين.
وتعتبر التجربة الصاروخية الشمالية، الرابعة من نوعها في أقل من أسبوعين منذ أن أطلقت بيونغ يانغ صاروخها البالستي الأخير في 25 يوليو الماضي.
وأوضحت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية أن الجيش الكوري الشمالي أطلق صاروخين بالستيين قصيري المدى من إقليم هوانغ هيه الجنوبي في اتجاه البحر الشرقي، حلّقا مسافة حوالي 450 كم على ارتفاع 37 كم، وبسرعة قصوى بلغت 6.9 ماخ.
وأضافت أن الصاروخين يشبهان الصاروخين البالستيين قصيري المدى اللذين أطلقهما الشمال في 25 يوليو من حيث صفات التحليق، مرجحة أن هذه الصواريخ هي من نوع جديد من الصواريخ البالستية قصيرة المدى.
وتعتبر كوريا الشمالية التدريبات الأمريكية الكورية الجنوبية المشتركة بمثابة “بروفة للغزو”، وقال المتحدث باسم الخارجية الشمالية إن “وصول مقاتلات إف- 35 المتطورة إلى كوريا الجنوبية وزيارة غواصة أمريكية تعمل بالطاقة النووية ميناء كوريا جنوبيا واختبارات الصواريخ البالستية الأمريكية، يتوسط الأسباب التي دفعت بكوريا الشمالية إلى مواصلة تطوير الأسلحة”.
من الجدير ذكره أن كوريا الشمالية أعلنت في 25 و31 يوليو و2 أغسطس عن إطلاق نوع جديد من الصواريخ الموجهة التكتيكية من العيار الثقيل.
مناورات مشتركة بين سيئول وواشنطن تغضب بيونغيانغ
وكانت مناورات عسكرية مشتركة بين سيئول وواشنطن،إنتلقت الإثنين على الرغم من تحذيرات بيونغيانغ، التي تعتبر تلك التدريبات مهددة لمفاوضات الملف النووي بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.
وتأتي المناورات بعد إجراء بيونغيانغ اختبارات على مقذوفات قصيرة المدى في الأيام الماضية، اعتبرت أحدها “تحذيرا رسميا” إلى سيئول من مغبة القيام بالتمارين التي تتضمن في معظمها محاكاة على الكمبيوتر مع واشنطن.
وقال مسؤول وزاري للصحفيين “يتم الآن التحضير للقيام بتماريننا المشتركة للتحقق من قدرات (سيئول) لاستعادة زمام السيطرة العملانية المتوخاة في زمن الحرب”.
وبموجب معاهدة أمنية أمريكية كورية جنوبية، يتولى جنرال أمريكي قيادة القوات المشتركة في حال الحرب، لكن سيئول طالما سعت لعكس ذلك.
ويقول المحللون إن النشاطات العسكرية للجانبين يمكن أن ترجئ المحادثات بشأن برامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية — التي فرض عليها مجلس الأمن الدولي مجموعة من العقوبات — حتى وقت لاحق هذا العام.
وبعد سنة من التهديدات المتبادلة والتوتر المتصاعد، عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قمة تاريخية في سنغافورة العام الماضي، وقع خلالها كيم تعهدا غير واضح بالعمل نحو “نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية”.
وانتهت قمة ثانية بينهما في هانوي في شباط/ فبراير الماضي وسط خلاف حول تخفيف العقوبات والتنازلات التي على كوريا الشمالية تقديمها.
واتفق ترامب وكيم على استئناف المحادثات النووية خلال لقاء لم يكن مقررا مسبقا في المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين، لكن الحوار على مستوى فرق العمل لم يبدأ بعد.