فيما تنشغل القيادات الأمنية العراقية بالتهيؤ لاستقبال القادة العرب في قمتهم المرجحة مارس المقبل، تبدو الحالة الأمنية في العاصمة بغداد أقل حماساً لتقبل هذه الاستعدادات وهي تشهد موجة من الاغتيالات باستخدام أسلحة كاتم الصوت التي قضت الاحد الماضي على 12 شخصية عامة في العاصمة بغداد وسط تحذيرات دولية من انهيار الوضع الأمني خلال الأشهر الأولى من عمر حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي الثانية.
وكانت رئاسة الوزراء العراقية قد أصدرت في 25 أكتوبر الماضي أمراً ينص على تشكيل
لجنة أمنية عليا لمتابعة الخطط الأمنية المخصصة للقمة العربية برئاسة وكيل وزير الداخلية لشؤون الشرطة الفريق آيدن خالد. وكشفت مصادر أمنية عراقية مطلعة لـ«الوطن» ان قيادة علميات بغداد ووزارتي الداخلية والدفاع وضعوا خططاً مدروسة لتحقيق الأمن في بغداد خلال انعقاد مؤتمر القمة العربية في بغداد منتصف مارس المقبل»، مؤكدة ان «اللجنة المكلفة بهذا الموضوع وصلت الى مراحل متقدمة بخطط الحماية المتخصصة بحماية الطرق ومقرات إقامة الوفود العربية».
وأشارت الى تدارس هذه اللجنة في اعمالها الحالية لعدد واسع من الخطط الأمنية لمواكبة أعمال التحضير لاستضافة القمة العربية، حيث تلعب قيادة عمليات بغداد دوراً مهماً في أي عمل أمني لتحقيق الأمن والاستقرار خلال انعقاد المؤتمر».
تصاعد الاغتيالات
أعمال هذه اللجان لم تضع حداً لتصاعد الاغتيالات في العاصمة بغداد، وافادت مصادر أمنية أن 13عملية اغتيال بمسدسات كاتم الصوت نفذت في إحياء متفرقة من بغداد خلال يوم الأحد، موضحة «ان العاصمة العراقية بغداد تشهد انتشاراً أمنياً كثيفاً بعد ان استنفرت القوات الأمنية كافة عناصرها لنصب سيطرات متحركة ونقاط مرابطة لفرض سيطرة كاملة على مفترقات الطرق، وكشفت المصادر لـ«الوطن» ان مسدسات كاتم الصوت التي تكون على شكل موبايل «نوكيا» قد غزت الأسواق العراقية، ودخلت هذه الأجهزة عن طريق أكثر من دولة مجاورة للعراق وتجري حملات تفتيش واسعة لمصادرتها وحصر الجهات العراقية التي تقف وراء استخدامها.
يأتي ذلك وسط تحذيرات قادة الجيش الأمريكي بتدخل أمني سلبي من دول مجاورة للعراق حيث اكد اللواء فنسنت بروكس القائد العام لفرقة الولايات المتحدة في جنوب العراق» هناك دولاً لا تريد استقرار الأمن في العراق لصالحها كما ان هناك أموالاً تتدفق الى داخل العراق من نفس هذه الدول لأغراض تهدف لزعزعة الأمن فيه وضرب مصالحه الاقتصادية».
عصايب أهل الحق
وفي ذات السياق حذر معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى من إعادة تنظيم المليشيات الشيعية المرتبطة بإيران وأبرزها عصايب اهل الحق وكتائب حزب الله الاقرب في تشكيلاتها الى مليشيا حزب الله اللبناني، وقال مايكل نايتس الباحث المتخصص في المعهد الأمريكي بشؤون العراق إن هذه المليشيات تعاود نشاطاتها في العراق بعد إعادة تنظيمها وتمويلها من قبل فيلق القدس الإيراني وإعادة ارتباطها بمخابرات الحرس الثوري الإيراني، ويشير الى تشكل «كتائب حزب الله» في أوائل عام 2007 كوسيلة يستطيع من خلالها «فيلق القدس نشر أفراده الأكثر تمرساً ومعداته الأكثر حساسية داخل العراق»، وقال: «يمكن استخلاص الكثير من تعيين أبو مهدي المهندس، واسمه الحقيقي جمال الابراهيمي قائداً لكتائب حزب الله، على حد قوله، وهو نائب سابق في البرلمان العراقي ولد في البصرة، تدور حوله اتهامات أمريكية بكونه مستشاراً لقاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني».