كيفية تعزيز القدرات الأساسية للعنصر المقاتل

صقر الامارات 

كاميكازي
خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
26 يوليو 2008
المشاركات
33,955
التفاعل
102,455 728 2
كيفية تعزيز القدرات الأساسية للعنصر المقاتل
840174a49b6537809f91cf20fc13b4a6.jpg




تعتبر عملية جمع المعلومات (الاستخبارات) الجيدة والقدرة على اتخاذ القرار استناداً إلى المعلومات المتلاحقة مفتاح نجاح العمليات العسكرية المدروسة، ولكن القرار لا يأتي من القمة دائماً. ففي جميع أنحاء العالم نجد الجيوش تعترف بأهمية تزويد الجنود بالتقنيات اللازمة التي تمنحهم قدرة أكبر على متابعة ما يحدث حولهم، مع منح الجنود المتمركزين في القاعدة فكرة شبه فورية عما يجري في ميدان القتال.

إعداد: بي. راج


ومع عودة الأوساط العسكرية العالمية إلى التركيز مجدداً على ساحات القتال التقليدية بدأت الدول في إعادة إحياء برامجها المستقبلية المتعلقة بالجنود بهدف تعزيز القدرات الأساسية للعنصر المقاتل، ورفع قدرته على الصمود. وتعتبر القدرة التدميرية وتخفيف الوزن واستغلال القوة من أهم المكونات الأساسية التي يمكن إضافتها إلى أهم عنصر من عناصر أي عملية، وهو الجندي أو العنصر البشري.


وتعمل دول عديدة تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في الوقت الحالي على تطوير تقنيات مستقبلية للأنظمة التي يحتاجها الجندي مثل الأنظمة الإلكترونية اللازمة لتزويد كل جندي بأنظمة تحديد الموقع وأنظمة رسم الخرائط وأنظمة المعلومات، علاوة على تعزيز الملاحظة، والتصويب على الأهداف، والاتصالات التي تعتمد على الدوائر المغلقة Closed-circuit communication وأجهزة تحديد المدى، وأجهزة الرؤية الليلية. كما ستشمل كل هذه الأنظمة أيضاً مواداً جديدة لأنظمة التكسية Clothing والدروع البشرية الخفيفة الوزن Lightweight body armour.


وتعتبر أي عملية جيدة لجمع المعلومات (الاستخبارات) والقدرة على اتخاذ القرار المناسب تبعاً لتغير المعطيات من أهم عوامل نجاح العمليات الحربية، ولكن كل القرارات لا يجري اتخاذها على مستوى القمة. ونجد الجيوش على مستوى العالم تعترف بأهمية تجهيز الجندي بالتقنيات الحديثة التي تتيح له إمكانية تحقيق وعي ميداني أفضل حول ما يجري في ساحة القتال، ومن ثم إرسال هذه المعلومات مرة أخرى بصورة شبه فورية إلى القاعدة حول ما يجري في ساحة العمليات. في هذ العدد من مجلة "درع الوطن" تطرح المجلة على قرائها برنامج "المقاتل البري" بالنسبة للجنود الأمريكيين، و"نظام الاشتباك المعياري المتكامل" Integrated & Modular Engagement System: IMESS للجنود السويسريين، وبرنامج Land 121 للجنود الأستراليين.

نظام الجندي المتكامل الأمريكي الخاص بـ "المقاتل البري"
يعتبر الجنود الأمريكيون وجنود مشاة البحرية (المارينز) بالفعل أفضل العناصر المقاتلة في العالم، ولكن وجود نظام "المقاتل البري" Land Warrior Integrated Soldier System يجعلها الأقوى بلا منازع، ويشمل هذا النظام أسلحة صغيرة ذات أجهزة عالية التقنية تمكن القوات البرية من الانتشار والقتال وكسب المعارك في ساحات القتال في القرن الحادي والعشرين.

وقد ظهر نظام "المقاتل البري" Land Warrior في عام 1991 تقريباً عندما أوصت إحدى اللجان التابعة للجيش الأمريكي بضرورة التعامل مع الجندي باعتباره نظام تسلح متكامل، وتعتبر القدرة على الفتك والتدمير على رأس قائمة أولويات نظام "المقاتل البري". أما الأولوية الثانية فهي القدرة على البقاء والصمود، أما الأولوية الثالثة فهي القيادة والسيطرة.

وستصل تكلفة البرنامج إلى ملياري دولار أمريكي عندما يتم إنتاج 45 ألف طقم من هذه الأنظمة وإدخالها الخدمة بين عامي 2001 و2015. ومن الجدير بالذكر أن سلاح مشاة البحرية (المارينز) وسلاح الجو الأمريكيين وعدد كبير من القوات المسلحة الأجنبية أبدت اهتماماً متزايداً بشراء هذا النظام.

والأهم من كل هذا وذاك هو أن نظام "المقاتل البري" يعتبر نظاماً قتالياً، ويحتوي النظام على عدة أنظمة فرعية أو ثانوية، مثل السلاح ومجموعة الخوذة المتكاملة، والملابس الواقية، والأجهزة الفردية، وجهاز الكمبيوتر/اللاسلكي والبرمجيات.

وقد تم بناء نظام التسلح الثانوي استناداً إلى تصميم البندقية القياسية M-16/M-4 modular carbine، ويحتوي النظام على عدسة ليزرية لتحديد المدى/بوصلة رقمية Laser range finder/digital compass، وآلة تصوير فيديوي تعمل على ضوء النهار، وضوء ليزري لعملية التصويب على الهدف، علاوة على موجه حراري، وبالتعاون مع بقية الأجزاء والمكونات الأخرى يستطيع الجندي إطلاق النار من أي زاوية دون أن يعرض نفسه لنيران العدو.

وتعتبر مجموعة الخوذة المتكاملة أخف وزناً، وتتكون من شاشة عرض نهارية مثبتة على الخوذة، ونظام استشعار ليلي مزود بشاشة عرض لوحية مسطحة، ونظام رصد بالليزر، وحماية باليستية/ ليزرية للعين، وميكروفون وسماعة رأس.

وتشمل الملابس الواقية، والأجهزة الفردية الفرعية/الثانوية صفائح الدروع البشرية القياسية المحدثة القادرة على منع طلقات الأسلحة الصغيرة التي يتم إطلاقها من على مسافة قريبة. كما يشمل النظام أيضاً هيكلاً متكاملاً لحمل الأثقال، وملابس وقائية ضد الحرب الكيماوية/البيولوجية، وحقيبة ظهر قياسية.

ويقوم فرد المشاة بتوصيل جهاز الكمبيوتر/اللاسلكي الثانوي بإطار حمل الأثقال، وفوق هذا توجد حقيبة ظهر قياسية للمعدات الشخصية. ويتم توصيل جهاز المعالجة لدى الكمبيوتر بأجهزة اللاسلكي وجهاز تحديد المواقع عالمياً، وتوجد قبضة يدوية موصولة سلكياً بالحقيبة وبصدر الجندي في آن واحد، وتعمل هذه القبضة كفأرة كمبيوتر Computer mouse، وتتيح لمرتديها إمكانية تغيير الشاشات ومفاتيح جهاز اللاسلكي، وتغيير الترددات، بالإضافة إلى بث المعلومات الرقمية.

ويأتي الجهاز الثانوي في نسختين، الأولى هي نسخة القائد التي لديها جهازين لاسلكيين وشاشة عرض/لوحة مفاتيح لوحية مسطحة Flat panel display/keyboard، ونسخة الجندي التي لديها جهاز لاسلكي واحد. ومن خلال هاتين النسختين يمكن للقائد والجنود أن يتبادلون المعلومات من خلالهما، ويستطيع الجنود الذين يستخدمون آلة التصوير المثبتة فوق الخوذة، على سبيل المثال، إرسال الأشرطة الفيديوية إلى قادتهم.

وأخيراً، يشتمل الجهاز الثانوي الخاص بالبرمجيات على معلومات تكتيكية ومعلومات دعم المهمة وخرائط وعمليات التأطير التكتيكية، بالإضافة إلى القدرة على التقاط الصور الفيديوية وعرضها.
وقد جرى استطلاع رأي الجنود الذين سيستخدمون نظام "المقاتل البري" بالفعل في كل مرحلة من مراحل تطوير النظام. وتعتبر شركة Raytheon Systems Company المقاول الرئيسي لنظام "المقاتل البري"، وتعتبر شركات Motorola, Honeywell, Omega, GENTEX and Battelle شركات مقاولة من الباطن.

نظام التواصل المعياري المتكامل IMESS للجندي السويسري
نجحت شركة Airbus Defence and Space في الانتهاء من تطوير نظام التواصل المعياري المتكامل Integrated Modular Engagement System: IMESS إلى المستوى اللازم لدخول مرحلة الإنتاج الكلي. وقد تم الانتهاء من الطلب، الذي تم تقديمه في عام 2011 بقيمة 23 مليون فرنك سويسري، في الموعد الزمني المحدد بعد تأمين الموافقة الفنية لهيئة المشتريات السويسرية.

وبفضل نظام التواصل المعياري المتكامل IMESS أصبح لدى الجيش السويسري واحد من أفضل أنظمة الجنود وأكثرها تطوراً على مستوى العالم، وأصبح هذا النظام تحت تصرف الجيش. وقد جرى تحديث القدرات المختلفة عن طريق استخدام أجزاء ومكونات أكثر قوة وكفاءة من الأجزاء والمكونات التي تم تطويرها حديثاً. وتم تحسين القدرات التكتيكية الخاصة بالقيادة والسيطرة من مستوى السرية إلى مستوى الجندي الواحد، وذلك عن طريق دمج المركبات القتالية ووصلات أجهزة الكمبيوتر وأجهزة اللاسلكي.

وقد جرى تطوير الاتصال اللاسلكي عن طريق زيادة المدى وإضافة جهاز لاسلكي مقياسي جديد. ويؤمن استخدام شاشات العرض المثبتة على الرأس/الخوذة صورة أكثر وضوحاً للوعي الميدان، كما يجعل عملية الملاحة أكثر سهولة. كما يمكن أيضاً زيادة القدرات الخاصة بالقتال الليلي والمراقبة والاستطلاع.

ويؤمن التصميم المعياري عدة وصلات طرفية قياسية متصلة بقرون الاستشعار مثل جهاز التصوير الحراري، ووحدات قياسية للاتصال بالأنظمة الخارجية مثل الطائرات الآلية (غير المأهولة). وقد تحسنت بدرجة كبيرة عملية الموازنة بين وزن المعدة وطاقتها.

وقد فازت شركة Cassidian بعقد من هيئة المشتريات الدفاعية السويسرية لعمل التصميم الهندسي المتطور لبرنامج "نظام الاشتباك المعياري المتكامل" IMESS وتصل قيمة هذه الطلبية إلى أكثر من 20 مليون فرنك سويسري.
وسيمنح برنامج "نظام الاشتباك المعياري المتكامل" IMESS الجيش السويسري واحداً من أقوة أنظمة الجنود قوة على مستوى العالم، ومن المنتظر أن يلعب هذا النظام المتطور دوراً مهماً في عمليات الاستطلاع والقيادة والتحرك التي تنفذها القوات المشتركة داخل الهيكل التنظيمي للجيش السويسري. كما يمكن دمج النظام مع الأنظمة المستخدمة بالفعل حالياً.

وقد أثبتت نماذج برنامج "نظام الاشتباك المعياري المتكامل" IMESS التي تقوم على نظام Warrior 21 أنها تساوي وزنها ذهباً منذ عام 2007 من خلال الاختبارات الميدانية العديدة والبيانات العملية التي حضرها مسؤولون رفيعو المستوى من الجيش السويسري.

ويتخذ العقد الحالي هذه التجربة كأساس لتحديث الأنظمة الحالية وتزويدها بالمزيد من أنظمة الجندي التابعة لبرنامج "نظام الاشتباك المعياري المتكامل" IMESS الجاهزة للإنتاج. ولإضافة قدرات جديدة للقيادة والسيطرة في العمليات التي تتطلب قدراً كبيراً من خفة الحركة، سينص العقد أيضاً على تجهيز المركبات القتالية مثل المركبة العسكرية التكتيكية DURO ومركبة الاقتحام المدرعة PIRANHA، ودمج هذه المركبات مع "نظام الاشتباك المعياري المتكامل" IMESS وسيعمل عقد هندسة الإنتاج المتطورة على رفع مستوى قدرات نسخة Warrior21 IMESS عن طريق تطوير أجزاء ومكونات أكثر قوة وكفاءة، وهي المكونات التي يعتبر أغلبها نتيجة تطورات جديدة.


برنامج Land 121, 116, 400 لقوات الدفاع الأسترالية
تعتبر "إدارة الأنظمة الأرضية" Land Systems Division: LSD مسؤولة عن حيازة وتقديم الدعم اللازم للأنظمة الأرضية المخصصة لقوات الدفاع الأسترالية ADF.


وتشمل عمليات "إدارة الأنظمة الأرضية" Land Systems Division: LSD إدارة مشاريع المعدات الرأسمالية الصغيرة والكبيرة، وعمل التنسيق اللازم لبرنامج المعدات الرأسمالية الصغيرة التابعة للجيش، وإدارة الأسطول البري على مستوى الدولة. كما تعتبر "إدارة الأنظمة الأرضية" LSD مسؤولة عن تقديم الدعم الهندسي اللازم للمهمات الأرضية، وعمليات "قوات الدفاع الأسترالية" وتدريباتها وأنشطتها.

وتشرف "إدارة الأنظمة الأرضية" LSD على عدة مشاريع ضخمة مثل:
- LAND 121، المرحلة الثالثة B - الإمكانيات المتوسطة/الثقيلة، المركبات الميدانية، الوحدات والمقطورات- المركبات البرية.
- LAND 116، المرحلة الثالثة - المركبات الخفيفة المحمية Bushmaster.
- Land 400، الإمكانيات الشديدة الفتك الخاصة بالمركبات المدرعة.

المرحلة الثالثة B لمشروع LAND 121
يبلغ إجمالي الميزانية المخصصة المعتمدة 3469.07 مليون دولار، ومن المقرر الانتهاء من تنفيذ المشروع في عام 2023. ومن المنتظر أن يسلم هذا المشروع حوالي 2700 مركبة متوسطة وثقيلة من النسخ المختلفة للمركبات، بما في ذلك شاحنات القطر والانتشال، وأنظمة مناولة الأحمال المتكاملة، والشاحنات المسطحة بنوعيها المحمي وغير المحمي.

ولاستكمال عملية الاستحواذ سيتم تزويد حوالي 3800 وحدة ومركبة مسطحة وحوالي 1700 مقطورة بهدف تعزيز القدرة على حمل الأثقال والحمال الثقيلة. وسيشمل أسطول المرحلة الثالثة B كلاً من المركبات المحمية (بهدف الانتشار العملياتي والتدريب التكتيكي)، والمركبات غير المحمية (المخصصة للتدريب التكتيكي في المقام الأول).

المرحلة الثالثة لمشروع Land 116
يبلغ إجمالي الميزانية المخصصة المعتمدة 1251.71 مليون دولار، ومن المقرر الانتهاء من تنفيذ المشروع في عام 2017. ومن المنتظر أن يسلم هذا المشروع حوالي1050 مركبة على مدار فترات الإنتاج الخمس وبالنسخ السبعة للمركبة. وستؤمن المركبات خفة الحركة الأرضية المحمية لوحدات الجيش القتالية و"حرس الدفاع عن المدارج الجوية" التابع لسلاح الجو Air Force Airfield Defence Guards.

المرحلة الثانية لمشروع Land 400
تاريخ البدء في المشروع: 2015 يعتبر نظام المركبة القتالية البرية Land Combat Vehicle System: LCVS بمشروع LAND 400 أحد أبرز برامج القدرات لدى "قوات الدفاع الأسترالية" من حيث تكلفة الاستحواذ، وأثرها على القدرة القتالية للجيش. ويعمل البرنامج على سد الفجوة المتزايدة في قتال الالتحام التي تعانيها مركبات الجيش الموجودة في الخدمة في الوقت الراهن والأسلحة التي تتزايد تطوراً يوماً بعد يوم التي يمكن استخدامها ضد القوات الأسترالية.

المشروع LAND 400
من المنتظر أن يؤمن هذا المشروع مركبات مدرعة ذات قدرة عالية على الفتك والتدمير من أجل ضمان نجاح المهام في سيناريوهات الحرب الخطيرة. وقد جرى اقتراح المشروع LAND 400 من أجل تأمين مركبات قتالية للاستطلاع ومقاومة عمليات المشاة، وهي المركبات التي تتمتع بمزايا مكملة لدبابة القتال الرئيسي M1A1 الموجودة في صفوف الخدمة في الوقت الحالي. كما سيؤمن المشروع المشار إليه مركبات دعم المناورات التخصصية اللازمة التي تقدم الدعم المباشر لهذا المشروع.

وسيكون نظام المركبة القتالية البرية Land Combat Vehicle System: LCVS بمشروع LAND 400 جزءاً من "نظام قتال الأسلحة المشترك" Combined Arms Fighting System: CAFS المستقبلي الأوسع إطاراً الذي يحتاجه الجيش من أجل تمكين "قوة أهداف الجيش" (القوة 2030).

ومع عودة الأوساط العسكرية العالمية إلى التركيز على ميادين القتال التقليدية، بدأت الدول مجدداً في تنشيط وتفعيل برامجها الخاصة بجندي المستقبل بهدف تعزيز قدرات وإمكانيات الجندي الأساسي وزيادة قدرته على الصمود. ومع توسع قاعدة العمليات حان الوقت كي يتم التركيز على الموارد والجهود في المجالات الحيوية، حيث تعتبر القدرة القتالية المناسبة وتقليل الأحمال والأوزان واستخدام الطاقة من العناصر الأساسية اللازمة لمضاعفة إمكانيات وقدرات أهم عنصر من عناصر أي عملية عسكرية، وهو الجندي.

 
عودة
أعلى