شنت طائرات حربية تركية، فجر الخميس، غارات على مناطق في إقليم كردستان شمالي العراق، مما تسبب في خسائر مادية فادحة.وأوضح مصادر أن المقاتلات التركية قصفت ضواح ومناطق تابعة لبلدة العمادية التابعة لمحافظة دهوك في الإقليم.
وأضاف أن الغارات أسفرت عن إلحاق أضرار مادية جسيمة بشبكات المياه والكهرباء في تلك المناطق وتدمير محطة للوقود وقطع الطريق الرئيسي بين البلدة ومركز مدينة دهوك، بحسب مسؤولين محليين.
وجاءت الغارات بعيد هجوم مسلح شنه مقاتلو حزب العمال الكردستاني التركي الانفصالي على موقع تابع للجيش التركي داخل أراضي الإقليم.
وكانت أنقرة قد أعلنت، أواخر مايو الماضي، إطلاق عملية واسعة تستهدف مسلحي حزب الكردي، الذي يتخذ من المناطق الجبلية في كردستان العراق قواعد له.
وبحسب وزارة الدفاع التركية، فإن العلمية البرية بدأت بعد تمهيد ناري بقصف مدفعي وآخر جوي، مشيرة إلى أن القوات الخاصة باشرت في استهداف مواقع مقاتلي حزب العمال الكردستاني.
وعادة ما تشن تركيا غارات جوية في شمال العراق ضد ما تقول إنه معسكرات الحزب، بل وتشن حملة تستهدف التنظيم ومؤيديه المفترضين منذ انهيار عملية السلام بين الجانبين عام 2015.
لكن منظمات حقوقية، مثل “هيومان رايتس ووتش”، قالت في 2018 إن العمليات التركية في العراق، أسفرت عن مقتل العديد من مدنيين، من جراء ضرب مناطق تخلو من الأهداف العسكرية.
وأوقع النزاع بين تركيا ومقاتلي حزب العمال الكردستاني، الذي يطالب بالحكم الذاتي في مناطق الأكراد بالبلاد، أكثر من 40 ألف قتيل منذ اندلاعه عام 1984.
أهداف داخلية وخارجية للهجوم التركي
ويقول الكاتب والمحلل السياسي الكردي، رستم محمود، إن أردوغان يهدف من وراء هذه العلمية العسكرية إلى تحقيق عدة أهداف داخلية وخارجية.
وأوضح أن السبب الأول هو “أمني”، قائلا إن حكومة أردوغان بدأت تستشعر في الشهرين الأخيرين اقتراب خطر الهجمات الكردية، وذلك مع انتهاء فصل الشتاء وذوبان ثلوج الجبال، حيث يبدأ عادة الحزب بشن هجمات انطلاقا منذ هذه المناطق الجبلية”.
وأضاف محمود أن “السبب الداخلي”، هو سعي أردوغان لاستقطاب الطبقة القومية في تركيا قبل الانتخابات البلدية الخاصة بإسطنبول، المقررة في 23 يونيو المقبل، خاصة بعد أن ركز حزب الشعب الجمهوري المعارض حملته الانتخابية على الفساد في حزب أردوغان، وعدم إيلائه القضايا القومية اهتماما.
ويعتقد مستشارو أردوغان أن العملية العسكرية في شمال العراق، قد تساعد في استقطاب هذه الطبقة، بحسب الكاتب الكردي.
أما الهدف الثالث، بحسب محمود، فهو أن الرئيس التركي يريد توجيه رسائل في الإقليم بأن بلاده قادرة على التحرك عسكريا خارج حدودها، في ظل التوتر مع أكراد سوريا المتحالفين مع واشنطن..
ورأى محمود أن العملية هذه تختلف عن العمليات الشهرية التي تقتصر على القصف الجوي، لكنها تشبه العمليات السنوية أو شبه السنوية التي تستخدم فيها أنقرة قوات برية تتوغل إلى عمق 20- 30 كيلومترا داخل الأراضي العراقية.