الأرشيف الإسرائيلى يفرج عن وثائق تاريخية: «السادات» مؤيد للنازية

حكم مصارعه

عضو مميز
إنضم
27 نوفمبر 2014
المشاركات
4,272
التفاعل
5,251 0 0
«السادات» طلب تسليم الضفة وغزة إلى مصر والأردن.. والأمريكان أدركوا أن الحل فى تعديل المقترحات مقابل الانسحاب الكامل من سيناء.. و«ديان»: كتاب «ثورة على النيل» يحلل سمات شخصية «السادات».. و«بيجن»: كان هذا منذ 35 عاماً
كتب : عبدالعزيز الشرفىمنذ 46 دقيقة


214595_660_6032937.jpg

بيجن و السادات و كارتر

أفرج الأرشيف الحكومى الإسرائيلى، أمس، عن وثائق تاريخية ومذكرات سرية تعود إلى فترة المفاوضات بين مصر وإسرائيل فى «كامب ديفيد». وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إنه يمكن ملاحظة حالة الاستياء والشك التى سيطرت على أعضاء الوفد الإسرائيلى للمفاوضات تجاه الجانب المصرى، لافتة إلى أنه بعد يومين فقط من وصول الوفد الإسرائيلى، أجرى رئيس الوزراء آنذاك مناحم بيجن محادثة مع أعضاء الوفد لتناول المواقف المبدئية من المفاوضات، ثم تحولت المحادثة إلى تحليل لشخصية الرئيس الراحل أنور السادات، الذى وصفوه بأنه «مؤيد للنازية».




اقتباس :
«بيجن» لـ«السادات»: يمكن أن يخلفك من يعلن الحرب علينا.. والرئيس المصرى: وأنتم كذلك




وبحسب الوثائق، فإن «بيجن» أكد خلال المحادثة مع أعضاء وفده أنه «لا يجب أن نوهم أنفسنا. بيننا وبين المصريين فجوة عميقة جداً. ولا أتردد أن أقول إنها هاوية. ما يريدونه لا نستطيع أن نعطيه لهم. السؤال الآن هو ما إذا كان يمكن التوصل لأى اتفاق»، وهو ما دفع المستشار القانونى لوزارة الخارجية مائير روزن إلى الرد قائلا: «أقترح أنه فى فترة المفاوضات يمكن وقف الهجمات فى الصحف المصرية ضدنا»، فى حين قال وزير الدفاع عيزرا وايزمان: «نحن نطلب هذا كل مرة، سايروس فانس وزير الخارجية الأمريكى قال لى إنه أخبر السادات بأن خطأه الأكبر كان الهجوم على رئيس الوزراء الإسرائيلى».
وتحول النقاش بالفعل إلى محاولة لتحليل شخصية «السادات»، بعد أن أكد وزير الخارجية موشيه ديان أن كتاب «ثورة على النيل» الذى وضعه «السادات»، يظهر إلى حد كبير كل شىء عن السادات نفسه الذى عاش فى فترة الأربعينات، السادات الذى تمنى من كل قلبه انتصار ألمانيا النازية، فى حين حاول وزير الدفاع «وايزمان» التقليل من شأن فكرة «ديان»، وقال: «ربما كتب هذا بالفعل فى كتابه، ولكن مر منذ ذلك الحين 35 عاماً». وقال «بيجن»: «أريد أن أقص لكم حكاية عن السادات فى فترة الحرب العالمية الثانية، فقد طلب السادات من ناصر سراً الهجوم على سفارة بريطانيا وقتل كل من هناك. ولكن ناصر رفض».
وتشير الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه بعد ذلك انتقل النقاش إلى مسألة التأقلم المريب لـ«السادات» مع النكسة فى حرب 67، وقال «بيجن»: «وظيفته فى تلك الحرب كانت (فقيرة)، جلس أياماً كاملة فى البيت دون وظيفة، وحين علم بالهزيمة أغلق على نفسه منزله». وقالت «يديعوت» إنه على الرغم من أن الوثائق لا تغطى كل فترة المفاوضات وتم محو بعض الفقرات السرية وحجب بعض الوثائق التى تتناول المحادثات المغلقة بين «بيجن والسادات وكارتر»، فإنها تثبت من جديد أن المفاوضات كانت على وشك الانهيار بالفعل، خاصة بعد إصرار «السادات» و«بيجن» على النقاط الأساسية التى وضعوها، وهى أن «بيجن» لم يكن مستعداً لنقاش أى عمليات إجلاء أو انسحاب عسكرى كامل من سيناء، فى حين أصر «السادات» على تضمين اتفاق السلام «المسألة الفلسطينية»، وأضافت «يديعوت»: «بعد 12 يوماً وضغوط أمريكية هائلة على الجانبين، التقى كلاهما ووقعا الاتفاقية».
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه فى 6 سبتمبر وخلال وجود الوفدين المصرى والإسرائيلى فى الولايات المتحدة، حاول أعضاء الوفد الإسرائيلى مناقشة كيفية التغلب على مطلب «السادات» وإصراره على ربط الانسحاب من سيناء بمسألة التنازل عن الضفة الغربية وقطاع غزة. وخلال المناقشة، أكد «وايزمان» أن المسألة الفلسطينية هى مفتاح التوصل لاتفاق سلام مع مصر. وقال: «الأساس هو الضفة الغربية ويجب علينا مناقشة هذا. أما سيناء، فإننى على استعداد لخوض طريق أطول مما فكرنا بشأنها»، فى حين رد «بيجن»: «اقترحت تفسيرا لقرار مجلس الأمن رقم 242، وهو أن يتم إلغاء الحكم العسكرى فى الأراضى المحتلة ولكن يبقى الجيش فيها. نحن لا نرغب أن تشارك السلطة الفلسطينية فى المفاوضات، ولهذا فإن هذا هو الطريق الوحيد، وكارتر لم يُبدِ أى تحفظ». وأضاف «وايزمان»: «هناك عدة مستوطنات ليس لها أهمية كبيرة من ناحية إسرائيل. فمثلاً مستوطنات شرم الشيخ أقل أهمية من المستوطنات المحيطة بالقدس».
وأشارت الوثائق الإسرائيلية إلى أنه فى اليوم نفسه، التقى «وايزمان» و«السادات» معاً، وقال «السادات»: «قلت فى خطابى أمام طلاب جامعة الإسكندرية إنه فى الوقت الذى أجلس فيه مباشرة مع وايزمان، لن يكون هناك حدود للمفاوضات بيننا. وفى مفاوضاتى معك أشعر براحة وعلى استعداد للنقاش معك فى كل أمر». وقال «وايزمان»: «قبل أن تدخل قلت لحسن تهامى، نائب رئيس الوزراء، إنه من الأفضل أن يلتقى الرئيس مع ديان». وقال «السادات»: «كارتر طلب منى هذا ورفضت، ولكن لن أرفض طلبك هذه المرة، وسأفعل كل ما فى وسعى للتوصل لإطار الاتفاق». وأضاف «وايزمان»: «لا بد لى من تكرار سؤالى السابق، هل ترغب فعلاً فى السلام بشأن سيناء والضفة الغربية؟»، محاولا أن يشرح لـ«السادات» وجهة نظر «بيجن» فى الإصرار على التمسك بالضفة الغربية.




اقتباس :
«وايزمان»: لا أهمية لمستوطنات شرم الشيخ بالنسبة لإسرائيل.. و«بيجن»: مقترحات السادات «الأكثر تطرفاً»




وبعد أن التقى «كارتر والسادات وبيجن»، عاد رئيس الوزراء الإسرائيلى إلى وفده المرافق يخبرهم عن اقتراح «السادات» للسلام، الذى وصفه بـ«الوثيقة الأكثر تطرفاً التى كتبها المصريون، وهى تتضمن التوقيع على معاهدة الأسلحة النووية وتحديد نطاق الأسلحة الإسرائيلية وتقسيم القدس وتسليم الضفة الغربية وغزة إلى مصر والأردن وإعادة اللاجئين وتعويضهم والالتزام بالانسحاب من الجولان وسحب المستوطنات». وقال «بيجن»: «الشيوعيون أنفسهم فى بلادنا ربما يوافقون على تلك المقترحات، لكن أحداً لا يتجرأ أن ينفذها فعلاً».
وأشارت «يديعوت» إلى أن مقترحات «السادات» سببت حالة من التوتر فى أجواء المفاوضات، ورفض «بيجن» الانسحاب الكامل من سيناء، وحاول التملص من الرد على طلب الانسحاب من الضفة الغربية، وهو ما أثار غضب «كارتر»، وزعم أن هدف الوثيقة التى قدمها «السادات» هو إرضاء العالم العربى، ولكنه سيقتنع بالتنازل بعض الشىء بمرور الوقت.
وحاول أحد أعضاء الوفد، وهو اللواء أبراهام تامير مستشار وزير الدفاع، تهدئة حدة التوتر خلال مناقشة ودية بين أعضاء الوفد، وقال: «بالنسبة لى، مقابل السلام أنا مستعد لإخلاء كل المستوطنات فى سيناء. ليس لها أى قيمة أمنية بالنسبة لى. من أراد أن يبقى فليبقَ فى أكناف الإدارة المصرية»، مؤكداً أنه يمكن تجميد الاستيطان فى الضفة الغربية.
وفى لقاء آخر بين «كارتر والسادات وبيجن» فى 7 سبتمبر، قال رئيس الوزراء الإسرائيلى للرئيس المصرى: «قبل سنوات، استطعت خداعنا وجعلتنا نخسر آلاف الشباب، جعلتنا ننسحب إلى حدود 67»، وهو ما دفع «السادات» للرد قائلا: «الشعب المصرى شعب طيب هامته مرفوعة وثقافته عالية، ولا يمكننى أن أقول له إن هناك مستوطنات إسرائيلية على أراضى بلاده». وأضاف «بيجن»: «كلنا سنموت فى النهاية، ويمكن أن يأتى خلفك آخر ويقنع الشعب المصرى بالهجوم علينا من جديد كما حدث فى 67»، وقال «السادات»: «وأنت كذلك، قد يأتى شارون إلى الحكم، هو مشعل حروب ويمكنه أنه يفعل الأمر ذاته»، وأشارت «يديعوت» إلى أن إصرار الجانبين على عدم التنازل بشكل كامل دفع الولايات المتحدة إلى التفكير فى عرض بعض التعديلات الطفيفة على اقتراحات «السادات» بحيث يكون الانسحاب محدوداً من الضفة الغربية، فى حين يتم الانسحاب الكامل من سيناء.
وفى وثيقة بتاريخ 2 يوليو 1978، التقى وزير الخارجية الإسرائيلى بنائب الرئيس الأمريكى والتر مونديل، على خلفية توتر الأجواء بين الجانبين بسبب زيارة «السادات» لإسرائيل، غير أنه لم يحدث أى تقدم بين الجانبين، وهو ما دفع الأمريكيين إلى الضغط على إسرائيل للانسحاب من الضفة الغربية، قبل أشهر قليلة من انطلاق المفاوضات رسمياً.


 
عودة
أعلى