هل استنفدت إيران قدراتها في سوريا؟ / رندا سليم

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,484
التفاعل
17,601 43 0
هل استنفدت إيران قدراتها في سوريا؟

رندا سليم – مجلة (فورن بوليسي) *الأمريكية

650_433_0142994538586958.jpg

أورينت نت / ترجمة: منصور العمري

خاضت طهران حرباً لأربع سنوات طويلة دفعت الدم والمال ثمناً لحليفها في دمشق، وربما حان الوقت لتضع استراتيجية جديدة.
تمثّل الحالة السورية بالنسبة لغالبية العرب النفوذ الإيراني المرفوض في الشرق الأوسط، فمنذ عام 2011 قامت طهران ووكلائها الإقليميون بضخ الرجال والمال والسلاح إلى سوريا لمنع هزيمة بشار الأسد، وفي يونيو/حزيران 2013، قلَب تدخّل حزب (الله) بمفرده في مدينة القصير اتجاه الحرب لصالح الأسد.

أولويات إيران في سورية!
تراهن إيران على سوريا بشكل كبير، وتقود سياستها فيها أولويات جوهرية ثلاث، أولها حماية مسار الأسلحة في سوريا إلى حزب (الله)، وثانيها عدم السماح للبلاد على المدى البعيد أن تكون منطلقاً للهجوم على الحركة الشيعية اللبنانية والقتال ضد المحور الإقليمي الذي تقوده المملكة العربية السعودية والذي يهدف إلى احتواء تصاعد قوة إيران الجيوسياسية، وأخيراً دعم حليفها التقليدي، حيث يتحدث بعض المسؤولون في طهران عن تسديد ديون قديمة مستحقة للرئيس السوري السابق حافظ الأسد بعد دعمه لإيران في حربها التي استمرت ثماني سنوات مع العراق، وتخشى إيران في حال فقَد الأسد السلطة، من انهيار النظام السوري ما قد يمكن من صعود تحالف من الجماعات السُنية المتطرفة المناهضة للشيعة والمعادية لإيران وحزب الله.

قوات الأسد ترتد على أعقابها!
من خلال معادلة محصلتها صفر بين المحور الذي تقوده إيران والتحالف الذي تتزعمه السعودية، من الصعب أن نرى كيف يمكن لاتفاق نووي تغيير ديناميّات الصراع السوري، رغم أن الجهات الفاعلة الإقليمية جميعها تقول أن الأزمة في سوريا بحاجة إلى حل سياسي، لكن ليس هناك أي جهة مستعدة للتخلي عن مواقفها المتشددة حتى الآن. وفي غياب أي حل دبلوماسي تسعى كل من إيران وتركيا وقطر والمملكة العربية السعودية من خلال استراتيجيات عسكرية إلى ترجيح كفة الميزان على الأرض لصالح من يؤيدونهم.
ارتدّت قوات النظام السوري على أعقابها في الآونة الأخيرة، بعد أن تعرّضت لخسائر كبيرة أمام تحالف من الثّوار الإسلاميين في محافظة إدلب شمال سوريا وفي معبر نصيب الحدودي السوري الأردني في الجنوب. ومع ذلك أثمرت الجهود الايرانية العسكرية والمالية في سورية، فالأسد لا يزال في السلطة بعد أربع سنوات من الحرب الموجعة، وحتى أن حلفائه الإقليميين يدّعون أن الحرب تحولت لصالح النظام في دمشق، بل ويبتجّحون بأن الولايات المتحدة تبنّت أولوياتهم في سوريا، في تركيز المعركة ضد داعش لا الأسد.

تورط غير محسوب
رغم ذلك، فلا شيء يسير على ما يرام بالنسبة لإيران في سوريا، وتواجه طهران حالة تقليدية من التورط العسكري، فقد وجدت أنها مضطرة لرفع التزاماتها أكثر من أي وقت مضى، لتوفير مزيد من الموارد العسكرية والمالية في سورية، وتورط أعمق في المستنقع السوري مع عدم وجدود أي استيراتيجية واضحة للخروج، فبعد أربع سنوات من الحرب، فقدت قوات الأسد طاقتها، كما فقد العلويين قاعدة النظام معنوياتهم، والاقتصاد السوري يتهاوى بشكل مطرد، وهذا يتطلب من طهران الدعم العسكري المتواصل من جانب فيلق الحرس الثوري الايراني وحزب (الله) والميليشيات العراقية، وتقديم المزيد من خطوط الائتمان إلى دمشق.
وفي الوقت نفسه يزداد الجهد العسكري الإيراني لدعم الأسد صعوبة في الأيام المقبلة، فخصومها الإقليميون بقيادة المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا قد وصلوا إلى فهم جديد لتنظيم تعاونهم في سوريا واليمن. ومكاسب الثّوار الأخيرة في سوريا هي نتاج أوّلي لهذا التعاون الجديد، وقد تمهد العملية العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن الطريق لعملية مماثلة تستهدف الأسد، لهذا لن تسمح إيران للعملية في اليمن أن تمر دون ردّ، تريد طهران أن ترى اليمن يتحول إلى جرح نازف ينهك ببطء المملكة العربية السعودية وحلفائها في المنطقة.

كيف ستعالج إيران جروحها المتقيحة في سوريا؟
ولكن من الصعب أن نرى في المدى القصير إلى المتوسط كيف أن إيران سوف تعالج جروحها المتقيحة في سوريا. خلافاً لما حدث في العراق حيث كان لطهران كادر من السياسيين العراقيين الشيعة والجديرين بثقتها لاستبدال نوري المالكي رئيساً للوزراء عندما أصبحت تكلفة الحفاظ عليه مرتفعة جداً، فهي لا تملك هذا الخيار في سوريا وتنظر إلى الأسد باعتباره الضامن الوحيد للمصالح الإيرانية وحزب (الله) في سوريا، وحتى الآن ليس لدى إيران بديل مقبول عن الأسد.
ليس في إيران ضغطاً من أسفل إلى أعلى لدفع قادة الجمهورية الإسلامية تجاه إعادة النظر بسياستهم في سوريا، فخسائر إيران البشرية في سوريا لا تزال مقبولة، أما المعلومات حول التكاليف المالية للحرب سوريا ليست في متناول الجمهور الإيراني، كما لا يوجد دليل على وجود نقاش إيراني داخلي حول نهاية اللعبة في سوريا، فالمعسكر المعتدل بقيادة الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية جواد ظريف لم يخاطر باتخاذ موقف مختلف عن المتشددين، وفضل بدلاً من ذلك استخدام رأسماله السياسي لبلوغ صفقة نووية مع القوى العالمية.

حجة مبتذلة تسحق صورة إيران في العالم العربي!
في اجتماع غير رسمي مع المسؤولين الإيرانيين في طهران في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سمعتُ من ممثلي المعسكر "المعتدل" في إيران نفس الكلام والمواقف التي يتخذها المتشددين، بأن الانتفاضة السورية خطفها المتطرفون الجهاديون منذ البداية، وأن الأسد فاز في الانتخابات ولن يترك مكانه، والأولوية في سوريا يجب أن تكون محاربة الإرهاب وعدم إزاحة الأسد من السلطة.
هذه الحجة المبتذلة تسحق سمعة إيران في العالم العربي، كما أن الدفق اليومي لصور الأطفال الذين تقتلهم براميل الأسد المتفجرة هو تذكير بتواطؤ إيران في إراقة الدم العربي، وفي الوقت الذي تخرج فيه إيران من عزلتها وتعود إلى المجتمع الدولي، فإنها تواجه مسألة ماهية أفضل السبل للتأثير في جوارها المباشر.
ادّعى زعيم حزب الله ( حسن نصر الله) مؤخراً بأن "حرب [المتمردين] على سوريا فشلت بسبب صمود القيادة والجيش [السورية]"، ربما يكون هذا ما يتمناه ولكنه عكس الواقع، فالصراع السوري في حالة من الجمود قد تستمر لسنوات، وفي استنزاف جميع الأطراف المشاركة في النزاع. ليس الأسد في وضع يمكنه من هزيمة الثّوار، في حين أن أعدائه أيضاً لا يمكن أن يزيحوه من السلطة، فالثّوار السوريون لن يتركوا سلاحهم ما دام الأسد في السلطة، في حين أن الميليشيات العلوية المؤيدة للنظام سوف تبقى تقاتل إلى أن تحصل على ضمانات ذات مصداقية لمستقبلهم في مرحلة ما بعد الاسد.

السلوك الإيراني يقوّض تلك المصالح!
من مصلحة الولايات المتحدة وإيران إنهاء الصراع السوري مع حل تفاوضي يحفظ مؤسسات الدولة وسيادة سوريا، ولكن السلوك الإيراني في سوريا يقوّض هذه المصالح، فمع كل يوم يمر يجري تفريغ مؤسسات الدولة، كما حولت داعش سيادة سوريا إلى ذكرٍ من الماضي، وأكثر أهمية مما سبق هو تلاشي الهوية الوطنية السورية، حيث بدأت النزعات الطائفية والعرقية والهويات الفرعية بالسيطرة، والتساؤل عما إذا يمكن اعادة سوريا موحّدة مرة أخرى لم يعد نظرياً.
يرى البعض أنه من خلال رفع العقوبات عن إيران، فإن المجتمع الدولي يمنح مزيداً من الموارد لدعم سياسات إيران الإقليمية التوسعية، بما في ذلك الدعم العسكري والمالي لنظام الأسد، ولكن سوريا هي حالة اختبار لايران لتظهر أي نوع من الجيران تريد أن تكون، داعماً للاستقرار والتعاون الإقليمي، أو المفسد الذي يدعم وكلائه بغض النظر عن الثمن الذي تدفعه شعوب المنطقة.
___________________________

* فورن بوليسي (السياسة الخارجية): مجلة إخبارية مطبوعة تصدر كل شهرين، وتنشر سنوياً (مؤشر الدول الفاشلة)، تأسست منذ أكثر من 40 عاماً، على خلفية انقسام المجتمع الأمريكي الحاد تجاه الحرب الفيتنامية وكان هدفها ومهمتها التحقيق في وجهات النظر الشائعة والتفكير الجماعي وإعطاء صوت للجهات البديلة عن الخارجية الأمريكية.
 
ستقوم على ايران نار تحرقها من اولها الى اخرها سنتهم وشيعتهم فحتى الفرس السنه لم يتكلمو عن اي شي
 
ايران يبدو ضعفت كثيرا في سوريا واليمن
ولكن يبدو اهتمامها الان صوب حزب الله الحليف الرئيسي
وسبب فشلها في السياسه الخارجيه تجاه حلفاؤها
ابدت استعدادها لتقرب من الغرب ومن خلال النووي
 
فخسائر إيران البشرية في سوريا لا تزال مقبولة،

مقال يستخف بالعقول كثيرا , ايران 80 مليون جيشها الاكبر بالمنطقة وقادرة على التعبة بعشرات الملايين من المدربين من مواطنيها .عن اية خسائر ايرانية تتحدث صاحبة المقال ,هل استشهاد متطوع هنا وخبير هناك يعتبرا استنزافا لبلد ال 80 مليون !!!!! الى اليوم يقتصر الدور الايراني في الميدان على التدريب وتقديم الاستشارة وعدد لايتعدى المئات من المتطوعين في الجانب البشري منه, على العكس هناك من المعارضة نفسها من يتحدث عن تخلي الحليف الايراني عن السوري نظرا لتواضع ارقام الدعم خاصة في الجانب البشري منه مثلا لو ان ايران ارسلت مئة الف من جنودها لكانت المعركة حسمت منذ سنوات , اما في الجانب اللوجستي المقال به قليلا من الدقة مثلا الى اليوم تم صرف 4 مليار دولار من الخزينة الايرانية على الموارد الغذاءية السورية رغم ماتعانيه الخزينة الايرانية نفسها من مشاكل خاصة بعد انخفاض سعر النفط هذا عدا عن الجسر الجوي للجيش العربي السوري حيث انه يواجه حرب عالمية عليه منذ 5 سنوات مما يتطلبه من جهد حربي كبير
 
ههههههههههههههه اية مقال تاتيك من بنو امريكان لاتجد الا النفرة الامريكية بها
 
عودة
أعلى