أفادت قناة “MSNBC” الأميركية أن مصادر مطلعة، كشفت لها أن الولايات المتحدة منحت تركيا أسبوعين لتخليها عن شراء منظومة الدفاع الصاروخي إس-400 الروسية، لصالح منظومة باتريوت الأميركية”، مشيرة الى أنه “بحلول نهاية الأسبوع الأول من حزيران، يتعين على تركيا إلغاء الصفقة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات مع روسيا وشراء نظام الدفاع الصاروخي باتريوت الذي يصنع في الولايات المتحدة الأمريكية. أو مواجهة فقدانها الحصول على 100 مقاتلة من طراز “إف 35″ وعدت بها، وفرض عقوبات أميركية، فضلا عن رد فعل محتمل من الناتو”.
ونقلت القناة عن أحد المصادر الدبلوماسية الأمريكية قوله إن “دول الناتو تحتاج إلى تزويدها بآليات عسكرية تتفق مع أنظمة الناتو. أما الأنظمة الروسية فلا تناسب هذه المعايير”. وأضاف المصدر ذاته: “ما نشير إليه أن تركيا ستواجه تبعات حقيقية وسلبية إذا أكملت إجراءات الحصول على إس-400″، موضحا أن من بين هذه التبعات عزل أنقرة عن برنامج شراء مقاتلات “إف-35” الأمريكية، وسداد تكلفة 100 مقاتلة من هذا الطراز، قدمت تركيا طلبا بشرائها لكنها لم تتسلمها بعد، إضافة إلى تعرض البلاد لعقوبات أمريكية ومن دول الناتو.
ويوم الجمعة الماضي، أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في أعقاب لقاء عقده مع رئيسة مجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي، فالنتينا ماتفيينكو، عزم بلاده على تنفيذ شروط الصفقة مع روسيا حول شراء منظومات “إس-400” الصاروخية المضادة للجو، على الرغم من ضغوط غير مسبوقة تتعرض لها أنقرة للتخلي عن هذه الصفقة.
وفي وقت سابق أعلن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أن نشر صواريخ “إس-400” في تركيا سيبدأ في أكتوبر 2019.وستكون تركيا أول دولة في حلف الناتو تتلقى هذه المنظومات الدفاعية من روسيا.
وتعتمد منظومة “إس-400” على صواريخ مضادة للطائرات بعيدة ومتوسطة المدى مخصصة لتدمير الطائرات والصواريخ الباليستية والمجنحة، إضافة إلى إمكانية استخدامها لتدمير أهداف أرضية.
وتتصاعد حدة التوتر بين تركيا والولايات المتحدة بسبب قرار أنقرة شراء منظومة الدفاع الصاروخي إس-400 والتي لا تتوافق مع أنظمة حلف شمال الأطلسي. ويقول المسؤولون الأمريكيون إن شراء أنقرة المزمع للمنظومة الروسية يهدد دورها في مشروع المقاتلة إف-35 وشرائها لتلك المقاتلات. وتقول واشنطن إن منظومة إس-400 تعرض مقاتلاتها من طراز إف-35 للخطر.
مسؤول تركي: منظومة “إس-400” الروسية ليست خيارا بل ضرورة
قال نائب وزير الخارجية التركي، ياووز سليم قيران، إن قرار أنقرة التزود بمنظومة “إس-400” الروسية للدفاع الجوي “لم يكن خيارا بل ضرورة”.
وأفاد قيران يوم الثلاثاء، خلال مؤتمر بعنوان “العلاقات التركية الأمريكية الجذر المشترك، الرؤية الجديدة”، في الكونغرس الأمريكي، نظمته رئاسة دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، بأن منظومة “إس-400” لم تكن الخيار الأول لتركيا بل الأخير.
وأوضح أن تركيا أجرت مفاوضات دون جدوى مع الولايات المتحدة، من أجل الحصول على منظومة “باتريوت” على مدار أكثر من 10 أعوام.
وأضاف قائلا: “بالطبع قرارنا بشأن (إس-400) لا يعني تغييرا استراتيجيا في المسار”.
من جهة أخرى، أكد نائب وزير الخارجية التركي أنه لا يمكن القبول إطلاقا بالدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة، لتنظيم حزب العمال الكردستاني (ي ب ك / بي كا كا) في سوريا، وشدد على ضرورة وقفها لهذا الدعم بصورة تامة.
كما لفت إلى أن مكوث زعيم منظمة “غولن”، فتح الله غولن، في الولايات المتحدة، يمثل مشكلة أخرى في العلاقات بين أنقرة وواشنطن، مبينا أنه ليس من الصعوبة بمكان، رؤية خيبة الأمل لدى تركيا وشعبها، جراء إيواء دولة حليفة لأعضاء هذه المنظمة.
وشدد الدبلوماسي التركي على ضرورة قيام الولايات المتحدة بتسليم الإرهابيين المطلوبين لتركيا، وعلى رأسهم زعيم منظمة “غولن”.