القنص في المدن

sword1988

عضو
إنضم
4 سبتمبر 2010
المشاركات
821
التفاعل
729 0 0
لطالما لعب القناصون دورا مهما في القتال في المدن في اطار تعطيل العمليات وافشالها، وتكبيد العدو الخسائر، وتكبيل العسكريين المناطين البحث عنهم ويزود اليوم القناصون باسلحة متطورة وحديثة دقيقة الاصابة وذات قوة تدميرية هامة، توفرها ايضا المواقع في الازمة والممرات والمخارج الخلفية في المدن، الامر الذي يجعل منهم تهديدا جديا. يتوجب على القادة كافة، ادراك اهمية استعمال القناصة والتهديد الذي يشكله القناصون المعادون. ينبغي على هؤلاء القادة فهم التأثيرات والمفاعيل التي يستطيع اي قناص محترف ان يلحقها بالعمليات التي تنفذها الوحدة على الارض، كما الخطوات التي من شأنها مواجهة وتخفيض مستوى تهديده الى الحد الادنى.
تتوقف قيمة القناص، اكان فردا ام مجموعة، على عدة عوامل تتضمن نوع العملية، وتيرة النزاع ودرجته وقواعد الاشتباك. عندما تسمح قواعد الاشتباك بالتدمير لا حاجة ملحة للقناصين اذ ان اسلحة اخرى هي التي ستستعمل وتحدث التدمير المناسب، الا ان القناصين في هذه الحالة يساهمون في القتال. لكن عندما تمنع قواعد الاشتباك الاضرار الجانبية يتحول القناصون الى الاداة الاعلى قيمة بالنسبة الى القادة الميدانيين.
اذا نظرنا جيدا في قدرات القناص نلاحظ ان فعاليته رهن في جزء منها بالارض التي يعمل عليها الا ان سيطرته تخف في الاماكن المبنية نظرا لخصائصها. يتوجب على القناص ان يكون صورة واضحة عن مفهوم القائد للعملية ونياته.
يتمركز القناصون في المباني الخرسانية، لذا، يفترض بهذه البنايات ان تؤمن حقل رماية بعيدة المدى ومراقبة في كل الاتجاهات. من حسنات الامر ان القناص حر في حركته اذ لا يتحرك، او يتمركز مع العناصر المتحركة على الارض. ويستطيع ان يحتل موقعا اعلى خلف العناصر التي يساندها او على جوانبهم وعلى مسافته ابعد منهم. فمن خلال العمل بعيدا عن العناصر الاخرى، يتفادى القناص الاشتباك الحاسم لكنه في الوقت نفسه قريب بما فيه الكفاية لقتل وتدمير الاهداف البعيدة التي تشكل تهديدا للوحدة التي يساندها.
لا يتوجب وضع القناصين في مراكز واضحة مثل ابراج الكنائس، مآذن الجوامع او اسطح البنايات لانها بقع مشبوهة وهي عرضة دائما لمراقبة العدو ويستهدفها في مسعى منه لتدميرها. كما ليس بالامكان تمركز القناصين في بقع تشهد حركة مرور كثيفة، لانها تكون عرضة ايضا لمراقبة العدو.
من جهة ثانية، يعمل القناصون ايضا ضمن بقعة العمليات، بحيث يتحركون مع القوى ويساندونها عند الضرورة. قد تعمل بعض الفرق القناصة بشكل مستقل عن القوى الاخرى، وتبحث عن الاهداف المناسبة التي يحدث تدميرها اثرا تكتيا، وخصوصا من قبل القناصين الآخرين.


تجدر الاشارة الى ان الموقع الواحد للقناصين لا يتحمل مراقبة مناسبة لفرقة القنص الكاملة دون زيادة خطر الكشف المعادي. وعليه فان المراكز المنفصلة تبقى على الدعم المتبادل.
بعد استعراض شامل لقدرات القناص يمكن القاء نظرة على المهمات الموكلة الى القناصين اكانوا افرادا او فرقا.
يقتل القناصون القناصين المعادين، وهذا يريح الوحدات من الضغط والخسائر خصوصا الخسائر البشرية. كما ان نيران القنص تعيق تحرك القوى وتؤثر سلبا على العمليات.
يقتل القناص ويدمر الاهداف المناسبة التي قد تصنف حسب الاولويات من قبل القائد الميداني وتتضمن القناصين المعادين، القادة الاساسيين، آمري الآليات، عاملي الاشارة، عناصر الهندسة سدنة الاسلحة ذات الطاقم والمستعملة في المساندة النانوية المباشرة، المراقبين المتقدمين، العاملين على الاجهزة اللاسلكية اليدوية والعتاد المحمي. ويدمر القناص ايضا القطع الاساسية للتجهيزات او الاعتدة.
من مهمات القناصين ايضا منع العدو من الوصول الى بقع معينة او ممرات الاقتراب، بمعنى آخر يسيطر القناصون على الاراضي الاساسية والبالغة الاهمية. يعمل القناصون ايضا على تأمين الدعم الناري للمتاريس والحواجز الاخرى. ويؤمنون مراقبة دائمة لطرق الاقتراب الجانبية والخلفية. يساند القناصون الهجومات المعاكسة المحلية بنيران دقيقة. يقوم القناصون ايضا بالمراقبة بهدف الاستعلام ولتعزيزالاجراءات الامنية العامة وبحسب مواقعهم قد يعمدون الى طلب رمايات غير مباشرة وضبطها.
من القول ان خصائص الاماكن المبنية وطبيعة الحرب في المدن تؤثر بشكل واضح على فعالية نظم الاسلحة وكيفية استعمال السلاح وسدنه. لذا على القناص ان ينظر الى موقع هدفه في ما يتعلق بموقعه هو اكان الهدف داخل مبنى او خارجه. ليس بوسع القناص الا ان يأخذ بالاعتبار تصميم المباني البنيوي في بقعة عملياته، اذ سيكون محاطا بالفئات الاساسية من الهيكليات ان من الخرسانة الابنية او الخشب. على كل حال فان اي مبنى قد يتضمن دمجا لهذه المواد.
تجدر الاشارة ايضا الى ان كل المباني والبنايات تؤمن للقناصين سبل الاختباء الا ان مستوى الحماية يختلف بحسب المواد المستخدمة.
كما ان عملية عسكرية تستدعي تحديد الاهداف والمواقع للوحدات. كما للقناصين ايضاً اهدافهم مراكزهم التي يختارونها بعد الاطلاع من القائد على البقعة العامة للعمليات، أكانت بناية او مجموعة بنايات، التي سيتمركزون فيها. لكنهم هم الذين يختارون المركز الأفضل للاشتباكات الخاصة بهم.
يتوجب على مواقع القناصة ان تغطي، الحواجز، الاسطح الطرقات والممرات الصديقة وخطوط الاقتراب المحتملة، والفجوات في نيران الحماية النهائية، المجالات الميتة والبقع الأخرى التي قد يستفيد منها العدو.
يختار القناص مراكز بديلة واضافية لتغطية بقع مسؤولياته. على القناص في الاماكن المبينة ان يفكر بالشكل الثلاثي الابعاد. لان بيئة المدن تفرض مساحة ثلاثية الابعاد وبالتالي يتوجب على القناص ان يتحسب وينتظر التهديد في اي وقت ومن اي جهة.
تتوزع المهمات التي ينفذها القناص في المدن على الهجوم، الدفاع وحرب الغرية في المدن. وتحمل العمليات الهجومية القتال الى العدو لتدمير قدرته وعزمه على القتال. في عمليات كهذه يبرهن القناص عن قدرته في مضاعفة القتال واشتداده من خلال تدمير او اعطاب الاهداف المعادية التي تهدد نجاح الهجوم. ينفذ القناصون خلال العمليات الهجومية، عمليات مضادة للقناصين، كما انهم يراقبون تحرك القوى الصديقة وينفذون رمايات قميعة على الاهداف المعادية التي تهدد القوى المتحركة. اضف الى ذلك انهم يستهدفون بنيران دقيقة سدنة الأسلحة ذات الاطقم المعادية وطاقات المراكز المحصنة المكشوفة، ويرمون بشكل دقيق ايضاً على قادة العدو سائقي العربات المدرعة او آمريها، المراقبين العناصر الحاملة الاجهزة اللاسلكية اليدوية والعديد الآخر الذي يتم التأشير عليه. ويفتحون النيران الدقيقة كذلك على اي عنصر صغير منعزل وجانبي، ينفذون الرمايات الدقيقة أيضاً على القوى المعادية المنكفئة والمنسحبة او التي تهدد بشن هجوم معاكس.
يساعد القناصون ايضاً على حجب مركز على الخاصرة عبر استخدام نيران اضافية وأخيراً يسيطرون على الاراضي الرئيسية عبر التحكم بالوصول اليها بالنار. يعمد القناص في مسعى لزيادة عنصري الامن والمفاجأة، الى المنطقة الهدف قبل وصول القوى المهاجمة الاساسية بوقت طويل. وعند بداية الهجوم يغير القناص مركزه بفعل حجب النيران من جانب القوات الصديقة. يتوجب في هذا الصدد اجراء تقييم يتناول كيف وأين يمكن ان يكون القناصون الاكثر افادة للمهمة. وازاء حشد القوى في البقعة الهدف وتعزيزها يمكن تغيير مواقع القناصين لأسباب امنية. ومن مراكزهم الجديدة، يراقب القناصون ما يجري ويؤمنون انذاراً مبكراً للوحدات الصديقة. كما ويفتحون النيران الدقيقة على المواقع المعادية الجانبية، الهجومات المعاكسة التي يشنها العدو او على مراكز اخرى للعدو التي قد تمنع الوحدة الصديقة من استثمار نجاح المهمة.
اما بالنسبة للعمليات الدفاعية، فلا تقل اهمية دور القناصين عن ما ينفذونها في العمليات الهجومية. بالفعل، عندما يستعمل القناص بالشكل الصحيح، يستطيع تعزيز التي رسمها القائد. فبعد تحليل الوضع على الارض، يخلص القناصون الى توصيات عن مجال استهلاكهم يرفعونها الى القائد. يمكن للقناصين من ضمن العمليات الدفاعية تنفيذ مهمات تشمل تأمين التغطية، للحواجز وحقول الألغام، وجميع انواع المقومات التي تسد الطريق. يشتبكون بمراكز المراقبة المعادية، آمري العربات المدرعة المكشوفين وسدنة الأسلحة المضادة للدروع. ينفذون كذلك الرماية على نظارات الآليات وأجهزتها البصرية لتعطيل الرؤية ومنع التحرك يشتبكون ايضاً بالأسلحة ذات وتعطيل الوحدات التابعة وذلك عبر رمايات دقيقة بعيدة المدى.
يمكن للقناصين ان يستثمروا مراكزهم لتغطية ممرات الاقتراب نحو المراكز الدفاعية. يمكن استخدامهم ايضاً لتعزيز الأمن الامر الذي من شأنه ان يسمح للقائد ان يركز طاقته ضد الممرات الأكثر احتمالاً ليستعملها العدو للاقتراب. يتمم القناصون بفضل مناظيرهم ومختلف اجهزتهم البصرية وقدرتهم على الرماية البعيدة المدى، رشاشات الوحدة يستعمل القناصون هذا وقد ينشر عدة فرق من القناصين للمراقبة والدعم المتبادل واذا امكن يقيمون مراكز في العمق للمساندة المستمرة خلال القتال.
تجدر الاشارة الى أن وتيرة الرمي للقناصين لا تزيد ولا تنخفض مع تقدم العدو، يتم الاشتباك بشكل منهجي ومتعمد بأهداف خاصة ومحددة لا تتم التضحية بالدقة من اجل السرعة.
عند تأمين الدعم لنقطة دفاعية هامة، يتمركز القناصون خارجها ليتاح لهم حرية الحركة. وتكون مهمتهم المراقبة او الانهاك المستقل ضد عناصر العدو الذين ينفذون عمليات استطلاع او اجبار العدو على الانتقال الى بقعة اشتباك محددة مسبقاً.
لا يقتصر دور القناص في العمليات الهجومية والدفاعية انما تستغل قدراته في اطار عمليات الدعم وفرض الاستقرار خلال مهام حفظ السلام التي قد تتضمن قتال غرية في المدن وحالات أخذ رهائن. يمكن الدور الاساسي للقناص، اثناء قتال الغرية في المدن، في السيطرة على بقعة العمليات عبر النيران الهادفة ضد اهداف محددة ويعطي اجمالا الأمر بفتح النار عندما توشك تلك الاهداف ان تستعمل السلاح الناري او اي سلاح قاتل آخر ضده قوة حفظ السلام او ضد المدنيين الأبرياء.
اما الدور الثاني الذي يوكل الى القناص ولا يقل اهمية عن دوره الاساسي فهو الاستعلام ورفع التقارير. ومن بعض المهمات التي ينفذها القناص الاشتباك بالفارين والغرية الذين يشتركون في اعمال الخطف وخطف الطائرات واحتجاز رهائن الخ، والاشتباك بقناصة الغرية في المدينة باعتبارهم اهدافا مناسبة او كجزء من عملية تنظيف متعمدة. وايضا في هذا النوع من العمليات يتخذ القناصون سرياً مواقع ومراكز تسمح لهم بمراقبة بقع محددة وبالتالي يسجلون ويرفعون التقارير عن التحركات والنشاطات والاعمال المشبوهة. واخيراً يؤمنون الحماية للعناصر الاخرى من قوة حفظ السلام بما فيها عناصر الاطفاء اطقم الاصلاح أكانوا يعملون مع المدنيين لاصلاح شبكات المياه، الاتصالات والى ما شاكل، الخ... اما الحالات التي تشهد اختطاف رهائن وخاصة من بين المدنيين فهي بالغة الحساسية، لان الاساس في عمليات كتلك هو الحفاظ على ارواح المدنيين التي تنص عليها كل الاتفاقات والمواثيق الدولية المتعلقة بالنزاعات المسلحة. تترك هذه العمليات من حيث تنفيذها لوحدات خاصةجدا الا اذا لم يكن الوضع التكتي يسمح بذلك. وعليه يتوجب على القناصين المزجين بالعملية وعلى قادتهم فهم انه حتى الطلقة اللتي تصيب الارهابي في قلبه او صدره لا تؤدي فوراً الى ايقاف عمل هذا الاخير اذ انه حتى القناص الافضل المجهز بأفضل البنادق وافضل الذخائر لا يستطيع ضمان النتائج المرجوة. قد لا تقي الطلقة القاتلة الفورية الرهينة من الموت عندما تفضي تشنجات عضل الارهابي الى ان يطلق النار ويقتل رهينته. على كل حال هناك قاعدة تعتمد عادة وتحظر استخدام القناصين في مثل هذه الحالات الا عند استنفاد كل الوسائل الاخرى. في حالة كهذه يختار القناص وضعية الرمي الانسب وهي لا تختلف كثيرا عن اختيار وضعية الرمي لشكل آخر من اشكال القتال، وتتطبق القواعد والمبادىء نفسها.
سيخصص موضوع في عدد مقبل عن وضعيات تملي طبيعة الارض والوضع التكتي القائم على القناص اختيار وضعيات الرمي المناسبة.
بالرغم من ان القناص هو السلاح الاخير في حالة احتجاز الرهائن الا انه عليه ان يتمركز في أبكر وقت ممكن، مما يساعده على تحديد المسافات والامدية التي تفصله عن الاهداف المحددة، والتعرف موضوعيا على الرهائن والخاطفين الارهابيين ضمن بقعة الهدف، وعندها يختار وضعيات الرمي البديلة اذا تغير الوضع التكتي وفرض معه التغييرات تلك.
يشارك القناصون ايضا في عمليات التسلل والسحب.
عند التسلل يمكن للقناص ان يعبر الى الاماكن الآهلة عن طريق الضواحي التي هي في الاساس سكنية بامتياز ولا يتم الدفاع عنها بشكل كبير من قبل القوات المعادية. يتم الدفاع عنها اجمالا بواسطة المضادات للطائرات او المضاد للدروع وتهتم العناصر الأمنية بتغطية طرق الاقتراب الاساسية او المراكز التي تسد الطرق الرئيسية في وسط العاصمة.
بصفته جزءا من قوة عسكرية كبرى يتحرك القناص بخفاء في موازاة الطرق الفرعية متخذا كغطاء له المباني والممرات الخلفية. يمكن للقناص ان يساعد الوحدات على الارض في السيطرة على الاراضي الرئيسية وعزل المراكز المعادية الامر الذي من شأنه ان يتيح للقوات التابعة ان تدخل البقعة. بعد تثبيت القوى الاساسية التي شاركت في الهجوم، موقعها في المدينة يمكن للقناصين ان يتسللوا ويتنقلوا الى بقع عملياتهم.
تستخدم نيران المدفعية المباشرة والهواوين لحجب مراقبة العدو واخفاء الاصوات التي قد تحدثها العناصر المتسللة. تتم عمليات التسلل خلال اوقات الرؤية المحدودة، عبر اراض ومناطق خالية من المدنيين والحيوانات الاليفة.
تجدر الاشارة الى ان القناصين يستطيعون التسلل الى المدينة، كجزء من عمليات مجوقلة او عمليات مظليين.
اخيراً عندما ينسحب القناصون من الاراضي المبنية فهم يطبقون المبادىء نفسها المتّبعة في التسلل. وتطبيق قواعد التمويه العامة مثل كسر الشكل الهندسي، اخفاء اللمعان، اخفاء اللون الخ.
خلاصته ان القناصين هم قيمة مضافة اذ انهم يشاركون تقريباً في كل العمليات وهم الذراع الخفية للقائد الذي يسعى الى انهاك وارباك العدو عبر تدمير عديده وعتاده ومن جراء ذلك ضعضعة معنوياته وحتى اجباره على الانتقال الى ارض معركة قد رسمها القائد مسبقاً. الامر الذي قد يغير مجرى معركة برمتها.
 
عودة
أعلى