وليد جنبلاط يكشف أسرار الجاسوس الذي أخفاه لـ 4 سنوات!

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,484
التفاعل
17,601 43 0
وليد جنبلاط يكشف أسرار الجاسوس الذي أخفاه لـ 4 سنوات!

أورينت نت - متابعات


650_433_0142340998484993.jpg

على إثر مقال نشرته مؤخراً صحيفة (نيويورك تايمز) عن وفاة الجاسوس الروسي (ستيغ برغلينغ) عن 77 عاماً بعد صراع مع مرض (الباركنسون)، اندفع الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط عبر جريدة (الأنباء) التابعة للحزب التقدمي الاشتراكي إلى كشف حقائق للمرة الأولى عن استضافته لهذا الجاسوس في المختارة بناء على طلب مدير الاستخبارات السوفياتية في أوائل التسعينات.

 جنبلاط: "للأسف.. تورّطتُ"
تحدث وليد جنبلاط عن حكايته مع الجاسوس برلينغ وكيف أتاح له الاختباء في المختارة، وبدأ جنبلاط سرد روايته قائلاً: "سيكتب أحدهم سيرة حياتي ذات يوم.. قد أكون موجوداً حينها لأزوّده بالمعلومات أو يمكن أن أكون قد تقمّصت في الصين بحسب العقيدة الدرزية، وفي هذه الحالة، لا أدري إذا كان من سيكتب السيرة ضليعاً بلغة الماندرين".
يتابع: "لكن لنعد إلى موضوع الجاسوس المدعو ستيغ برغلينغ الذي تورّطت، للأسف، في إخفائه لأربع سنوات في المختارة في لبنان بين عامَي 1990 و1994".

 لم أستطع رفض طلب الجنرال!!
يقول (جنبلاط): "عام 1990، قدِم نائب مدير الاستخبارات العسكرية السوفياتية، الجنرال (فلاديمير اسماعيلوف)، إلى المختارة في زيارة ودّية، كان فارع القامة، شعره أحمر، شارباه كبيرين، وكان برفقته مسؤول آخر، على الأرجح أنه أحد معاونيه، وصديقٌ مشترك.. مع السوفيات والروس، يبدأ الكلام الجدّي بعد تناول خمس أو ست جرعات من مشروب (الفودكا)، ورفع الأنخاب مرات عدة في صحة الصداقة اللبنانية – السوفياتية، والكفاح المشترك بين الحزب التقدّمي الاشتراكي والحزب الشيوعي السوفياتي. ثم قال لي الجنرال اسماعيلوف: رفيق وليد، أنت صديق كبير للاتحاد السوفياتي، ولن ننسى أبداً موقفك الداعم للشعب السوفياتي و”نضالنا المشترك ضد الإمبريالية".

 جهزنا الطابق العلوي
يستطرد جنبلاط: "سألني الجنرال اسماعيلوف إذا كان بإمكاني أن أقوم بإيواء أحدهم في المختارة. كيف كان لي أن أرفض؟ قدّم لي السوفيات مئات المنح الدراسية، ودرّبوا الآلاف من عناصر ميليشيا الحزب، وزوّدونا مجاناً بأسلحة وذخائر تصل قيمتها إلى 500 مليون دولار بين عام 1979 وأواخر الثمانينات".

ويتابع: "بعد أسبوعَين، جاء رجل في أواخر العقد الخامس من عمره مع زوجته، وقد جهّزنا لهما الطابق العلوي في منزل نعمة طعمة، النائب الحالي في البرلمان والصديق الكبير لآل جنبلاط".

 هروب الجاسوس!
في ختام روايته يعلق جنبلاط على أمرين اثنين هما كما قال: "أولاً، بدا لي الأمر غريباً إلى حد كبير أن يطلب مني السوفيات أن أخبّئ أحد جواسيسهم الكثر، ولاحقاً تأكّدت شكوكي بأن الأمبراطورية السوفياتية ليست على ما يرام، فقد انهارت بعد عامٍ واحد.. ثانياً، هرب السيد آبي (Abbé)، بحسب التسمية التي أطلقناها على برغلينغ، من لبنان عام 1994 عائداً إلى السويد، وذلك خلال وجودي في موسكو في عهد (الرئيس الراحل بوريس يلتسين) وقد سُجِن من جديد، وبالطبع كشف للصحافة السويدية عن المكان الذي كان يختبئ فيه".

 إحراج شديد
يواصل جنبلاط حديثه: " واجهت حرجاً شديداً مع أصدقائي السويديين من الحزب الديموقراطي الاشتراكي الذين كانت تربطني بهم صلات وثيقة، وبفضل هذه العلاقات، سنحت لي الفرصة أكثر من مرة للقاء شخصية عظيمة وأحد كبار القادة في القرن العشرين، الراحل (أولوف بالم)"، ويوضح: " لقد ألحق هذا الجاسوس الكثير من الضرر بالسويد وبي، أعتذر للشعب السويدي ولأصدقائي الديمواقرطيين الاشتراكيين.. فأنا لم أستطع أن أرفض طلب الجنرال فلاديمير اسماعيلوف".

من هو ستيغ برغلينغ؟
هو ضابط احتياط وأحد موظفي جهاز الأمن السويدي قام بسرقة ملفات سرية عسكرية. وباعها إلى الاستخبارات السوفياتية، خلال وجوده في مهمة تابعة للأمم المتحدة في لبنان في العام 1973. وبعد عودته إلى السويد، تابع تجسسسه لصالح السوفيات وسلّم معلومات حساسة جداً تتعلق بتركيبة جهاز الأمن السويدي وعمله.

وسرعان ما بدأت الشكوك تسري داخل الأمن السويدي وتوجهت الشكوك صوب (برغلينغ) دون أن تكون هناك أدلة كافية لتوريطه حتى تم اعتقاله في تل أبيب 1979 بتهمة التجسس لصالح السوفيات.
وفي 1979، أدين في السويد بالتجسس وحكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة الخيانة العظمى، وخلال فترة محكوميته في السجن، تمكن من الفرار عام 1987، وانتقل مع وزوجته إلى فنلندا حيث بادر إلى الاتصال بسفارة الاتحاد السوفياتي وتمكن بمساعدتها من الفرار.

وأقام الجاسوس (برغلينغ) في موسكو لفترة وفي مرحلة انهيار الاتحاد السوفياتي، انتقل إلى لبنان حيث اقاما بضيافة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، حليف السوفيات".
 
عودة
أعلى