عرفت نهايات القرن العشرين ومطلع القرن الحادي والعشرين الاستنساخ بدءاً بالنعجة «دوللي» وليس انتهاء بما يمكن أن يكون الاستنساخ البشري.. المفكرون العسكريون الأمريكيون استثمروا الفكرة وأسقطوها على الأماكن التي يريدون الهجوم عليها ليبنوا مدنا مماثلة بل مستنسخة تماما لتلك المدن متجاوزين مرحلة رسم الشوارع والخرائط.. أو استخدام «جوجل ايرث» للتعرف على التفاصيل.. بل جسدوا هذه التفاصيل واقعا وحاكوه تدريباً عمليا.. أما الدليل على هذا الكلام فليس بعيداً إنه حي في بر المطلاع والمدينة المجسدة المبنية
«أم قصر العراقية»، وهي منطقه تقسمها الحدود بين الكويت والعراق ، فقد أحضر الجيش الأمريكي إلى معسكرات جيشه تلك المدينة قبل أن يدخلها في حرب سقوط صدام ولم تكتف أمريكا بمراقبة منطقة أم قصر عبر الأقمار الصناعية بل بنتها مرة أخرى وسط بر العبدلي في الكويت!! فلو انك ذاهب إلى بر المطلاع وزرت أم قصر الكويتية- الأمريكية وحفظت طرقها فإنك لن تشعر بالغربة عندما تدخل منطقة أم قصر العراقية.
فشوارع أم قصر العراقية رسمت على طريقة «مسحيات» في المطلاع وبيوتها بنيت خشبية «ودواراتها» صارت في العبدلي من تراب وحتى جسورها بنيت من خشب!! أما عن سكانها فإنك لن تشعر بالوحدة في أم قصر الكويتية أيضا لأنك ستجد العراقيين هناك بكثرة ولكنهم تماثيل من صنع الأمريكيين!!.
ومن إبداعات الأمريكيين أيضا التي رصدتها الكاميرا في أم قصر الكويتية وجود «المكوجي» و«الكافيتريا» ومحل «الدي في دي» المكتوبة باللهجة العراقية لكي يفهمها الأمريكيون عندما يقرأونها في أم قصر الحقيقية!! وعن التساؤلات التي طرحت عن قيام الجيش الأمريكي ببناء منطقة أم قصر العراقية بكل حذافيرها في بر المطلاع وجدنا الجواب بسيطا جدا وهو أن الجيش الأمريكي يريد أن يحفظ تلك المنطقة عندما يدخلها ولا يشعر بالاستغراب فقد كان في منطقة مستنسخة منها ويعرف خباياها فتكون عملية الاقتحام والاحتلال سهلة جدا!!.