MAY 30, 2015 الجنرال عميدرور: احتلال الرمادي وتدمر يُشكّل قاعدة لخطوات مستقبلية ذات أهمية أكبر

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,428
التفاعل
17,568 41 0
MAY 30, 2015


الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

قال مستشار الأمن القوميّ الإسرائيليّ السابق، الجنرال يعقوف عميدرور إنّه في الآونة الأخيرة يبدو أنّ تنظيم الدولة الإسلامية نجح في مراكمة انجازات جيوغرافية ذات أهمية كبيرة، لافتًا إلى أنّ هذه الانجازات ستؤدي إلى أن يسيطر التنظيم على مساحة واسعة تمتد من الغرب ومن هناك إلى الحدود السورية من خلال تعزيز سيطرته في شمال وشرق الدولة السورّية المتفككة.
وشدّدّ على أنّ احتلال الرمادي في العراق الواقعة على بعد مرمى قوس من العاصمة العراقية في الغرب، وتدمر الواقعة في قلب شمال سوريّة يشكل قاعدة لخطوات مستقبلية ذات أهمية أكبر.
وتابع قائلاً: يبدو أنّهم في العراق وسوريّة، والأهّم في أمريكا، يُدركون أنّ مرحلة الهجمات المضادّة من شأنها أنْ تتضح كحاسمة، وإذا نجح التنظيم في صدّ هذه الهجمات فمن الصعب رؤية ما سيوقفه في المستقبل، باستثناء تدخل اكبر من الجيش الأمريكي بما في ذلك وحدات برية كبيرة.
ورأى أنّ التنظيم ما زال موجودًا في مرحلة ديناميكية، وفترة الزخم، وهناك أربع إمكانيات عمل أمامه، ولا أحد يعرف أيها سيختار زعماءه. وتابع أنّ الجهد الطبيعيّ القادم يُمكن أنْ يكون باتجاه بغداد من اجل تعزيز السيطرة على كل ما هو في غرب العاصمة العراقية، والهدف سيكون المس بصورة شديدة بقدرة عمل الحكومة الشيعية في المناطق السنية التي احتلها التنظيم حتى الآن، وحتى التسبب بالانهيار الكامل للنظام الحالي في العراق. ولفت إلى أنّه لا يوجد شك أن عملية كهذه ستُدخل الشيعة المسيطرين على العاصمة وحلفاؤهم الإيرانيين في ضغط لأنّه إذا اقترب تنظيم كهذا من المناطق المكتظة بالسكان الشيعة ومناطق مقدسة جدا بالنسبة لهم، فان الشيعة يرون في أنفسهم “مذبحة كبرى”. لهذا ليس هناك شك أنّ خطوة كهذه إذا نجحت فستضع الإيرانيين أمام قرار صعب، وفي الأساس قرار هل ستتدخل عسكريًا بصورة مباشرة.
وقال عميدرور أيضًا إنّه في العراق توجد للتنظيم إمكانية عمل أخرى، في الشمال تجاه كردستان، فإذا نجح في السيطرة على المناطق التي منها يستخرج الأكراد النفط، فإنّه سيحظى بنجاح كبير يُمكنه من إدارة دولة ستخلق ضغطًا كبيرًا على تركيا، الآن يبدو هذا مغريّا لأنّ الغرب لم يهتم بتسليح الأكراد كما يجب، وهم الوحيدون الذين حاربوا حتى الآن بصورة تستحق التقدير ضد التنظيم. يمكن أيضًا، بحسب الجنرال الإسرائيليّ، أنّه بعد النجاح الكبير في العراق، سيُفضّل التنظيم تعزيز سيطرته في شمال سوريّة، أيْ الوصول إلى السيطرة على حلب وحمص.
هذا مخطط طموح من ناحية مصير المجال الجيوغرافي. لكن هناك كما يبدو ستكون معارضة أقل مما سيكون في مدينة كبيرة مثل بغداد أوْ ضدّ الأكراد المصممين. وأردف: إذا نجح في ذلك فهو سيُحسّن جدًا إمكانياته للعمل بعد ذلك ضدّ الأكراد، وفي الأساس الجناح السوري له. ورأى أنّه في سوريّة سيقف أمام التنظيم في الأساس الجيش السوريّ المُنهك، وربما بالتحديد في هذه المنطقة ستنضم إلى (داعش) منظمات سنية أخرى من أوساط ما يسمى جيش المتمردين، وسيحظى بالشرعية من السكان المحليين. عملية كهذه يمكنها أنْ تؤدي إلى تغيير دراماتيكيّ في مكانة الأسد وتُجبر حزب الله على مدّ قواته على مساحات أطول.
وشدّدّ عميدرور على أنّ خسارة الجبهة الإستراتيجية لحزب الله ووجود مبغضيه السنة في الجبهة الداخلية لمركز الأقلية العلوية في اللاذقية، تفسيرها هو تهديد منطقة حيوية لحزب الله، وتهديد مكانة الإيرانيين في سوريّة، وبعد ذلك في لبنان. من اجل الحفاظ على الأمرين سيعمل الإيرانيون وحزب الله تقريبًا كل ما في استطاعتهما لأنّه بالنسبة لهما هذا يُعتبر تهديدًا وجودّيا.
وأشار إلى أنّه إذا وصل تنظيم الدولة الإسلامية إلى السيطرة الكاملة على المناطق العلوية أو الشيعية، فإنّه سيدمرهم جميعا هناك. وبرأيه، هناك إمكانية رابعة تبدو اقل جاذبية في هذا الوقت، لهذا فإنها اقل معقولية لكنها غير مستبعدة. يمكن أنّه من اجل الامتناع عن المواجهة مع الشيعة حول بغداد أو مع يأس العلويين وحزب الله في الطريق إلى دمشق، سيوجه التنظيم جهوده باتجاه عمان. في الأردن كل السكّان من السنة، وبعضهم يُمكن أنْ يثير تأييدًا للتنظيم السنيّ الجديّ العامل كما يبدو باسم السنة الموجودين في ضائقة إزاء الديناميكيات الشيعية في الشرق الأوسط. وتابع أنّ التنظيم يُمكنه التقدير أنه في مواجهة الأردن سيسهل عليه العمل وإذا نجح في ذلك فستمهد له الطريق نحو السعودية.
فالمملكة هي الهدف الذي يحلم به كل من يتحدث عن الخلافة الإسلامية، بسبب أنه توجد فيها المدينتين المقدستين لكلّ مسلم، في العمل ضدّ الأردن يُمكن للتنظيم أنْ يدمج عملية عسكرية مع محاولة للتأثير على المملكة من الداخل من خلال استخدام المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تفاقمت في الأردن إزّاء هرب اللاجئين من سوريّة إلى الأردن.
وأكّد عميدرور على أنّ نجاح التنظيم في الأردن يبدو اليوم بعيد جدًا، فالجيش الأردني، خلافًا لجيشي العراق وسوريّة، هو جيش مهني وجدي، وهذه العملية تحظى بشرعية وحتى بشعبية كبيرة في أوساط الأردنيين، وبالتالي فإنّ الأردن ليس صيدًا سهلاً وبالتأكيد أنّه سيحظى بالمساعدة من كل من يهمهم استقرار المملكة. على كل حال، واضح أن التدخل الأمريكي حتى الآن لم يُقرّب أمريكا من الهدف الذي حدده الرئيس اوباما: تدمير التنظيم. وخلُص عميدرور إلى القول: التنظيم تعزز ووسع سيطرته منذ أنْ شنت عليه أمريكا الحرب، مُشيرًا إلى أنّ الاحتمال الأخير للولايات المتحدة لمواصلة سياستها الحالية، أيْ الامتناع عن تدخل القوات البرية الأمريكية، يرتبط بقدرتها على تقديم المساعدة للجيش العراقيّ في الهجوم الذي تتعهد بتنفيذه، بصورة غير مباشرة وربما بمساعدة الجيش السوريّ، حسبما قال.
 
عودة
أعلى