شاشكا: سيف المرتفعات الذي انتشر ليصبح سلاحا شعبيا

AL RAGH

عضو
إنضم
24 أكتوبر 2014
المشاركات
17,678
التفاعل
69,339 0 0
شاشكا: سيف المرتفعات الذي انتشر ليصبح سلاحا شعبيا
TASS_1517342_468.jpg

يعد سيف الشاشكا سلاحا تقليديا بالنسبة للقوزاق
لعلّ تعدد استخدامات سيوف الشاشكا ما جعل لها مستقبلاً عسكرياً أكبر من أصوله المتواضعة في وسط العشائر الجبلية في منطقة القوقاز. كان الشاشكا يُقدّم للصبيَة الذين سيصبحون محاربي المستقبل، وانتقل عبر الأجيال المختلفة، لتتأجج ناره في درب مريع من ساحات المعارك جنوب روسيا إلى أطلال هتلر في برلين.

عندما صنعه سكان المرتفعات القوقازية لأول مرة، كان سيف الشاشكا متيناً وسهل الاستخدام وقاتلاً فتاكاً، لقد كان سلاحاً من أجل الحياة.

وفي منتصف الطريق بين السيف ذي الحد الواحد والنصل المنحني والسيف المستقيم، تم استلهام سيوف "الشاشكا" من الخناجر القوقازية التقليدية، ويعني اسمها في اللغة القوقازية "السكين الكبير".

تتكون سيوف الشاشكا من نصل أحادي الحد ومقبض مزينين، وظلّت قبضة السيف الجانبية تراثاً قوقازياً جبلياً لقرون عديدة قبل أن تشتهر في بداية القرن الماضي في الجيش الروسي.

كانت سيوف الشاشكا رفيعة ونهايتها مدببة ومنحنية قليلاً، ويبلغ طولها متراً، ووزنها كيلوغرام واحد. وقد جعلته هذه الخصائص والميزات سيفاً مثالياً للقتال في الجبال، وللاشتباكات في المسارات الضيقة والغابات، أو في المعارك بين الفرسان أو المشاة.


041_AA563984_468.jpg


وعلى الرغم من هذا السيف أصبح متاحاً للجميع، لكن إتقان استخدامه كان يتطلب مهارات محددة، لأن غياب الجزء الذي يحمي اليد، جعل تفادي الضربات أمراً صعباً. لكن شكله الرفيع أكسبه ميزة إمكانية السحب السريع، وضرب الجياد من دون تأرجح، ومن ثم إمساكه بوضعية الهجوم بسرعة.

غالباً ما كانت طعنة واحدة من هذه السيوف كافية، مثل كثير من سيوف الساموراي المحاربين اليابانيين. لكن على عكس سيوف الساموراي والسيف ذي الحد الواحد والنصل المنحني، كان سيف الشيشكا سهل الصنع، وهي حاجة ضرورية للمناطق القوقازية الفقيرة.

وسرعان ما لاحظ القوزاق الروس، الذين استقروا في سفوح الجبال القوقازية بوصفهم حرس حدود، مزايا سلاح المرتفعات.

RIAN_00028774_468.jpg


وعلى الرغم من أن الشراكس كانوا ألدّ أعدائهم، لكن القوزاق اعتمدوا كثيراً على العناصر الرئيسة في لباسهم العسكري، وعلى الأسلحة، على سبيل المثال قبعة الفرو "باباخا".

كما قاموا باستخدام سلاحهم الأبيض المفضل والفن الشركسي بالدوران في عروضهم، وفي الركوب البهلواني للخيول، والتي أصبحت اليوم رياضة يشتهر بها القوزاق.

لكن الروس لم يكتفوا باستخدام هذا السلاح، بل عملوا على تطويره. ففي العام 1838، دخلت نسخة جديدة محسنة من هذا السلاح "باكلانوف شاشكا" الخدمة في الوحدات القوزاقية. وقد سميّ على شرف الجنرال القوزاقي الأسطوري ياكوف باكلانوف. وقد جاءت هذه النسخة من السلاح من دمج سيف الشاشكا مع السيف ذي الحد الواحد والنصل المنحني.

وعن طريق القوزاق، سرعان ما حظي سيف الشاشكا بشعبية كبيرة في الجيش الروسي. وفي منتصف القرن التاسع عشر، كانت وحدات كثيرة من الجيش تحمل سيف الشاشكا، وفي النصف الثاني من ذلك القرن أصبح سيف الشاشكا سلاح الفرسان الرئيس.

RIAN_00000184.HR_468.jpg


كان سيف الشاشكا جزءاً رئيساً من اللباس العسكري لجنرالات الاتحاد السوفييتي حتى العام 1949

وفي ذلك الوقت، كان الزمن قد عفا عن سيوف الضباط وجنود الهوصار في الوحدات الأوروبية والفرسان المدرعين في زمن الأسلحة النارية. لكن سيف الشاشكا بقي سلاحاً مناسباً للاشتباكات القريبة، بعد نفاذ ذخيرة المسدس.

EL00-1658_468.jpg


في بداية الحرب العالمية الأولى، أصبح هذا السلاح رمزاً للجيش الروسي. وبعد ثورة العام 1917، أصبح سيف الشاشكا السلاح الأبيض الرئيس للجيش الأحمر، كما استُخدم في وحدات الفرسان السوفييتية خلال الحرب العالمية الثانية.

تزيّن غمد الشاشكا بأوسمة عديدة، من وسام الانتصار على نابليون بالعام 1812، وصولاً إلى الانتصار في برلين بالعام 1945.

وكان سيف الشاشكا جزءاً رئيساً من اللباس العسكري لجنرالات الاتحاد السوفييتي حتى العام 1949، ومن لباس حراس الشرف منذ العام 1968.

وعلى الرغم من توقف الإنتاج المنظم لهذا السلاح القديم منذ خمسينيات القرن الماضي في الاتحاد السوفييتي، بسبب تفكيك وحدات الفرسان الأخيرة، لكن الإنتاج عاد مرة أخرى في روسيا في العام 1998 مع تجدد التقاليد القوزاقية.

 
عودة
أعلى