صناعة السلاح من أكثر الصناعات التي تدر أرباحا طائلة على البلدان المصنعة لها , وحتى تستمر هذه الصناعة يجب تأمين أسواق لتصريف المنوجات الحربية , وبدأ التنافس مؤخرا كبيرا بين الصين وروسيا وأمريكا على السوق الخليجي لأنه في طلب متصاعد على السلاح .
ووفقًا لما عرضته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، تكثف روسيا والصين من جهودهما لجذب مشترين لأسلحتهما من منطقة الخليج العربي، وهو ما وصفته الصحيفة بالتعدي على سوق تسيطر عليه الولايات المتحدة وأوروبا منذ فترة طويلة.
وتعد هذه المنطقة سوقا حيويا بالنسبة لصناعة الدفاع العالمية، حيث أصبحت المملكة صاحبة الإنفاق العسكري الذي يصل إلى 7.7 مليار دولار في عام 2018، هي أكبر مشتر للأسلحة في الشرق الأوسط، كما جاء كل من الإمارات العربية المتحدة وقطر ضمن المراكز العشرة الأولى في العالم، وفقًا لشركة أبحاث السوق “آي إتش إس ماركتس”.
الصين، وهي واحدة من كبار المصدرين العسكريين في الوقت الحالي، لا تزال لا تمثل تهديدًا كبيرًا لسيطرة الولايات المتحدة على بعض الأسواق العالمية، وبالأخص في منطقة الشرق الأوسط.
وحسب موقع “تشينا باور”، فإن الصين بدأت فعليًا على مدى الأعوام القليلة الماضية في لعب دور واضح في المنطقة، مما أهلها لبيع صادرات عسكرية للإمارات بقيمة بلغت 67 مليون دولار خلال الفترة من 2006 إلى العام قبل الماضي، إلا أن ذلك لا يزال بعيدًا عن أن يكون منافسًا قويًا للولايات المتحدة.
وعلى عكس الصين، بدت خطط روسيا مختلفة، خاصة أنها تسعى للسيطرة على العديد من المناطق التي باتت تعتمد على الأسلحة الأمريكية في العقود الماضية، أو حتى الحصول على جزء من مساعي تلك البلدان لتطوير منظوماتها العسكرية.
وخلال السنوات القليلة الماضية، استطاعت روسيا أن تُقيم علاقات ناجحة مع السعودية، دعمتها زيارة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لروسيا عام 2017، كما حرص الرئيس الروسي أيضًا على الذهاب إلى الرياض
العلاقات الروسية السعودية التي في الأساس بُنيت على أساس الاهتمام المشترك للبلدين بسوق النفط العالمي، استطاعت أيضًا أن تدعمها بعض الصفقات العسكرية التي تم الاتفاق عليها بصورة رسمية ونهائية خلال زيارة العاهل السعودي في سبتمبر 2017 لروسيا.
واستطاعت موسكو تسويق منظومة الدفاع الجوي المتطورة المعروفة باسم S-400 إلى السعودية، في وقت كانت الرياض تبحث فيه عن أكثر السبل التقنية تطورًا لحماية سمائها من الصواريخ العشوائية للحوثيين في السنوات الماضية.
وإجمالًا، من المتوقع أن تلعب العوامل السياسية أدوارًا كبيرة في تحديد مدى نجاح خطط روسيا والصين للدخول إلى أسواق جديدة، لا سيما أن واشنطن باتت حساسة للغاية تجاه بعض الصفقات عسكرية، وبالأخص منظومة S-400 المتطورة.