عن الأرمن والهنود الحمر... / أنمار السيد

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,428
التفاعل
17,567 41 0
عن الأرمن والهنود الحمر...

أنمار السيد – أورينت نت

بات واضحا طريقة التعاطي الغربية مع الملفات الإنسانية من خلال حالة الابتزاز التي تقوم بها لأطراف هذه الملفات، والضحك المكشوف على الذقون فيها؛ بل وعلى العالم أجمع متذرعة بحساسيتها المفرطة تجاه حقوق الإنسان!
ويبدو أن تحريك البرلمان الفرنسي مؤخرا لملف مذبحة الأرمن تجاه تركيا، يعد إحدى وجوه النفاق الأوربي في هذه المسائل... فالدوائر الغربية المستعدة لتوظيفها مرة لصالح تركيا ومرة ضدها حسب مستوى الرضا عن أنقرة.

وقد ثبت هذا المبدأ حين صرح بعض النواب الاميركين أمثال النائب الجمهوري مايك بنس أنه مستعد لسحب رفضه لقرار الكونغرس إتهام تركيا بالتورط في إبادة جماعية للأرمن في الحرب العالمية الأولى وذلك بعد احداث أسطول الحرية التركي مقابل تنازل تركيا عن ملاحقة إسرائيل قضائيا وكأن الأرمن في العيون الغربية أداة توظيف سياسي ياخذون فيها شكل الصفقة التي تأخذ وتعطى .

مليون ونصف المليون أرمني قتلوا على يد القوات التركية عام 1915 هذا ما تستند عليها التقارير التي تتتباكى عليها أوربا وأمريكا... ولا نعرف على وجه الدقة كيف تمكنوا من إحصاء عدد القتلى الأرمن في تلك الظروف اي قبل أكثر من مائة عام، علما أن مقتل أكثر من 120 ألف مواطن تركي مسلم قتلتهم عصابات الأرمن والجيش الأرميني في أزمير، لم يرهم الضمير الأوربي والعالمي، ولم يرَ أيضا مستندات الإحصاءات التركية التي كانت تشير أنذاك بأن عدد جميع الأرمن في تركيا هم مليون وثلاثمئة ألف أرمني... أي أن الاتراك استأجروا مئتي ألف إضافية من الأرمن لذبحهم بحسب المنطق الأوربي!!!
طبعاً نحن لانشك أن الأرمن ألمت بهم مأساة كبيرة، ولكن تحميل طرف واحد المسؤولية عن المأساة والمبالغة بها، وإغفال الطرف الآخر لمجرد الابتزاز والتوظيف السياسي وتصفية الحسابات هذا أمر غير مقبول.. وهو بحد ذاته خيانة لحقوق الإنسان التي يتباكون عليها، لأنهو يحولها من قضية سامية إلى اتجار رخيص!
ورغم أن الأمم المتحدة أعلنت انها لاتعتبر ماحدث في تركيا في بداية القرن العشرين، "إبادة جماعية عرقية " وهو الموقف الدولي الرسمي من تلك الأحداث على مدى تسعة عقود كاملة؛ إلا إن الغرب بدأ في تغيير مواقفه في الأونة الاخيرة بناء على حسابات إستراتيجية جديدة ربما أهمها عرقلة دخول تركيا الإتحاد الأوربي وماخفي أعظم .
وأعتقد ان الكثير سوف يشاركوني الرأي في سؤال مفاده لماذا يقوم الغرب بهذه الحركة لتقليب ماضي الأرمن والأتراك والعجيب أن ضميره نسي الأبادة التي قام بها الاميركيون للهنود الحمر أو مذابح مسلمين بورما وغيرها الكثير .
أنا هنا لا أناقش المسألة الأرمينية وتفاصليها.. وهل هي مذبحة كانت أم مجرد حوادث متفرقة شغل عليها دوليا لتكون ملفا ابتزازيا لتركيا؟! فهذا الموضوع يحتاج دراسات تحقيقة ومن اطراف حيادية ومختلفة تشخص ماوقع على كل من الأرمن والاتراك معا وليست دراسات مأخوذة من طرف واحد، ومتجاهلة لما يقوله الطرف الأخر لحادثة وقعت قبل أكثر من مئة عام من الآن.
فقد شهدت تلك الفترة جراء الحروب والكوارث مقتل مايزيد عن 3 مليون مسلم في الدولة العثمانية وفي النطاق الجغرافي ذاته وقتل العديد منهم بسلاح التيارات الأرمنية العنصرية ويتساءل العديد من المراقبين عن سبب التركيز الغربي فقط على مأساة الأرمن، وفي هذه المرحلة بالذات، ولا يتم الحديث عن المآسي الأخرى الأكثر بشاعة في هذه الفترة كمالمأساة التي يتعرض لها الشعب السوري على يد الأسد .

وبالمناسبة لاحظوا لم يرتعش قلب بابا الفاتيكان لأكثر من خمسين ألف صورة لمعتقل سوري قتل تحت التعذيب في سجون الأسد وكل الضحايا السوريين الذين يسقطون يوميا بفعل اجرام النظام السوري أم لأنهم " سنة " وكل من هو سني ليس على لوائح الضمير الإنساني في الغرب.
ربما... لما لا ... يكون السُنة في كل من سوريا والعراق وغيرها هم الهنود الحمر لهذا الزمن " أنت سني إذا أنت هندي أحمر "
 
(داود أوغلو) يفجر مفاجأة بوجه بابا الفاتيكان!

أورينت نت - الأناضول

قال رئيس الوزراء التركي (أحمد داود أوغلو) أن بلاده تفتخر بتاريخها وأجدادها، وعلى البابا أن يقدم كشف حساب، حول محاكم التفتيش في الأندلس والقتلى من المسلمين واليهود، مضيفاً (بحسب الأناضول) "على الذين يعلنون قرارات ضد تركيا (حول المزاعم الأرمنية) وهم جالسون في عواصمهم؛ أن يقدموا كشف حساب بخصوص الأبخازيين، والشركس، والشيشانيين، وأتراك الأهيسكا، والجورجيين، الذين لجأوا إلى الأناضول، جراء تعرضهم للتهجير والإبادة العرقية في القوقاز".جاء ذلك خلال كلمة ألقاها داود أوغلو، في تجمع انتخابي، بولاية "أرضروم" شرق تركيا.

وأضاف داود أوغلو أن المسؤولين الأتراك قالوا دائما إنهم مستعدون لمواجهة التاريخ وفتح الأرشيف التركي، وللحديث مع من يرغب في النقاش معهم، طالما سيحدثهم ندا لند، ولن يتعامل معهم بتعالٍ.
وأكد داود أوغلو أنه لابد من تقديم كشف حساب بخصوص ملايين السوريين الذين أجبروا على ترك بلادهم، مذكرا بأن الشعب التركي فتح قلبه أمام القادمين من البلقان والقوقاز وآسيا الوسطى والعراق والصومال وسوريا.
وأشار داود أوغلو إلى أن حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه؛ يضع ضمن أهدافه تصنيع طائرات عسكرية تركية الصنع 100% بحلول عام 2023، وتصنيع دبابات وسفن وغواصات تركية.
جدير بالذكر أن بابا الفاتيكان "فرانسيس"، وصف أحداث 1915 بأنها كانت "أول إبادة عرقية في القرن العشرين وقعت على الأرمن"، على حد تعبيره، خلال ترأسه في 13 نيسان/ أبريل الحالي، قداسًا خاصًا في كاتدرائية القديس بطرس، بمشاركة الرئيس الأرميني "سيرج ساركسيان".

أكاديمي تركي: الوثائق الألمانية تؤكّد مذابح الأرمن ضد مسلمي الأناضول

قال الدكتور "سلامي قليج" رئيس قسم التاريخ في كلية الآداب بجامعة أتاتورك، إن الوثائق الألمانية تظهر بما لا يدع مجالًا للشك تعرض المسلمين والأتراك في الأناضول لمذابح من قبل العصابات الأرمنية، مطلع القرن الماضي، يندى لها جبين الإنسانية.
وأضاف "قليج" في مقابلة مع مراسل الأناضول في إسطنبول: "إنه من المحزن أن تصف ألمانيا اليوم، ما جرى في 1915، بأنه كان مذبحة جماعية أو عرقية، في الوقت الذي يحفل الأرشيف الألماني بما في ذلك الرسائل، والوثائق الموجودة في وزارة الخارجية الألمانية، بالكثير من الأدلة التي تؤكّد تعرض المسلمين في الأناضول إلى مذابح شنيعة على يد العصابات الأرمنية الموالية لروسيا ودول الحلفاء".
وأشار "قليج" إلى أن الصحف الألمانية الصادرة في الفترة نفسها، لا تقل أهميتها أبدًا عن أهمية الوثائق الدبلوماسية، والسياسية المحفوظة في وزارة الخارجية الألمانية في "برلين"، حيث كتبت الصحف الصادرة عام 1915 مطولاً عن جرائم العصابات الأرمنية، والمذابح الوحشية التي قامت بها ضد مسلمي الأناضول، كما تابعت الصحف الألمانية الصادرة ما بين 1915 حتى 1918 سرد وقائع الدعم الكبير الذي قدمه الأرمن للجيوش الروسية التي احتلت منطقة القوقاز أولاً ثم مناطق شرقي الأناضول، فضلًا عن مشاركتهم كميليشيات ضمن الجيش الروسي، حيث وصلت أعداد أفراد تلك الميليشيات إلى أكثر من 150 ألفًا، قامت بارتكاب الفظائع والمجازر التي أندت جبين الإنسانية ضد المسلمين في مناطق شرق الأناضول والقوقاز، بغية إخلاء تلك المناطق من المسلمين والسيطرة على الأرض بعد القضاء على شعبها.
ونوه "قليج"، إلى أهمية الرسائل التي كان يرسلها الضباط الألمان الذين كانوا موجودين خلال تلك الفترة ضمن حدود الدولة العثمانية لرؤسائهم، حيث أشارت تلك الرسائل إلى بشاعة المجازر التي ارتكبت ضد المسلمين في مناطق القوقاز وشرقي الأناضول، من قبل الأرمن المدعومين من قوات الحلفاء، فيما طالبت رسائل أخرى من قيادة أركان الجيش الألماني، أن تضع ألمانيا نفسها مكان حليفتها الدولة العثمانية، حيث تقوم الأقلية الأرمنية بارتكاب مجازر ضد الأكثرية من المسلمين في مناطق شرقي الأناضول والقوقاز، وأن أطفال ونساء وشيوخ الأتراك والمسلمين الذين كانرجالهم وشبابهم في جبهات قتال الحرب العالمية الأولى، عاشوا مأساة إنسانية مرعبة بسبب اعتداءات العصابات الأرمنية، ما أجبر الدولة على إبعاد الأرمن ونقلهم من تلك المناطق إلى ولايات أخرى داخل الدولة كالعراق، وسوريا، ولبنان.
وأردف قليج قائلًا: "إن ألمانيا اليوم تعمل على التخفيف من وطأة وصمة العار التي لحقتها في الحرب العالمية الثانية، حيث قامت بارتكاب مجازر ضد اليهود، لذا فهي تبحث عن شريك لها في ارتكاب المجازر، بغض النظر عن الوثائق الموجودة بين أيديها والمحفوظة في الخارجية الألمانية والمؤسسات الصحفية، وغيرها من المتاحف ومراكز حفظ الوثائق التي تضم وثائق أرسلت من قبل ألمانٍ كانوا يعيشون آنذاك ضمن أراضي الدولة العثمانية، حيث أرسلوا بوثائق ورسائل من مدن أرزينجان، وأرضروم، وبتليس، وبايبورت، وموش، ومرعش ووان وكومشخانة"، مشيرًا إلى أنه اطلع على تلك الوثاق وأجرى تحقيقًا عنها، داعيًا ألمانيا للعودة لوثائقها قبل إطلاق الأحكام.

ما الذي حدث في 1915؟
تعاون القوميون الأرمن، مع القوات الروسية بغية إنشاء دولة أرمنية مستقلة في منطقة الأناضول، وحاربوا ضد الدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى التي انطلقت عام 1914.
وعندما احتل الجيش الروسي، شرقي الأناضول، لقي دعمًا كبيرًا من المتطوعين الأرمن العثمانيين والروس، كما انشق بعض الأرمن الذين كانوا يخدمون في صفوف القوات العثمانية، وانضموا إلى الجيش الروسي.
وبينما كانت الوحدات العسكرية الأرمنية، تعطل طرق امدادات الجيش العثماني اللوجستية، وتعيق تقدمه، عمدت العصابات الأرمنية إلى ارتكاب مجازر ضد المدنيين في المناطق التي احتلوها، ومارست شتى أنواع الظلم بحق الأهالي.
وسعيًا منها لوضع حد لتلك التطورات، حاولت الحكومة العثمانية، إقناع ممثلي الأرمن وقادة الرأي لديهم، إلا أنها لم تنجح في ذلك، ومع استمرار هجمات المتطرفين الأرمن، قررت الحكومة في 24 نيسان/ أبريل من عام 1915، إغلاق ما يعرف باللجان الثورية الأرمنية، واعتقال ونفي بعض الشخصيات الأرمنية البارزة. واتخذ الأرمن من ذلك التاريخ ذكرى لإحياء "الإبادة الأرمنية" المزعومة، في كل عام.
وفي ظل تواصل الاعتداءات الأرمنية رغم التدابير المتخذة، قررت السلطات العثمانية، في 27 مايو/ آيار، من عام 1915، تهجير الأرمن القاطنين في مناطق الحرب، والمتواطئين مع جيش الاحتلال الروسي، ونقلهم إلى مناطق أخرى داخل أراضي الدولة العثمانية.
ومع أن الحكومة العثمانية، خططت لتوفير الاحتياجات الانسانية للمهجّرين، إلا أن عددًا كبيرًا من الأرمن فقد حياته خلال رحلة التهجير بسبب ظروف الحرب، والقتال الداخلي، والمجموعات المحلية الساعية للانتقام، وقطاع الطرق، والجوع، والأوبئة.
وتؤكد الوثائق التاريخية، عدم تعمد الحكومة وقوع تلك الأحداث المأساوية، بل على العكس، لجأت إلى معاقبة المتورطين في انتهاكات ضد الأرمن أثناء تهجيرهم، وجرى إعدام المدانين بالضلوع في تلك المأساة الإنسانية، رغم عدم وضع الحرب أوزارها.
وعقب انسحاب روسيا من الحرب جراء الثورة البلشفية عام 1917 تركت المنطقة للعصابات الأرمنية، التي حصلت على الأسلحة والعتاد الذي خلفه الجيش الروسي وراءه، واستخدمتها في احتلال العديد من التجمعات السكنية العثمانية.
وبموجب معاهدة سيفر التي اضطرت الدولة العثمانية على توقيعها، تم فرض تأسيس دولة أرمنية شرقي الأناضول، إلا أن المعاهدة لم تدخل حيز التنفيذ، ما دفع الوحدات الأرمنية إلى إعادة احتلال شرقي الأناضول، وفي كانون الأول/ديسمبر 1920 جرى دحر تلك الوحدات، ورسم الحدود الحالية بين تركيا وأرمينيا لاحقًا، بموجب معاهدة غومرو، إلا أنه تعذر تطبيق المعاهدة بسبب كون أرمينيا جزءًا من روسيا في تلك الفترة، ومن ثم جرى قبول المواد الواردة في المعاهدة عبر معاهدة موسكو الموقعة 1921، واتفاقية قارص الموقعة مع أذربيجان وأرمينيا، وجورجيا، لكن أرمينيا أعلنت عدم اعترافها باتفاقية قارص، عقب استقلالها عن الاتحاد السوفييتي، عام 1991.

 
مؤرخ أميركي: لدينا آلاف الوثائق تثبت ارتكاب الأرمن إبادة جماعية وليس الأتراك

قال أستاذ التاريخ في جامعة لويس فيل الأميركية جستن ماكارثي، حول أحداث عام 1915 المتعلقة بمزاعم تعرض أرمن الأناضول إلى إبادة وتهجير على يد الدولة العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى "لدينا آلاف الوثائق تظهر أن الأرمن هم من ارتكب إبادة جماعية وليس الأتراك"، مشيرا أن "أرشيف الدولة العثمانية متاح للجميع إلا أن الأرمني ليس كذلك".
جاء ذلك خلال كلمته في مؤتمر نظمه اتحاد الجمعيات الكندية التركية في جامعة تورنتو تحت عنوان "100 عام على المأساة الإنسانية في شرق الأناضول" قدم فيها عرضا للأحداث التي شهدتها المنطقة عام 1915.
وشدد ماكارثي على ضرورة النظر إلى الصورة الإجمالية لمشهد التطورات في تلك الفترة، للوقوف بدقة على ماحدث في تركيا حينها، مشيرا أن أحداث 1915 كانت ذات خلفيات دينية حيث "كان الأرمن وبتشجيع من روسيا يرغبون بالاستقلال بدولة خاصة بهم".
وأوضح أن الأرمن الذين تعززت طموحاتهم في إقامة دولة بتشجيع من الروس عرضوا التعاون على الانكليز الذين كانوا في صف الحلفاء، حيث أبدى الأرمن استعدادهم لتدمير سكة حديد بغداد (تربط بين اسطنبول والبصرة) وبالتالي توجيه ضربة للدولة العثمانية التي كانت من دول المحور من خلال ذلك، كما أنهم عرضوا المساعدة على الانكليز لخلق اضطرابات في جنوب وشرق الأناضول.
وبيَّن ماكارثي أنه في مثل هذه الحالات يتعين على الدولة حماية الناس "وهذا ما قامت به الدولة العثمانية بالفعل؛ حيث نقلت الأرمن المتورطين بالاضطرابات إلى أماكن أخرى وحمت الأرمن حتى من بعضهم ومدت لهم يد المساعدة حتى جمال باشا- القائد في الجيش العثماني (1893 - 1918) الأكثر كرها من قبل الأرمن- أوعز بتوزيع المواد الغذائية عليهم".
يذكر أن الأرمن يطلقون بين الفينة والأخرى، نداءات تدعو إلى تجريم تركيا، وتحميلها مسؤولية مزاعم تتمحور حول تعرض أرمن الأناضول لعملية "إبادة"، على يد جنود الدولة العثمانية، عام 1915 ويفضل الجانب الأرمني التركيز على معاناة الأرمن فقط، في تلك الفترة، وتحريف الأحداث التاريخية بطرق مختلفة، ليبدو الأمر كما لو أن الأتراك ارتكبوا إبادة جماعية ضد الأرمن.
بالمقابل تدعو تركيا مرارًا إلى تشكيل لجنة من المؤرخين الأتراك والأرمن، لتقوم بدراسة الأرشيف المتعلق بتلك الأحداث، الموجود لدى تركيا وأرمينيا والدول الأخرى ذات العلاقة بالأحداث، لتعرض نتائجها بشكل حيادي على الرأي العام العالمي.
وبنظرة تاريخية، فإن مسألة التهجير ومزاعم الإبادة، التي يعمل الأرمن على تسويقها في العالم الغربي والعربي، أثارها متطرفو القوميين الأرمن، الذين تواطؤا مع الإنكليز والفرنسيين من أجل تشكيل ورقة ضغط ضد تركيا من وقت إلى آخر. ووعد هؤلاء المتطرفون الأرمن بمنحهم دولة ووطنًا قوميًا في الأناضول في الحرب ضد الدولة العثمانية، كما حاربوا إلى جوار الروس ضد القوات العثمانية التي كانت تسعى إلى مساعدة مسلمي القوقاز ممن تعرضوا في غالبيتهم إلى التهجير، ووقعت بلادهم تحت الاحتلال الروسي.
وقامت العصابات الأرمنية في الأناضول بشن عمليات قتل جماعي، وإبادة ممنهجة ضد القرى المسلمة (التركية والكردية) جنوب وجنوب شرق الأناضول، مستهدفين بذلك الأطفال والشيوخ والنساء، ذلك أن الرجال والشباب من تلك القرى كانوا يحاربون في عدة جبهات خارجية إبان الحرب العالمية الأولى، ما دفع السلطات العثمانية إلى تهجير الأرمن اضطرارياً، ونقلهم إلى أماكن أخرى ضمن أراضي الدولة العثمانية (سوريا، لبنان، العراق)، تجنبًا لاحتمالات وقوع حرب أهلية وعمليات ثأر. فيما فضَّل عدد كبير من المهاجرين الأرمن الرحيل إلى أرمينيا ضمن روسيا آنذاك، حيث مات عدد كبير منهم تجمدًا خلال رحلة التهجير نحو الأراضي الأرمنية في مناطق أغري، وقارس، ووان الحدودية، المشهورة ببرودتها القارسة.

عن موقع وجهات نظر
 


قال الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”: “أدعو الدول التي قدمت دعمها للمزاعم الأرمنية، إلى إزالة الأدران من تاريخها واحدة بعد الأخرى”.
جاء ذلك في كلمة له بمركز الخليج للمؤتمرات في مدينة إسطنبول، خلال انعقاد الاجتماع الدوري الـ 23 لجمعية الصناعيين ورجال الأعمال الأتراك، وشدد على أن دولا مثل ألمانيا وروسيا وفرنسا هي آخر من يتكلم عن جرائم الإبادة العرقية.
ونوه أردوغان، إلى أن ألمانيا أقحمت العالم في حربين عالميتين لا تزال نتائجهما ماثلة أمامنا، معتبرًا أن التصريحات الصادرة عن الرئاسة الألمانية والمؤيدة للمزاعم الأرمنية لا يمكن تفهمها، خاصة وأنها صادرة عن بلد يضم 3 ملايين تركي، منهم مليون مواطن ألماني.
وتابع أردوغان موجهًا خطابه للمجتمع الأرمني ومن يسانده: “كونوا على ثقة ويقين تامّين، من أنه إذا ما جاء يوم تدفع فيه فاتورة الأحداث التي شهدها التاريخ، فإن تركيا ستكون من أكثر البلدان ارتياحًا حيال ذلك، وأجدد القول متحدّيًا، أيها الاتحاد الأوروبي لا تحاول أن تسدي إلينا نصائحك، واحتفظ بها لنفسك، لماذ؟ لأنك بدأت اليوم تطالب بفتح الأرشيف، فيما طالبنا نحن ولا نزال نطالب بذلك منذ 15 عامًا، إن الاتحاد الأوروبي يمتلك آذانًا لا تسمع، وعيونًا لا ترى، وألسنة تقف عاجزة عن النطق بالحقيقة”.
وأضاف أردوغان أن المحاولات الرامية لوقف مسيرة تركيا المتجهة نحو أهدافها لعام 2023 (العام الذي ستتم به الجمهورية التركية عامها الـ 100) ستبوء بالفشل، ونحن كمؤمنين سنواصل مسيرتنا في الإنتاج والتصدير، وخلق فرص التوظيف، وفتح أبوابنا أمام المظلومين والمضطهدين؛ من أجل الوصول إلى أهدافنا.

عن موقع رأي اليوم
 


ضيف حمزة ضيف*

تحلّ هذه الأيام ذكرى مجازر الأرمن 1915 التي ارتكبها العثمانيون بحق الأرمن، راح ضحيّتها بحسب رواية الضحيّة 2 مليون أرمني، في حين أن الجناة الأتراك ما بين منكر تماماً لتلك المجازر، ومقللاً من عددها ..
وكما في كل مرة تثور القلاقل حول “العدّاد”، ذاك أن التاريخ كما يكتبهُ المنتصر، تكتبه الضحيّة أيضاً، وتلقي به إلى سوق التداول السياسي، فيما العالم يعمل على توظيف ما لحق بالتاريخ من شوائب لصالح الخط العام والسائد، تبعاً لشهيّة الانقضاض على طرف دون الآخر .
لا أحد ينكر بأنّه وقعت مجازر شتى بحق الأرمن، ولكن ما يشوب المشهد الروائي هوالإذعان في تكتيل الأرقام بمصارف فلكيّة، والعمل على ضخّها لطرف على حساب الآخر، بعيداً عن رؤية السياق كاملاً، بحكمة عينيّ طائر لا يعوزه العجز عن لمّ الاتجاهات في نظرة علويّة شاملة، إذّ أن التاريخ يحدثنا أيضاً، بأن الأرمن لم يكونوا بتلك الصورة التي نسخها التاريخ عنهم في شكل حملان لم يفعلوا شيئاً البتة .
يورد كتاب ” تفتيت الشرق الأوسط : تاريخ الاضطرابات التي يثيرها الغرب في العالم العربي ” لكاتبه د. جيرمي سولت ( ترجمه د. نبيل صبحي الطويل وصدر عن دار النفائس السوريّة )، بعد أن استدرك كل الوثائق البريطانيّة والأميركيّة والصهيونيّة، مبيّناً أن الصراع أوسع من المجازر التي راح ضحيتها أبرياء عزلْ، حيث عمدت تلك الدول على توظيفها سياسياً من أجل تفتيت الشرق الأوسط، فضلاً عن الاستعمار الكلاسيكي وما ترتب عنه من توظيف مادي مباشر لتلك الخطط . وقد حدّثنا الكاتب بأن الأرمن كذلك قاموا بمجازر بحقّ قرى عثمانيّة مسالمة بواسطة مليشيّات مدربة على القتل والتنكيل، وأن العثمانيين إنما ” اضطروا ” إلى التهجير القسري مصحوباً بالمجازر، للإرمنيين ، بداعي ” الخيانات” المتكررة، فلجأ العثماني إلى نقل الأرمني من مناطق حدوديّة إلى مناطق داخليّة تخضع للإمبراطورية العثمانيّة من أجل المراقبة واستشعار العمالة على التخوم . ثم يذكر بالأرقام بأن المؤرخين المستقلين قد جَردوا ضحايا الأرمن في الحرب العالميّة الأولى بـ ” حوالي 800 ألف ” كأقصى عدد ممكن لذلك الجرد، ثمّ قامت الدعاية السوفياتيّة بعد ذلك بنفخ تلك الأعداد بتلك الضخامة، مع إبقاء السوفيات لحظٍ غير يسير من الشك في الخوف من مغبّة استشراء موجة الاستقلال الوطني للقوميات الصغرى .

كما لا يهمل التاريخ ما فعلته روسيا، حين شكلت فصيلين مسلحين هما ” الطاشناق والخنجاق” في العام 1894، من أجل تحقيق ما عُرف بـ” حملة القوقاز″ وهي عبارة عن نزاعات عنيفة بالسلاح بين الدولة العثمانيّة والإمبراطوريّة الروسيّة، استخدمت فيها قوميات عديدة كحطب مواقد فحسب، دخلت فيها بريطانيا أيضاً في إطار دورها المشبوه في الشرق الأوسط .
وللحقّ ؛ إن إنشاء دولة أرمينيا بين البحر المتوسط والبحر الأسود وبحر قزوين، جاء ليكون خطاً جيولوجياً عازلاً بين تركيا والشرق الأوسط، اثر معاهدة سيفر 1920 بُعيد الحرب العالميّة الأولى ( للاستزادة راجع موقع المعرفة )، أسفر إشراف الولايات المتحدة وبريطانيا على الاستقلال الأرميني عن مضض سوفياتي غير حميد بالمرة ، فسخّروا الأرمن كمليشيات مرتزقة إلى جانبهم إبّان حربهم على تركيا ما بين عامي 1917 و1922، ممّا دعا الأتراك إلى شنّ مجازر وحشيّة ضد الأرمن كردّ فعل عن العمالة والتواطؤ .

والحال أننا نقف ضد سياسة تركيا في الشرق الأوسط ولا سيما سياستها في سوريّة على وجه الخصوص، ذلك أن الأتراك يدعمون مليشيات متشددة لأجل مقاتلة النّظام السوري، وموقفنا الدستوري ؛ كما يتأدّى هذا الموقف عن أيّ مواطن عربي آخر، يعرّي المنطق الدستوري من أي لبوس سياسي، بغضّ النظر عن تعاطفه مع طرف ضد الآخر في الحرب السوريّة الحاليّة، يرى بموجب هذا المنطق أن الشرعيّة الوحيدة لاحتكار السلاح في سوريّة ينبغي أن تنعقد للجيش السوري فقط، بعيداً عن فهمنا للصراع الدائر وأيّهما القاتل والضحيّة، ولكن ذلك لا يعدم ينابيع الحقيقة التي لا يجب أن تحدّها بتلات الواقع ومصبّاته الكثيرة، وكما يجب أن نذكر اسقاطاً على ما سبق، بأن الكسوفيين على سبيل المثال قد بالغوا في الظهور بمظهر الضحيّة دون إنكار ما فعله الصرب من مذابح دمويّة، لأجل جلب الناتوإلى تحرير بلادهم، وفق ما ذكرت وثائق مسرّبة عن المخابرات الأميركيّة قيّدها نعوم تشومسكي نفسه، وكما اتضح بأن الرواية الإعلاميّة الإمبرياليّة قد ضخّمت ما قيل عن نيّة القذافي في إحراق بنغازي بالكامل، لأجل جلب تدخل الناتو الذي تتحكم فيه الولايات المتحدة، يصبح التاريخ الروائي بناءً على ما سلف لما حلّ بمنطقتنا مدلهماً بالمغالطات الكبرى .

النّظر إلى التاريخ يجب أن يكون متحللاً من أي مقايضة سياسيّة، تحجب عنّا تأصيل الحقائق، خاصة إذا لم نُبقي لأنفسنا شيئاً من فضيلة الشك والحذر، واليقين بأن المزايدة ظئراً مخلصاً لتلك الرواية، إذّ أن التاريخ كما يكتبه المنتصر، يمكن للضحيّة أيضاً أن تدلي بدولها في طيّ الكثير من الأحداث، مع تضخيم ضحاياها دائماً .

* كاتب جزائري
 




قهرمان مرعش/ اسماعيل حقي دمير/الأناضول

لجأت عائلة ” قره مصطفى” السورية إلى تركيا وطنها الأم، التي غادرها جدهم هربًا من مجازر العصابات الأرمنية، قبل 112 عامًا.
ووصلت العائلة إلى تركيا قبل عامين، ونجحت في العثور على أقربائها بولاية قهرمان مرعش جنوبي تركيا، حيث قرروا المكوث في نفس المنطقة، بعد فرارهم من عنف نظام الأسد في سوريا، وتركهم منازلهم في مدينة الباب بريف حلب.
وروى محمد قره مصطفى، للأناضول، قصة هروب جده “أحمد” وعدد من ذويه من مجازر العصابات الأرمنية، لافتًا أن جده كان يقيم في قرية سليمانلي، وكان بعمر 16 عامًا عندما أسعفه الحظ وتمكن من الفرار.
ونقل قره مصطفى عن جده، أن العصابات الأرمنية اقتادت نحو 300 من ذويه من منازلهم، وأخذوهم إلى إحدى القلاع، بينما تمكن جده من الهرب من القلعة، وتوجه نحو مدينة حلب في رحلة استمرت أشهرًا سيرًا على الأقدام، حيث استقر فيها، وتزوج وأنجنب 10 أبناء بينهم ولدان.
وذكر قره مصطفى أن جده كان يروي كيف أن العصابات الأرمنية قتلت ذويهم الذين لم يسعفهم الحظ في الفرار، مشيرًا أنهم اليوم يلاقون نفس المصير الذي لقيه جدهم، لكن هذه المرة بسبب ظلم الأسد (في إشارة إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد).
بدوره ذكر أحمد قره مصطفى الذي استقر مع زوجته وأبنائه في قهرمان مرعش، ويحمل اسم جده الأكبر، أنهم تعرضوا لظلم الأسد في سوريا، متسائلًا: “هل يدرك البابا فرانسيس الذي وصف أحداث 1915 بـ”الإبادة العرقية”، ما عانيناه يا ترى؟ فالأرمن ظلموا جدي، والأسد ظلمنا”.
ما الذي حدث في 1915؟
تعاون القوميون الأرمن، مع القوات الروسية بغية إنشاء دولة أرمنية مستقلة في منطقة الأناضول، وحاربوا ضد الدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى التي انطلقت عام 1914.
وعندما احتل الجيش الروسي، شرقي الأناضول، لقي دعمًا كبيرًا من المتطوعين الأرمن العثمانيين والروس، كما انشق بعض الأرمن الذين كانوا يخدمون في صفوف القوات العثمانية، وانضموا إلى الجيش الروسي.
وبينما كانت الوحدات العسكرية الأرمنية، تعطل طرق امدادات الجيش العثماني اللوجستية، وتعيق تقدمه، عمدت العصابات الأرمنية إلى ارتكاب مجازر ضد المدنيين في المناطق التي احتلوها، ومارست شتى أنواع الظلم بحق الأهالي.
وسعيًا منها لوضع حد لتلك التطورات، حاولت الحكومة العثمانية، إقناع ممثلي الأرمن وقادة الرأي لديهم، إلا أنها لم تنجح في ذلك، ومع استمرار هجمات المتطرفين الأرمن، قررت الحكومة في 24 نيسان/ أبريل من عام 1915، إغلاق ما يعرف باللجان الثورية الأرمنية، واعتقال ونفي بعض الشخصيات الأرمنية البارزة. واتخذ الأرمن من ذلك التاريخ ذكرى لإحياء “الإبادة العرقية” المزعومة، في كل عام.
وفي ظل تواصل الاعتداءات الأرمنية رغم التدابير المتخذة، قررت السلطات العثمانية، في 27 مايو/ آيار، من عام 1915، تهجير الأرمن القاطنين في مناطق الحرب، والمتواطئين مع جيش الاحتلال الروسي، ونقلهم إلى مناطق أخرى داخل أراضي الدولة العثمانية.
ومع أن الحكومة العثمانية، خططت لتوفير الاحتياجات الإنسانية للمهجّرين، إلا أن عددًا كبيرًا من الأرمن فقد حياته خلال رحلة التهجير بسبب ظروف الحرب، والقتال الداخلي، والمجموعات المحلية الساعية للانتقام، وقطاع الطرق، والجوع، والأوبئة.

عن موقع رأي اليوم
 


برلين ـ (أ ف ب) – رفض وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير استخدام مصطلح “ابادة” للتعبير عن المجازر التي ارتكبت بحق الارمن بين العامين 1915 و1917، وفق مقابلة معه ستنشر السبت.
وكان الرئيس الالماني يواكيم غاوك اعترف الخميس بـ”الابادة” الارمنية، مشددا على “مسؤولية جزئية” لبلاده في ما حدث.
واعتبر وزير الخارجية الديموقراطي في مقابلة مع صحيفة دير شبيغل ان تعبير “ابادة” لوصف المجازر التي ارتكبتها قوات السلطنة العثمانية، واسفرت عن 1,5 مليون ضحية، يمكن ان يستخدم ايضا من قبل هؤلاء الذي يريدون تسخيف المحرقة اليهودية.
ويسبب استخدام هذا المصطلح، خصوصا في المانيا، مشكلة بحسب شتاينماير. وقال “علينا ان ننتبه في المانيا الا نمنح الحجج لهؤلاء الذين لديهم اجندتهم السياسية الخاصة ويدّعون ان المحرقة بدأت قبل 1933″ (قبل وصول الزعيم النازي ادولف هتلر الى السلطة).
وقال “سئمت من هذه الجدالات (…) والجميع يعلم – هؤلاء الذين يطرحون الاسئلة والذين يجيبون عليها – ان الذكريات القاسية لا يمكن اختصارها بتصنيف واحد”.
الى ذلك استخدم رئيس مجلس النواب نوربرت لاميرت مصطلح الابادة خلال جلسة لاحياء الذكرى المئوية للمجازر.
وبالنسبة لشتاينمير فان “اختصار (المشكلة) ببساطة بمسألة استخدام كلمة ابادة” لا يساعد على وضع حد “لغياب التواصل بين الاتراك والارمن” ولا يسهل “المصالحة بين الشعوب المعنية”.
وكان رئيس المجلس المركزي ليهود المانيا جوزيف شوستر قال الجمعة ان “ما حصل منذ مئة عام على اراضي السلطنة العثمانية، الترحيل والقتل لاكثر من 1,5 مليون ارمني، يعتبر ابادة”.

عن موقع رأي اليوم
 
أكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، خلال مشاركته فى مراسم إحياء الذكرى المئوية للإبادة الجماعية للأرمن فى عهد الدولة العثمانية، أن روسيا على موقفها بإدانة مذابح الأرمن، مشيرًا إلى أنه لا يوجد أى تبرير للإبادة الجماعية. وأضاف الرئيس الروسى، خلال كلمته التى ألقاها فى عاصمة أرمينيا "يرفان"، اليوم الجمعة، أن روسيا تتعاطف بإخلاص مع الشعب الأرمينى الذى عانى من أكبر الكوارث فى تاريخ البشرية، وأكثر من 1,5 مليون مدنى قتلوا وجرحوا، وأكثر من 600 ألف طردوا من بيوتهم وتعرضوا للقمع على نطاق واسع. وأشار الرئيس الروسى إلى أن أحداث 1915 هزت العالم كله، بينما اعتبرتها روسيا مأساة خاصة بها، مشيرا إلى أن مئات الآلاف من الأرمن حصلوا على اللجوء فى روسيا، موضحا أن موسكو بادرت دوليا باعتبار مذبحة الأرمن جريمة ضد الإنسانية. وسيجرى بوتين، خلال تواجده فى يريفان، مباحثات ثنائية مع الرئيس الأرمينى سيرج ساركسيان، تتناول قضايا التعاون المشترك، كما يناقش مع الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند حيثيات تنفيذ طرفى النزاع فى أوكرانيا لاتفاقية مينسك 2 إضافة إلى مسألة تسليم فرنسا لروسيا حاملتى المروحيات من طراز ميسترال، والتى تأخر تسليمها على خلفية موقف باريس من الأحداث شرقى أوكرانيا.

 
العثمانية، وانضم لهم الثوار الأرمن الحالمون بالاستقلال عن السلطان، وتكوين دولة لهم. عن المذبحة يوم 24 أبريل عام 1915 عاقبت تركيا الأرمن على الثورة ضدها، اعتقلت الدولة 250 من أعيان الأرمن فى إسطنبول، ثم طردت الباقيين من ديارهم وأجبرتهم على المسير مئات الأميال إلى صحراء الشام وحرموهم من الماء والغذاء ومات 75% منهم فى الطريق جوعا أو برصاص الأتراك. أعداد الضحايا يتفق معظم المؤرخين على أن عدد القتلى من الأرمن تجاوز المليون، بينما تشير الحكومة التركية وبعض المؤرخين الأتراك إلى مقتل 300 ألف أرمينى فقط. هجرة الأرمن بعد المذابح هاجر الأرمن إلى العديد من دول العالم من ضمنهم سوريا، ولبنان، ومصر، والعراق، وبدأ عصر الشتات الأرمينى. تركيا ترفض الاعتراف تركيا تنفى وقوع المجازر التى تؤكدها الأمم المتحدة، ويجرم القانون التركى الاعتراف بالمذبحة. المجتمع الدولى اعتمد 20 بلدا و42 ولاية أمريكية قرارات الاعتراف بالإبادة الأرمنية كحدث تاريخى ووصف الأحداث بالإبادة الجماعية. نصب تذكارية هناك أكثر من 135 نصبا تذكاريا، موزعة على 25 بلدا، إحياء لذكرى الإبادة الجماعية للأرمن. الذكرى المائة تحيى الدولة الأرمينية ذكرى المذبحة بدعوة أكثر من 100 زعيم ورئيس دولة فى مؤتمر دولى ويشارك فيها البابا تاوضروس بطريرك الكرازة المرقسية.

 
فى الذكرى المئوية لإبادة الحضارة الأرمينية على يد الأتراك، وتهجير شعب أرمينيا عام 1915، وارتكاب جرائم كثيرة فى حق الشعب أرمينيا من قتل وتعذيب واغتصاب ومقابر جماعية للأطفال بكل قسوة وبدون رحمة، وذلك من أجل فرض سيطرة الدولة العثمانية بعد مراحل انهيارها التى كانت تسمى فى تلك الفترة "رجل أوروبا المريض"، أفراد الجالية الأرمينية يروون لـ"اليوم السابع" تفاصيل وذكريات لهم وللآبائهم وأجدادهم عنها. تركيا ترتكب مذابح وانتهاكات لإبادة الأرمن أبناء الجالية قالوا إن تركيا أنكرت المذابح والإبادة لحضارة أرمينيا ووصفتها بالحرب الأهلية، خوفاً من تدخل أرمينيا لصالح أعداء الدولة العثمانية فى الحرب العالمية الأولى، وقرروا التخلص من الشعب الأرمينى بالتشريد والتهجير وقتل مليون ونصف شخص، ومن عاش منهم سار على قدميه فى الصحراء بحثا على وطن بديل وصل بعضهم إلى سوريا واليونان ومصر، ومنهم من مات جوعاً فى الصحراء. حكايات الأرمن فى مصر يرصد "اليوم السابع" حكايات الأرمن الذين يعيشون فى الإسكندرية، والذين يسكنون فى حى العطارين ضمن الجاليات التى عاشت وسط المصريين. وقالت سيران فهران، أحد أفراد الجالية الأرمينية بالإسكندرية إنها ولدت فى مدينة الإسكندرية بعد ما جاء والدها هاربا من اضطهاد الأتراك مع أخواتها الاثنين بعد ما قتل جميع أفراد عائلته فى مأساة أمام عينيها، وفر إلى اليونان، ومنها إلى مصر عبر مركب دخل مدينة بورسعيد وقرروا بعدها السفر والاستقرار بمدينة الإسكندرية. وأضافت أن والدها عندما جاء إلى الإسكندرية وعمل خياطاً مع اليهود فى محلات هانو واحترف فن التفصيل، وكان معظم زبائنه من البشوات وكبار رجال الدولة بدءاً من الملك فاروق الذى كان يطلب منه ملابسا بمواصفات خاصة. استقبال المصريين للأرمن واستطردت "سيران" أن والدها لاقى ترحابا كبيرا فى مصر خاصة مدينة الإسكندرية الذى كان دئماً يقول لأبنائه إنها وطنه الثانى بعد أرمينيا، رغم العذاب الذى واجهه لكى يأتى إلى مصر. وقالت إن معظم الجالية الأرمينية تميزت فى عدة مهن بمدينة الإسكندرية مثل الدهب وصناعة الجلود والخياطة وفن التصوير الفوتوغرافى فكانوا مميزين ومحترفين فى عملهم. وطالبت سيران الرئيس عبد الفتاح السيسى، بضرورة اعترف الحكومة المصرية بأن الأتراك أبادوا الشعب الأرمينى واستولوا على حقه مثل الدول التى اعترفت بالإبادة، وأنها ليست حربا أهلية لكنه اغتصاب لحقوق الأرمن وتعذيبهم وتشريد آلاف الأسر، واستشهاد مليون و500 ألف مواطن من الشعب الأرمينى. وأشارت إلى أن هناك مجازر كثيرة ارتكبها الأتراك لكنها تحتاج إلى بحث واستطلاع لكى يكشف للتاريخ أمام العالم حقيقة دولة تركيا التى لا يستبعد عنها إنتاج الجماعات الإرهابية الموجودة على الساحة السياسية حاليا مثل داعش التى ترتكب المجازر فى العالم، فهى كان لها السبق بارتكاب مثل هذه الأفعال قديما والتاريخ يشهد على ذلك. سيدة أرمينية تتخلص من طفلها لتنقذ العشرات من الفاريين من الأتراك بينما يحكى مشير بصمنديان، أن أصعب المشاهد التى قيلت لهم فى رحلة العذاب بعد إبادتهم من أرمينيا، أن مجموعة الفارين من اضطهاد الأتراك كانوا مختبئين فى أحد الخنادق بالجبال، وكان معهم سيدة تحمل طفلا رضيعا يبكى من شدة الجوع، وطالبوا بمحاولة إسكاته لكى لا يشعر بهم الجنود الأتراك ويتخلصوا منهم وبعد صمت الطفل فوجئوا أن السيدة تخلصت من طفلها بكتم أنفاسه لكى يعيش 30 فردا ولا يروا العذاب من الجنود الأتراك. وأضاف أن هناك مآسى كثيرة عانى منها الشعب الأرمينى الذى كان يطالبهم الجيش العثمانى بحفر قبورهم بأيديهم، وفتح بطون الأمهات الحوامل واللعب بأطفالهن وتعذيبهم أمام أعينهم، بالإضافة إلى اغتصاب النساء والأطفال وهتك عرضهن أمام الجميع وهناك صور موثقة لإبادة الشعب الأرمينى وتعذيبه. مطالبات باعتراف مصر بالإبادة التركية للشعب الأرمينى وقال إدوارد مانوكيان، سكرتير المجلس الملى للأرمن الأرثوذوكس بالإسكندرية، إن الكنيسة الأرمينية احتفلت بالذكرى المائة للإبادة الأرمينية، وما عاناه الشعب الأرمينى بوضع أكليل من الذهور على النصب التذكارى للشهداء الذى بلغوا مليون ونصف المليون شهيد. وطالب مصر بضرورة الاعتراف بالإبادة ضمن 30 دولة اعترفت بها وأدانت تركيا بالمجزرة التى افتعلتها بحق الشعب الأرمينى وسفك الدماء الذى وقع عام 1915 وتشريد الأطفال والعائلات. دعوى قضائية للاعتراف بإبادة الأرمن من أراضيهم وفى نفس السياق قال محمد سعيد، محام والمسئول عن الدعوى القضائية للاعتراف بالإبادة الأرمينية، إن هناك دعوى تطالب مصر بالاعتراف بالإبادة الأرمينية عام 1915، حيث أقامها فارت فهرات وهو الأب الروحى للأرمن، والذى وافته المنية مؤخراً، لكنه لم يعترف بالقضية حتى الآن بأنها دعوى قضائية، وأشار إلى أنه إذا لم يُعترف بالقضية فى القضاء المصرى سيتم تصعيد القضية إعلاميا لضرورة الاعتراف بحق الأرمن، وما أقيم فى حقهم من مذابح عام 1915 والاعتراف بالإبادة من قبل السلطات التركية.

 
في النهاية , هذه ليست المذبحة الاولي او الاخيرة من مذابح الدولة العثمانية تجاه الابرياء ,وهناك في التاريخ مذابح كثيرة للعثمانيين في احتلالهم لبلاد اوروبية وغير اوروبية وعكس الذي كان يحدث تاريخيا بأنه عندما يفتح المسلمين دولة ومن ثم ينتشر فيها الاسلام ,حدث العكس مع الاتراك وانتشرت الكراهية عكس الحب للدين للاسف ,وضاعت فرصة تاريخية لنشر الاسلام في قلب اوروبا
 
التوظيف السياسي لما يسمى بالمذابح الأرمنية

الدكتور محمد عياش الكبيسي / العرب القطرية



في 24/4/2015 أحيت أرمينيا الذكرى المئوية الأولى لما أسمته (إبادة الأرمن على يد الأتراك) وقد شارك في هذه الاحتفاليات الرئيس الروسي بوتن وبعض الزعامات الأوروبية، وقد رافق هذا نشاط كنسي غير مسبوق؛ حيث أقيمت القداسات الدينية في أكثر من بلد، وتوالت تصريحات رجال الدين المسيحي بينهم بابا الفاتيكان والبابا تواضروس بالإدانة الصريحة أو الضمنية لتركيا بتركيز واضح على كلمة (الإبادة).
تدحرجت كرة الجليد سريعا لتصل إلى المؤسسات التشريعية؛ حيث أقر البرلمان الفرنسي مشروع قانون يقضي بتجريم من ينكر الإبادة، وهذا يعني أن الفرنسيين قد وضعوا هذا الملف على سكة (الهولوكوست)، أما لجنة العلاقات الخارجية في الكونجرس الأميركي فقد تمكنت مؤخّرا بصعوبة بالغة أن تكسب ثلاثة وعشرين صوتا مقابل اثنين وعشرين لإضفاء مصطلح (الإبادة الجماعية) على ما حصل للأرمن في ذلك التاريخ.
بداية ومن منطلق إسلامي وأخلاقي لا يمكن الاستهانة بضحايا الأبرياء مهما كان دينهم وجنسهم ولونهم، وأن التستّر على الجريمة جريمة، كما أن المتاجرة بها وإخراجها من دائرة الحقيقة إلى دائرة التوظيف السياسي جريمة أخرى، من هنا فإن الدعوة التي أطلقها الرئيس التركي بتشكيل (لجنة علمية محايدة بعيدة عن رجال الدين ورجال السياسة) تبدو دعوة منطقية وأقرب إلى المنهج السليم للوصول إلى الحقيقة، بينما تصرّ الدوائر الغربية على رفض هذه الدعوة والاستعجال بإصدار الأحكام والتشريعات، ما يعزّز القناعة بوجود أهداف سياسيّة لا علاقة لها بالضحايا.
إن أخطر ما انطوت عليه هذه الحملة هو العمل على إلصاق تهمة الإبادة بالإسلام نفسه، وقد حاولت بعض المواقع أن تربط بين الخلافة العثمانية وبين (خلافة داعش) مستعيرة صور الحرق والذبح الأخيرة لتؤكّد في ذهن القارئ أن هذه الصور ليست طارئة على نهج (الحكم الإسلامي)! وهذا تحريض مبطن ضد القيادة التركية الحالية ذات التوجه الإسلامي.
لقد تناسى هؤلاء حقائق دامغة وكبيرة من بينها: أن التاريخ الذي يتحدثون عنه 24/4/1915، كانت فيه الحركة القومية العلمانية بقيادة الاتحاد والترقي هي المهيمنة على مقاليد الأمور؛ حيث قد تمكنوا من عزل السلطان عبدالحميد الثاني قبل ذلك بنحو ست سنوات، فكيف يكون الخليفة هو المسؤول بينما تتبرأ ساحة القوميين والعلمانيين؟
لقد عاش الأرمن والأقليات الدينيّة الأخرى في ظل الدولة العثمانية عدّة قرون، فلم يتعرّض أحد منهم للمضايقة، ولو شاء العثمانيون لأجبروهم على الإسلام، أو لهجّروهم أو لقتلوهم في ذلك الوقت الذي كان فيه العثمانيون سادة العالم. من الغريب أيضا أن تقرأ أرقاما عن عدد الضحايا تتجاوز المنطق، فهناك من أوصلها إلى المليون، ثم أوصلها آخرون إلى المليون والنصف، في حين أن عدد الأرمن في كل الأراضي الخاضعة للدولة في ذلك التاريخ كانوا مليونا وستة وخمسين ألفا بحسب المصادر البريطانية، ومليونا ومائتين وثمانين ألفا بحسب المصادر الفرنسية!
وفق هذه الإحصاءات الأجنبية والمتوافقة إلى حد ما مع الإحصائية التركية يبدو أن عدد الضحايا الأقرب هو ثلاثمائة ألف وهو العدد المثبت في الوثائق التركية، وهو عدد كبير أيضا، ويحتاج بالفعل إلى تفسير.
حقيقة أن هذا العدد موزّع على مراحل متعددة وفي ظروف مختلفة وليس كما يشاع أنها مذبحة حصلت في يوم واحد أو في حادثة واحدة ومن طرف واحد، فالمؤرخون يتحدثون مثلا عن نزاع مسلّح ودموي جرى بين الأرمن والكرد لم يثبت لحدّ الآن وجود يد للحكومة فيه، وأنه بالتأكيد حصل ضحايا من الكرد كما حصل ضحايا من الأرمن، هناك أيضا حديث عن نزعة انفصالية أرمنية تطورت إلى ثورة مسلّحة ضد الجيش التركي، وكانت روسيا تزوّد هؤلاء (الثوار) بالسلاح، وبالتأكيد أيضا فإن عددا كبيرا من الضحايا قد سقط من الطرفين، لكن العدد الأكبر من الضحايا يبدو أنه قد وقع حين تحوّلت مناطق الأرمن شرق تركيا إلى ساحة حرب مفتوحة بين الجيشين الروسي والتركي إبان الحرب العالمية الأولى، وقد كانت العصابات المسلحة الأرمنية تقاتل إلى جنب الجيش الروسي، وقد تمكن الروس بالفعل من اختراق التحصينات التركية في هذه المناطق بسبب المعلومات التي كانت تقدم لهم من الأرمن، أما الأهالي الذين لم يكن لهم حول ولا قوة فقد تم إجلاؤهم إلى مناطق بعيدة عن ساحة القتال، تأمينا لهم من ناحية، وقطعا لاستغلالهم من قبل تلك العصابات من ناحية أخرى، لكن الذي يذكره بعض المؤرخين أن العواصف الثلجية التي كانت تعصف بتلك المنطقة مع بدائية وسائط النقل وظروف الحرب قد أدّت كلها إلى معاناة قاسية راح ضحيتها عدد ليس بالقليل خاصة من الأطفال وكبار السن، ولا يُستبعد أن تكون هناك حالة من الإهمال نتيجة لشعور بعض الجند بمرارة الغدر وفداحة الخسائر التي تعرّضوا لها جرّاء الأعمال التجسسية التي كان يقوم بها بعض الأرمن لصالح الروس.
نعم إن ثلاثمائة ألف رقم كبير لكنه ليس أكبر من شهدائنا الجزائريين الذين قتلتهم فرنسا على أرض الجزائر، وليس أكبر من نصف مليون طفل عراقي قتلتهم القرارات الأميركية الجائرة بحسب اعتراف مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، وكان ذلك قبل الغزو الأخير الذي راح ضحيته بلد بأكمله بأهله وأرضه وتاريخه، أما في سوريا فإن الضمير الإنساني قد دخل في حالة غيبوبة أو موت سريري بعد أن تحوّلت المدن الزاهية إلى تراب وتهجّر الملايين من البشر. أما الرئيس بوتن فيكفي أن نذكره بالملايين الذين سقطوا في تلك الحقبة وما بعدها على يد لينين ثم استالين، والذين أوصلتهم بعض الإحصاءات إلى عشرين مليونا أو يزيد!

إن نبش التاريخ بهذه الطريقة لن يخدم الضحايا، بل سيضيف إليهم ضحايا جددا في مسلسل من الكراهية والأحقاد والثارات المتبادلة، وإذا كان ثأراً واحدا لقصّة حصلت في كربلاء قبل ألف وأربعمائة سنة ما زالت المنطقة تنزف بسببه مئات الآلاف من الضحايا مع دمار شامل لكل شيء، فما بالكم لو فُتح باب الثارات بين شعوب الأرض بهذه الطريقة التي يفكّر بها اليوم قادة العالم المتحضر؟
 
التعديل الأخير:
مؤقتة :
عذرا وشكراً للإخوة المشاركين فقد تم حذف التعليقات لحصر الموضوع بالمقالات فقط ولتجنب النقاشات غير المفيدة
 
أكذوبة المذابح الأرمنية

علي إبراهيم


كثيرة هي الحالات التي تتغير بها الحقائق وتحيلها مجموعات معينة أوراق ضغط تثار حولها المكائد والدعاوى الباطلة حتى تستحيل حقيقة لا يمكن نكرانها أو حتى تبيان عوارها في الصيغة والأسلوب، ويصبح رفضها جريمة قائمة الأركان ...

وكم في التاريخ أشباه هذه الحوادث حيكت رواياتها بقالب واحد ومن وجهة نظر أحادية الجانب متطرفة لا تقبل النقد أو التوجيه، تهدف لتصوير فئة معينة ضحيةً لمصالح سياسية وعرقية ودينية، والرواية التي نتطرق إليها اليوم هي "فرية المذابح الأرمنية" وهي تهمة ألصقت زوراً بالدولة العثمانية في أواخر أيامها تحمل الكثير من المغالطات التاريخية إضافة لطمس جزء كبير من الحقيقة والتي سنستعرضها في مقالنا.

ولكن قبل أن نتطرق لأصل المشكلة علينا فهم الواقع الذي وصلت إليه الدولة في حينه والوقوف على عدد من المنطلقات التي تسهّل علينا فهم هذه الحقبة والأحداث الشائكة التي حصلت.

١- بعد حكم السلطان عبد الحميد الثاني -رحمه الله- الدولة لسنوات طويلة استطاعت فئة من القوميين الذين تربو في المحافل الماسونية التوغل في المناصب المهمة والجيش وقاموا بمكيدة كبرى عرفت بحادثة "٣٠ مارت " - تم على إثرها الانقلاب على السلطان عبد الحميد الثاني حيث عزل ثم نفي إلى ولاية سلانيك ذات الغالبية اليهودية، واستولى أتباع الاتحاد والترقي على الحكم وأصبحت كل السلطات في أيديهم مع إقصاء شبه كامل للسلطان، وقد ترتب على هذا التحول الكثير من التبعات الاقتصادية والسياسية والعسكرية وأخطرها إدخال الدولة العثمانية في أتون الحرب العالمية الأولى بتوجيه غربي، لتقسيم تركة الدولة العلية بعد الهزيمة التي منيت بها...
إذاً حصلت هذه الأحداث والحكم في يد القوميين الطورانيين أتباع جمعيات تركيا الفتاة والاتحاد والترقي والذين تربوا على يد المحافل الماسونية في أصقاع الأرض وهو أمر معروف جليّ...

٢- عاش الأرمن في كنف الدولة العثمانية مئات من القرون وأطلقت عليهم الدولة العثمانية كما نقل مصطفى كمال باشا – المصري - في كتابه المسألة الشرقية لقب "الملة الصادقة" نتيجة للانصباط الكبير في صفوفهم، وعاشوا في أمن واطمئنان كاملين وانتشروا في أماكن ممتدة وظهر منهم التجار والكتاب ودخلوا في الحياة العامة والسياسية فكان منهم السفراء والقناصل حتى وصل بعضهم لأعلى منصب في الدولة بعد السلطان وهو الصدارة العظمى -رئيس الوزراء-، فما هو السر وراء هذا الانقلاب المفاجئ وكيف يمكن للدولة أن ترتكب بحق هذه الفئة مذابح مروعة بسحر ساحر وبين ليلة وضحاها...

٣- التدخل الأوروبي الكبير في الشؤون الداخلية للدولة العثمانية حتى وصلت بعضها لفرض حمايتها على فئة معينة من رعايا الدولة على غرار ما قامت به فرنسا من حماية للموارنة في متصرفية جبل لبنان، وبعد الحرب للعثمانية الروسية ١٨٧٧-١٨٧٨م وتوقيع معاهدة "سان ستيفانو" تم تدويل المسألة الأرمنية لتصيح ورقة ضغط جديدة على الدولة للعثمانية.
هذه الركائز يضاف عليها الحرب الإعلامية الشرسة التي شنتها الصحف الغربية والتهويل الكبير الذي لاحق كل الأعمال العسكرية في تلك المناطق مع إغفال ذكر أي اعتداء وعدوان من الطرف الآخر، سهل انتشار أكذوبة المذابح الأرمنية وإظهار المسلمين أولاً والعثمانيين ثانياً مجموعةً من القتلة الهمجيين الذي لا يتقبلون الآخر بل يتحينون الفرص للقضاء على أتباع الديانات الأخرى.

منذ بدايات القرن التاسع عشر بدأت روسيا تتدخلها في المناطق ذات الأغلبية الأرمنية عبر غطاء الكنيسة والجدير بالذكر وجود قوانين في الدولة العثمانية تعطي الكنيسة صلاحيات هائلة في قضايا أتباعها مما سهل تحويل الكنائس من دور عبادة إلى معسكرات تدريب وتخزين للسلاح انتظاراً للثورة المرتقبة على الدولة، وقد شارك الآلاف من الأرمن إلى جانب الروس في الحرب مقابل الدولة العثمانية والتي لم تقم بأي ردة فعل تجاه الأرمن بشكل عام.

وبعد دخول الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى إلى جانب ألمانيا وفي الوقت الذي كانت جيوشها تحارب في عدة جبهات حارب الأرمن في جبهة القوقاز إلى جوار الروس ضد العثمانيين وقاموا أيضا بالتمرد والعصيان داخل الوطن خصوصاً في مقاطعة وان ذات الغالبية الأرمنية مما أشغل قوات الأمن بالأحداث الداخلية.

وتنقل المصادر الأرمنية أن عدد المتطوعين المسلحين الأرمن من رعايا الدولة العثمانية الذين حاربوا ضد دولتهم إلى جوار الروس 10 آلاف شخص إضافة إلى هؤلاء المتطوعين تقدر مصادر أجنبية عدد المحاربين الأرمن النظاميين داخل الجيش الروسي بـ 150 ألف مقاتل، حتى أقر بعض الكتاب الأرمن بأنهم أصبحوا طرفا بل حليفا في صفوف الحلفاء في الحرب العالمية الأولى.

ولم يكتف الأرمن بتقديم مساعدات للروس للاستيلاء على مدينة "وان" بل قاموا بقتل عشرات الآلاف من المسلمين المدنيين من الشيوخ والنساء والأطفال القاطنين فيها، وقد أثبتت الوثائق العثمانية أن الأرمن قاموا في تلك الفترة بمجزرة حقيقية وإبادة ممنهجة بلغ ضحاياها أكثر من نصف مليون مسلم من الأتراك والأكراد والعرب.

ويذكر الكاتب الأمريكي "جاستن مكارثي" مؤلف كتاب "التمرد الأرمني في وان" الذي كتبه المؤلف بأسلوب علمي عميق وغير منحاز، ومدعوم بالوثائق، أن التمرد كان هدفه مساعدة القوات الروسية المهاجمة على احتلال المدينة والإقليم، هذا يعني أنه كان من واجب الدولة العثمانية الدفاع عن أراضيها ضد التآمر الداخلي والخارجي، ولقد قامت القوى الأرمنية بالتنسيق التام مع القوات الروسية، وكذلك مع القوى الاستعمارية البريطانية والفرنسية، واهمة أن تلك الدول كان يهمها أي أمر غير مصالحها الاستعمارية. هذا الوهم قاد قادة التمرد الأرمني إلى الوقوع في فخ العصبية العمياء.

يدعي الأرمن أنهم وقعوا ضحية مجزرة مهولة ولكن المصادر التاريخية تذكر أن أغلب القتلى من الأرمن قضوا على الجبهات إلى جانب القوات الروسية، كما مات عشرات الآلاف من الأرمن أيام الحرب بسبب الأمراض المعدية والبرد القارس والجوع شأنهم في ذلك شأن المسلمين أتراكاً كانوا أم كرداً من رعايا الدولة العثمانية أيام الحرب.

وقد سلم بهذه الحقيقة الناشر الأرمني "أرشاق جوبانيان" حيث قال: (لا محالة من المبالغات في مثل هذه الأزمات ولكنه ليس من الصواب بأن ندعي بأنه تم إبادة الأرمن في تركيا).

ونختم مع شهادة مهمة لأحد اللذين عاصروا بروز القضية الأرمنية على الساحة الدولية وهو مصطفى كامل باشا المصري في كتابه الحافل "المسألة الشرقية" الذي نشر في مصر عام 1909م، وقد خصص فصلاً للمسألة الأرمنية في الجزء الثاني (ص 176-250) حيث يلقى اللوم على إنكلترا في كل ما حدث ويشرح نواياها السيئة قائلا: "إن انكلترا تريد هدم السلطنة العثمانية وتقسيم الدولة العلية ليسهل لها امتلاك مصر وبلاد العرب وجعل خليفة الإسلام تحت حمايتها وآلة في يدها."

وكانت انكلترا بحاجة إلى عنصر داخلي لتحقيق مآربها فكانت الضحية هم الأرمن، إذ يقول مصطفى كامل باشا في هذا الشأن ما نصه: "ورأى العالم هذه الطائفة التي كانت تعيش في بحبوحة السعادة والرفاهية والتي كان يسميها العثمانيون بالملة الصادقة والتي لها في مناصب الحكومة والادارات وفي التجارة والصناعة الشأن الأول تثور ضد الدولة العلية."

ويقول عن دسائس الانكليز في مكان آخر: "ولكن انكلترا اشتهرت بأنها لا تقف أمام عائق لبلوغ غايتها وإدراك بغيتها فقد سلّحت الأرمن البروتستانت وألقت عليهم التعليمات بإحداث هيجان عام في كافة أنحاء المملكة العثمانية والاعتداء على المسلمين في كل بلد عثمانية ووعدتهم بالمساعدة والتداخل وإيجاد مملكة أرمنية مستقلة."

وفيما يخص قلب الحقائق والقيام بالدعاية ضد الدولة العثمانية يقول: " الحقائق تنشر في أوروبا مقلوبة وطالما اعتدى المسيحيون على المسلمين ادعت جرائد أوروبا أن المسلمين هم المعتدون وأنهم وحدهم المقترفون لكل الآثام، وكان الانكليز يعلمون أيضا أن تدخل أوروبا في مسائل تركيا وتحزبها ضدها يملآن قلوب المسلمين غلا وكراهة ضد المسيحيين ويشجعان المسيحيين على الاستمرار في خطتهم الثورية فيزداد بذلك البلاء ويعم الدمار والفناء وتنزل المصائب على تركيا وتحل البلايا بالسلطنة العثمانية."

وينقل فيما يخص فبركة الأحداث عن الكاتب الفرنسي الفيكونت دي كورسون ما نصه: "والواقف على مسألة الأرمن بحذافيرها يتحقق لديه أنه ما من حادثة وقعت في البلاد التي اصطلح الانكليز على تسميتها بأرمينيا الا وتكون الجرائد الانكليزية في لندن قد أنبأت بها قبل حدوثها بزمن طويل جدا فتراها تبين لقرائها نوع الحادثة التي ستقع ومكان وتاريخ وقوعها كما فعلت في حادثة وادي (تالورى) ولا يجدر بالعاقل أن يتخذ هذا الأنباء بالمستقبل ضربا من ضروب التبصر الذي امتازت به الجرائد الانكليزية بل لا بد أن يذهب في تفسير معماه إلى ما فسره به من قال أن الثورة الأرمنية أشبه شيء ببضاعة جهزها الانكليز في مجتمعاتهم السياسية وأخذوا في تصديرها حسب الطلبات إلى جهات معلومة."

إن ادعاء الإبادة ضد الأرمن أكذوبة لم يرها التاريخ وحقيقة جلية حرفتها الأقلام وشاركت وسائل الإعلام على مدى عشرات السنوات في تزييفها، حتى أضحى التكلم عن هذه القضية جريمة فسلم بذلك الجيل الجديد الذي تربى على المعلومات والمعتطيات والمناهج الغربية ولم يعرفوا بأن الأرمن تواطؤوا مع الانكليز وحاربوا إلى جوار الروس ضد دولتهم وخانوا تلك العلاقة الودية التي استمرت لعدة قرون واستبدلوا بحبوحة العيش التي نعموا بها بالقتل الجماعي والإبادة الممنهجة في حق جيرانهم المسلمين الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء في الوقت الذي كان رجالهم وشبابهم يحاربون في عدة جبهات.

لذا ندعو العقلاء لمطالبة الأرمن الاعتذار عن المذابح التي قاموا بها بحق المسلمين ودفع التعويضات اللازمة وتجريم كل من يؤيد وينادي بأن هناك جريمة بحق الأرمن، رحم الله تعالى آلاف المسلمين الذين أضاع نسياننا وجهالتنا حقوقهم التاريخية واستشهدوا في أقذر حالات طمس وتزوير التاريخ في القرن الماضي.

- بالتقويم الرومي، تصادف ال ١٣ من نيسان بالتقويم الميلادي.

عن موقع رابطة أدباء الشام
 
أزمة الأرمن.. سحابة صيف في سماء تركيا

700x259945_canakkale_1_1.jpg

احسان الفقيه - التقرير

ذكر أبو الفضل النيسابوري في “مجمع الأمثال”، أن سعد بن زيد بن مناة تزوج “رهم” بنت الخزرج بن تيم الله بن رفيدة، وكانت من أجمل النساء؛ فولدت له مالك بن سعد.

فكانت ضرائرها يعيِّرنها ويقلن: يا عفلاء (عيب يصيب المرأة بعد الولادة)؛ فنصحتها أمها أن تبدأهن بذات الكلمة، فجاءت امرأة من ضرائرها تسبها، فعاجلتها “رهم” بكلمة عفلاء، فقالت ضرتها: رمتني بدائها وانسلت، فأُطلقت مثلًا يقال فيمن يرمي بعيب هو فيه غيرَه ممن سلم منه.

ما يثير الدهشة والاشمئزاز معًا، أن ينسحب ذلك المثل الذي خرج من رحم حكايات النساء إلى العلاقات الدولية المعاصرة؛ حيث قامت دول عديدة في الشرق والغرب مقام النساء وجعلت ترشق بأدوائها وقبائحها دولة أخرى مبرأة تاريخيًا مما ينسب إليها.

إنسانيات

فجأة، تدفقت معاني الإنسانية والرحمة في قلوب طغاة الغرب والشرق، وتحدَّرت الدموع من أعين الذئاب؛ إحياءً للذكرى المئوية لِمَا زعموا أنها إبادة جماعية نفذتها الدولة العثمانية بحق الأرمن عام 1915م.

دول وهيئات وشخصيات عامة، تداعت لاستثمار الحدث ضد تركيا كما تتداعى الأَكَلَة إلى قصعتها، كلهم يغض الطرف عن كل المجازر التي ارتكبت بحق المسلمين، ليتجاوزوها إلى إبراز مأساة الأرمن وفق سياسة الكيل بمكيالين التي صارت السمة الأبرز في المجتمع الدولي.

الفاتيكان
فرانسيس، بابا الفاتيكان، الذي كان غارقًا في متابعة الفضائح الجنسية المتلاحقة لرهبانه، ترك التنديد بالمذابح السورية التي تنفذها طائرات الأسد بحق الشعب ليل نهار. وتصنع الصمم تجاه المجازر الوحشية التي تنفذها العصابات البوذية بمعاونة قوات الأمن ضد مسلمي الروهنجيا.

وغض الطرف عن كل المذابح المسيحية ضد المسلمين، ووقف في بداية قداس الأحد في كاتدرائية القديس بطرس، وأمام الرئيس الأرميني أيضًا، يقر بأن مأساة الأرمن عام 1915 تعتبر إبادة جماعية.

أين أنت يا جناب البابا من 7 ملايين فلسطيني تم تهجيرهم من أجل عيون إسرائيل؟

أين أنت من قتل 80 ألف مسلم ومسلمة في جزيرة مدغشقر المسلمة في يوم واحد وبضربه واحدة؟

ومِن قتل وتعذيب وحرق أكثر من 300 ألف مسلم في سربرنيتشا وبيهاتش على يد الصرب؟

ومِن مليون طفل عراقي قتلهم الحصار وأسلحة الدمار الأمريكي؟

ومن المجازر الوحشية التي نفذتها عصابات أنتي بالاكا المسيحية بحق مسلمي إفريقيا الوسطى؟

حتمًا، لن يجد إجابة لهذه الأسئلة إلا في نفسه؛ والإجابة دائمًا تكون: إنهم مسلمون؛ فالأمر يتعلق بتركيا المسلمة.

أحفاد بونابرت
وأما فرنسا، فهي من أوائل من اعترف بالمذابح العثمانية ضد الأرمن؛ واعتبرتها إبادة جماعية.
وتناسى الفرنسيون المذابح الجماعية أيام الحرب الصليبية على القدس، عندما غاصت قوائم خيول أجنادهم في دماء المسلمين التي ملأت الطرقات. تناسوا جرائم نابليون بحق المسلمين؛ إذ جعلوا من هذا السفاح بطلًا. وتغافلوا عن مئات الآلاف من الشهداء في الجزائر قضوا نحبهم على يد الغزاة الفرنسيين وضاعت دماء 40 ألف مسلم استشهدوا في مذبحة جماعية في خراطة الجزائرية في يوم واحد على يد المحتل الفرنسي.
أَمَا وقد وجدت فرنسا فرصة للنيل من تركيا المسلمة، وعرقلة مسيرتها في الالتحاق بالاتحاد الأوربي؛ فكيف لا تنفخ في النار وتؤلب الغرب والشرق على أردوغان وفريقه باعتبارهم ورثة الإمبراطورية العثمانية؟

أصحاب الدماء الباردة
وما أعجب أن يتحدث أصحاب الدماء الباردة، أعني الدب الروسي، في شأن الأرمن، ويقوم ذو القلب الطيب “بوتين” بالمشاركة في المناسبة السعيدة (بالنسبة له)، والتي يستطيع من خلالها النيل من تركيا التي وقفت في وجه حليفيه الإيراني والأسدي.
وكيف لا يفعلها بوتين، وبلاده هي التي ساندت الأرمن وجعلت منهم عملاء وجواسيس ضد الدولة العثمانية؟
لقد ساعد الأرمن القوات الروسية في الأناضول وضربوا الدولة العثمانية في خاصرتها كما سيتضح من السطور المقبلة.

يا بوتين، تتحدث عن المذابح وبلادك أراقت دماء ما يقارب 100 ألف شيشاني بين عامي 1994 و1996 في الحرب الأولى، و40 ألفًا في الحرب الثانية؟
يا بوتين، قبل أن تتحدث عن مذابح العثمانيين المزعومة بحق الأرمن؛ عرِّج أولًا على الحقائق الثابتة كالشمس في رابعة النهار، والتي تحدثت عن بطشكم بالعثمانيين.
تصفحوا كتاب “الموت والنفي: عملية تطهير ضد المسلمين العثمانيين”، للمؤلف “جستن ماكارثي”؛ ستقع أيديكم على 5 ملايين تركي مسلم قتلوا بين 1821 و1922م.
تذكروا 410 آلاف قتلوا، و270 ألفًا تم تهجيرهم في حروب القوقاز 1914-1921.
تذكروا تهجير مليون و450 ألف قتيل سقطوا في حروب البلقان.

وعلى خطاهم سارت ألمانيا؛ حيث دفع ائتلاف “ميركل” البرلمان الألماني للتصويت بالاعتراف بمذابح الأرمن. وبمثله، قرر الاتحاد الأوروبي اعتبار أحداث الأرمن 1915م جرائم إبادة جماعية، بل وطالبوا تركيا أن تعترف وتقر بهذه المذابح. وتسابقت دول الغرب لهذه المشاركة الإنسانية منقطعة النظير، لمواساة الأرمن في ذكرى المئوية التي ضاعت حقيقتها في دموع الذئاب.

أمجاد يا عرب

لكن الطامة الكبرى كانت مشاركة دول عربية في تلك المسرحية الهزلية؛ حيث جعلت الحكومة اللبنانية من ذكرى المئوية عطلة رسمية، وهو ما أثار جدلًا شعبيًا واسعًا؛ باعتبار هذا الإجراء موجهًا ضد تركيا. وفي الوقت نفسه، أثار القرار الدهشة؛ حيث إن الأمر متعلق بطائفة لا بعموم الشعب اللبناني؛ فعلام بَنَت الحكومة اللبنانية هذا الإجراء؟!

الحقيقة المذبوحة

هل ارتكب العثمانيون حقًا إبادة جماعية بحق الأرمن؟

هناك بالفعل ضحايا بالجملة من الأرمن؛ فهو ثابت تاريخيًا، لكن ما تم تزييفه هو إلصاق تهمة الإبادة بالدولة العثمانية، والأمر لم يكن بهذه الصورة.
سأعتمد على الرواية التركية في الأحداث، وقبل أن تتهموني بالتحيز وعدم الموضوعية، أقول بملء فيّ: اعتمادي على المصادر التركية لأن تركيا وحدها هي من عرضت فتح أرشيفها الذي يحتوي على مليون وثيقة أمام لجنة من خبراء ومؤرخين من الأرمن وتركيا للوقوف على حقيقة الأمر، في الوقت الذي يجد فيه الأرمن وثيقة واحدة يلوحون بها، بل إن هناك وثائق في الأرشيف الألماني تثبت أن الأرمن تورطوا في مجازر ضد رعايا الدولة العثمانية في الأناضول.

والحقيقة تقول:
الأرمن تأثروا بنزعات الاستقلال في المنطقة وأرادوا إنشاء دولة مستقلة في الأناضول فتعاونوا مع الروس، ووقفوا في وجه الدولة العثمانية في الحرب العالمية 1914، عندما احتل الروس شرقي الأناضول، دعمهم المتطوعون الأرمن، وانشق بعضهم من الجيش العثماني.

عطّلت الوحدات العسكرية للأرمن طرق الإمداد العثماني، وارتكبت عصابات الأرمن خلال تلك الفترة مجازر ضد سكان المناطق العثمانية التي احتلوها، فشلت الحكومة العثمانية في إقناع الأرمن؛ فلجأت عام 1915 إلى تهجير الأرمن الذين يسكنون في مناطق الحرب لتعاونهم مع الروس.

خططت السلطات العثمانية لتوفير الاحتياجات الإنسانية للمهجرين، لكن ظروف الحرب والاقتتال الداخلي وقطاع الطرق والجوع والأوبئة، لم تحل بين تعرض عدد ضخم منهم للموت، حدثت انتهاكات فردية قامت الحكومة العثمانية بإعدام المتورطين فيها رغم أن الحرب كانت قائمة ولم تخمد بعد.

عند قيام الثورة البلشفية 1917 وانسحاب روسيا من الحرب، تركت المنطقة لعصابات الأرمن، والذين ورثوا ترسانة الأسلحة الروسية، واستخدموها في احتلال مناطق عثمانية، وتنفيذ مذابح ضد المدنيين العثمانيين.

جرائم أرمينية
جمعيتا “الهانشاك” و”الطاشناق” الإرهابيتان التابعتان للأرمن، قامت عناصرهما بأعمال إرهابية شملت تفجيرات في إسطنبول ومحاولة فاشلة لاغتيال السلطان العثماني.

وثّق الأرشيف العثماني مقتل قرابة 47 ألف شخص، قتلوا في مجازر ارتكبتها العصابات الأرمنية شهدتها مدينة قارص، أوائل القرن العشرين، جمعت عصابات الأرمن 286 شخصًا من الوجهاء في المسجد الكبير وسكبت على أجسادهم الزيت المغلي.

أكد البروفيسور “يشار كوب”، عضو هيئة التدريس بكلية التربية فرع التاريخ، التابعة لجامعة القوقاز، أن هناك 200 مقبرة جماعية في ولايات قارص، وأرضاهان، وإغدير، للعثمانيين من ضحايا مجازر الأرمن.

اكتشف في قرية سوباط عام 1991م مقبرة جماعية يرقد فيها 570 عثمانيًا ماتوا حرقًا وتم التمثيل بجثثهم، واكتشفت أخرى في درجيك عام 2003م، وثالثة في “كوتشوك تشاتمه”، وعثر على رفات 30 شخصًا من عدد 183 قتلوا في ذات المكان.

أحصت دراسات تركية، استنادًا إلى وثيقة أرشيفية، 185 مقبرة جماعية في مناطق شرق وجنوب شرقي الأناضول، وأن العصابات الأرمينية قتلت 50 ألف مسلم في أرضروم، و15 ألفًا في “وان”، و17 ألفًا في “قارص”، و15 ألفًا في “إغدير”، و13 ألفًا في أرزنجان، والآلاف في مناطق أخرى.

الموقف التركي:
تميز الموقف التركي تجاه هذه الأزمة بالذكاء السياسي المعتاد، والثقة الكاملة الموحية بأن قادة تركيا يقفون على أرضية صلبة ضد تلك المزاعم، نوجزه في النقاط التالية:

أولًا: تركيا تعرض فتح الأرشيف العثماني:
عرض القادة الأتراك أمام أرمينيا، والعالم بأسره، أن تفتح لهم الأرشيف العثماني الذي يحتوي على مليون وثيقة؛ للوقوف على الحقيقة، وفي نفس الوقت تطالب تركيا الأرمن بتقديم ما لديهم من وثائق تثبت تورط الأتراك بارتكاب جرائم إبادة، وهو ما لم يفعله الأرمن إلى الآن، وهو ما يعطي الثقة للشعب التركي في قياداته، وللشعوب المحبة لتركيا أيضًا.

ثانيًا: الرد القوي الشامخ على كل الدول والهيئات التي ساقت هذه المزاعم:
فالتصريحات التركية دائمًا تحتوي على التنديد بعدم حيادية تلك الدول، وتنبش كذلك في ماضيها القذر في مجال حقوق الإنسان على غرار (من كان بيته من الزجاج فلا يقذف الناس بالحصى). فوجهت خطابًا قاسيًا لروسيا والفاتيكان ولكل من روج لهذه المزاعم؛ بما يدل على ثقة الأتراك في ملفهم تجاه الأرمن.

ثالثًا: مشاركة الأرمن في أحزانهم تجاه أحداث 1915م التي أوضحنا ماهيتها:
وهو ما أشاد به بعض الأوروبيين المنصفين؛ حيث إن قومية الأرمن جزء من التركيبة السكانية لتركيا، وفي الوقت نفسه تدخل محاولة التطبيع معها وطي صفحات الماضي ضمن سياسة حزب العدالة والتنمية التي تسعى للاستقرار في المنطقة، وتصفير النزاعات.

رابعًا: سعى القادة الأتراك بذكاء، إلى الاستحواذ على الأنظار الشعبية التي اتجهت للبحث في قضية الأرمن، لتقطع انشغال الجمهور التركي بغير متطلبات عملية النهضة لإقامة تركيا الحديثة، وفي الوقت نفسه أراد فريق أردوغان وأوغلو التغطية على ذلك الحدث.

ومن أجل تحقيق الغرضين؛ قامت تركيا بإحياء ذكرى معركة “جناق قلعة” في “غاليبولي”، التي انتصر فيها العثمانيون على التحالف الإنجليزي الفرنسي، وهو ما تزامن مع مئوية الأرمن.
فدعت تركيا ولي العهد البريطاني، الأمير تشارلز، ورئيسي وزراء أستراليا ونيوزيلندا، ضمن حوالي 20 شخصية قيادية في العالم، منهم أعداء الأمس؛ وكأن أردوغان يرغب في توجيه رسالة إلى أن ضِفّة مضيق الدردنيل التي شهدت الاحتفال، تجمع بين خصماء الأمس لبدء صفحة جديدة من العيش وفق المصالح المشتركة، في حين تذهب دول وهيئات وشخصيات من أعداء السلام لتأجيج النزاعات وإثارة نعرات الماضي عبر الاحتفال بمئوية الأرمن.

وأخيرًا

لم يكن غريبًا على تلك الدول أن تسعى لتقويض هذا البنيان الذي تشيده تركيا الحديثة بقياداتها المخلصة وشعبها الواعي الذي يدرك أبعاد الصراع، ويعي جيدًا من أكل من طبق الآخر ومن أطفأ النار ومن سرق الحطب ومن جفف النبع.

إنها تركيا في عهد الشرفاء من حزب العدالة والتنمية: أردوغان وأوغلو وفريق كبير من الساعين لنهضة بلادهم وأمتهم، أولئك الذين لا يلتفتون لعواء المغرضين.

إن هذه الحملة المغرضة جاءت قبل الانتخابات التركية التي يعول عليها أردوغان ورجاله في أن تكون منطلقًا لتحقيق حلم تركيا الجديدة، والذي يُنتظر جني ثماره عام 2023م، وذلك بعد تعديل الدستور وتحويل تركيا من النظام البرلماني إلى الرئاسي.

تركيا لا شك مستهدفة.
يستهدفها الأمريكان لوقف تمدد وتنامي ذلك العملاق التركي عسكريًا واقتصاديًا.

تستهدفها إيران؛ لأنها القوة التي تنافسها في المنطقة، وتقف حجر عثرة أمام إتمام المشروع المجوسي الصفوي.

تستهدفها أوربا؛ باعتبارها دولة إسلامية مؤثرة، ليس إقليميًا فقط، ولكن بدأ تأثيرها الدولي يلوح في الأفق.

تستهدفها إسرائيل؛ حيث إن حقبة حكم العدالة والتنمية تزخر ولا زالت بالمواقف الصلبة تجاه الغطرسة الصهيونية.

تستهدفها روسيا، حليفة إيران ونظام الأسد في المنطقة، لمنع تنامي دورها الإقليمي؛ خاصة بعد التحالف مع السعودية وقطر.

ولكن، في النهاية، أؤكد أن أزمة الأرمن المفتعلة لن تعدو أن تكون سحابة صيف في سماء تركيا، لن تلبث أن تنقشع.

وبعد قليل، تطلُع الشمس، ويكشف الله همس الليل وما أودعه النخّاسون في الوسائد وما أسرّ به الباعة وما رتّبه الحمقى وما أعلنه الطيبون بحسن نواياهم.

بتصرف عن موقع تورك بريس
 
محاولات بائسة لتبرير او نفي المذابح التي ارتكبت بحق الارمن

بالطبع تاتي دائما هذه المحاولات من جماعات الاسلام السياسي او المنتمين لجماعات متطرفة مثل جماعة الاخوان او صحفيين و كتاب من الدول المتحالفة مع الاتراك
 
عودة
أعلى