الصفقة التي أبرمتها المملكة مع الولايات المتحدة الأمريكية، لشراء وتطوير مقاتلات من طراز “إف 16″، ترمي لتحقيق “توازن القوى” مع الجارة الجزائروفق تصريحات لخبير عسكري مغربي.
وفي مارس/ آذار الماضي، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، إنها وافقت على بيع 25 طائرة مقاتلة من نوع “إف 16” للمغرب، في صفقة بقيمة 3.8 مليارات دولار.
ولفتت الوزارة، في بيان صدر في حينه، إلى أن “الإدارة الأمريكية وافقت على إدخال تعديلات (تطوير) على 23 مقاتلة ‘إف 16’ يمتلكها المغرب، بقيمة 985 مليون دولار”.
واعتبر الخبير المغربي المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية، محمد شقير، أن “الرباط تسعى لتحقيق نوع من توازن القوى مع الجزائر، كقوتين إقليميتين”.
وأوضح أن “طبيعة الصفقة من حيث الحجم ونوعية العتاد والميزانية التي ناهزت 5 مليارات دولار، تبين أنها من بين أهم الصفقات التي أبرمتها بلاده”.
وبخصوص توقيت الصفقة، فرأى أن “هذا الأمر يستبطن رسالة بأن واشنطن تعتبر المغرب حليفا استراتيجيا، من خلال محاولة تقويته من الناحية العسكرية”.
ووصف الخبير ميزانية الصفقة بـ”الكبيرة”، مقارنة مع ميزانيات سابقة لصفقات عسكرية.
وفي ما يتعلق بنوعية الطائرات، قال إنها “تعتبر من أحدث مكونات السلاح الجوي الذي وافقت الولايات المتحدة الأمريكية على بيعه للرباط” ، ومستعرضا دواعي الصفقة بالنسبة للرباط، قال شقير إنها “ترتبط بما هو داخلي وإقليمي”.
فعلى الصعيد الداخلي، تعمل المؤسسة العسكرية، في السنوات السابقة، على تحديث العتاد العسكري ببلادها، خاصة فيما يتعلق بالتكنولوجيا العسكرية الحديثة، من ذلك اقتناء رادرات من فرنسا، والعمل على تطوير العتاد العسكري، خاصة (مقاتلات) ‘إف 16′”.
أما إقليميا، فأوضح أن بالمغرب دخلت عمليا في “سباق تسلّح” مع الجزائر، وفي هذا الإطار تعمل الرباط على تطوير ترسانتها الحربية، من خلال عدد من الصفقات التي أبرمتها مؤخرا.
والعام الماضي، تحدث إعلام مغربي عن “وصول دفعة جديدة من 48 دبابة أمريكية من نوع ‘أبرامز′” إلى البلاد.
وتابع شقير قائلا إن “اقتناء الرباط لهذه الطائرات يهدف إلى تطوير سلاحها الجوي، في إطار سباق التسلح مع الجارة الجزائر، خصوصا أن هذه الطائرات تمتاز بفعالية كبيرة”.
وبالنسبة للخبير، فإن “الإنفاق العسكري هو فقط جزء من السباق التسلح بين البلدين، والمسألة في نوعية الأسلحة التي يحصل عليها كل بلد”، معتبرا أن بلاده تعمل على اقتناء أحدث الأسلحة، “في محاولة لتدارك الميزانية العسكرية الضخمة التي تصرفها الجزائر بهذا الشأن، والتي تعتبر أكبر من نظيرتها المغربية”.
حليف لواشنطن
وفي سياق متصل، لفت الخبير إلى أن “واشنطن تعتبر المغرب، من خلال هذه الصفقة، شريكا استراتيجيا، خصوصا أن الصفقة تأتي في إطار الشراكة بين البلدين”.
ولفت “شقير” إلى أن هذه الشراكة العسكرية بين الإدارة الأمريكية وبلاده، “تنعكس من خلال مباحثات ثنائية ومن خلال مشاركة في المناورات العسكرية.”
والأحد، اختتمت مناورات “الأسد الإفريقي” المشتركة بين القوات المغربية والأمريكية، في نسختها الـ16، في إطار تمرين انطلق في 16 مارس/ آذار الماضي، وفق الجيش المغربي.
وجرت المناورات في 5 مدن مغربية هي أغادير وتفنيت وبنجرير (وسط)، وطانطان وطاطا (جنوب)، بمشاركة آلاف العسكريين وعدد كبير من المعدات.
وإلى جانب المغرب والولايات المتحدة، شارك في المناورات 5 دول تمثل إفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، هي: كندا وإسبانيا وبريطانيا والسنغال وتونس، بحسب المصدر ذاته.