محتويات هذا المقال ☟
أفاد مصدر عسكري لموفع “بوابة افريقيا”، بأن “مقاتلات تابعة للجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر قصفت أهدافًا لحكومة الوفاق الوطني الليبي جنوب شرقي العاصمة طرابلس”، مشيرًا إلى أن “الضربات الجوية استهدفت آليات ومستودع ذخيرة، ومعسكر “حمزة” في طريق المطار، حيث تستمر معارك عنيفة بين الجيش الليبي والكتائب الموالية لحكومة الوفاق المعترف بها دوليًا”.
وذكر المصدر أن “القصف الجوي الأخير تزامن مع عدة انفجارات سمعت في أنحاء العاصمة الليبية”.
يذكر أن المعارك تحتدم، منذ الثلاثاء، باستخدام رشاشات ثقيلة ومدافع في منطقة المطار الدولي، الذي تسيطر عليه قوات حفتر. واندلعت هذه المعارك بعد محاولة القوات الموالية لـ”الوفاق” اقتحام المطار، وأعلن “الجيش الليبي لاحقا أنه صد الهجوم.
وكان حفتر أعلن، يوم 4 نيسان، بدء معركة طرابلس لبسط سيطرة “الجيش الوطني” على العاصمة الليبية، بهدف تطهيرها من “المليشيات الإرهابية”.
من جهته، أمر رئيس المجلس الرئاسي في حكومة الوفاق الوطني فايز السراج القوات التابعة لحكومته بالتصدي لـ”عدوان” حفتر.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فقد أودت المعارك في ضواحي طرابلس وفي بعض أحيائها بحياة 607 أشخاص، بينهم 40 مدنيا، كما خلفت قرابة 3.3 ألف جريح.
هجوم طرابلس 2019
معركة طرابلس 2019 هيَ حملة عسكرية يشنّها الجيش الوطني الليبي الذي يمثل حكومة طبرق للاستيلاء على المنطقة الغربية من ليبيا، وفي نهاية المطاف العاصمة طرابلس القابِعة تحتَ سيطرة حكومة الوفاق الوطني.
بدأت هذهِ المعركة في الرابع من نيسان/أبريل من عام 2019؛ حينمَا شنّ الجيش الوطني الليبي هجوما مفاجئًا في غرب ليبيا حيث تحرك في اتجاه طرابلس.
لم يواجه في بادئ الأمر سِوى مقاومة خفيفة ما مكّنهُ منَ السيطرة على مدينة غريان في جنوب العاصمة.
في السياق ذاتهِ؛ أعلنَ عمدة البلدة أن الجيش الوطني يتحرك إلى مواقع جنوب طرابلس، وأدلى الناطق باسم الجيش الوطني ببيان مفاده أن المشير خليفة حفتر قد أصدر أوامرَ بإنشاء غرفة عمليات تناط بها مهمة «تحرير المنطقة الغربية من الإرهابيين».
نشرَ الجيش الوطني في وقتٍ لاحقٍ صورًا يزعم أنها تُبين أنه استولى على مدينة مزدة بصورة سلمية. وذكر أحد السكان المحليين في رأس لانوف أنه شاهد دبابات تابعة للجيش الوطني وقوافل عسكرية متجهة أيضا إلى مدينة سرت التي يسيطر عليها حكومة الوفاق الوطني.
وقد قام الجيش الوطني منذ عهد قريب جدا بإعادة نشر القوات التي حاربت من قبل في جنوب البلاد إلى مواقع بالقرب من سرت. في المُقابل؛ استجابت حكومة الوفاق الوطني التي يقعُ مقرها في طرابلس للهجوم بإصدار أوامر لتعبئة عامة فورية.
الدعم الخارجي
تحظى قواتُ حفتر بدعمٍ مباشر من فرنسا، مصر، السعودية والإمارات فيما تحظى حكومة الوفاق الوطني بدعمٍ مباشر من إيطاليا، تركيا وقطر بينمَا يظلّ الموقف الروسي غامضًا حيثُ انحازت موسكو في مرّات عدة لقوات الجيش الوطني الليبي التي يقودها حفتر.
وكان آخرها إجهاضَ بيانٍ كان سيُصدر من مجلس الأمن لإدانة ما يجري في طرابلس لكنّ المسؤولون في روسيا يُحاولون في كلّ مرة إنكار هذا الدعم السياسي ونفس الأمر بالنسبة للولايات المتحدة التي كانت قد أعلنت عن دعمِ موقف الأمم المتحدة التي ترى في حكومة الوفاق الممثل الرسمي للشعب الليبي لكنّ ترامب وفي ذروة الحرب على مشارف طرابلس هاتفَ المُشير حفتر وأكّدَ مساندتهُ له في ما سمّاها «الحرب ضدّ الإرهاب».
على الأرض تختلفُ التقارير بل تتضاربُ أحيانًا لكنّ الشيء المؤكد أنّ طائرات بدون طيار «مجهولة» قد قصفت مواقعَ لقوات الوفاق داخلَ طرابلس وذلك باعترافِ المسماري نفسه الذي قالَ إنّ «طائرات صديقة قصفت أهدافا معادية في العاصمة طرابلس» دونَ أن يكشفَ عن هويتها أو أيّ معلومات إضافية.
من ناحيّة أخرى وفي 16 نيسان/أبريل تمكّن الجيش التونسي من ضبطِ 11 شخصًا قدِموا من ليبيا بجوازات سفر دبلوماسية ومدججين بأسلحة وذخائر كانوا يحاولونَ دخول تونس عبر البحر على متن زورقين؛ ثمّ أمسكَ الجيشُ فيما بعد بمجموعة ثانيّة مكوّنة من 13 فرنسيا كانوا يتنقلون أيضًا تحت غطاء دبلوماسي على متنِ ست سيارات رباعية الدفع عبر الحدود البرية التونسية الليبية.
مُباشرةً بعد انتشار الخبر؛ قالت السفارة الفرنسية في تونس إن الأفراد الفرنسيين الذين جرى اعتقالهم هم عناصر فريق أمني كان مكلفًا بتأمين السفارة الفرنسية في ليبيا.