مع تزايد التوتر على الحدود مع قطاع غزة خلال الأيام الماضية بين الفصائل المسلحة الفلسطينية التي أطلقت قذائف مضادة للدبابات متطورة ودقيقة الإصابة وشديدة الإيذاء قرر الجيش الإسرائيلي نشر الكتيبة "المدرعة 9 " على الحدود مع قطاع غزة، حيث تعتبر هذه الكتيبة الوحيدة في لواء مدرعات الجيش الإسرائيلي التي تم تزويد بأحدث دبابة Merkava Mark 4 وهذه الدبابة تتميز بمنظومة الدفاع النشط القادرة على التصدي للصواريخ المضادة للدروع المعروفة باسم "معطف الريح"، والتي تم إدخالها قبل أسابيع إلى هذه الكتيبة حيث سيتم اختبارها من خلال تدريب بالذخيرة الحية.
وكانت إحدى دبابات Merkava Mk 3 ذات التدريع العادي قد أصيبت بصاروخ مضاد للدروع في الثاني من الشهر الجاري على الحدود مع قطاع غزة مما أدى إلى إلحاق أضرار متوسطة بها، دون أن يصاب أفراد طاقمها، حيث يعتقد الجيش الإسرائيلي بان المنظمات الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة قد حصلت على صواريخ مضادة للدروع تم تهريبها عبر الأنفاق التي تربط قطاع غزة بشبه جزيرة سيناء الأمر الذي اعتبره الجيش الإسرائيلي تهديدا وخطرا حقيقيا على دباباته وأفراده.
ويعتقد الجيش الإسرائيلي بان الدبابة Merkava Mark 4 لديه الرد الكافي من خلال امتلاكه منظومة "معطف الريح" للتعامل مع هذا النوع من الصواريخ المضادة للدروع، حيث تم اختبار المنظومة خلال الأسابيع الماضية، فيما سيتم إجراء اختبار حقيقي آخر اليوم الأربعاء.
من جهة أخرى حذر رئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي الفريق غابي أشكنازي من إمكانية تدهور الأوضاع الأمنية على الحدود مع قطاع غزة، واصفا إياها بالهشة والقابلة للاشتعال والتدهور أكثر مشيرا إلى انه سيتم نشر كتيبة مكلفة بتشغيل منظومة القبة الحديدية لاعتراض القذائف الصاروخية على الحدود مع قطاع غزة العام القادم 2011.
وأشار أشكناوي خلال حديثة في اجتماع لجنة الأمن والخارجية البرلمانية اليوم إلى ازدياد الهجمات ضد الجيش الإسرائيلي انطلاقا من قطاع غزة خلال العام الجاري، حيث وقعت 118 عملية هجومية بأسلحة مختلفة وان جيشه قتل 60 نشيطا عسكريا، فيما ارتفع عدد المتسللين إلى إسرائيل عبر حدودها مع مصر ليصل إلى نحو 13000 متسلل، معتبرا أن إقامة سياج على طول الحدود مع مصر لن يمنع بشكل تام عمليات التسلل.
إلى ذلك ذكر مصدر عسكري رفيع المستوى أن أشكنازي كان قد أعطى تعليمات بان تشمل الغارات الجوية التي شنتها مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي الايام الماضية على عناصر من حماس وذلك لأول مرة منذ انتهاء عملية الرصاص المصبوب العسكرية قبل نحو عامين، لتشكل رسالة تحذيرية لقيادة حماس بضرورة التوقف عن إطلاق القذائف الصاروخية تجاه إسرائيل، ومنع المنظمات الفلسطينية الأخرى من القيام بذلك، حيث أسفرت الغارات الإسرائيلية عن جرح اثنين من أفراد كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس.
وتعتقد الدوائر الأمنية الإسرائيلية أن حماس تقف خلف التصعيد الأمني الأخير لاختبار قدرة الرد الإسرائيلي على هجماتها.