حماس ثبت شريطًا لعملية عسكريّة نوعيّة في الذكرى الأولى للحرب الأخيرة ضدّ القطاع

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,477
التفاعل
17,600 43 0


الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
ليس إسرائيل وحدها تُحارب العرب والفلسطينيين في مجال الحرب النفسيّة، فحركة حماس، قامت أمس بتوجيه صفعةٍ مجلجلة للدولة العبريّة، عندما بثت شريطًا عن عملية نوعيّة نفذّتها المُقاومة الفلسطينيّة خلال العدوان الأخير على قطاع غزّة، والمُسّمى إسرائيليًا بعملية الجرف الصامد
كان واضحًا ولافتًا الارتباك الإسرائيليّ من هذا النشر، خصوصًا وأنّه تمّ تصويره من قبل حماس خلال العملية، الأمر الذي اضطر المُحللين والمُراسلين الإسرائيليين للاعتراف بقدرة حماس، أيضًا في المجال الإعلاميّ. نشرت كتائب (عز الدين القسام) الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تفاصيل عملية اقتحام لموقعٍ عسكري إسرائيليّ خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزّة في صيف العام الفائت 2014. وقالت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيليّ، نقلاً عن مصادر أمنيّة وصفتها بأنّها رفيعة المستوى، قالت إنّ الشريط حقيقيّ، وأنّ حماس لم تُضِف عليه أيّ شيء، لافتةً إلى أنّه تمّ تصويره بدّقةٍ وجودةٍ عاليتين جدًا خلال العملية.

وأظهر مقطع فيديو تجاوزت مدته نصف الساعة، وبثته قناة “الأقصى” ، في ساعة متأخرة من مساء أمس الأحد، تمكُّن 9 من عناصر (القسام) من تنفيذ عملية إنزال خلف موقع (أبو مطبيق) العسكريّ، شرقي مخيم المغازي وسط قطاع غزة عبر نفق أُعد مسبقًا. وتمّ بث الفيديو الذي حمل عنوان “خلف خطوط العدو” تسلل العناصر التسعة إلى الموقع، تم إخفاء وجوه سبعة منهم وظهر وجه اثنين، قالت القسام (خلال الفيديو) إن أحدهما قتل خلال العملية، والآخر في معارك خلال العدوان الإسرائيليّ. بالإضافة إلى ذلك، أظهر المقطع المصور، مشاهد كٌتب عليها “مشهد تمثيلي” لعملية اقتحام عناصر القسام للموقع، فيما كتب على لقطات أخرى “مشهد حقيقي”.

وبحسب “أبو الوليد”، وهو قائد عسكري وفق تعريفه في الفيديو، فإنّ حصيلة العملية مقتل 8 ضباط وجنود كان من بينهم الضابط برتبة رائد أموتس غريتبرع قائد التجنيد في قوات الاحتياط، إضافة إلى تدمير جبين عسكريين، وتفجير الموقع العسكري. فيما قالت إسرائيل اليوم الاثنين إنّ العملية النوعيّة أدّت إلى مقتل جنديين اثنين وإصابة أربعة آخرين بجراحٍ مختلفة، تمّ على إثرها نقلهم بالمروحيّات العسكريّة إلى المستشفيات الإسرائيليّة في الجنوب وفي مركز الدولة العبريّة. وأظهر الفيديو، انسحاب عناصر من القسام من الموقع العسكري، سيرًا على الأقدام فوق الأرض وهم يحملون أسلحة غنموها من عملية الاقتحام.

ولم يصدر أيّ تعقيب رسميّ الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي حول ما نشرته القسام حتى اللحظة. جدير بالذكر، أنّه في السابع من تموز (يوليو) 2014، شنت إسرائيل على قطاع غزة حربًا استمرت لمدّة51 يومًا تسببت باستشهاد نحو 2200 فلسطيني، وإصابة 11 ألفا آخرين. في المقابل، كشفت بيانات رسمية إسرائيلية عن مقتل 68 عسكريًا من جنود الاحتلال، و4 مدنيين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وإصابة 2522 إسرائيلياً بجروح، بينهم 740 عسكريًا، نصفهم تقريبا باتوا معاقين، بحسب بيانات إسرائيليّة رسميّة نُشرت في الأيّام الأخيرة في الذكرى الأولى للعدوان الإسرائيليّ البربريّ على قطاع غزّة.

على صلةٍ بما سلف، تحدثت أنباء عن أن الشرطة العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي تقوم بالتحقيق في 10 حوادث تتعلق بسوء تصرف خلال عمليات عسكرية في الحرب الأخيرة ضد حماس في غزة. ويقوم النائب العام العسكري بالتحقيق في تصرف 5 ضباط رفيعي المستوى، أحدهم برتبة عقيد و4 آخرون برتبة مقدم، حاربوا كلهم في الصراع، لتحديد ما إذا كانوا قد أظهروا حكمًا سليمًا في المعركة، بحسب ما ذكرت إذاعة الجيش. من بين الذين يتم التحقيق معهم المقدم نيريا يشورون، الذي يُزعم أنّه أمر بقصف عيادة في حي الشجاعية بعد أن قام قناص تابع لحماس لإطلاق النار على الجندي ديميتري ليفيتاس وقتله من على سطح المبنى. ولأنّ التحقيقات تركز حول اتخاذ القرارات السليمة، اندلع جدل حاد داخل الجيش الإسرائيلي بين أولئك الذين يرون أنّ هذه الحوادث تستدعي تحقيقات كاملة للشرطة العسكرية، ما قد يؤدي إلى محاكمة جنائية، وأولئك الذي يريدون تحقيقًا يقتصر على استخلاص معلومات المتعلقة بالعمليات الحربية، والتي يتم التعامل معها عادة داخليًا.

وقال مصدر رفيع لإذاعة الجيش إنّه من غير المرجح أن يتم توجيه اتهامات ضد أي من الضباط. في حين أن التحقيقات ما زالت مفتوحة، تم حظر حصول الضباط على ترقيات. أحد التحقيقات يتعلق بقصف مقهى في خان يونس والذي أسفر عن مقتل 9 فلسطينيين. القصف الذي وقع في 10 يوليو أدى إلى مقتل مشجعي كرة قدم كانوا يشاهدون مباراة نصف النهائي بطولة كأس العالم بين هولندا والأرجنتين، بحسب شهود عيان.

تحقيق آخر يبحث في انتهاكات للجيش الإسرائيلي بحق معتقل فلسطيني. وتم فتح 7 تحقيقات جنائية أخرى في تصرفات الجنود خلال الحملة العسكرية في الصيف، من بينها قصف مدرسة للأمم المتحدة، الذي أسفر، بحسب الفلسطينيين، عن مقتل 21 مدنيًا وإصابة العشرات. وتمّ إغلاق عدد من التحقيقات، من بينها تحقيق في قصف شاطئ في غزة الذي أسفر عن مقتل 4 أطفال في 16 يوليو. في أبريل، قدّمت النيابة العسكرية لوائح اتهام في المحكمة العسكرية ضد 3 جنود يشتبه بأنهم قاموا بنهب منازل مدنيين فلسطينيين خلال القتال. وهذه الحالة هي الأولى التي يتم فيها توجيه اتهامات لجنود إسرائيليين شاركوا في المعارك في قطاع غزة خلال عملية (الجرف الصامد)، على حدّ قول المصادر في تل أبيب.
 


الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

خلال أقّل من 24 ساعة وجهّت حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) صفعة ثانية مُجلجلة لإسرائيل زعزعت أقطابها وشعبها على حدٍ سواء، خصوصًا وأنّ المحللين اضطروا للاعتراف بأنّ شريط الفيديو الثاني الذي بثته الحركة عبر فضائية “الأقصى” كان صحيحًا، وحذّروا من إخفاق الجيش الإسرائيليّ مرّة أخرى في الدفاع عن قادته خلال الحروب التي تقودها الدولة العبريّة ضدّ المقاومة الفلسطينيّة، وتحديدًا حركة حماس، حسبما أكّدوا في تحليلاتهم. وقد حظي الفيديو الذي نشرته كتائب القسام الليلة الماضية حول عملية أبو مطيبق العسكرية “خلف الخطوط” اهتمامًا كبيراً في جميع وسائل الإعلام الإسرائيليّة، المكتوبة، المرئيّة والمسموعة، حيث تمّ التركيز على مسألة صحة فيديو قائد هيئة الأركان العامّة السابق في الجيش، الجنرال في الاحتياط بيني غانتس في مرمى صواريخ القسّام. وقامت شبكات التلفزيون الإسرائيليّة بإعادة بثّه عدّة مرّات.


علاوة على ذلك، ركزت وسائل الإعلام الأوسع انتشارًا على المقطع الذي يُظهر غانتس وقادة عسكريين بجوار القطاع خلال الحرب الأخيرة، حيث جرى التساؤل حول صحة الفيديو والرسالة التي أرادت حماس إيصالها بذلك مقطع. واضطر المُحلل للشؤون العسكريّة في القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيليّ، روني دانيئيل، إلى الاعتراف بصحة الشريط، ولكنّه لفت إلى أنّ الطبيعة الجغرافية للمنطقة كانت باللون الأخضر، الأمر الذي يُثبت بأنّ الشريط تمّ تصويره في وقتٍ آخر. كما قال إنّ حماس امتنعت عن قتله لعلمها بالثمن الباهظ جدًا، الذي ستدفعه. وتابع قائلاً: إنّه يتحتّم على غانتس القيام بزيارات إلى أرض المعركة لتشجيع الجنود، ولكنّه طالب من القادة العسكريين اتخاذ الحيطة والحذّر بعد نشر الشريط، على حدّ تعبيره.

وقال أيضًا: إنّ نشر هذا الفيديو يأتي في إطار الحرب النفسية التي تمارسها حماس ضدّ الدولة العبريّة، وتساءل: عن مدى دقة الفيديو الخاص بغانتس، ولكنّه أشارت في ذات الوقت إلى أنّ التسجيل جاء بمنطقة العين الثالثة إلى الشرق من خانيونس بجنوب القطاع. وقالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) في معرض تعقيبها على الفيديو إنّ رسالة الفيديو واضحة، وهي أنّه كان بإمكان حماس استهداف غانتس ولكنها فضلت عدم القيام بذلك. وأشارت الصحيفة إلى سعي حماس لإثبات تطورها التقني والإستخباري من خلال إظهار تعقبها لشخصيات مماثلة عالية الحساسية. بدورها وصفت صحيفة معاريف العبرية الفيديو بالمقلق قائلةً إنّ نشر التنظيم مشاهد مقلقة لرئيس هيئة الأركان الأسبق بيني غانتس وهو يتجول مع قادته حول القطاع حيث التقط نشطاء التنظيم هذه الصور من داخل الأحراش القريبة في محاولة لملاحقة الشخصية الأكثر أهمية في الجيش.

وقالت القناة العبرية العاشرة إنّ الفيديو عبارة عن محاولة فرد عضلات من خلال إظهار قدرة التنظيم على استهداف الشخصية الأعلى في الجيش، في حين رفض الناطق بلسان الجيش التعقيب على الفيديو كما نفى بيان صحته من عدمها. أمّا مواقع التواصل الاجتماعي العبرية فقد ضجت هي الأخرى بمشاهد الفيديو حيث تراوحت تعليقات الإسرائيليين على الفيديو ما بين مشكك في صحته ومصدوم من احتمال صحته. فقد عبّر المعلق باروخ ناعيم عن استبعاده لصحة الفيديو قائلاً إنّه لو أتيحت لحماس هكذا فرصة لما كانت ستضيعها وكانت ستقضي على غانتس دون تردد.

أمّا المعلق روني سوليماني فقد علق على الفيديو قائلاً إنّ الجيش الإسرائيليّ وجهاز الأمن العام (الشاباك) هما زبالة، متسائلاً عن مدى قدرتهم على السيطرة على الأحداث على حدود القطاع، في حين اختار عادي كلميان التركيز على ضرورة أن يرى الطرف الآخر سير قيادة الجيش في المقدمة دائمًا، وليس كما قادة الفلسطينيين الخائفين على حد تعبيره.
في حين حذّر المعلق يسرائيل بوغانيم من صحة هكذا فيديو قائلاً إنّه لو صحّ ما نشر فيجب أنْ يمثل هذا الأمر بطاقةً حمراء للأجهزة الأمنية ما يلزم التحقيق في هذه الحادثة بتعمق. وسلّم المعلق أريك جيني بصحة الفيديو عازيًا امتناع حماس عن استهداف غانتس بقناعتها بأنّ الجيش الإسرائيليّ سيقوم بتحويلها لرماد لو أقدمت على قتله، بينما رأت المعلقة فيرد مور أنه لا يجب الاستهانة بحماس ووصفت الفيديو بالمخيف.

واستغربت المعلقة فانيسيا نينيو من دهشة المعلقين على الفيديو قائلة إنّه بإمكان غزة أن ترى كل ما يدور حولها، في حين شكك آخرون بصحة الفيديو قائلين إنّه أخذ من سياق آخر وعولج ببرنامج (الفوتوشوب)، على حدّ تعبيرهم. يُشار إلى أنّ غانتس كان قد أشاد بشجاعة مقاتلي حماس، حيث رأى المُحللون أنّه القائد الوحيد الذي قال الحقيقة لجنوده وضباطه وللشعب في إسرائيل، على حدّ تعبيرهم.
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى