دروس الحرب الأهلية اللبنانية

إنضم
4 يونيو 2013
المشاركات
174
التفاعل
144 0 0
قبل أربعة عقود، في 13 أبريل عام 1975، اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية. أدى الصراع الذي استمر 15 عاما، وذهب ضحيته 150 ألف شخص وجرح أكثر من 300 ألف ، إلى هجرة ما يقرب من مليون شخص، ودفع الدولة اللبنانية إلى حافة الانهيار. ومع الصراعات المماثلة التي تنتشر الآن في جميع أنحاء الشرق الأوسط، يمكن أن يقدم تاريخ لبنان المأساوي دروسا مفيدة في الحروب الأهلية - وخاصة حول كيفية وضع حد لها.

فعلى الرغم من تصوير الحرب الأهلية اللبنانية غالبا باعتبارها صراعا مسلما مسيحيا، فإن أسبابها الكامنة كانت سياسية وليس دينية في طبيعتها. بل أن بعض الحلقات الأكثر عنفا في الحرب نشبت في الواقع داخل الجماعات الدينية نفسها. والآن، تخاض الحروب الأهلية في دول عربية أخرى أيضا باسم الدين.

لكن الصراع في لبنان يتضاءل بالمقارنة مع الحروب الوحشية في سوريا أو ليبيا. في الثمانينات والتسعينات، تم استخدام كلمة "لبننة"، كما عبارة "بلقنة" في أوقات معينة للحديث عن الانقسامات وتقسيم البلدا ن .

ما الذي يمكن للمرء أن يتذكره في حرب مثل حرب لبنان؟ الثمن الفظيع الذي يمكن أن يدفعه بلد بفقدان جيل أو أكثر بالموت والهجرة.

شعر الشعب اللبناني بالفرح عندما انتهى الكابوس ، عندما انهارت السواتر من الشوارع وعندما استيقظ في النهاية وفهم وتخلى عن الأكاذيب الكثيرة التي ارتبطت بالحرب. في كثير من الأحيان هناك بعد القتل التسامح، وإدارة مثل هذا التسامح هو أحد موروثات ما بعد الحرب الأصعب للتفاوض.

تكتسب هذه الذكرى معنى اليوم من حقيقة أن الأدوار قد عكست منذ عام 1975. يومها كان لبنان دولة نادرة تعيش في حالة حرب في المنطقة التي تتميز الاستقرار. اليوم، يبدو أن هذا البلد الذي،على الرغم من جميع خلافاته ووقوفه على حافة الفوضى، بقي قادرا على الحفاظ على سلام معين.

إن لبنان بعد 40 سنة على بدء حربه لديه ما يقدمه. قد يكون البلد متفسخ ويعاني من الكراهية المتبادلة، ولكن غريزة التعايش هي مسألة مختلفة. الشعب اللبناني يدرك أكثر من أي شيء آخر أن الحروب الأهلية لا تؤدي إلا إلى الدمار والخسائر، وفي نهاية الأمر يجلس مختلف الأطراف حول طاولة للحديث والتسوية وإنهاء الحرب.

هل يمكن أن يكون هذا درسا يمكن أن تتعلمه بقية الدول العربية التي تعاني العنف والدمار والفوضى؟
 
عودة
أعلى