معارك بحرية قديمة

إنضم
4 يونيو 2013
المشاركات
174
التفاعل
144 0 0


قبل وقت طويل من اختراع المدافع والأسلحة الحديثة الأخرى، كانت القوات البحرية القديمة في كثير من الأحيان تشتبك في معارك بحرية مذهلة تشارك فيها المئات من السفن والآلاف من البحارة. وغالبا ما كانت تؤول هذه الاشتباكات إلى قتال بالأيدي على ظهر السفن، إلا أنها شملت أيضا تكتيكات متطورة للغاية تراوحت من استخدام سلالم داخلية خشبية والكلابات المثبتة بين سفينة وأخرى إلى رماة البحرية والكباشات البرونزية العملاقة.

فيما يلي بعض أكبر المعارك البحرية في العالم القديم وأكثرها وحشية.

1- معركة سلاميس:

في عام 480 قبل الميلاد، كانت اليونان القديمة تقاتل من أجل البقاء، بعد أن هزم الفاتح الفارسي زيركسيس ائتلاف المدافعين الإغريق في معركة تيرموبيلاي، وعزلت قواته أثينا وأحرقت الأكروبوليس. وبدت الهزيمة الكاملة في الأفق، لكن الأثينيين المحاصرين تمكنوا من اعادة تجميع صفوفهم مع حلفائهم على جزيرة قريبة من سلاميس.

اقترح الأدميرال «ثيمستوكوليس» الذي كان مضطرا للمضي قدما في معركة بحرية غير متكافئة، حيث إن قوات «زيركيسس» كانت تملك قرابة ألف سفينة، بينما كان بحوزة الأسطول اليوناني قرابة أربعمائة فقط، خطة تسمح له بتعويض الوضع غير المتكافئ. كانت هذه الخطة تقوم على أن يتراجع الأسطول اليوناني إلى العمق ويسيطر على مضيق «سلاميس» بشكل يبدو ضعفا أمام السفن الفارسية، فيكون ذلك هو الطعم الذي يجر به الأسطول الفارسي لمعركة غير متكافئة له. لجأ ثيمستوكوليس أيضا إلى الخدعة المعلوماتية عبر استخدام عبدا لتغذية زيركسيس معلومات كاذبة. كما أنه قام بإرسال رسالة إلى «زيركسيس» يبدى فيها استعداده لخيانة الأمانة والانضمام إليه في حالة ما إذا هجم على اليونانيين.

نشر ثيمستوكوليس سفنه عند رأس المضيق وترك مجالا يمكن للفرس أن ينفذوا منه لتطويق السفن اليونانية. ابتلع زيركسس الطعم، وشن هجوما في غير صالحه، فلقد كان المضيق ضيقا وبالتالي تلاشت أي ميزة عددية للفرس أمام ضيق المكان حيث أصبح من الناحية التكتيكية غير قادر على الانتشار والمحاصرة، وهو ما استغله اليونانيون استغلالا عبقريا؛ استغلوا العمق التكتيكي لهم بمهاجمة الأسطول الفارسي وكسر تشكيلاته وتدمير سفنه بهجوم رأسي مباشر كانت الميزة فيه لصالح السفن اليونانية التي كانت أكثر صلابة من ناحية وأكثر تمركزا وتجمعا من ناحية أخرى. فتفتتت القدرة الفارسية على المقاومة وتمزق أسطولهم وذبح الآلاف من بحارته واضطر زيركسيس للانسحاب الفوري يجر أذيال الهزيمة معه.

H4-gq4lioSYHdxGNCiDFpEgMkHcK7h6oesdFBy19qqjLPFeikW4xJo1lSNq77SUprqYVt30=s136


xerxessalamis.jpg


لم يتمكن زركسيس بعدها من تثبيت موطئ قدم راسخة في اليونان مرة أخرى، واعتبر العديد من المؤرخين أن معركة سلاميس أنقذت الثقافة الإغريقية من الفناء.

kRzbBQkbOm8HnSB_-hX-uDavxS3UZ5Alnk05KdisIV_6hbHmBeMAkoa6-p0MlJo4obk5yA=s129


تعد معركة «سلاميس» في الاستراتيجية البحرية من أهم المعارك الفاصلة في التاريخ السياسي، فيضعها العسكريون في مرتبة معارك "ميدواي" و"ترافلجر" فهي معركة بسيطة ولكنها تحتاج لتكتيكات ومناورات عالية للغاية بحيث يمكن للفرقة الضعيفة أن تكسر التجمع البحري للمنافس، وهو نفس التكتيك العسكري الذي اتبعه القائد «نلسن» في معركة «ترافلجر» الشهيرة ولكنه هاجم خصمه بخطين عموديين بدلا مع مجموعة خطوط مستقيمة مثلما فعل اليونانيون.
 
عودة
أعلى