قال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أن بلاده تريد الإسراع في نشر صواريخ جديدة في آسيا، لاحتواء توسّع النفوذ الصيني فيها, جاء ذلك بعد ساعات من إعلان موسكو وواشنطن إنهاء معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى، المبرمة عام 1987.
إسبر، الذي بدأ جولة في آسيا تستمر أسبوعاً، سُئل عن احتمال أن تنشر الولايات المتحدة أسلحة تقليدية جديدة متوسطة المدى في القارة، فأجاب: «نعم، نريد أن نفعل ذلك في أقرب وقت. أفضّل أن يتم ذلك خلال أشهر، لكن هذه الأمور تستغرق عادة وقتاً أطول من المتوقع».
ولم يحدّد المكان الذي تعتزم فيه واشنطن نشر تلك الأسلحة، قائلاً: «لا أريد أن أتكهّن. إنها أمور نناقشها دائماً مع الحلفاء».
وانسحبت الولايات المتحدة وروسيا الجمعة الماضي من معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى، وتطاول صواريخ يتراوح مداها بين 500 و5500 كيلومتر، بعدما اتهمت واشنطن موسكو بصنع صواريخ لا تتوافق مع أحكام المعاهدة، وجمّدت مشاركتها في المعاهدة في شباط الماضي، لفترة انتقالية من 6 أشهر انتهت الجمعة.
ويُتاح بذلك لواشنطن أن تقارع بكين، إذ إن الجزء الأكبر من ترسانة الصين يضمّ أسلحة كانت محظورة بموجب المعاهدة التي لم توقّعها الدولة الآسيوية.
وقال إسبر: «يجب ألا يشكّل ذلك مفاجأة، لأننا نتحدث عنه منذ وقت غير قصير. أودّ أن أؤكّد أن 80 في المئة من ترسانة (الصينيين) يضمّ أسلحة تشملها المعاهدة. ليس مفاجئاً أن نبدي رغبتنا في قدرات مشابهة».
وكان الوزير الأميركي أعلن الجمعة الماضي أن بلاده ستسرّع عملية تطوير صواريخ أرض – جو جديدة، بعد خروجها من المعاهدة. وتابع: «ستواصل وزارة الدفاع بقوة تطوير هذه الصواريخ أرض – جو التقليدية، رداً على تحرّكات روسيا».
وأعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رغبته في انضمام الصين وروسيا إلى معاهدة جديدة للصواريخ النووية، بعد انهيار المعاهدة القديمة.
مرحلة جديدة من تحديد الأسلحة
أما وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو فأعلن أن إدارة ترامب تأمل بـ «مرحلة جديدة من تحديد الأسلحة»، تتجاوز الإطار الثنائي الروسي – الأميركي، وتضمّ أيضاً الصين. وشكا من أن موسكو «صدّت في شكل منهجي خلال 6 سنوات كل الجهود الأميركية لدفعها إلى احترام النصّ مجدداً».
ويشير بومبيو إلى الصواريخ الروسية «9 أم 729»، التي يعتبرها «تهديداً مباشراً» للأميركيين وحلفائهم، فيما تؤكد موسكو أن مداها الأقصى هو 480 كيلومتراً.
واعتبرت روسيا أن الولايات المتحدة ارتكبت «خطأً فادحاً»، واتهمتها بإثارة «أزمة مستعصية عملياً». واقترحت «تجميداً لنشر الصواريخ متوسطة المدى».
لكن الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ لفت إلى أن «روسيا نشرت صواريخ، منتهكة المعاهدة». وسأل: «كيف يمكن الوثوق بحسن نياتها؟»، وأكّد أن الدول الغربية لا تريد «سباق تسلّح» جديداً، واستدرك: «سنعمل في شكل يضمن أن يكون ردعنا مؤكداً»، في مواجهة نشر المنظومة الجديدة للصواريخ الروسية «القادرة على حمل رؤوس نووية وضرب مدن أوروبية خلال دقائق».
وتبقى معاهدة «ستارت» الاتفاق الثنائي الوحيد الفاعل بين الولايات المتحدة وروسيا في الأسلحة النووية. وتنصّ على إبقاء عدد أسلحة الترسانتين النوويتين للبلدين أدنى ممّا كان عليه في الحرب الباردة، وتنتهي عام 2021.