فرنسا تطورأسلحة ليزر لتعطيل الأقمار الاصطناعية
فرنسا تطورأسلحة ليزر لتعطيل الأقمار الاصطناعية

بدأت فرنسا العمل على تطوير سلاح قادر على تعطيل عمل قمر صناعي عن بعد، باستخدام أسلحة ليزرية، من خلال مركز ONERA ,وتأتي هذه المساعي في تطوير هذا النوع من الأسلحة، نتيجة السباق المحتدم لعسكرة الفضاء والسيطرة عليه من قبل الولايات المتحدة والصين وروسيا.

ويتم حاليا اختبار الصواريخ المضادة للأقمار الصناعية من قبل الصين والولايات المتحدة. كما تدرس كل من واشنطن وموسكو بالفعل تطوير أسلحة الليزر، وهو ما ينقلنا إلى شكل جديد من الحروب قد تنشب مستقبلا في الفضاء.

في سبتمبر عام 2018، حاول قمر صناعي روسي التجسس على القمر الاصطناعي الفرنسي “أثينا أثينا”.

ويعتبر هذا القمر جزءًا من منظومة الاتصالات العسكرية الفرنسية، وبحسب ما ذكره المركز على موقعه:”لسنا بمنأى عن التهديدات، وسنكون في خطر إذا لم نرد عليها”.

فرانك ليفيفر مدير أنشطة الدفاع في المركز قال:”إن تركيز الطاقة على الهدف يمكن أن يلحق الضرر بالألواح الشمسية لقمر صناعي معاد، أو يخترق النوافذ البصرية “.

ومن ثم فإن سلاح الليزر هذا يجعل أقمار المراقبة التي تعمل على ارتفاع يتراوح بين 400 و 700 كيلومتر غير صالحة للعمل.

الأسلحة الليزرية

هي أسلحة تستخدم أشعة الليزر بدلًا من الذخيرة العادية لإصابة الاهداف الانعكاسية.

وتُستخدم لإصابة أهداف طينية وتم اقتراح استخدامها في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية الخامسية الحديثة التي أقيمت عام 2012 وذلك بعد أن حققت نجاحًا تجريبيًا في الألعاب الأولمبية الصيفية للشباب 2010 التي أُقيمت في سنغفورة، واستخدام تلك الأسلحة يفتح المجال واسعًا لرياضات الرماية بسبب مستوي الآمان المرتفع لها.

أنواع الليزر

تتوفر الليزرات في انواع شتى ومنها، الليزرات الكيميائية التي تعتمد على العناصر الكيميائية لتوليد طاقتها البالغة مستويات تقدر بعدة ميغاوات.

هناك ايضا الليزرات الصلبة (Solid State Laser) والليزرات الليفية (Fiber Laser) والليزرات ذات الالكترونيات الحرة (Free Electron Laser).

تتعدد الاستعمالات العسكرية للاسلحة الليزرية ما بين العمليات الهجومية والعمليات الدفاعية، بحيث تؤمن في اطار العمليات الهجومية، القدرات لاحداث التأثيرات التدميرية وغير التدميرية ضد مجموعة من الاهداف الملائمة، وفي اغلب الاحيان كمكمّل للاسلحة الكيميائية وذات الطاقة الحركية.

الليزر الدفاعي

اما في ما يتعلق بالعمليات الدفاعية، فتؤمن الاسلحة الليزرية للمنصات الجوية، البرية، البحرية والفضائية القدرة على الدفاع عن نفسها، عن المنصات الاخرى والمناطق الجغرافية. يمكنها الدفاع ايضا ضد الصواريخ، الطائرات، القنابل، قذائف المدفعية او القذائف الصاروخية عبر تدميرها او اعطابها قبل ان تطال اهدافها.

اما في ما يختص بالدفاع الصاروخي، فباستطاعة الليزرات ان تؤمن دفاعاً محدداً لهدف محدد او دفاع منطقة ضد الصواريخ البالستية لمسرح المعارك والصواريخ الجوالة كمكمّل للصواريخ الدفاعية.

العمليات الهجومية

من المؤكد ان الليزرات تركز على الاهداف طاقة اقل تدميراً بكثير من الذخائر الاضخم الكيميائية والعاملة على الطاقة الحركية. وعليه فان التطبيقات الهجومية لليزرات ستكون مخصصة للمهمات حيث خصائص الدقة، تعدد الاشتباكات والسرعة اهم بكثير من التدميرية الصرفة.

يلائم السلاح الليزري في العمليات الجوية، الاعمال المتعلقة بمكافحة التمرد ومكافحة الارهاب، بالاضافة الى الادوار الاخرى فمثلا، تصبح الطائرات المسلحة بالليزر مثالية للمهمات التي تتطلب اشتباكات جو – جو متعددة لفترات طويلة.

يمكن للسلاح الليزري ذاته ان يؤمن دفاعاً نشطاً ضد الصواريخ ارض – جو، الصواريخ جو – جو او الطائرات، ويمكن ان تضرب اهدافاً على الارض، مؤمنة بذلك قدرة جو – ارض مهمة جدا. اضف الى ذلك، ان دقة الاسلحة تلك ومداها وقابليتها على الضبط كلها ميزات تسمح بمضاعفة اساسية في الدقة الى جانب القوة التدميرية التي تحدثها الضربة الجوية.

قد تخفض هذه الخصائص منطقة الاضرار التي تحدثها القنابل الصغيرة القطر من عدة امتار مربعة الى عدة سنتيمترات مربعة، الامر الذي يتيح الاشتباك باهداف دقيقة مع اضرار جانبية معدومة او قليلة، مما يسمح بالدعم الجوي القريب للقوات البرية المشتبكة مع القوات المعادية في اراضي مدينية او حيث يتواجد السكان والمدنيون.

أسلحة القنص الليزرية

تشكل الاسلحة الليزرية اسلحة قنص ممتازة في العمليات البرية، لان حجمها، وزنها وافتقارها الى قدرة خرق التدريع الثقيل وقدرة الخرق العميق، تجعل من التطبيقات الهجومية لهذا النوع من الاسلحة في القتال البري مخصصاً للعمليات التي تستوجب دقة، ووقت اشتباك بسرعة الضوء، قابلية على الضبط واضراراً جانبية في الحد الادنى.

اما في ما يتعلق بالمهمات المضادة للقناصين، اذا جمع مثلا سلاح ليزري بمستشعرات سمعية وبصرية التي تتعقّب الرصاصات من موقع الاطلاق، فيتم عندئذ وبشكل شبه فوري تسديد السلاح للاشتباك في القناص قبل تَدَرُئه.

تجعل خصائص السلاح الليزري من حيث الخفاء سلاح قنص مثالياً لان شعاعها غير مرئي وليس له اي لهب يخرج من الفوهة ولا يحدث صوتاً ولا ارتداداً. وفي اغلبية الظروف المناخية، فان السبيل الوحيد للعدو ان يعرف انه تم الاشتباك به بواسطة الليزر هو الاثر الذي احدثه الليزر على الهدف.

اما في حالات قمع التمرد وعمليات فرض الاستقرار والدعم، فقد يستعمل السلاح الليزري لقتل او لإيقاف المسلحين المختبئين وراء الجمهور فيما الاسلحة الاخرى قد تلحق الاذى بالمدنيين الابرياء.

كذلك في العمليات الدفاعية، يفرض السلاح الليزري نفسه في اطار العمليات البرية، من حيث القدرة على الانتشار والحركية دون المسّ بالقدرة على البقاء، وفي العمليات البحرية فان من الطبيعي ان تشغل الاسلحة بواسطة السفن الكهربائية، اما الاستعمال الاهم قد يكون في مجال الدفاع الصاروخي البالستي اذ يعتمد السلاح الليزري الدقة ويخفض من تكاليف الصواريخ مثل PAC-3.

يغدو فهم القدرات والتقييدات لاستعمال الاسلحة الليزرية، في ما يتعلق بتقدير كيفية تأثير هذه الاسلحة ومواصفاتها على الحرب في المستقبل. تقدم الاسلحة الليزرية، على الوجه العام، فرصاً جدية للاشتباك السريع والدقيق بالاهداف، فضلا عن المرونة الممتازة والتجهيزات الخفيفة.

قدرات إضافية

من القدرات التي تقدمها الاسلحة الليزرية نذكر الرماية العالية المرونة وبسرعة الضوء، تشتبك هذه الانواع من الاسلحة بأهدافها بسرعة الضوء، اذ انها تتميز عن القذائف، بشكل اساسي، بغياب وقت الطيران.

الامر الذي يجعل منها اسلحة ملائمة جدا للاشتباك بالاهداف المناورة القريبة مثل الصواريخ جو – جو وارض جو، الطائرات دون طيار والصواريخ الجوالة. يضاف الى هذه الاهداف، تلك البالستية البالغة السرعة مثل القذائف الصاروخية، قذائف المدفعية المباشرة، قذائف الدبابات وقذائف الهاون.

ليس من المطلوب عمليات احتساب ورماية قذيفة على مسرى اعتراض، تكون بمثابة هدف، كما هي الحال مع الصواريخ الموجهة. على كل حال، تتطلب الاسلحة الليزرية بعض الوقت لاكتساب الاهداف وتعقبها وعليها التركيز على الهدف بما يلزم من الوقت عدة ثوان لجمع الطاقة الكافية لتدميره او اعطابه.

مميزات الأسلحة الليزرية

تتميز الاسلحة الليزرية ايضا بالاشتباك بعدة اهداف وباعادة استهداف سريعة. بامكان الاسلحة الليزرية او تشتبك بسرعة كبيرة بعدة اهداف وهي مقيدة على نحو كبير بقدرتها على اعادة التموين بالوقود، الطاقة الكهربائية او تصريف الحرارة الزائدة، وذلك لان الاسلحة الليزرية ليس لها الا عددا قليلا من الاجزاء المتحركة، وهي مشغلة بشكل مستمر او يعاد شحنها من خلال تعبئة خزاناتها الكيميائية او محطاتها الكهربائية.

لا يتطلب الانتقال من الرماية على هدف الى الرماية على آخر سوى اعادة ضبط المرايا واعادة تركيزها. وعليه فان الاسلحة الليزرية ملائمة جدا لانواع الاشتباكات التي تفترض التعامل مع الرشقات المدفعية او رشقات القذائف الصاروخية.

تعتمد الاسلحة الليزرية من بين الميزات التي تتمتع بها، على المخازن العميقة، اذ ان الليزرات تستهلك الوقود الكيميائي او الكهرباء فحسب، وبهذه الحالة تقيد عدد الرمايات فقط بكمية الوقود الكيميائي المتوفرة او في ما يخص الليزرات الصلبة بالوقود المتوفرة لتشغيل مصدر الطاقة الكهربائية.

الميزة الثالثة التي تتمتع بها الاسلحة الليزرية تتمثل في التكلفة المتدرجة المتدنية للطلقة. يستدل على ذلك بحيث ان التكلفة المتدرجة لكل طلقة هي اساسيا تكلفة الذخيرة المستهلكة.

تستهلك نظم الصواريخ الموجهة الكثير من التجهيزات الباهظة التكلفة مثل المحركات الصاروخية، نظم التوجيه، الكترونيات الطيران، الباحثات، الهياكل الجوية… اما الاسلحة الليزرية، من جانبها، تستهلك الطاقة فحسب. تعد التكلفة بالنسبة للطلقة المتدرجة اساسيا تكلفة الوقود الكيميائي او الوقود المطلوب لتوليد الكهرباء اللازمة لتشغيل الليزر الصلب او الليزر ذي الالكترونات الحرة وتميل التكاليف هنا الى ان تكون منخفضة تعتمد تكلفة استخدام نظم الاسلحة الليزرية على تطوير النظم، بنائها، نشرها وصيانتها، وليس على الذخيرة التي ترميها.

تبقى التكلفة ثابتة نسبيا سواء رمى النظام طلقة ام الف طلقة. في ما يتعلق بالاسلحة الليزرية، تساعد التكلفة المتدرجة المنخفضة للطلقة على تقليص المشاكل المتعلقة بقوائم الجرد التي يمكنها اعاقة اسلحة مثل نظم الصواريخ العالية التقدم لكن الباهظة التكلفة.

تتمتع الاسلحة الليزرية بدقة وقدرة ضبط استثنائيتين، فعند اشعارها من قبل الرادار او المستشعرات الاخرى، تستخدم شعاعا منخفض الطاقة لاكتساب اهدافها وتعقبها. يمكن لهذا الشعاع ان يركز على اي مكان من الهدف بدقة عالية قبل اطلاق الليزر العالي الطاقة المضبط عليه، الذي يحدث المستوى المطلوب من الاضرار على النقطة المعينة على الهدف. وللقيام بهذه العملية، يمكن ضبط مستويات طاقة السلاح الليزري.

اضف الى ذلك، فانه يمكن تغيير وقت التركيز على الهدف لضبط كمية الضرر اللاحق. تجتمع الدقة والقابلية على الضبط للسماح بقدرة ضرب دقيق استثنائية، لا تولد اضرارا جانبية او تحد منها، كما وتسمح ايضا بتطبيقات تدميرية وغير تدميرية.

لا تتطلب الاسلحة الليزرية دعما لوجستيا كبيرا. بالفعل، وخلافا للمدفعية التي تستوجب اعادة تموين بالذخيرة او الصواريخ التي يجب استبدالها عند رمايتها، تتطلب الاسلحة الليزرية وقودا كيميائيا اضافيا او وقودا لتوليد الكهرباء اللازمة لتوليد الطاقة. في ما خص الليزرات الصلبة المشغلة كهربائيا او الليزرات ذات الالكترونات الحرة (FEL)، يلغي الامر الحاجة الى نقل الذخائر، تخزينها وتلقيمها، مما يقود الى دورة لوجستية قصيرة جدا.

في ما يتعلق بالوقود الخاص بالليزر الكيميائي، فانه يمكن اعادة التموين عبر خزانات وقود تعبئها الشركة، وتنقل على متن آليات شحن نموذجية.