تعزيزات عسكرية روسية لجبهات الساحل بسوريا

في ظل الفشل المروع للجيش السوري وحلفائه في جبهات الشمال على خلفية خلافات بين روسيا وإيران ,
أكدت مصادر مراقبة لتحركات النظام السوري في جبهات ريف اللاذقية، وصول قوات من بلدة “قمحانة” بريف حماة الشمالي، تابعة لقوات “النمر”، إلى محاور “الكبينة” في جبل التركمان.

وأوضح الإعلامي رستم صلاح، من الساحل السوري، أن قوات النظام تعد العدة للالتفاف على محور الكبينة، وذلك بعد تعرضها سابقا إلى استنزاف كبير، مؤكدا لـ”عربي21″ تعرض مناطق مدنية وعسكرية في محاور جبل التركمان للقصف اليومي الشديد، وذلك في سبيل تطبيق الخطة الجديدة المشار إليها، إي الالتفاف على محور الكبينة.

يأتي وصول هذه التعزيزات العسكرية بعد أنباء عن قيام روسيا بإبعاد مليشيات عدة مرتبطة بإيران من بينها، الدفاع الوطني، وكذلك الجناح العسكري للحزب السوري القومي الاجتماعي (مليشيات نسور الزوبعة)، ومليشيات “صقور الصحراء”، عن جبهات الساحل السوري.

من جانبه، اعتبر المحلل العسكري، العقيد أحمد حمادة، أن التحركات الجديدة تأتي في إطار موجة تغييرات، تعتزم روسيا القيام بها في جبهات الساحل، بعد الفشل العسكري الذريع هناك.

وأضاف حمادة ، أن روسيا تحاول تطبيق تكتيك عسكري جديد، بجلب قوات جديدة، وإبعاد قوات أخرى، من دون أن يكون لذلك صلة بالتجاذبات مع إيران.

بدوره، أكد الخبير العسكري والاستراتيجي، العقيد أديب عليوي، في حديث ، أن روسيا تواصل على مراحل استبعاد المليشيات غير المنضبطة عن جبهات الساحل، وتحديدا المليشيات المدعومة من إيران.

وأشار عليوي إلى قيام روسيا بملاحقة أكثر من مليشيا مدعومة من إيران في الساحل السوري، في مقدمتها “صقور الصحراء” التابعة لأيمن جابر، المقرب من آل الأسد، معتبرا بالمقابل أن “مهمة إبعاد هذه المليشيات عن جبهات الساحل لن يكون بالأمر السهل؛ لأن هذه المناطق تعدّ من مناطق نفوذ هذه المليشيات، وهي تتواجد بها بقوة”.


سير المعارك

ووفق عليوي، فإنه لا يمكن الجزم بما ستؤول إليه المعارك في جبهات ريف اللاذقية، لكن التكتيك الذي اعتمدته فصائل المعارضة مستفيد من التضاريس والموقع الاستراتيجي لتلة الكبينة.

وأوضح عليوي أن الفصائل اعتمدت على تكتيك الإغارة، أي الهجوم على نقاط معينة، وضرب قوات النظام فيها، ومن ثم الانسحاب، “ما يعني أن قرار التقدم من جانب المعارضة غير موجود، وإنما استنزاف النظام، وهذا ما حدث فعلا”، وفق تقديره.

وبهذا المعنى، يعتقد أن مستقبل المعارك في ريف اللاذقية، وكذلك في ريف حماة، يتجه إلى هدوء مرحلي، انتظارا لما ستسفر عنه اللقاءات والمحادثات السياسية بين تركيا وروسيا من جانب، وتركيا والولايات المتحدة من جانب آخر.

أما الإعلامي رستم صلاح، فرأى أن تحركات قوات النظام الجديدة والتعزيزات العسكرية تؤشر إلى قرب احتدام المعارك في ريف اللاذقية قريبا.