الرسائل المتبادلة بين لويس التاسع و الملك الصالح نجم الدين أيوب

Glock95

عضو
إنضم
1 فبراير 2009
المشاركات
2,667
التفاعل
6,404 0 0
رسالة الملك لويس التاسع للملك الصالح نجم الدين

بسم الإله النصيح , صاحب الدين الصحيح , عيسى بن مريم المسيح , أما بعد , فإنه لم يخف عليك و لا على كل ذي عقل ثاقب و لا ذي ذهن لازب , أنك أمين هذه الملة الحنفية و أنا أمير هذه الملة النصرانية , و ليس خفي عنك ما فتحنا من بلاد الأندلس و السارا , و أخذنا النساء و العذارى , و فرقناهم على ملة النصارى , و جعلنا رجالهم أسارى , و نساءهم عليهم حيارى , و قد علمت ما نحن فيه من حق الرعية , لما فتحنا بلاد المهدية , و عفونا على ثغر الإسكندرية , فلا تلجىء العالم إلى العسف , و لا تسيمهم بسيماء الخسف , نقتل العباد و ندوس البلاد و نطهر الأرض من الفساد , فإن قابلتنا بالقتال فقد أوجبت على نفسك و رعيتك النكال , و أرميتهم في أشر الوبال , يكثر فيهم العويل و لا نرحم عزيز و لا ذليل و لا تجد إلى نصرتهم من سبيل .





و نحن نشرح لك ما فيه الكفاية و أبذلنا لك غاية النصيحة و الهداية , أن تنقل إلى عندنا من عندك من الرهبان , و تحلف لنا بعظائم الإيمان , أن تكون لنا نائبا على ممر الأزمان , و تعجل لنا بما عندك من مراكب و طرائد و شواني , و لا تكون فيك فترة و لا تواني , لتكون قلوبنا راضية عليك , و لا تسوق البلاء بيدك إليك , و تكون على نفسك و جيشك قد جنيت , و تعود تقول " ياليت " و تضع الحرب أوزارها و تشعل نارها , و يتعالى شرارها و يقتم فنارها و تأخذ منكم بتارها , فسيوفنا حداد , و رماحنا مداد , و قلوبنا شداد , و يحكم بيننا و بينكم رب العباد , فإن كانت لك فهديه ألقت بين يديك , و إن كانت لنا فيدنا العليا عليك , إذا استحق بالإضافة إمارة المِلتَين و حكم الشريعتين و بيد الله تعالى السعادة و هو الموفق للإدارة , ثم كتب في اّخره يقول : ستسلم إن سلمت غير محارب , فإنك لا ترجو أمورا ترومها , أتيناك في خلق كرام و عصبة مسيحية لم تخف عنك علومها و ها أنا قد أنشدت بيتا مهدداً , مخافة أن لا تلقى النفس ضيمها , ستعلم ليلى أي دين قد أتيت و أي غريم للتقاضي غرامها .


رد الملك الصالح نجم الدين ايوب على الرسالة




فلما وصلت هذه المكاتبة للسلطان الملك الصالح كان في أشد ما يكون من المرض فكتب الجواب و أنفذه و هذا نصه :



بسم الله الرحمن الرحيم



و صلى الله على سيدنا محمد و على اّله وصحبه أجمعين , و الحمد لله رب العالمين , و العاقبة للمتقين , و لا عدوان إلا على القوم الظالمين .



من عند الداريء عن حرم المسلمين و القاريء كتاب رب العالمين , المنزل على خير المسلمين محمد صلى الله عليه و على اّله الطاهرين , وأصحابه الأنصار و المهاجرين , صلاة دائمة إلى يوم الدين .



أما بعد فقد وصل كتابك و فهمنا لفظك و خطابك و ها أنا قد أتيتك بالخيل و الرجال و الخزائن و الأموال و العساكر و الأثقال و القيود و الأغلال , فإن كانت لك فأنت الساعي , و قد أمنت الناعي , و إن كانت عليك فأنت الباغي لحتفك و الجادع أنفك بظلفك فإن رأيت أن لا تقيم بين الفيتين ضغنا , فلذلك من الله علينا و عليكم مننا , و إن غير ذلك فقد قال الله تعالى



" أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا "



و لما وصل إلينا كتابك أعطيناك جوابك



" مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً "



وفي كتابك تهددنا بجيوشك و أبطالك و خيلك و رجالك , أو ما تعلم أن نحن أرباب الحتوف و فضلات السيوف , ما نزلنا على حصن إلا هدمناه و لا عدم منا فارسا إلا جددناه و لا طغى علينا طاغ إلا دمرناه فلو نظرت إيها المغرور جد قلوبنا و جد حروبنا لرأيت فرسانا أسنتهم لا تمل و سيوفهم لا تكل و قلوبهم لا تذل و لغضضت على يدك بسن الندم , و لأخرك تحريك قدم عن قدم , فلا تعجبك العساكر التي بين يديك فهو يوم أوله لنا و اّخره عليك فإذا أتاك كتابي هذا فلتكن منه بالمرصاد , على أول سورة النحل و اّخر سورة ص " أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ " " وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْد حِين " هنالك تطاول نحوك الأعناق , و تشخص صوبك العيون , و يسوء بك الويل , و تسوءك الظنون "



" وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ "



ألا يا مليك الروم هل أنت سامعُ و هل أنت عما في ضميرك راجعُ

تروم بلاد القدس بالسيف عنوة و دون بلاد القدس دينك ضائعُ

لقد حفظ البيت المقدس عصبة كما حفظ الكف اليمين الأصابعُ

جمعت بني الإفرنج شرقاً و مغرباً تشتت شملاً كان قبلك جامعُ

فلا أنت ترجو بعض ما قصدته و لا من أتى مستنصراً لك راجعُ

أتطمع من ليلى بوصل و إنما تضرب أعناق الرجال المطامعُ



إبن أيبك الدواداري | كنز الدُرر وجامع الغُرر " ج 7 - الدُر المطلوب في أخبار ملوك بني أيوب ص 366 , 367 , 368 & 369 "






 
تضاربت أقوال المؤرخين ممن عاصر الصالح أيوب أو جاء بعده فيه فمنهم من مدحه ومنهم من ذمه، ولكنهم يجمعون على أنه كان حسن السياسة عالي الهمة لايُمكِّن القوي من الضعيف ويُنصف المظلوم من الظالم، واسع الصدر في إعطاء الجند والإنفاق في مهمات الدولة.
.
موضوع جميل اخي + تقيم
 
تضاربت أقوال المؤرخين ممن عاصر الصالح أيوب أو جاء بعده فيه فمنهم من مدحه ومنهم من ذمه، ولكنهم يجمعون على أنه كان حسن السياسة عالي الهمة لايُمكِّن القوي من الضعيف ويُنصف المظلوم من الظالم، واسع الصدر في إعطاء الجند والإنفاق في مهمات الدولة.
.
موضوع جميل اخي + تقيم

شرفنى مرورك اخى العزيز
هذا العصر كان عصر جهاد و كفاح
ويكفى ما قالة المؤرخ ابن الأثير الجزري

• بالهجمات التي قام المغول بشنها عَليهم مِن الشرق والفرنجة مِن الغرب ، لم يكُن المُسلمون في أي يوم مِن الأيام في وضع أشد قَسوة مِنه طوال تاريخهم ، الله يَلطف بهِم ويَرحمهُم | المؤرخ ابن الأثير الجزري


فهل نحن الان فى حال اسوأ من هذة الايام ام لا ..
الله وحدة يعلم
 
عودة
أعلى