باكستان تضع شروطها للتخلي عن السلاح النووي
باكستان تضع شروطها للتخلي عن السلاح النووي

قال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان إن إسلام آباد مستعدة للتخلي عن الأسلحة النووية إذا اتخذت نيودلهي نفس الخطوات.

وقال خان خلال مقابلة مع “فوكس نيوز” :”نعم.. باكستان مستعدة لفعل الأمر نفسه.. كما فعلت الهند فيما يتعلق بإمكانية التخلي عن الأسلحة النووية”.

وأضاف رئيس الوزراء:

لأن الحرب النووية ليست حلا. وفكرة الحرب النووية بين الهند وباكستان تعني تدمير الذات.

وذكر رئيس الوزراء الباكستاني بأن طول الحدود بين الهند وباكستان يبلغ 3 آلاف كيلومتر تقريبًا.

وأعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق عن استعداده للتوسط في النزاع بين الهند وباكستان. لافتا إلى أنه التقى برئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي طلب منه التوسط في حل أزمة كشمير.

وفي الوقت نفسه قال الممثل الرسمي لوزارة الخارجية الهندية رافيش كومار إن بلاده لم تطلب من ترامب القيام بدور الوسيط.

تاريخ الأسلحة النووية الباكستانية

تمثلت بدايات البرنامج النووي الباكستاني في إنشاء اللجنة الباكستانية للبحث الفضائي والجوي “سيوباركو” (SUPARCO). في العام 1961 والتي بدأت في العام 1962 في اختبار إطلاق صواريخ في المحيط الهندي. وفي عام 1962 وافقت الولايات المتحدة الأمريكية على تزويد باكستان بمفاعل أبحاث صغير من نوع الماء الخفيف قدرته 5 ميغاواط والذي بدأ تشغيله عام 1965 الذي شهد أيضًا الشروع في البحث النووي في مدينة راولبندي وفي العام 1968 رفضت باكستان التوقيع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) وطوّرت سيوباركو في العام 1970 قدراتها من أجل إنشاء مركبات صاروخية.

وأعلن رئيس الوزراء الباكستاني ذو الفقار علي بوتو في العام 1974 عن عزم بلاده تطوير السلاح النووي بعد أول تفجير نووي هندي وعلى الرغم من البدايات المتقدمة للبرنامج النووي الباكستاني، وعلى الرغم من الخوف الباكستاني من طموحات الهند في هذا المجال الذي ترجمه تصريح الرئيس ذو الفقار علي بوتو عام 1965، والذي تولى دعم البرنامج النووي الباكستاني للحصول على القنبلة الذرية بقوله: “إذا بنت الهند القنبلة فإننا سنقتات الأعشاب والأوراق، بل حتى نعاني آلام الجوع، ولكننا سنحصل على قنبلة من صنع أيدينا، إنه ليس لدينا بديل”.

على الرغم من كل ذلك تُعتبر باكستان متأخرة بسنوات عن البرنامج النووي الهندي، حيث مثلت تجربة القنبلة النووية الهندية عام 1974 صدمة عنيفة للقادة الباكستانيين الذين فتحوا المجال للعلماء بسرعة التحرك لسد الثغرة التي أحدثتها التجربة الهندية.

وقامت كندا في عام 1972 بتزويد باكستان بمفاعل من نوع الماء الثقيل مع منشأة لإنتاج الماء الثقيل، وقد قام العلماء الباكستانيون بعد ذلك بزيادة قدرة هذا المفاعل إلى 50 ميغاواط وحاولت باكستان الحصول على الأسلحة النووية عن طريقين، الأول: الحصول على البلوتونيوم من مفاعل الأبحاث بعد فصله، والثاني: إشباع اليورانيوم.

والطريق الأول كان هو المرشح، حيث يتوفر لديهم المفاعل، وكان عليهم استخراج اليورانيوم وفصله بطريقة خاصة بمساعدة الفرنسيين الذين وقَّعوا اتفاقًا مع باكستان لإنشاء مصنع لتوضيب وقود البلوتونيوم عام 1974، إلا أن المشروع لم يسر بالطريقة المطلوبة وانسحب الفرنسيون بسبب الضغوط الأمريكية، وفي العام نفسه بدأ الحظر الغربي للتكنولوجيا النووية على باكستان وممارسة الضغوط من أجل إيقاف برنامجها النووي .

و في العام 1976 أُسند إلى العالم عبد القدير خان إنشاء هيئة الأبحاث النووية المعروفة باسم “معهد الأبحاث الهندسية” في كاهوتا في باكستان، وكان الهدف من إنشاء هذا المعهد هو تخصيب مادة اليورانيوم، وخلال مدة ست سنوات استطاع الوصول إلى أهدافه.

كيف تطورت الأسلحة النووية الباكستانية؟

يفيد تقرير نشرته مجلة nationalinteres (المصلحة الوطنية) الأمريكية قبل مدة بأن برنامج باكستان النووي يعود إلى خمسينيات القرن الماضي، منذ الأيام الأولى للتنافس مع الهند.

اللافت أن الهزيمة العسكرية التي منيت بها باكستان أمام الهند عام 1971، ما نجم عنها من انفصال شرق باكستان واستقلالها تحت اسم دولة بنغلاديش، أسبغت على البرنامج النووي لهذا البلد أولوية قصوى.

ويؤكد خبراء أن خسارة إسلام آباد حينها لقسم من أراضيها كانت مهينة أكثر بكثير من التقارير التي تتحدث عن سعي الهند إلى الحصول على أسلحة نووية.

أما النقطة المفصلية التي عجّلت بالبرنامج النووي الباكستاني فتمثلت في إجراء الهند اختبارها النووي الأول في مايو عام 1974، ما وضع شبه القارة الهندية على طريق سباق نووي خطر.

وكانت باكستان بدأت في عمليات تجميع الوقود الضروري للأسلحة النووية من اليورانيوم والبلوتونيوم المخصب بفضل جهود استثنائية قام بها عالمها الشهير في الفيزياء النووية، عبد القدير خان.

هذا العالم الفذ عمل في الغرب وعاد إلى وطنه الأم باكستان في عام 1975، حاملا معه تصاميم لأجهزة طرد مركزي وعلاقات تجارية ضرورية لبدء عمليات التخصيب.

ولا يزال تاريخ نجاح إسلام آباد في إنتاج أول قنبلة نووية غامضا، إلا أن الراحلة، بنظير بوتو، ابنة ذو الفقار علي بوتو، كشفت أن والدها اخبرها أن أول قنبلة كانت جاهزة بحلول عام 1977، في حين أن عضوا في وكالة الطاقة الذرية الباكستانية قال إن تصميم القنبلة اكتمل في عام 1978 وإن أول اختبار لها “بشكل بارد”، وهو أقل من تفجير فعلي، قد جرى في عام 1983.

وكشفت بنظير بوتو أيضا لاحقا أن قنابل باكستان النووية كانت مخزنة حتى عام 1998، حين اختبرت نيودلهي ست قنابل نووية في غضون 3 أيام.

وردت باكستان باختبارات متسلسلة مماثلة، فجرت خلالها خمس قنابل نووية في يوم واحد وسادسة بعد 3 أيام، فيما يعتقد الخبراء أن باكستان زادت من ترسانتها النووية بشكل مطرد، استنادا إلى كميات اليورانيوم المخصب التي تدخل في صناعة كل قنبلة.

وتقول التقديرات أن لدى إسلام آباد اليوم ترسانة نووية تتراوح ما بين 110 إلى 130 قنبلة نووية، في حين رجحت مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي ومركز ستيمسون في عام 2015 أن تكون باكستان قادرة على صنع 20 قنبلة نووية سنويا.

المصدر:nationalinteres+defense-arab