التطرف عدو الحضارات

إنضم
4 يونيو 2013
المشاركات
174
التفاعل
144 0 0
التطرف لا ينشر الموت والدمار فقط ، ولكنه بأقل تقدير يسعى إلى نشر الجهل أيضا. وإلا ما هو الوصف الآخر الذي يمكن أن يطلق على التدمير المتعمد للمعالم الأثرية والآثارالقديمة ؟

في عام 2001، أصدر زعيم طالبان الملا محمد عمر مرسوما ضد الصور المحفورة غير الإسلامية ، وهو ما يعني كل الصور الوثنية عن البشر والحيوانات. ونتيجة لذلك، دمرت حركة طالبان كل المنحوتات القديمة. وكان أكبر استعراض للأسلحة والمتفجرات، والدبابات، ومضادات الطائرات التي دمرت تمثالين هائلين لبوذا في مقاطعة باميان. بعد 1700 سنة، سقطت تماثيل بوذا ضحية ديناميت طالبان.

داعش تفعل الشيء نفسه الآن: إنهم يقومون بتدمير الآثار والمدن القديمة في العراق وسوريا بذريعة محاربة الوثنية. لحسن الحظ، يقال الآن أن القطع الأثرية التي ظهرت في شريط الفيديو من الموصل ليست أصلية، وأن العديد منهم في الواقع آمن داخل متحف بغداد. ومع ذلك، فإنهم قاموا بتصويرالمشهد في عرض تدميري كما لو كان نصرا عسكريا ! من ناحية أخرى، بينما يقوم داعش أمام الجمهور بتدمير التحف القديمة، يعتقد أنهم يكسبون الأرباح من بيع الكنوز المنهوبة في السوق السوداء.

وفي حين ليس لديهم الحق في إملاء ظلاميتهم على الآخرين، أشعر أن علي أن أسأل ما إذا كانت هذه الآثار هي فعلا أصناما، وهل أن الأفغان والآشوريين والعراقيين والسوريين بشكل عام يعبدونها؟

من المهم أن ندرك أن التدمير لاعلاقة له تذكر بالدين. بوذا ليس إلها أو حتى واحدا من بين العديد من الآلهة وهو لا يعبد. مريدوه يتطلعون إليه ويحترمونه باعتباره معلما عظيما. الأشوريون لا يعبدون الآثار ، لأن الآشوريين مسيحيون وليس وثنيين، وقد تخلوا عن تلك الآلهة القديمة منذ فترة طويلة. الإسلام لا يعتبر المسيحيين أو اليهود وثنيين أو مرتدين: إنهم "أهلالكتاب". والآثار هي شهود من ماض مجيد وليست رموزا دينية.

كانت باميان على مدى قرون تقع في قلب طريق الحرير الأسطوري، وتقدم الاستراحة لقوافل تحمل البضائع عبر الروافد الواسعة بين الصين والإمبراطورية الرومانية. كانت الكهوف العديدة المبعثرة في منحدرات باميان أيضا موطنا للآلاف من الرهبان البوذيين وكانت بمثابة نوع من الفنادق للتجار المسافرين، والرهبان، والحجاج.

وعلى مدى قرون طويلة أيضا وتحت سلطة الخلافات الإسلامية المختلفة المتعاقبة ، كانت هذه الآثار آمنة ومحترمة، كما كانت الأقليات المسيحية، والمسلمة و اليهودية. أما الآن يدعي هؤلاء المسلمين المزورين أنهم يطبقون الإسلام عن طريق تدمير التاريخ.

داعش أو طالبان ليسوا معنيين بالإيمان: مشكلتهم تكمن مع الحضارة نفسها. هم أعداء الإنسانية، لأن محو الرموز الحضارية يمكن أن يعني فقط التنكر للتقدم الذي أحرزته هذه الإنسانية تدريجيا. ويثبت المتطرفون مرة أخرى أنهم يريدون أن يطفئوا الأنوار وان يجروا العالم إلى الظلام والغموض.
 
طب يا صفاء خلي عندك عدل شوية و تجيبي جرايم الحضارات الغربيه في تدمير الاثار الشرقية

فرسان المعبد و تدمير و سرقة الاثار الفلسطينية و الشامية عموما , القصف الأمريكي في تدمير الاثار العراقية .. القصف الأمريكي في الحرب العالمية الثانية و تدمير المعبد الأثري في ايطاليا الخ ..
 
المتطرف هو فى الحقيقة إنسان غير طبيعى لا يمكن ان يندمج مع أحد إلا إذا تطابق معه فى كل شئ ( الأفكار , المعتقدات وغيرها ), وتدمير الآثار فى أى مكان فى العالم يدل على أن من يقوم بهذا العمل يريد محو تاريخ وهوية البلد , فالبلدان لا تنتهى بقتل أبناءها أو تدمير بناياتها بل بمحو إنجازاتها التاريخية والحضارية .
 
عودة
أعلى